نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 11 فبراير 2022

يونان النبي وتوبة أهل نينوى

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى  

يونان النبى والهروب من الله ..

+ كان يونان ومعناه حمامة  نبيًا لإسرائيل  حوالي عام ٨٢٥ – ٧٨٤ ق.م. وكان معاصرًا لعاموس النبي، وقد سجل نبوته غالبًا بعد عودته من نينوى. جاء في التقليد اليهودي أن يونان هو ابن الأرملة التي أقامه إيليا النبي في صرفة صيدا (١ مل ١٨: ١٠ – ٢٤). لقد ارسل  الله هذا النبي المحب لشعبه إلى نينوى الأممية يكرز لها بالتوبة بكونه أممي من جهة والدته . ارسله الله الى نينوى عاصمة اشور الأممية  ليكرز لها بالتوبة ولكن بدلا من الطاعة لأمر الله ، هرب يونان من يافا إلى الغرب بدلاً من أن يذهب شرقاً لنينوى. وهل يختفي بهذا عن الله الذى خلق الكون والبر والبحر والسماء وكل ما فيها؟. أن جهل الإنسان يقوده بعيداً عن الله.  لكن الله في رحمته وحنانه وشفقته استخدم الله يونان النبي الهارب من أجل خلاص البحارة وخلصه وجعله آية لأهل نينوى بل واقنع يونان نفسه باهمية النفوس البعيدة عن الله . أن رحمة الله فى كل زمان تشمل كل انسان من كل أمة ولسان وجنس فالله خالق الجميع ومخلصهم ويسعى الى خلاصنا حتى فى جهلنا وبعدنا وعدم معرفتنا له. الله يريد أن الكل يخلصون والي معرفة الحق يقبلون {لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.} (يو16:3-17).  الله يريدنا أن نرجع ونقدم توبة صادقة ونطلب رحمته وهو يغفر خطايانا ويقبلنا اليه.

+ لقد هاج البحر علي يونان النبي كما يهيج علينا العالم  اليوم بسماح من الله لنرجع اليه، وبينما كان يونان نائما خاف الملاحون وصرخوا كل واحد الى إلهه وايقظوا يونان ليصلى لله لينقذهم ولما علموا قصته حاولوا ان يرجعوا به الى الشاطئ لكن البحر اذداد اضراباً وعندما تسألوا ماذا يفعلوا قال لهم ليلقوه  فى البحر فيسكت عنهم البحر {  فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا عِبْرَانِيٌّ وَأَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ».فَخَافَ الرِّجَالُ خَوْفاًعَظِيماً وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا فَعَلْتَ هَذَا؟» فَإِنَّ الرِّجَالَ عَرَفُوا أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ. فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَصْنَعُ بِكَ لِيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنَّا؟» لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَاباً.فَقَالَ لَهُمْ: «خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هَذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ»}(يون 9:1-12) وعندما القوا يونان فى البحر أعد الله حوتا عظيماً ليبتلعه. ان صراخ اهل العالم حولنا فى كل وقت يجب ان يكون دافع قوي لنا لكى نقوم من نوم الكسل ونستيقظ  لنصلى الى الله طالبين النجاة والخلاص لنا ولمن معنا في سفينة الحياة.

+ نصوم صوم أهل نينوى ثلاثة أيام نتذكر صوم أهل نينوى قديما وإيمانهم وتوبتهم أمام الله وقبول الله لهذه التوبة، أننا نشكر محبة الله المقدمة لنا عبر التاريخ وسعيه  لخلاص الإنسان حتى فى هروب الإنسان وبعده عن الله. نصلى لله فى توبة صادقة ونصوم ونتذلل ونرجع عن طرقنا الرديئة  ونسأله أن يرحمنا ويقودنا أفراد وشعب وكنيسة جميعا لما فيه خلاصنا من الظلم والشر والفساد ويهدى أرجلنا الى طريق السلام من أجل حاضر كريم ننعم فيه بالأمن والإيمان والسلام ومستقبل أفضل لأبناء كنيستنا القبطية ولشعبنا المصرى عامة ومنطقتنا والعالم ونصلي من أجل خلاص كل أحد.

يونان المنادي بالتوبة ....

فى جوف الحوت جازت اللجج والتيارات على يونان ووجد نفسه سابح كما فى قبر المخلص الذي  بموته أحيانا بقيامته من الموت وهذا ما أكد عليه المخلص {وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول هذا الجيل شرير يطلب اية ولا تعطى له اية الا اية يونان النبي، لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل}  (لو  11 : 29، 30). لقد قذف الحوت يونان الى البر وصارت إليه دعوة الله  ثانية { فقام يونان وذهب الى نينوى بحسب قول الرب اما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلاثة ايام}  (يون  3 :  3) . ذهب يونان وسار في شوارع المدينة منادياً إن الرب سيهلك المدينة بسبب شرها ولما علم أهل المدينة بقصة يونان ومناداة لهم بالتوبة { أمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد. ونودي وقيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك }( يو5:3-9). كانت توبة أهل نينوى سريعة وبايمان بالله  بمناداة نبي غريب الجنس وكانت  توبتهم شاملة للجميع  بتواضع قلب مع صوم مما جعل السيد المسيح يتخذهم عبرة ومثالاً لأهل زمان تجسده {رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان وهوذا اعظم من يونان ههنا} (لو 11 : 32) ومن أجل توبتهم غفر الله لهم ولم يهلكهم لأن الله لا يسر بموت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا {فلما راى الله اعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه} (يون 10:3). نعم ان الله يريد أن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ولهذا ارسل الله الانبياء وفى ملء الزمان تجسد وتأنس وجاء إلينا معلناً محبته وخلاصه لكى لا يهلك كل من يؤمن به لا تكون له الحياة الأبدية. فهل نقترب إليه وننهل من محبته ونتوب اليه عن خطايانا ام نهرب من بحث الله عنا ونخسر أنفسنا و ابديتنا ونعاني مصاعب شتى لا نعرف كيف يمكننا التغلب عليها، وبدلاً من قبول التأديب نتذمر على الله ونستمر فى الهروب والبعد عن الله .

محبة الله المنتصرة...

بعد أن نادى يونان لاهل نينوى بهلاك المدينة بعد أربعين يوماً، خرج شرقى المدينة وبقى منتظراً ليرى ماذا يصنع الله وكان الجو صيفى حار هنا تدخلت محبة الله فى حوار ودى مع يونان { فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على راسه لكي يخلصه من غمه ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما. ثم أعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست. وحدث عند طلوع الشمس أن الله أعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على راس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت وقال موتي خير من حياتي. فقال الله ليونان هل اغتظت بالصواب من اجل اليقطينة فقال اغتظت بالصواب حتى الموت. فقال الرب انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت. افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة}( يون 6:4-11) نعم إن رحمة الله العظيمة ومحبته الفائقة تجتذب ليس فقط الأممى الجاهل بل النبى الهارب، محبة الله التى حررت زكا العشار وجذبت إليها اللص اليمين على الصليب في آخر لحظات حياة ، محبة الله غيرت وتغير عبر التاريخ الخطاة وتسعى الى ادراك البعيدين والقريبين وتقتدر فى فعلها الكثير، ونحن نثق انها تستطيع ان تجتذبنا نحن ايضاً.

 

ردنا الى خلاصك...

 + أيها الرب الإله الذى سعى الى خلاص أهل نينوى قديما دون أن يطلبوك، ردنا يارب الى خلاصك. واهدنا الى ملكوتك لنبحث عن الحق ونتوب بحق ونعبدك من كل القلب ونتحرر من كل ربط الخطية المؤدية الى الموت والهلاك.ونتحرر من الكراهية والتمييز العنصري  والعداوات بين الأمم والشعوب والأعراق والأديان وننفتح على الجميع ونقبلهم بمحبة واحترام.

+ أيها الرب الإله الذى غفر ليونان جهله وأعد له سفينة جديدة تجرى به فى أعماق البحر دون ان تؤذيه المياه أو أحشاء الحوت او مخاطر الاممين فى مناداته بهلاك المدينة، انت قادر ايضاً أن تستخدمنا لخلاص كل أحد نقابله لنعلن له رائحتك الذكية ويقبل الجميع الى التوبة و يعرفوك انت الاله الحقيقي ويعبدوك بالروح والحق.

+ الهى لن نهرب منك بعد اليوم، لكن نريد أن نعرف ارادتك فى حياتنا لكي نتممها، أعطنا يارب أن نعمل في حقلك لكى ما نجمع إليك فالحصاد كثير والفعلة قليلون، نصلى اليك ان ترسل فعلة لحصادك وتجعل قلوبنا منفتحة على صوتك الحنون ودعوتك المستمرة لنا للتوبة، أمين .

ليست هناك تعليقات: