نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 3 أكتوبر 2020

42- القديس بولس الرسول وأعداد الخادم الروحي


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

إعداد الخادم الروحي 

ان اعداد الخادم الروحي عمل في غاية الأهمية ويكفى أن مخلصنا الصالح المزخر لنا فيه كل كنوز الحكمة والعلم لم يبدأ خدمته إلا فى سن الثلاثين مع أنه وهو فى عمر الثانية عشر اذهل المعلمين بحكمته وعلمه { بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه واجوبته}( لو46:2-47). والخدمة ليست معلومات تلقن او دروس يتم تحضر فقط لكنها حياة وعشرة حب مع الله ينقلها الخادم للمخدومين ومعرفة بقيمة النفس البشرية أمام الله، ليبحث عنها الخادم ويسعى لخلاصها. السيد المسيح استمر ما يزيد عن الثلاث سنوات يتلمذ ويعلم وهو يحيا مع تلاميذه وبعد هذا منحهم مواهب الروح القدس ليستطيعوا أن يقوموا بالخدمة. والخدمة في حاجة الى الكثير من الفعلة والخدام { قال لهم إن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده }(لو 10 : 2) . ومع حاجة الكنيسة للخدام فليس هذا مدعاة للتسرع ويجب أعدادهم جيداً ومعرفتهم قبل رسامتهم  في كل الدرجات الكهنوتية حتى لا يكون الخادم يوما ما عثرة فى الكنيسة أو ثقل على الخدمة. ففضلا عن انه لابد ان تتوفر في من يتقدم للخدمة العلاقة الروحية الشخصية الناجحة مع الله وتميزه بالتواضع والمحبة والصبر ومخافة الله فانه لابد ان تكون علاقاته مع الآخرين علاقات تمتاز بالروحانية والوداعة والحكمة سواء مع اسرته او اقربائه او كنيسته او مجتمعه بما فيه من شرائح مختلفة من المجتمع. بالإضافة إلى معرفته ودراسته اللاهوت والعقيدة والكتاب المقدس وكتابات الآباء وتاريخ الكنيسة وطقوسها وآدابها فى عصر نجابه فيه ثورة في المعرفة واسئلة كثيرة من المؤمنين وغيرهم مما يحتاج الى دراسة ومعرفة واسعة وتخصص في الروحيات. ومع هذا يجب ان يتتلمذ الخدام لاباء مختبرين وان يحتفظ الخادم بروح التلمذة والتعلم المستمر مدى الحياة فى مدرسة المعلم الأعظم والراعى الصالح .

صفات الخادم الروحى ..

 الخدام بمختلف درجاتهم سواء الخدام المكرسين لله فى خدمة الكهنوت او الشمامسة والخدام فى حقل الخدمة يجب أن تتوفر فيهم صفات تؤهلهم للخدمة والرعاية. ليستطيعوا ان يقوموا بدورهم في الكنيسة والمجتمع، هذه الصفات تتعلق بعلاقتهم الروحية بالله وكتابه المقدس وممارساتهم للأسرار المقدسة فى تقوى ومخافة الله. كما في حياتهم الشخصية المنزه عن العيوب على قدر الطاقة. وعمل النعمة فيهم والاهتمام بخلاص النفس وثقلها بكل الدراسات والخبرة الشخصية اللازمة للخدمة أو علي مستوى العلاقات الاسرية والكنسية والأجتماعية الناجحة والمتميزة لكى يستطيع ان يربح النفوس ويقودها ويغذيها ويشبعها روحيا. وهذه بعض الصفات التى ذكرها الكتاب المقدس فى الخدام .

+ الحكمة والعفة والمعرفة ...

 يذكر القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس بعض من الصفات التى يجب توافرها فى الأساقفة والكهنة والشمامسة. فيجب أن يكونوا بلا لوم اى بلا عيوب تمسك عليهم أو تسبب عثرة للشعب وتضر بالكنيسة. وأن يتميزوا بالعفاف، وفي وقت كانت الوثنية واليهودية تسمح بتعدد الزوجات لا للخادم يكون له إلا زوجة واحدة وليس معنى هذا أن لا يكون متبتلاً فبولس نفسه كان بتولاً لم يتزوج ويقول { ولكن أقول لغير المتزوجين وللارامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما انا} (1كو7 : 8). وأن يكون الخادم  ذو عقل متزن حكيم لا ينخدع { فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم بعل امراة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم.غير مدمن الخمر ولا ضراب ولا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم ولا محب للمال. يدبر بيته حسنا له أولاد في الخضوع بكل وقار. وانما ان كان احد لا يعرف ان يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله. غير حديث الايمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس. ويجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير وفخ إبليس. كذلك يجب أن يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين غير مولعين بالخمر الكثير ولا طامعين بالربح القبيح. ولهم سر الايمان بضمير طاهر.وإنما هؤلاء ايضا ليختبروا اولا ثم يتشموا ان كانوا بلا لوم. كذلك يجب أن تكون النساء ذوات وقار غير ثالبات صاحيات أمينات في كل شيء. ليكن الشمامسة كل بعل امراة واحدة مدبرين اولادهم وبيوتهم حسنا. لان الذين تشمسوا حسنا يقتنون لانفسهم درجة حسنة وثقة كثيرة في الايمان الذي بالمسيح يسوع} (1 تيم 2:3-13).

+ الوقار والاحتشام والتصرف الحسن...  

على الخادم  أن يكون محتشما في مظهره وكلامه وسلوكه يتميز بالوقار والتصرف الحسن فى المواقف المختلفة. وأن يكون مضيفاً للغرباء كريما له قلب متسعاً محبا للأخوة وان يكون صالحاً للتعليم { لأن شفتي الكاهن تحفظان معرفة ومن فمه يطلبون الشريعة لأنه رسول رب الجنود } (ملا 2 : 7). قد لا يكون معلماً موهوباً، لكن يجب أن يكون ذا دراية كافية بكلمة الله حتى يقدر أن يساعد المخدومين فى مشاكلهم اليومية. لديه المرونة والقابلية أن يتعلَّم بتواضع قلب، وأن يكون صالحاً أن يعلِّم آخرين ويبنيهم في الإيمان. الخادم يجب أن يتحلى بالوداعة والتواضع وأن يكون لطيفاً فى تعامله غير غضوباً ولا طامعاً أو راغباً بالربح القبيح فلا يستخدم الأمور الروحية ليتربح منها فيتحول إلي مُحب للمال. الخادم صانع سلام وليس رجل خصام لا يتنازع مع الآخرين من أجل أمور العالم او من اجل ذاته ولا يكون له خاصة دون البعض فهو اخاً  أو اباً للجميع ، يربحهم لملكوت الله .
+ النضج والخبرة الروحية ...

 يجب أن يكون الخدام غير حديثى الإيمان ومشهود لهم بالنضج الروحي، فيكون لائق للخدمة غير مفتقر للخبرة الروحية. فمن الخطر أن يكون الإكليروس والخدام من حديثى الإيمان وغير مختبرين، لئلا تأخذهم الكبرياء فينتفخوا ويقعوا في دينونة إبليس. فلابد ان يكون له مدَّة كافية وعميقة في حياة الإيمان الصحيح، حتى يفهم أهمية الخدمة في الكنيسة. ان الكنيسة فى حاجة لخدام إمناء لديهم العمق الروحى بعيدين عن سطحية العبادة والخدمة المظهرية للدخول الى العمق الروحي من أجل خلاص نفوس الخدام والمخدومين أن التلاميذ سهروا الليل كله ولم يصطادوا شئ حتى أمرهم المخلص بالدخول الى العمق فامتلأت شباكهم بالسمك ليتركوا كل شئ ويتبعوا المعلم الصالح ويصيروا صيادي الناس. الخادم الأمين يكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج من غير المسيحيين أيضاً، فلابد ان يكتسب احترام زملاء العمل والأقرباء والجيران، وذلك من خلال حياته اليومية العادية. فشهادة أولئك برهان على صحة قوة وتأثير إيمانه الصحيح.
+ التواضع والصلاح والنشاط ..

التواضع وإنكار الذات والمحبة من أسباب نجاح الخادم والخدمة { حينئذ قال يسوع لتلاميذه ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني} (مت 16 : 24) الخادم المتكبر ينفر من الآخرين ويعثرهم لهذا علينا كخدام ان نحيا فى تواضع وانكاراً للذات مقدمين بعضنا بعضاً فى الكرامة ونقبل الرأى الأخر و نستمع للآخرين فى صبر وطول بال { وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح }(أف 4 : 32). علي الخادم أن  يكون محب للخير والصلاح والخير لجميع الناس، بارا يخاف الله، نقي وتقي في سلوكه وأقواله وتعليمه في السر والعلن ضابط لنفسه متحكما فى كلامه وانفعالاته.

 المداومة على التلمذة ..

 المداومة علي التلمذة تحفظنا من الكبرياء وتجدد أذهاننا وأرواحنا وتجعل الخادم قابل للتعلم وينمو في المحبة والمعرفة ويواصل تنمية ذاته والمخدومين. يخدم لا عن اضطرار بل بالاختيار{ ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا لا عن اضطرار بل بالاختيار ولا لربح قبيح بل بنشاط. ولا كمن يسود على الانصبة بل صائرين امثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى}( 1بط 2:5-4).

+ الأفتقاد والرعاية بضمير صالح...  

يجب ان يهتم الخدام  بخدمة وتشجيع الضعفاء والمحتاجين والأرامل والأيتام والمضطهدين وكأنه يخدم سيده ومعلمه الصالح فيهم { بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم} (مت 25: 40). {في كل شئ اريتكم انه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء}( أع 35:20). الكنيسة وخدامها عليها الأهتمام بالمحرمين والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة بنقاوة وتقوى {الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الانسان نفسه بلا دنس من العالم }(يع 1 : 27). { بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة؛ وأما مَن كانت له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه} (1 يو 3: 16-17).{وكل ما فعلتم، فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس. عالمين أنكم من الرب ستأخذون جزاء الميراث، لأنكم تخدمون الرب المسيح}(كو 3: 23-24). فالخدام يجب أن يكونوا ذوى قدرة للقيام بمهامهم وخائفين الله فى تصرفاتهم وسلوكهم وامناء مبغضين للرشوة { وانت تنظر من جميع الشعب ذوي قدرة خائفين الله إمناء مبغضين الرشوة وتقيمهم عليهم رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء خماسين ورؤساء عشرات} (خر  18 :  21).

صلاة من اجل الرعاة والخدام

+ ايها الاب القدوس، الداعي الكل للخلاص، الخالق ومعطي جميع الخيرات، إليك نضرع أنت تقودنا رعاة وخدام ورعية، هب رعاتنا وخدامنا الحكمة والنعمة ليخدموا أسمك القدوس ويقوموا بخدمتهم كوكلاء صالحين علي خدماتهم المتنوعة بتواضع قلب ودموع وخشوع ونشاط صائرين أمثلة للرعية،  لينالوا منك المكافأة ومنا الشكر والتقدير.

+ أيها الراعي الصالح الذي يهتم بكل أحد، إليك نصلي أن تقودنا فى موكب نصرتك وتقوى الرعاة وتجمع أشتات الرعية، أعمل في الرعاة والخدام لنتعلم منك و نسير علي خطاك، نطلب الضال ونسترد المطرود ونعصب الجريح ونجبر الكسير ونكون رائحتك الذكية التي تجذب الكثيرين لمحبتك ومعرفتك الحقيقة، فليس الغارس ولا الساقي شئ بل أنت يارب الذي تنمي وترعى وتخلص.

+ ياروح الله القدوس ، كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل الي طريقة ونحتاج لك لكي نسلك ونعبد بالروح والحق، ونثمر محبة وفرح وسلام ونقوى في الايمان والصبر الرجاء ونحيا بتعفف وطول الأناة واللطف والتعفف. هب رعاتنا وخدامنا مواهب التدبير والتعلم والافتقاد والحكمة لكي يعملوا وينقادوا ويقودنا بالروح، فنكون رعية واحدة لراع واحد. من أجل مجد اسمك القدو، امين.

ليست هناك تعليقات: