نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 12 مارس 2015

المسيح المحرر والمرأة السامرية

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المسيح المحرر ...
+ في لقاء ربنا يسوع السيد المسيح مع المرأة السامرية نرى المسيح المحرر والمشجع والمشبع والذى يستطيع أن يحرر الله الإنسان من التمييز العنصرى البغيض على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو الرأى ومن تصنيفنا للناس فى كبرياء ورياء ومن أغتصاب الحق الله كديان العادل.
كان السامريين يهود اختلطوا فى السبى الأشورى بالأمم وتزاوجوا من بعضهم البعض وأقتصر إيمانهم على اسفار موسى الخمسة دون بقية كتب الانبياء . كما تاثروا بالامم فلم يؤمنوا بالقيامة ولا الحياة الاخرى او الملائكة وكان اليهود فى عداوة مع السامريين { فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين} (يو9:4).
+ هذا التمييز الدينى الذى نراه فى صراعات عالم اليوم جاء المخلص الصالح ليحررنا منه ويعلمنا ان نحترم الجميع كما هم لا كما نريد ان يكونوا . ان البشرية كلها تنحدر من أب واحد هو أدم وأم واحده هى حواء ويجب ان نحترم كل إنسان كخليقة الله العاقلة الحرة، وكما نريد ان يفعل الناس بنا يجب أن نفعل بهم نحن أيضاً فنحترم الاخرين ونقدرهم ان اردنا ان يحترموا ويستمعوا الينا . لابد ان نقبلهم كما هم لا كما نعتقد نحن عنهم عالمين ان الله يحترم الارادة الانسانية ولا يغصب أحد حتى على الإيمان به فلماذا ينصب البعض أنفسهم محل الله ؟. ويكفروا أو يحكموا بالقتل والموت فى كراهية ممقوته على المختلف عنهم. يجب أن نتعلم فى كل مجالات الحياة كيف نحترم الإنسان بغض النظر عن دينه أو معتقده او عرقه او جنسه أو مركزه المالى او رايه السياسى. علينا أن نعمل ونصلى لاسيما فى عالمنا العربي من اجل الذين أظلم قلبهم وعيونهم وعقولهم بدوافع الكراهية والعنصرية والتعصب الأعمى ليدركوا أتساع محبة الله للجميع وحسن رعايته لكل الخليقة ويتعلموا من الله لننهض من التخلف والجهل والكراهية وظلم الإنسان لاخيه الانسان وباسم الله والدين! .
+ لقد ذهب المخلص الصالح الى السامرة من أجل خلاصهم والانفتاح على هؤلاء المنبوذين من اليهود ، بل ومدح السامرى الصالح الذى تحنن على اليهودى المجروح { ولكن سامريا مسافرا جاء اليه ولما راه تحنن} (لو 10 : 33). وكذلك مدح السامرى الذى شفاه المخلص الصالح من برصه فاتى ليقدم الشكر على الشفاء دون التسعة اليهود الباقين الذين ذهبوا ولم يعودا فى عدم عرفان بالجميل. لقد احب الله العالم وجاء المسيح ليعلن هذه المحبة للجميع { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم} (يو16:3-17). وفى السامرة التى هى نابلس بفلسطين الان وعند بئر يعقوب أبو الاباء تقابل الرب يسوع المسيح مع المرأة السامرية وكانت خاطئة وفى هذا نرى مخلص العالم يخلصنا من النظرة الدونية للمرأة وكذلك من النظرة المتعالية نحو الخطاة . نعم لقد تعجب التلاميذ عندما وجدوا معلمهم يتحدث مع أمرأة { وعند ذلك جاء تلاميذه وكانوا يتعجبون انه يتكلم مع امراة ولكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تتكلم معها}( يو 27:4). لقد كان التقليد اليهودى يقلل من شأن المرأة ويمنع من التحدث معها فى الطرق ولكن عندما تعلم التلاميذ من سيدهم رايناهم يعُلموا بالمساواه بين الناس بغض النظر عن الجنس او الدين او العرق { ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر ليس ذكر وانثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع} (غل 3 : 28) . {غير ان الرجل ليس من دون المراة ولا المراة من دون الرجل في الرب} (1كو 11 : 11). هكذا نرى المخلص يدافع عن المرأة الخاطئة أمام طالبوا رجمها { ولما استمروا يسالونه انتصب وقال لهم من كان منكم بلا خطية فليرمها اولا بحجر} (يو 8 : 7) ثم قال لها اذهبى بسلام ولا تعودى تخطئى ايضا . وهنا نراه يسير من الصباح الباكر حتى الظهر ليلتقى مع السامرية الخاطئة ليحررها من مستنقع الشهوات ويقودها لتكون شاهدة لنعمة الله المحررة والمغيرة والقادرة على كسر قيود الشر والتى تعلمنا ان نسجد لله بالروح والحق .
+ راينا كيف سعى الراعى الصالح فى طلب الخروف الضال وكيف يستقل الابن الضال ليرده الى بيته الأبوى ويكسوه بثوب الفضيلة والبر فى مثل الأبن الضال وهنا نراه يسعى فى أثر المرأة الخاطئه لينعم لها بالتوبه والخلاص وكان الكتبة والفريسيين يعتزلون عن مخالطة الخطاة وغير الملتزمين بالناوس فى كبرياء ولكن نرى المخلص يفتح لهم باب الرجاء ويعلن لهم محبته ليحررهم من الضعف والخوف والشيطان والخطية والشهوات حتى دعى محباً للعشارين والخطاة لدفاعه عنهم وسعيه لخلاصهم { فلما راى الجميع ذلك تذمروا قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطئ. فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف. فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم. لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك}( لو7:19-10). ان المسيح هو أمس واليوم والى الابد { صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة الذين اولهم انا} (1تي 1 : 15). الله يسعى لخلاصنا وتحريرنا من كل أشكال التمييز والبغضة والعداوة ومن يعرف قلب الله الأبوى لابد ان يتعلم منه، فغاية الوصايا من الله هى المحبة { واما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء} (1تي 1 : 5) والله يريد خلاص الجميع من كل الأمم والقبائل والشعوب { الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4). وعلينا ان نسير على هدى تعاليم الأنجيل فى نشر رسالة المحبة والاحترام والتقدير والخلاص لكل أحد ان اردنا بالحقيقة ان نكون تلاميذ لمعلمنا الصالح ونحيا إيماننا الأقدس الذى اليه دُعينا.
المسيح المشجع ..
+ نحن فى حاجة دائمة الى الله ولكن نرى الله فى محبة لنا يعلن لنا حاجته لنا ولخدماتنا ونراه مشجعا لصغار النفوس ومادحا حتى لصغار الاشياء وفى مقابلته مع السامرية { جاءت امراة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع اعطيني لاشرب } (يو 4 : 7).{ قالت له فقالت له المراة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وانت يهودي وانا امراة سامرية لان اليهود لا يعاملون السامريين.اجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك اعطيني لاشرب لطلبت انت منه فاعطاك ماء حيا }(يو 4 : 9- 10). وعندما طلبت منه ان يعطيها من هذا الماء الحى لكى لا تتعب وتأتى الى البئر لتستقى قال لها يسوع أذهبى وأدعى زوجك ؟ قالت له ليس لى زوج . فمدح المخلص صراحة المرأة { اجابت المراة و قالت ليس لي زوج قال لها يسوع حسنا قلت ليس لي زوج.لانه كان لك خمسة ازواج و الذي لك الان ليس هو زوجك هذا قلت بالصدق} (يو17:4-18). نعم ان المخلص يريد ان يشجعنا ويعلمنا ان نشجع صغار النفوس { شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع} (1تس 5 : 14)
+ ان الرب فى حنانه مدح المرأة التى القت فلسين فى خزانة الهيكل { وتطلع فراى الاغنياء يلقون قرابينهم في الخزانة. وراى ايضا ارملة مسكينة القت هناك فلسين. فقال بالحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة القت اكثر من الجميع.لان هؤلاء من فضلتهم القوا في قرابين الله واما هذه فمن اعوازها القت كل المعيشة التي لها} (لو1:21-4). بل مدح السيد وكيل الظلم { فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل }(لو 16 : 8). ومدح السيد مريم أخت لعازر لانها جلست لتستمع اليه { فاجاب يسوع و قال لها مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة. ولكن الحاجة الى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها}(لو 41:10-42). بل ان الله يعد بالأجر السمائى لمن يقدم كأس ماء بارد لمحتاج صغير { ومن سقى احد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق اقول لكم انه لا يضيع اجره} (مت 10 : 42). من أجل هذا يعلمنا الإنجيل ان نقدر ونشجع الأخرين { بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء واختار الله ادنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود} (1كو 1 : 27، 28). ويعلمنا ان نُكرم الفقراء {اسمعوا يا اخوتي الاحباء اما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان و ورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه} (يع 2 : 5).
+ ان الله يشجع الضعفاء ويقويهم بروحه القدوس { لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4 : 6). الله يقدر الخطاة ويحررهم ويرفع من نفسية المتواضعين {لانه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الابد القدوس اسمه في الموضع المرتفع المقدس اسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لاحيي روح المتواضعين ولاحيي قلب المنسحقين} (اش 57 : 15). الله يشجع قطيعة الصغير فى برية هذا العالم { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت} (لو 12 : 32). ويطمئن كل مضطهد قائلاً { لا تخف البتة مما انت عتيد ان تتالم به هوذا ابليس مزمع ان يلقي بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة ايام كن امينا الى الموت فساعطيك اكليل الحياة} (رؤ 2 : 10).
المسيح المشبع ...
+ لكل انسان رغبات تحتاج الى الاشباع، ويسعى كل منا الى حياة الشبع الروحى والعاطفى والنفسى والى الاحساس بالمحبة والأمان ولكن لن يشبع النفس ويغيرها للأفضل الإ محبة الله المشبعة والمحررة والمغيرة التى تعطينا الشبع الروحى، فكل من يشرب من أبار هذا العالم المشققة التى لا تضبط ماء يعطش ايضاً { ولكن من يشرب من الماء الذي اعطيه انا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذي اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة ابدية} (يو 14:4). ان الله يقدر ان يشبعنا من نبع الروح القدس المتدفق دائما { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس}( يو 37:7-39 ). لقد التقت السامرية بالمسيح المشبع فتركت جرتها عند البئر كرمز لشهوات العالم وذهبت تعلن عن المسيا المخلص لأهل السامرة . وتغيرت من امرأة تجادل فى حرفية الناموس والعبادة الى إنسانة تعبد الله بالروح والحق { الله روح والساجدين له بالروح والحق ينبغى ان يسجدوا}( يو42:4).
+ ما احوجنا يا أحبائى لهذه الروح التى تجمع ولا تفرق، والتى تبعد عن شكلية ومظهرية العبادة لتنحنى بالسجود لله بالروح والحق. نريد ان نعرف ارادة الله الصالحة نحو كل أحد { لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). وندعو الجميع ان يذوقوا ما أطيب الرب { ذوقوا و انظروا ما اطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه} (مز 34 : 8). حقا ان مراحم الله علينا جديدة كل صباح واحساناته ومراحمه ما أكثرها { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو.انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول.هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه}( مر21:3-25).
لقد كان شاول يضطهد الكنيسة ويقاوم الإيمان ولكن الله سعى لخلاصه وابرق حوله نور من السماء معلناُ له عن خلاصه العجيب وتحول شاول الى القديس بولس الرسول الذى جال يبشر بفضل من دعاه من عالم الظلمة الى نوره العجيب، وهكذا تقابلت مريم المجدليه مع المخلص فاخرج منها سبعة شياطين لتتحول الى مبشرة بالقيامة للجميع حتى أمام الأمبراطور. وتقابلت مريم المصرية مع محرر الخطاة فتحولت الى مريم المصرية القديسة السائحه. وهذه النعمة الغنية تنتظرنى وتنظرك لتروينا وتحررنا وتغيرنا للأفضل، نعمة الله الغنيه تعمل مع الجميع لياتوا الى الله ويشهدوا لمحبته، وسيبقى المخلص فاتحا ذراعيه قائلاُ {تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم} (مت 11 : 28). اننا نصلى من أجل خلاص الضالين والخطاة ومن أجل الضعفاء والمنكسرى القلوب .
يارب حررنا وعلمنا..
+ أننا نصلى اليك يارب الكل ومخلص الجميع. لكى ما تعمل معنا من أجل خلاصنا وارتوائنا وتحريرنا. لقد فرقتنا الأنقسامات واحنت ظهورنا الخطية بل طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء، وانت يالله تسعى من جل خلاصنا وتبحث عن الضالين وترد الخاطئين وتحرر منكسرى القلوب وتنادى بالعتق للمأسورين والرازحين تحت ثقل الخطية فردنا اليك يا مخلص العالم، لنعبد بالروح والحق ونسجد لك وحدك يا سيد الكل .
+ حررنا من كل عنصرية بغيضة وبعيدة عن روحك، لنحب الكل كاخوة واخوات، علمنا ان نحترم الجميع صغاراُ وكباراُ، رجالاً ونساء، من كل لون وعرق وراى ودين، فنكون بالحقيقة للحق عارفين ولمشيئتك طاعين و بالمحبة والاحترام نتعامل مع الجميع. علمنا ان نصنع السلام فى عالم يسوده البغضة والأنقسام، وان نزرع الحب حيث أشواك الكراهية، وان نضئ ولو شمعة فى الطريق بدلاً من ان نلعن الظلام.
+ ربى ان نسيناك فانت الاب الحنون لن تنسانا، وان أخطائنا اليك فانت الرحوم أغفر لنا خطايانا، وان بعدنا عنك فانت بمحبتك أجذبنا اليك ومن نبع نهر محبتك اروينا لنحيا على شاطئ نعمتك حتى نكون معك فى السماء كل حين، أمين.

ليست هناك تعليقات: