نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 11 يونيو 2019

الأمتلاء من الروح القدس (2) كيف نمتلي بالروح القدس



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
                      كيف نمتلي بالروح القدس
1- أهمية الإيمان والتوبة المستمرة
 + حياة الإيمان والتوبة والأعتراف شرط أساسي لقبول الروح القدس، والأمتلاء منه وكما قال الكتاب { تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ} (أع 2: 38). الروح القدس هو روح القداسة والحكمة فهو لا يسكن في النفوس الساعية بالمكر أو مستعبدة للخطية { ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق للخطية } (حك1 : 4). فعدم ترك الخطية هو أحد أسباب عدم الامتلاء بالروح القدس. إن المرنم يقول: {إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ} (مزمور 66: 18). الروح القدس هو الذى يبكتنا ويعطينا روح التوبة والصلاة والعلاقة الواثقة بالله ويعزينا فى ضيقاتنا ويعلمنا ويقودنا {واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم }(يو 14 : 26). علينا أن نصلى بروح التواضع والإيمان ليحل علينا روح الله القدوس ويقودنا من أجل بنيان الكنيسة وخلاص النفوس. ونعمل ونصلي من أجل أن نثمر ثمر الروح ونقراء الكتاب المقدس بتواضع لنتعلم ونقدم ذواتنا كأوانى مقدسة لروح الله ليعمل فينا ويتجدد دأخلنا يوما فيوم { قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي} (مز 51 : 10).

  +  التوبة تجدد عمل الروح القدس فى القلب... وفى حالة الذين يعتمدون كبار لابد من  الإيمان الحي بالمسيح وقبوله والاعتراف به وكذلك لابد من توفر التوبة وتغير الفكر وتغير إتجاه الحياه من محبة الخطية ومحبة العالم والرجوع بقلب صادق إلى المسيح المخلص لنوال نعمته وخلاصه ونوال عطية الروح القدس. أما فى حالة كل من اعتمد فى طفولته فإن الروح يدعوه ويناديه أن يتوب ويرجع بكل قلبه إلى المسيح الذى صلب من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرناـ {ومتى جاء المعزى يبكت على خطية} (يو8:16). وهكذا فإن الروح القدس يكشف للنفس محبة المسيح الفادى على الصليب ويوبخ القلب على ابتعاده وعدم إيمانه. والذى يسمع نداء الروح ويقبل فإن الروح القدس يجدد حياته بالتوبة. وبالإيمان يكشف له مجد الرب يسوع فيتعرف على المسيح ويعرفه معرفة شخصية ويصبح المسيح بالنسبة للإنسان التائب شخصًا حي حقيقي يستطيع الإنسان أن يحبه ويثق برعايته ومحبته وقدرته ويستطيع أن يسلّم له كل الحياة لكى { مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي} (غل2 :-20). يقول القديس أنطونيوس (لأن الروح القدس المعزى المأخوذ فى المعمودية يعطينا العمل بالتوبة ليردنا ثانية إلى رئاستنا الأولى ).
2-  الصلاة والأمتلاء من الروح ... أن نعمة الروح القدس تعمل مع من يعمل وتعطي لمن يطلب بصدق ولجاجة ويهب الله الروح القدس لنا بقدر لجاجتنا في الصلاة { وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ أَبٌ يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزاً أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً أَفَيُعْطِيهِ حَيَّة بَدَلَ السَّمَكَةِ؟.أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَباً؟. فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَه.} (لو 10:11-13) علينا أن نصلي بإخلاص ونية صادقة ليعلن لنا الله كل طريق باطل في حياتنا وننقى ذواتنا من الخطية ليظهر نور قداسته فينا. ونمو متواصل في حياة الروح. نجوع ونعطش إلى البر (متى5: 6)، نشتاق إلى كل ما يغذى اروحنا ونصلى ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} (1كو 3 : 16) ونطلب أن يقودنا روح الحكمة والفهم والمشورة ومخافة الرب فننال حكمة من الله فى الكلام والعمل ونجد نجاح وبنيان وشبع وارتواء. نحمل ايضا صليبنا بفرح وتسبيح ونتبع مخلصنا الصالح الذى يقودنا فى الطريق حتى ينقلنا الى الفردوس فان الروح القدس هو الذى يقيم أجسادنا المائتة لنقوم باجساد نورانية روحية ممجدة { وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم} (رو 8: 11) . الروح القدس إذاً هو مصدر غني وشبع حياتنا الروحية ونموّها المستمر، إلى أن نصل المؤمن الي السماء وننال النصيب الأبدي المعيَّن لأولاد الله.
3- المحبة وسلامه الهدف ..... يجب أن يكون هدفنا من الأمتلاء من الروح القدس هو محبة الله والقداسة التي بدونها لن يري أحد الرب. أن يتمجد الله فينا ويعلن لنا مجد الله وملكوته الأبدي. لقد كان "دهن المسحة" الذي يرمز به للروح القدس مخصَّصاً لمَسْح الهيكل وأوانيه، لتكون «مكرسة لله» كما كان مخصصاً لمَسْح هارون وبنيه لتقديسهم لخدمة الله. ونحن بعد المعمودية ندهن بزيت الميرون المقدس لنصير مقدسين ومخصصين لله وعلينا أن نكرس فكرنا وأعمالنا وحياتنا وسلوكنا لله. الروح القدس يعطي ثمار ومواهب وخِدَم وأعمال متنوِّعة يهبها الروح القدس للمؤمنين. ويعطي الروح القدس لكل مؤمن ما يريد الروح أن يعطيه، فلا يوجد مؤمن يمتلك كل المواهب، كما لا يوجد مؤمن بلا مواهب. ومن هذه المواهب ما هو خاص بالخدمات الاجتماعية والتدبيرية (رو 12: 8 و1كو12: 28) ومنها مواهب تعليمية وتنظيمية (أف 4: 11) ومنها مواهب روحية. بل وأعطى الله للجميع مواهب طبيعية. ويجب أن نستخدم كل هذه بغير كبرياء ولا أنانية. فعندك موهبة يحتاج إليها غيرك، لأنها ليست عنده، وأنت تحتاج إلى خدمة موهبة عند أخيك وليست عندك. وهكذا نخدم بالمواهب بعضنا بعضاً، بلا مصالح أو أهداف مادية أو تسلط أو تكبر بل من أجل مجد الله وخدمة الكنيسة ومؤمنيها.

4- الإنقياد لروح الله ... علينا أن نطيع روح الله وننقاد لعمله فينا حين يحثنا علي الأمتناع عن شئ أو يدفعنا أو يحثنا لعمل ما فلا نحزن روح الله أو نطفأه بعد أستجابتنا لعمله { لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله} (رو14:8). فالذين يعيشوا بروح الله ويسلكوا بالروح هؤلاء هم أبناء الله. فالروح القدس كما وعد المسيح يرشدنا إلى جميع الحق لأنه يأخذ مما للمسيح ويخبرنا (يو13:16،14). أى يرينا ويكشف لنا حتى نسلك ونفكر ونتصرف بحسب إرشاد الروح. والروح القدس يعلّم أولاد الله ويرشدهم لمعرفة أسرار ملكوت الله. ليست معرفة مادية أو نظرية، بل معرفة الاختبار الحي بارشاد الروح القدس وإعلانه هذه هى معرفة الروح القدس الحقيقية. هذه المعرفة التى يقول عنها يوحنا الرسول {وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ وهى حق وليست كذب ، كما علمتكم تثبتون فيه} (1يو27:2(. فالروح القدس يعلن لنا ربوبية المسيح فى قلوبنا لنعترف به ربًا وإلهًا ومخلصًا، مصلوبًا ومقامًا لأجلنا، وهذا هو أساس الإيمان بالمسيح. وهو الذى يرشدنا إلى جميع الحق أى إلى كل ما يتصل بالخلاص والحياة الأبدية وكل أمور ملكوت الله وعمل الله فى كنيسته وفى الخليقة ويرشد إلى الحق والسلوك فيه. وهذا ما قصده الكتاب {لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله }( رو 12:8) . نسلك حسب الروح ونميت شهوات الجسد بقوة الروح القدس { لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون } (رو13:8). الروح القدس يرشد المؤمن ويحثه لكى يسلك حسب وصايا الله ـ وكون الروح القدس يرشدنا ويعلمنا ويقودنا فى الإيمان والسلوك، فهذا لا يعنى أننا لا نحتاج إلى ارشاد المرشدين وتوجيه الآباء الروحيين لأننا فى أمور كثيرة يمكن ان ننخدع بدوافع جسدية ذاتية ويختلط علينا الأمر، هل الصوت الذى فى قلوبنا هو من ذواتنا أم من الروح القدس. ونحتاج بكل تأكيد إلى المرشد الذى يرشدنا بالروح القدس ويساعدنا فى الطريق الروحى وهنا تظهر أهمية الاعتراف والارشاد الروحى الذى استلمناه فى تقليد الكنيسة  ووصية الإنجيل {أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم} (عب17:13).

ليست هناك تعليقات: