نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 13 يونيو 2019

الروح القدس نبع الأرتواء والقداسة - 3



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

1- الروح القدس والشبع الروحي
+ لقد شبه السيد المسيح له المجد، الروح القدس فى فعله بانهار الماء الحي الذي لا ينضب ومن يؤمن بمحبة الله المعلنة في المسيح يسوع ويجاهد بالإيمان العامل بالمحبة ويقبل الروح القدس ويشعل قلبه بمحبة الله وكلامه المقدس يحل في داخله كانهار الماء الحي للأرتواء والشبع والتقديس والفرح والسلام { وفي اليوم الاخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا ان عطش احد فليقبل الي ويشرب. من امن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه} (يو 37:7-39). أن الله الذى أخرج  قديما للشعب فى عطشه ماء من الصخرة، والصخرة تابعتهم فى ترحالهم، هو قادر وسط صحراء الحياة القاحلة ان يهبنا الشبع والارتواء ليس من أبار العالم المشققة بل من روحة القدوس. ارتواء لا من غنى العالم وملذاته وشهواته بل من ثمار ومواهب وعطايا الروح القدس. إن عطايا الله تنتظر من يريدها، عطشنا وجوعنا إلى الله وحياة البر يؤدى إلى الارتواء والشبع بروح الله كنبع لا ينضب. نسعى للامتلاء بالروح من خلال وسائط النعمة التي فى كنيسته المجيدة كقول الرب للمرأة السامرية { من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد} (يو4: 13، 14). بالروح نشبع بالمحبة الإلهية { محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا }(رو 5 : 5) والروح القدس يهبنا سلام الله الذى يفوق كل عقل.
+ نصلي من كل قلوبنا ليشبع الله نفوسنا الجائعة للمحبة والفرح ويمنحنا سلامه الكامل كثمرة من ثمار الروح القدس ويروى نفوسنا العطشي الي المعرفة الحقيقية والأمتلاء الروحي والدخول الي عمق المحبة والراحة والسكينة، نصلي من أجل كل نفس جائعة الي المحبة  وتبحث عن الشبع والأرتواء فى آبار العالم المشققة التي لا تضبط ماء، ولا تروى بعد العناء بل كل من يشرب منها يعود عطشان ويحيا الندم والحرمان. نقول لكل العطاشى تعالوا أشربوا بلا ثمن من ينابيع الروح القدس فتنفجر فيكم طاقات المحبة الخلاقة وتفرحوا بالنعمة الغنية. ننادي للبعيدين والقريبين ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب الصالح الذى يغدق علينا مراحمة المتجددة كل صباح.
 2- الروح القدس واهب القداسة
+ لقد دعانا الله القدوس ان نكون له أبناء وبنات قديسين فى كل سيرة لننال المواعيد العظيمة والسماء وأمجادها ونسلك فى حياة الجهاد الروحي وبالإيمان العامل بالمحبة نطهر ذواتنا من كل دنس { اذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله}(2كو 7 : 1). وعلينا أن نصلى كل حين ليحل فينا الروح القدس ويقدسنا فلا تكون لنا شركة في أعمال الظلمة { فلا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة، بل بالحرى بكتوها} (أف5: 11). لقد دعانا الله الي حياة القداسة، والروح القدس هو الذى يعمل لقداسة المؤمنين وهو العامل فى تقديسنا الأسرار الكنسية، فبالمعمودية نصير ابناء لله وبالميرون نتقدس ويحل علينا روح الله بثمارة ومواهبة وعلينا . وفى سر التوبة والأعتراف نجد الروح القدس يبكتنا على الخطية لنتوب عنها باستمرار، فتكون سيرتنا حسنة وقلوبنا وحواسنا نقية وأعمالنا صالحة ترضي الله وهكذا فى بقية الأسرار الكنسية يقدس روح الله المؤمنين { كاولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم. بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة. لانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس.} ( 1بط 14:1-16).
+ الروح القدس يجدد طبيعتنا العتيقة بنعمته { لا باعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس }(تي 3 : 5). ويكون لنا فكر المسيح { ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة }(رو 12 : 2). المؤمن كعضو فى جسد المسيح وكنيسته المقدسة يتغذى ويثبت في المسيح بسر الأفخارستيا. الروح القدس يطهرنا من كل دنس وخطية بالتوبة المستمرة من ناحيتنا وبنعمة الله وأنقيادنا للروح القدس ولهذا نصلى فى القداس الالهي قائلين " صيرنا أطهارا بروحك القدوس" وعلينا أن نسلم ذواتنا وننقاد للروح القدس حتى يقوم بتطهيرها وتنقيتها فتصبح الخطية مكروهة لدينا.
+ الروح القدس يهبنا ثمارة ومواهبه وهو قادر أن يعطينا حكمة وقداسة ومحبة وسلام وفرح ونمو دائم ومستمر لنصل الي القداسة التي بدونها لن يعاين أحد الله. وعلينا أن ننقاد لروح الله فى فكرنا وسلوكنا وأعمالنا لكي ننجو من الدينونة ونرث الملكوت السماوى { اذا لا شيء من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح. لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية والموت. لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله. اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا ابا الاب. الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله ووارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه.} ( رو 1:8-2، 14-17). إن الروح القدس هو المعلم الإلهي والمرشد الأمين للنفس البشرية وقائدنا الحكيم نحو القداسة وهو المعزي فى الأحزان والتجارب وهو الذى يعلمنا كل شئ، ويكشف لنا الحق ويذكرنا بكل وصايا السيد المسيح. الروح القدس كنار تحرق الخطايا وتنقى المؤمنين وتهبهم حرارة وإيمان ويقين ويهب المواهب للمؤمنين من أجل بنيان الكنيسة وخلاص أعضائها وتقديسهم ونوالهم الحياة الأبدية.
+ نصلي طالبين من الأب السماوى القدوس بنعمة أبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا أن يهبنا روح القداسة والبنوة والحكمة، يقودنا فى حياة التوبة والأعتراف ويحثنا علي حياة الفضيلة والبر. أننا مدعوين الي القداسة وبدون نعمة الله الغنية وعمل روحه القدوس فى الأسرار المحيية وفى حياتنا لن نستطيع شيئاً ولا يمكننا أن نصل الي الكمال المسيحى أو ندخل السماء وأمجادها. ولان أبانا السماوى قدوس فقد دعانا أن نكون قديسين فى كل سيرة  لهذا نصلي ونجاهد لننال المواعيد الثمينة { فاذ لنا هذه المواعيد ايها الاحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله} (2كو 7 : 1). نسير فى حياة القداسة التي بدونها لن يري أحد الرب طالبين كل حين عمل روح الله القدوس وقيادته لنفوسنا ونصلي من أجل قداسة كل عضو فى الكنيسة ليتمجد أسم الله القدوس، أمين.

ليست هناك تعليقات: