نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 17 نوفمبر 2021

الأستجابة لصوت الله (4)



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ علينا أن نستجيب لصوت الله ونطيعه كما يدعونا الكتاب { الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ} (عب  3 :  15). ليس كما تذمر الشعب قديما علي الله وعلي موسي النبي وقالوا أفي وسطنا الرب أم لا؟ { وقالوا لماذا اصعدتنا من مصر لتميتنا واولادنا ومواشينا بالعطش. فصرخ موسى الى الرب قائلا ماذا افعل بهذا الشعب بعد قليل يرجمونني.} (خر 3:17-4) لقد أمر الرب عبده موسي أن يخرج لهم من الصخرة ماء، والصخرة كانت تشير الي الرب يسوع المسيح { وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح }(1كو 10 : 4). علينا ان نصغي ونستجيب لصوت الله حتى يرحمنا ويقبل اليه صلواتنا ويهبنا حياة أفضل ورجاء صالح وحياة أبدية

+ العناد ورفض صوت الله ... رفض شاول الملك قديما الأستماع الي صوت الرب فكانت النتيجة رفض الله لشاول وهلاكه وموته في الحرب { فقال صموئيل هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش. لان التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم لانك رفضت كلام الرب رفضك من الملك.} (1صم 22:15-23). لهذا يحذرنا الكتاب المقدس من العصيان كما عصا الشعب قديما فى البرية فلم يدخلوا الي أرض الموعد. أننا بطاعة الله وحياة الإيمان العامل بالمحبة ننال السماء وأمجادها  ولكن لنحترس لئلا يسقط  أحد  في عصيان صوت الله { فلنجتهد ان ندخل تلك الراحة لئلا يسقط احد في عبرة العصيان هذه عينها. فاذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات يسوع ابن الله فلنتمسك بالاقرار. لان ليس لنا رئيس كهنة غير قادر ان يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه} ( عب 11:4،14-16).

+ طاعة صوت الله .. علينا أن ننزع القساوة من قلوبنا ونستجيب لصوت الله لنا ونرجع اليه بسرعه مفتدين الوقت فالله يدعونا الي التوبة والسير فى طريق الفضيلة والتقوى. لقد كان شاول  مضطهدًا للكنيسة وفعل ما فعله بجهل (اتى 1: 13). فلما ظهر له السيد المسيح ودعاه قبل كلام الرب بفرح، وآمن وتألم لأجل المسيح وكرز بالإيمان المسيحي، كما كان بطرس الرسول حساس فى توبته ومجرد أن سمع صياح الديك بكى بكاء مرًا.  وزكا العشار تطلع إليه السيد المسيح وكلمة فلم يحتمل. وأعلن توبته أمام الجميع (لو 19: 5). القلوب الحساسة تستجيب لأية إشارة من الله ولو من بعيد، يهتز قلبه لها، لأن قلبه منفتح باستمرار علي صوت الله. أن طاعتنا لصوت الله تهبنا سلام وبركة ونعمة فى عيني الله هكذا أطاع أبونا أبراهيم قديما صوت الله فصار بركة وبنسله تباركت كل شعوب الأرض وصار لنا مثالا فى الطاعة {بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداًأَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي }(عب  11 :  8). بالإيمان أطاع ابراهيم صوت الله وقدم أبنه وحيده وأثقا فى قدرة الله على أقامة أبنه من الأموات { بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ. الَّذِي قِيلَ لَهُ: «إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ».إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ أَيْضاً، الَّذِينَ مِنْهُمْ أَخَذَهُ أَيْضاًفِي مِثَالٍ.}  ( عب 17:11-19).

+ التوبة كاستجابة لصوت الله ... أن الله لا يسر بموت الخاطي بل أن يرجع عن طريق وتحيا نفسه { لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا وهو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة}  (2بط  3 :  9). أن الله يسعي لخلاص الجميع { الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ}(1تي  2 :  4). يدعونا الله الي حياة الإيمان والقداسة { مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ»} (مت  4 :  17) {قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ} (مر  1 :  15) وعلينا أن نستجيب لدعوة الله ونرجع الي بكل قلوبنا { فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ }(اع  3 :  19). وهذا هو أمر الرب { فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ } (اع  17 :  30). والتوبة تعني الرجوع الي الله وترك الخطئية والأعتراف بها ومعالجة نتائجها، لنكون قديسين بلا لوم فى المحبة { بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة }(1بط  1 :  15). فلا نعرج بين محبة الله وشهوات العالم وطرقه الشريرة { فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ وَقَالَ: حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللَّهَ فَاتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ الشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ }(1مل  18 :  21). { كما اختارنا فيه قبل تاسيس العالم لنكون قديسين و بلا لوم قدامه في المحبة }(اف  1 :  4) . لقد قبل الله توبة داود بعد خطيئته وعندما وبخه ناثان النبي قال عبارة واحدة هي " أنت هو الرجل" فصرخ داود  قائلا "أخطأت إلى الرب". وتاب توبة قوية كان فيها في كل ليلة يعوم سريره بدموعه ويبل فراشه (مز 6). والمرأة السامرية، مجرد جلسة واحدة مع السيد المسيح غيرت حياتها كلية. وتحولت من امرأة خاطئة الي مبشرة بخلاص المخلص وكان لها قلب رقيق يمكن أن يستجيب بسرعة للرب أكثر من الكتبة والفريسيين فى ريائهم كانوا يتكلموا عن المبادئ العالية ولا ينفذونها بل ويدينوا السيد المسيح لشفقته ورحمته بالخطاة.

 القديس أغسطينوس قضى فترة طويلة بعيدا عن الله، لأن الصوت الإلهي لم يكون قد وصل إليه واضحًا. فلما وصله صوت الرب، استجاب للتو، بكل القلب وبكل العاطفة وصار قديسا. كذلك مريم المصرية ظلت بعيدة عن الله زمنا، وبعيدة عن صوته. ولكن لما شعرت بصوت الله وهو يناديها عند الأيقونة المقدسة، تغيرت تغيرًا كاملًا، واستجابت للرب، وعاشت بقية عمرها في محبة الله. العاطفة القوية للخطاة وعمل الرب معهم أشعل محبة الله فى قلوبهم وجعلهم يتوبوا ويركضوا فى طريق القداسة.

+ التكريس أوالزواج كاستجابة لصوت الله .. أن الله يريد نفوس مكرسة له تحبه وتتبعه.  سواء فى زواج مقدس { فَأَثْمِرُوا أَنْتُمْ وَاكْثُرُوا وَتَوَالَدُوا فِي الأَرْضِ وَتَكَاثَرُوا فِيهَا} (تك  9 :  7). أو فى حياة بتوليه مخصصه لله، فكل الداخلين للسماء هم نفوس عذاري حكيمات متزوجين أو بتوليين أحبوا الله وأمتلأت أوعيتهم بزيت الروح القدس والإيمان العامل بالمحبة بحسب الوزنات المعطاة لهم من الله. الله يريد أن نعطيه قلوبنا أولاُ { يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي} (ام  23 :  26). ثم نعمل معه ونخدم ونبذل ذواتها فى خدمته وخدمة أخوتنا بامكانياتنا المتاحة فالحصاد كثير والفعلة قليلون وعلينا أن نعمل مع الله ونكرس له حياتنا كليا أو جزئيا حسب طاقة وأمكانيات كل واحد وواحدة منا  لقد دعا السيد الرب تلاميذه قديما فاستجابوا لدعوته وعمل بهم واضاء المسكونة بتعاليمهم { وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ. ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ. فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ.} ( مر 16:1-20). وهكذا سمع الشاب أنطونيوس يوما صوت الله فى الإنجيل يقول للغني { قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاًفَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي»} (مت 19 : 21). وأعتبر هذا الصوت موجه له هو فذهب ووزع كل ماله علي الفقراء وتبع الله فاصبح أباً لكل الرهبان.

+  أن الله أمين وعادل لا ينسي تعب المحبة. قال له القديس بطرس قديما { فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «?لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاًعَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةًأَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاًأَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.} (مت 27:19-29). فالله يعطي كل وأحد حسب عمله. وعلينا أن نسمع ونعمل بكلام الله فيكون لنا ثمر صالح ويدوم ثمرنا لمجد أسمه القدوس، أمين.

ليست هناك تعليقات: