نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

القلب وأهميته فى الحياة الروحية


الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

القلب ومركزه فى الحياة الروحية
+ لقد خلق الله الإنسان على صورته وكشبهه له روح تشتاق الي الله وقلب صالح عواطف مقدسة ولما كان السقوط رأينا الإنسان يهرب من الحديث مع الله بل { ورأى الرب إن شرّ الإنسان قد كثر في الأرض وان تصور أفكار قلبه إنما هو شر كل يوم }(تك 5 : 6 ). فبالخطية تدنس القلب وبالكبرياء فسد، وبإتباع الإنسان لأهوائه وشهوات قلبه زاغت وتقسّت قلوب الكثيرين. ان للقلب أهمية كبرى في الحياة الروحية، لأنه مركز العواطف والشعور في الإنسان. من أجل هذا يقول الكتاب {فوق كل تحفظ أحفظ قلبك لان منه مخارج الحياة} (ام 4 : 23) . وكما أن القلب الطبيعي له أهمية كبرى الجسم وهو يعمل بدون توقف حيث انه يرسل الدم النقي المقوي لكل الأعضاء كذلك نجد أن القلب بالمعنى الروحي في الإنسان له اهمية كبيرة فهو الموجه والقائد الذى منه تخرج الصالحات أو الشرور . وأن كان الطب البشرى يستطيع ان يعالج ويصلح القلوب اللحمية فان عمل الله أعظم بما لا يقاس ويستطيع أن يغير القلب تغييراً كلياً. {أُعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديدة في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم} ( حز 26:36). هذه هي عملية الله الداخلية في النفس إذ يتبدل القلب الشرير بعمل روح الله والإيمان والجهاد. وقد عمل الله بالناموس الطبيعي والضمير وبالأنبياء على إيقاظ قلوب بني البشر ليرجعوا إلى الله فيجدونه ويعطوا الله قلوبهم ويلاحظوا طرقه ووصاياه {ثم إن طلبت الرب إلهك تجده أذا التمسته بكل قلبك وبكل نفسك} (تث 4 : 29). ووعد الرب أن يختن الرب قلوبنا لكي نحبه من كل القلب والنفس فنحيا به وهذا ما أتمه الله في العهد الجديد بحلول الروح القدس على المؤمنين، لتصير قلبهم مسكناً لروحه القدوس ويصير قلبنا مذبحاً مُكَّرساً للعبادة وبالصلوات النقية والمحبة الصادقة.
+ هناك العديد من القلوب التي تعتبر مريضة وتحتاج إلى العلاج والإصلاح، فالقلوب القاسية هي قلوب حجرية لا ترقُّ لضعف، ولا ترحم أحداً، هذه القلوب الشريرة التي يخرج منها الشر {لأن من القلب تخرج أفكار شريرة ، قتل ، زنى ، فسق ، سرقة ، شهادة زور ، تجديف ....} (مت 15 : 19) هذه التي تنجس الأنسان. لكن الله قادر إن يغير ويحوّل القلوب المريضة الي قلوب طاهرة إن تقدمت إليه بالتوبة، وعملت على ان تحيا حياة مقدسة فى الرب. والعكس ان لم يحافظ الانسان على نقاوة قلبه ممكن ان ينحرف ويتنجس ولقد وهب الله سليمان قلباً حكيماً ومميزاً {وأعطاه حكمة وفهماً كثيراً ورحابة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر} (1مل 4 : 29 ). لكن هذا القلب الحكيم عندما أستسلم لحياة اللذة والترف { كان في زمان شيخوخته إن نساءه أملن قلبه وراء ألهه أخرى ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب كقلب داود أبيه } (1مل 4 :11). وهكذا خدعت دليلة شمشون الجبار وأسلمته لأعدائه بقولها له { كيف تقول احبك وقلبك ليس معي وهوذا ثلاث مرات قد خذلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة }(قض 15 : 16)، ولما أباح لها بسرّ قوته سلمته لأعدائه ليعاملونه كالحيوان يطحن لهم. لهذا جاء المسيح له المجد يحررنا ويحذرنا {من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه} (مت 5 : 28 ). يحذرنا من محبة العالم وشهواته وخطاياه والسير فيها {لا تتبع هواك ولا قوتك لتسير في شهوات قلبك } (سير 2 : 5). وكذالك يحذرنا من محبة المال الذي هو أصل كل الشرور، لان الطمع يفسد القلب، ويظلم البصيرة الداخلية . { فانظروا أيها الإخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن محبة الله الحيّ } ( عب 3 : 12). وعلينا ان نثبت فى الإيمان ونحب الله من كل القلب والنفس والفكر دون تعرج بين محبة الله ومحبة العالم، وشهواته فالقلب المنقسم لا ينجح ولا ينال شيئًا صالحًا.
كيف أقتني قلباً صالحاً ؟
+ التوبة والأعتراف.. الخطية تلوث القلب بالشرور وتفصله عن الله، فبدلاً من أن يكون مصدر الصلاح والخير يصير مدنسا ونجساً. وبالتوبة والأعتراف يرجع المؤمن الي الله ويعود الى حياة البر ويبتعد عن الخطية وتغفر خطاياه. فلنعمل جاهدين على الصراخ إلى الله بتواضع ودموع لحراسة القلب وتنقيته لكي يصير مسكناً لله ومذبحاً للصلاة. ونجاهد متضرعين لله ان يعمل فينا وتسندنا نعمته الغزيرة لنحيا بتواضع القلب ونسلك متواضعين ونداوم علي الصلاة إلى الله، والرجوع إليه ويتجدد الإنسان الداخلي بسكني محبة الله فى القلب { تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتعرفوا إرادة الله الكاملة الصالحة المرضية}. نعرف إرادة الله ونُصمِّم على تنفيذها باتضاع قلب ووداعة .
+ الإيمان العامل بالمحبة.. لقد تجسد السيد المسيح له المجد ليعطينا البصيرة الروحية ويحررنا من الخطية ان نثق في قدرة الله وفي فدائه الثمين وحبه {هذه هي المحبة ليس إننا نحن أحببنا الله بل انه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا } ( 1 يو 4 : 10 ) ولهذا نحبه ونعمل وصاياه {غاية الوصية هي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء}. بالتجسد الإلهي امتلك ربنا يسوع المسيح قلباً مثلنا لكنه كان طاهراً بلا خطية يمتلئ بالحنان نحو البشر. بهذا القلب الحنون المحبّ أشفق على المرضى والمحتاجين والخطاة وداوى كل إمراضنا ودفع ديون خطايانا وسترعلى ضعف الضعفاء ووهبهم القوة، وحل المقيدين وشفى المتسلط عليهم إبليس. وهو لا زال يعمل ويريد إن يعمل معنا، فان أمنا به فكل شيء مستطاع للمؤمن.
+ عمل الروح القدس ... يصرخ المرنم طالباً من الله { قلباً نقياً اخلق في يا الله وروحاً مستقيماً جدّده في أحشائي ، لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني} . إن القلب المنكسر والمنسحق لا يرذله الله إن المعمودية هي ولادة جديدة للإنسان من الماء والروح تطهر القلب وتعطينا غفراناً لخطايانا الأصلية والتي اقترفناها قبل العماد وبالميرون المقدس نصير هياكل للروح القدس الوديع الذي يحرق خطايانا ويقودنا في حياة الفضيلة والبرّ، لتظهر ثمار الروح القدس في حياتنا. التوبة والاعتراف تغفران الخطايا التي نقترفها بالجهل والضعف والنسيان وكلما جاهد المؤمن مدققاً في حياته الروحية يصير قلبه مسكنًا يستريح فيه الله، ومذبحاً ترتفع منه الصلوات النقيّة، فلنحرص على عبادة الله ومحبته من كل القلب ليضرم الله نعمة روحه القدوس داخلنا مطهراً القلب جاعلاً إياه مسكناً له.
+ الثبات في الرب .. إن كلمة الرب تنقّي الإنسان وتقدسه وكلما حرصنا على قراءتها في صلاة وتأمل وتواضع كان لها الفعالية في نمونا وتقديسنا {لان كلمة الله حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والنخاع ومميزة لأفكار القلب ونياته} ( عب 4 : 12 ). الطاعة من القلب تجعل المؤمن يثبت فى الرب {فشكراً لله إنكم كنتم عبيداً للخطية ولكن أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها }( رو 6 : 12). فلنداوم على القراءة فإنها تحررنا من النجاسة وتعطينا مادة مقدسة للصلاة والتأمل، فلنلاحظ أنفسنا والتعليم ونداوم على ذالك لأننا بهذا نخلص نفوسنا والذين يسمعونا أيضا. نعم ان سر قوتنا هي كلمة الله التي تغلب الشرير {خبأت كلامك في قلبي كي لا اخطأ إليك}(مز 115 : 119) فلنحفظ كلمة الله في قلب جيد صالح، ونثمر بالصبر ثمارًا تليق بأبناء الله ونتناول من الأسرار المقدسة باستمرار وباتضاع قلب طالبين من الرب أن يهبنا حياة العفة والقداسة والنمو في الإيمان، فان جسد ودم المسيح يسوع المُقدّسين قوة للثبات في الرب، وغفران للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منهما بانسحاق قلب.
صلاة القلب
+ في مجال النمو الروحي والثبات فى المسيح يوصى الاباء بالصلاة الدائمة كتعليم الرب إن نصلي كل حين ولا نمل فكيف نجعل من القلب مضخة للصلاة تضخ للسماء تسبيح وطلبات وتوسلات من اجل خلاص العالم، ومن اجل الخطاة، ومن اجل كل من هم في حاجة، وكيف نقتني قلبًا شفوقًا يحل فيه ملكوت الله. أن ذلك يأتي بالصلاة الدائمة عبر هدوء الحواس والأفكار ومناجاة الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح أثناء الشهيق والزفير " يا رب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ " أو غيرها من الصلوات السهمية القصيرة " يا الله التفت إلي معونتي يا رب أسرع وأعنِّي " أو كما علّم القديس أنبا انطونيوس تلاميذه " يا رب يسوع ارحمني، يا رب يسوع اعني، أنا أسبحك يا رب يسوع " نقولها في هدوء ونتعود عليها طالبين من الرب أن يلهب قلوبنا بروحه القدوس كما قال تلميذا عمواس { فقالا لبعضهما البعض الم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب } (لو 24 : 32 ). وفي عملنا وبيوتنا وسيرنا وجلوسنا فلنردّد صلاتنا كعمل داخلي للقلب، فيعطينا سؤال قلوبنا ولن نستطيع من نار حبه السكوت كما جاء في ارميا النبي {فقلت لا اذكره ولا انطقه بعد باسمه فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم استطيع } (أر 9 : 20 ) فلنحمل نير المسيح ونتعلّم منه لأنه وديع ومتواضع القلب فنجد راحة لنفوسنا، ونصرخ طالبين منه أن يهبنا نقاوة القلب، لكي نقدر أن نعاينه داخلنا ويُحرِّك قلوبنا بالرحمة نحو كل الخليقة .
+ نحرص على تنقية قلوبنا من كل خطية حتى لو كانت الخطايا والثعالب الصغيرة، فإنها تفسد الكروم والثمار المتولدة من الصلاة والصلاح. وننقي قلوبنا من الغضب والذم والكراهية والرياء والإدانة فان هذه الخطايا تمنع نعمة الله من الجريان داخل قلبك. ونبتعد عن الكلام البطّال أوالخداع ولا نطلب مديحاً من الآخرين وإلا نكون قد استوفينا أجرنا. ولا نجعل قلبنا يتعلق بما هو ارضي بل ليكون كنزنا في السماء لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا. ونطرد من داخلنا كل محبة غريبة طالبين محبة الله من كل القلب والنفس والفكر والقدرة فتحل نعمة الله علينا.
+ التواضع والصوم والصلاة وخدمة الآخرين { لا بخدمة العين كمن يرضي الناس بل كعبيد للمسيح عاملين مشيئة الله من القلب} ( أفس 6 : 6 ). نضع الأبدية في قلوبنا { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه}(مت 16 : 26) نحن غرباء علي الأرض ووطننا الحقيقي هو السماء التي نحن سفراء لها {فالله وضع الكل حسناً في وقته وأيضا جعل الأبدية في قلوبهم التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله من البداية إلى النهاية }( جا 3 : 11). ان لمحبتنا لله ولأتعابنا على الأرض مكافأة على الأرض وبها نسعد ونسر سلام ونحيا مع الأب السماوي المحب وفي النهاية حياة أبدية .
أمتلك قلبي يا رب ......
+ مثل عظيم رحمتك يا خالقي ارحمني. ومثل كثرة رأفتك أمحو معاصي لأنك اله رحيم ومحب للبشر وقد أعلنت لي محبتك وفديتني فاني أهبك حياتي. وأسائلك ان تخلق فى قلباً نقياً يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّد في أحشائي، لا تطرحني من قدام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني. اسمع صلاتي يا سيدي، والى صراخي أمل أذنيك، لأنك وحدك الهي وغايتى، لك وحدك أعطي قلبي، فأرسل لي نعمة روحك القدوس، لتشبع جوع نفسى، ليحل ملكوتك داخلى، فأحيا معك في سلام ومحبة وبرالي الأبد.
+ أنت يارب تريد لنا إن نحبك من كل القلب والنفس والفكر والقدرة، وانت بظروفنا أعلم وادرى، فانظر يارب الى ضعفنا ولا تدع أهتمامات العالم المملؤة تعب وهموم تلهينا عن خلاص أنفسنا وسعينا الى رضاك والعمل بوصاياك ومحبتك. سمر خوفك فى داخلنا، ولتسكن فينا نعمتك بغنى لنتحرر من الخطية والجهل والكسل ونثبت فيك وتحل بالإيمان فينا ونتحد بك كاتحاد الأغصان بالكرمة ونثمر ويدوم ثمرنا.
+ أمتلك قلبى أنت يارب، خليه لك مضخة صلاة وحب. أعيش معاك تملئ فى حرارة وقرب. أعلن محبتك للقريب والغرب. ولما يتوقف النبض هنا فى القلب. فى الأبدية معاك يحلي القرب.

ليست هناك تعليقات: