نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 21 أغسطس 2023

القديسة مريم العذراء وكرامتها


للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

القديسة مريم العذراء وكرامتها

+ القديسة مريم العذراء ذكرها الكتاب المقدس باكرام واجلال وجاء عنها الكثير من الرموز والنبوات فى العهد القديم ولها كرامتها الفريدة فى العهد الجديد فهي والدة الإله الكلمة المتجسد، المملوءة نعمة، القديسة الشفيعة التى قام السيد المسيح بعمل أولى معجزاته فى عرس قانا الجليل بطلباتها وهى توصينا دائما ان نطيع وصايا الله { قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو 2 : 5). فهي المرأة التى تنبأ عنها سفر التكوين بأن نسلها يسحق رأس الحية { واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15). وهى العذراء الدائمة البتولية { ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14). وهى القديسة التى حل الروح القدس عليها وقدسها وملأها نعمة وبصوت سلامها امتلات اليصابات من الروح { فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا ان تاتي ام ربي الي. فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب } (لو 1 : 39-45). ومن سفر التكوين الى سفر الرؤيا نرى رموز واشارات عن القديسة مريم { وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا }(رؤ 12 : 1).

+ وللعذراء مريم كرامتها فى تقليد الكنيسة منذ العصر الرسولى، فهي الإنسانة الوحيدة التى استحقت الشرف العظيم بأن يتجسد منها الله الكلمة هذا الشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله { الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله}(لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس { بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً}(أم29:31).

+ على الصليب عهد السيد المسيح الى يوحنا الحبيب برعاية أمناء العذراء { ثم قال للتلميذ هوذا امك ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته} (يو 19 : 27) وإذ صارت العذراء اما روحية للرسل فهي أمنا لنا نحن الذين آمنا عن طريقهم. وما أكثر الألقاب التى أطلقها الآباء على القديسة مريم بما تحمله من مدلولات روحية مستمدة من الكتاب المقدس ، فهى السماء الثانية، الحمامة الحسنة، دائمة البتوليه، شورية هارون، سلم يعقوب، الملكة القائمة عن يمين الملك كما جاء فى المزمور {قامت الملكة عن يمينك أيها الملك} (مز9:45). لقب والدة الاله هو اللقب الذي ثبتته الكنيسة بأجمعها فى مجمع أفسس 431م كما جاء فى الإنجيل {فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي إلي }(لو 1 : 43). ونقول عنها فى التسبحة ان الآب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك أرسل وحيده اتى وتجسد منك. ولقد بنيت أول كنيسة على اسم القديسة مريم فى مدينة فيلبي فى عصر الرسل لاكرام العذراء التى بصلواتها انحلت أبواب السجن الحديدية واخرجت القديس متياس الرسول من السجن .

+ نهتم بإكرام ومدحها فى التسبحة اليومية والقداسات ففي القداس الإلهي نطوب العذراء فى أكثر من مرة ففى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال لحن للعذراء ومطلعه ( السلام لمريم العذراء الملكة ونبع الكرمة ) عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: (هذه المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا ، قد ولدته وخلصنا وغفر لنا خطايانا). وفي مقدمة قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الإله فى التقليد الكنسى، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة البدع. وأضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا مجمع أفسس 431م فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: (نعظمك يا أم النور الحقيقى...). وبعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين نطلب شفاعة امنا العذراء "بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا). فى مجمع القديسين نطلب شفاعة العذراء مريم على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، فنحن نؤمن أننا كنيسة واحدة سواء من انتقلوا او يجاهدوا ليكملوا وينتصروا نصلي بعضنا من أجل بعض.

فضائل فى حياة العذراء مريم.

+ التواضع فى حياة القديسة مريم. ان التواضع صفة محبوبة لله والناس { لأن قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد} (سيراخ 3 : 21). { يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة} (يع 4 : 6). العذراء القديسة مريم نالت من حظوة وكرامة لدى الله { دخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء... وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله}( لو 28:1،31-35). بعد هذه الكرامة نراها تجاوب الملاك { فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك}( لو 38:1 ). وبعدما قال لها الملاك عن حبل أليصابات قامت مسرعة لتخدمها وعندما التقيا امتلات اليصابات من الروح القدس وقالت لها من اين لى هذا أن تأتى ام ربى اليٌ نرى العذراء تعطي المجد لله { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس}( لو 46:1-49). احتملت العذراء الكرامة سوء الظن من البعض فى تواضع عجيب وتسليم كامل لمشيئة الله فى صمت الاتقياء { وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها} (لو 2 : 19).

+ الإيمان والصلاة ... ظهر إيمان العذراء مريم فى العديد من المواقف في حياتها، فلم يحدث لعذراء غير متزوجة قبلها إنجاب طفل لكن كان للعذراء الإيمان القوي الذي به اجابت به الملاك ليكن لى كقولك حتى ان اليصابات طوبتها على هذا الإيمان قائلة لها { فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب} (لو1 : 45). لقد كان إيمانها وعمق صلواتها مبني على علاقتها القوية بالله والكتاب المقدس حتى ان تسبحتها الحلوة عقب زيارتها لأليصابات كانت آيات من العهد القديم { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني. لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الابد} (لو 46:1-55). عند الصليب وقفت العذراء الأم تتأمل بإيمان تتميم عمل الخلاص وسيف الآلم يجتاز قلبها كما سبق وانبائها سمعان الشيخ عندما كان يسوع المسيح ابن أربعين يوما وكانت تقول ( اما العالم فيفرح بقبوله الخلاص وأما أحشائى فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذى أنت صابر عليه يا ابنى وإلهى). وظهر إيمانها فى طاعتها وتسليمها عندما خدمت فى الهيكل وهي طفلة وفى خضوعها عند سن البلوغ وذهابها الى بيت يوسف النجار بامر الشيوخ حيث كانت يتيمة الابوين، وفى ذهابها الى مصر مع يوسف النجار وفي طاعتها لأمر السيد المسيح بأن تحيا فى رعاية القديس يوحنا الحبيب .

3 – العذراء وحياة الطهارة .. لقد عاشت العذراء حياة الطهارة والعفة منذ طفولتها فى الهيكل وكما تلقبها الكنيسة بحق العذراء كل حين ، ولتنظروا حتى الى ثيابها المتشحة بها فى كل الظهورات حتى بعد صعودها الى السماء ، مكتسية بحلل البهاء و متسربلة بثياب من نور رمزا طهارتها وعفتها . وعندما رأى القديس يوسف النجار حبلها واذ كان رجلا بارا وأراد ان يخليها سراً فمن أجل إظهار برائتها ظهر له ملاك الرب مدافعا عنها { ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس} (مت 1 : 20). وحسب التقليد الكنسي فإن الذى رفع يديه ليعترض جسدها فى الطريق إلى القبر فى عدم احترام لها قام الملاك بقطع يديه مدافعا عن قداستها ولما صرخ نادما أعادها له الرسل بمعجزة . فحرى ببناتنا ان يتخذن من العذراء شفيعة وقدوة في الطهارة النابعة من محبة الله والتأمل فى كلامه وحفظ وصاياه والعمل بها.

+ اننا اذ نكرم العذراء القديسة مريم ونطلب شفاعتها عند الله ونصوم باسمها فهذا من قبيل الإكرام وليس العبادة اطلاقاُ فالسجود والعبادة لله وحده { للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد }(مت 4 : 10). وصومنا و صلواتنا مقدمة لله القدوس ونحن نكرم الله فى جميع قديسيه الذي قال للرسل الذي يرذلكم يرزلنى والذي الذى يكرمكم يكرمنى والذى يكرمنى يُكرم ابى الذى ارسلنى. ونحن نتعلم من فضائل القديسة مريم { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). العذراء بمحبتها وحنانها تطلب عنا وقد اختبارنا دالتها وصلواتها المستجابة عنا ، ونحن فى الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل نتمتع بامومة ورعاية وشفاعة امنا القديسة مريم وظهوراتها المتكررة فى مصر على المستوى العام او معجزاتها وظهوراتها على المستوى الفردى تشهد لصحة إيماننا وقوة شفاعتها الدائمة عنا .

+ ان أصوامنا كلها نقدمها لله زهدا ونسكا وتفرغا من الاهتمام بملاذ الجسد لنتقوى فى الروح ونهتم بغذاء ارواحنا، ويقال ان هذا الصوم صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد انتقلت . فقال لهم: (أريد أن أرى أين دفنتموها!) وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري حتى أعلن لهم الرب صعود جسدها الى السماء واصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي.

+ ولقد مارس صوم القديسة مريم اولا بعد ذلك العذارى والرهبان وبعد هذا صامه الشعب كله وقننته الكنيسة كصوم عام بعد ذلك ، وكم نحن نحتاج إلى الصوم والصلاة في كل حين { صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طوبيا 12 : 8). فاذ لنا اعداء مقاومين لابد ان يكون لنا الركب المنحنية والايدى المرفوعة بالصلاة لنشبع بمحبة الله و ننتصر على اعدائنا الذين قال عنهم السيد المسيح { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} (مر 9 : 29). الصوم فترة للنهضة الروحية والشبع بكلمة الله { فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله } (مت 4 : 4).

+ طوباكى ايتها الشفيعة المؤتمنة التى خدمت البشرية كلها وعوضا عن مخالفة أمنا حواء للوصية، أطعتى انت ايتها القديسة مريم وقدمتى كحواء الجديدة لله شعبا مستعدا من قبل طهارتك، وكنتِ وستبقى على مدى الأجيال أمنا مكرمة تطوبك جميع الأجيال فأنت قدوة للعذارى ومعلمة للفضيلة للجميع وانت أمنا الحنون التي تلجأ إليها فى ضيقاتنا لترفعي معنا الصلاة وتطلبى عنا من الرب ليغفر لنا خطايانا ويقوى إيماننا ويحفظ كنيستنا رعاة ورعية ويحل بسلامه وبركاته في بلادنا وكنيستنا، أمين.


ليست هناك تعليقات: