نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 26 أكتوبر 2020

55- القديس بولس الرسول وأسرار الكنيسة 5- سر الكهنوت وخدمته ودرجاته

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

الكهنوت وخدمة المؤمنين والأسرار المقدسة ...

 +  العناية الإلهية تقتضي أن يكون في الكنيسة رؤساء كهنة وكهنة وشمامسة لخدمة المؤمنين. والقيام بممارسة الأسرار التي تقدس المؤمنين في الكنيسة وكما يقول الكتاب عن السيد المسيح { لما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين، كغنم لا راعي لها} (مت 9: 36). الله يدرك حاجتنا للرعاية كرئيس كهنة أعظم مدعوا من الله رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق (عب 5 : 10) . إلهنا المسيح رئيس الكهنة الأعظم على رتبة ملكى صادق  أكمل الطاعة وجرب فى كل شئ مثلنا وهو قدوس بلا خطية، أحتمل الآلام كالبشر وأطاع حتى موت الصليب (فى2 : 8، 9). رئيس كهنة الخيرات العتيدة {واما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد اي الذي ليس من هذه الخليقة} (عب 9 :11). المسيح كراعي صالح يقودنا لطرق الخلاص من خلال الكنيسة وخدامها ومن هنا ندرك أهمية الكنيسة والكهنوت في خلاصنا. إن الخلاص قد تم على الصليب  بدم المسيح وتقوم الكنيسة بتوصيله عن طريق الكهنوت والأسرار المقدسة وبعلاقة شخصية حية بين المؤمن وربه. الكنيسة الإكليروس تقوم برعاية  المؤمنين ورد الضالين وتقوية الضعفاء وتجبر الكسير وتعصب الجريح وترد الخاطئ عن ضلاله {من رد خاطئاً عن ضلال طريقه، يخلص نفساً من الموت، ويستر كثرة من الخطايا} (يع 5: 20). عن طريق التوبة والإرشاد والتعليم والرعاية.  تعمل كقول القديس بولس الرسول { وأعطانا خدمة المصالحة. نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله} (2كو 5: 18، 20). ولولا أهمية هذا العمل لخلاص أنفس الناس، ما كان الكتاب يقول إن الله أعطى البعض أن يكونوا رعاة ومعلمين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح} (أف 4: 11، 12) وما كان يقول لبطرس: (ارع غنمى، ارع خرافي) (يو 21: 15، 16). وعمل الرعاية هذا يقوم به رتب الكهنوت والخدام في الكنيسة وهكذا قال بولس الرسول لأساقفة أفسس { احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه} (اع 20: 28). الكهنوت تاج الأسرار لانه بدونه لا يمكن للكنيسة أن تستمر ولا يمكن لاحد ان ينال مواهب الروح القدس بدونه.

درجات الكهنوت

الرتب الكهنوت تعطي بوضع الأيدي من قداسة البابا أو الأباء الأساقفة بنعمة الروح القدس حسب حاجة الكنيسة لخدمة المؤمنين، بصلوات وأصوام خاصة، وقد ذكرها الكتاب المقدس وفي تعاليم الآباء الرسل وهي رتب الأسقفية، والقسيسة، والشمامسة ويجب أن تتوفر فيهم صفات تؤهلهم للخدمة والرعاية ليقوموا بدورهم في الكنيسة والمجتمع، هذه الصفات تتعلق بعلاقتهم الروحية بالله وكتابه المقدس وممارساتهم للأسرار المقدسة في تقوى ومخافة الله. ويجب أن تكون حياتهم شخصية منزه عن العيوب على قدر الطاقة. وتعمل النعمة فيهم فيهتمون بخلاص نفوسهم وصقلها بالدراسة والعلاقة الاختبارية بالله وعلاقاتهم المتميزة على مستوى الأسرة والكنيسة والمجتمع، لكى يستطيعوا أن يربحوا النفوس ويقودها ويغذوها ويشبعوها روحيا. وهذه بعض الصفات التى ذكرها الكتاب المقدس فى الخدام ..

1 –الأساقفة ... أطلق لقب " أسقف " على السيد المسيح نفسه {لانكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعي نفوسكم واسقفها }(1بط 2 : 25). السيد المسيح هو الذي يبحث عن كل نفس مريضة فاتحًا ذراعيه لكل نفس. والاساقفة هم وكلاء سرائر الله {هَكَذَا فَلْيَحْسِبْنَا الإِنْسَانُ كَخُدَّامِ الْمَسِيحِ وَوُكَلاَءِ سَرَائِرِ اللهِ ثُمَّ يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِيناً.} (ت1 كو 1:4-2) . الوكيل هو من استلم أمانة من الله ليعمل في كرمه (لو 12 : 41 – 47). والوكالة ليست في أشياء مادية بل على سرائر الله  أي على الأسرار الكنسية اللازمة لتقديس الإنسان، التي تجعله المؤمن عضو حي في جسد المسيح، وتهيئة  لحياة الشركة مع الرب الإله (رو 15 : 16). الأسقف بمعنى النظار من أعلي أي صاحب النظرة المتسعة التي ينالها من العشرة مع الآب والاتحاد بالمسيح والشركة بالروح القدس والتعمق في كلمة الله. درجة الأسقف هي الدرجة العليا فى الكنيسة وله حق رئاسة الكهنوت ويقوم بالتدشين وسيامة الكهنة ويجب أن يتمثل بمسيحه القدوس ويصير قدوة للرعية وأن يكون أمين ومخلص في خدمته. والكتاب المقدس يشرح الشروط اللازمة لدرجة الأسقفية { يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِياً، عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ،غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيماً، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟ غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ. وَيَجِبُ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ شَهَادَةٌ حَسَنَةٌ مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ فِي تَعْيِيرٍ وَفَخِّ إِبْلِيسَ. }(1تى3: 2 – 7). فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم اى بلا عيوب تمسك عليهم أو تسبب عثرة للشعب وتضر بالكنيسة. وأن يتميز بالعفاف جسداً وحواس وروح ونفس، وفي وقت كانت الوثنية واليهودية تسمح بتعدد الزوجات سمحت أن يكون له زوجة واحدة وليس معنى هذا أن لا يكون متبتلاً فبولس نفسه كان بتولاً لم يتزوج ثم بعد ذلك تقرر أن يكون الأساقفة من بين المتبتلين الرهبان المشهود لهم بالتقوى ليتفرغوا لخدمة الكنيسة  الأسقف يجب أن يكون لديه الكفاءة والخبرة في حفظ الإيمان المستقيم وتسليمه للشعب { لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك ايضا }(1تي 4 : 16). من واجبات الأسقف أن يحرص على سلامة ونقاوة الإيمان والتعليم، لهذا يجب أن يخرج التعليم من فمه متميز بالقوة والمبادرة ومن القلب من خبرة وقناعة شخصية فاعلة وبتواضع يرفض مديح سامعيه لأن الهدف هو بناء حياتهم الروحية وليس المجد الذاتي .يجب أن يكون تعليمه مستقيم العقيدة والإيمان ومتنوع أي يشمل كل جوانب حياة أبناء رعيته وبحسب تنوّعهم، ويكون ملماً بعلوم عصره صائراً قدوة ومثال صالح للرعية ويعلم برفق ومحبة صادقة، ليكون تعليمه مقبولاً ويحّب الخطاة ويقبلهم بوداعة المسيح. ويهتم برعاية النفوس وحمايتها وبتنظيم الكنيسة وخدمتها وهذه أمور تتطلب مواهب روحية كثيرة عند منْ يقوم بهذه الخدمة.

2- القمامصة والقسوس ...

القمص أو القس هو الذي وضعت عليه اليد من قبل الرئاسة الدينية، لينال درجة القسيسية أو رتبة القمصية وفقا لعقيدة الكنيسة وهو الذي يقوم بخدمة الأسرار المقدسة والعمل الطقسى والرعوى والتعليمى حسب متطلبات العمل الكهنوتى بالكنيسة. ورتبة القسيسة معروفة منذ عصر الرسل وقد قام القديس بولس وبرنابا برسامة قسوس للكنائس { وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوساً فِي كُلِّ كَنِيسَةٍ ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِي كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ.} (أع14: 23). أما القمص بالإضافة لأعمال القس فهو يقوم بمهام التدبير الرعوي داخل الكنيسة. القمامصة هو مدبرى الكنيسة الذين لديهم الخبرة الروحية للتدبير والرعاية { أَمَّا الشُّيُوخُ الْمُدَبِّرُونَ حَسَناً فَلْيُحْسَبُوا أَهْلاً لِكَرَامَةٍ مُضَاعَفَةٍ، وَلاَ سِيَّمَا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ فِي الْكَلِمَةِ وَالتَّعْلِيمِ، لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «لاَ تَكُمَّ ثَوْراً دَارِساً، وَالْفَاعِلُ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ». لاَ تَقْبَلْ شِكَايَةً عَلَى شَيْخٍ إِلاَّ عَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ.}( 1تي 17:5-19). ويمتنع عن سيامة المستهتر أو حديثى الإيمان وغير العارف بأقوال الكتب المقدسة للتعليم والتوبيخ أو الحاقد أو المتكبر والطماع وغير المترفق بالرعية. الكاهن لا يميز بين فقير وغني ولا يعمل شيئاً بمحاباة ويحتمل ضعف الضعفاء. يفتقد فى عزم محاولاً رجوع الضال الساقط. والسن القانوني للرسامة لا يقل عن 30 سنة. يكون رسول سلام ويفتقد الرعية، عفيف النفس.

3– الشمامسة..

هم خدام الكنائس المساعدين للأساقفة والكهنة في الخدمة والدياكونية وقد ذكر طريقة أختارهم وعملهم سفر أعمال الرسل {  وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ.  فَدَعَا الاِثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا: «لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ مَشْهُوداً لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَاجَةِ. وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ».فَحَسُنَ هَذَا الْقَوْلُ أَمَامَ كُلِّ الْجُمْهُورِ فَاخْتَارُوا اسْتِفَانُوسَ رَجُلاً مَمْلُوّاً مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ وَفِيلُبُّسَ وَبُرُوخُورُسَ وَنِيكَانُورَ وَتِيمُونَ وَبَرْمِينَاسَ وَنِيقُولاَوُسَ دَخِيلاً أَنْطَاكِيّاً. اَلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ أَمَامَ الرُّسُلِ فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ الأَيَادِيَ.}(أع 1:6-6) وكانت الخدمة الاجتماعية هي اولى مسؤولياتهم وشرط الإختيار أن يكونوا مملوئين من الروح القدس. ومشهوداً لهم بحسن السيرة فهم يعملون وسط العائلات. ويكونوا مملوئين حكمة حتى يستطيعوا أن يخدموا دون تقصير أو أن يغضبوا أحد. ومع أن هؤلاء الشمامسة كان عملهم خدمة موائد إلاّ أن الروح أعطاهم خدمة الكلمة والوعظ. الشعب يختار الشمامسة والرسل  والاساقفة هم من يقوموا بالرسامة وذلك بوضع اليد. وقد وردت الصفات المميزة التي يختار علي أساسها الشمامسة  رسالة القديس بولس الي تلميذه تيموثاوس { كَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الشَّمَامِسَةُ ذَوِي وَقَارٍ، لاَ ذَوِي لِسَانَيْنِ، غَيْرَ مُولَعِينَ بِالْخَمْرِ الْكَثِيرِ، وَلاَ طَامِعِينَ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، وَلَهُمْ سِرُّ الإِيمَانِ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ. وَإِنَّمَا هَؤُلاَءِ أَيْضاً لِيُخْتَبَرُوا أَوَّلاً، ثُمَّ يَتَشَمَّسُوا إِنْ كَانُوا بِلاَ لَوْمٍ. كَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ النِّسَاءُ ذَوَاتِ وَقَارٍ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، صَاحِيَاتٍ، أَمِينَاتٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ. لِيَكُنِ الشَّمَامِسَةُ كُلٌّ بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، مُدَبِّرِينَ أَوْلاَدَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ حَسَناً،  لأَنَّ الَّذِينَ تَشَمَّسُوا حَسَناً يَقْتَنُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَرَجَةً حَسَنَةً وَثِقَةً كَثِيرَةً فِي الإِيمَانِ الَّذِي بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ} (1تى3: 8 – 13). يجب أن يكونوا ذو وقار لا ذوي لسانين، يقولوا الصدق والأمانة لا يتكلموا مع واحد بلسان ويتكلمون مع الآخر بلسان ثان وهذا خداع يحط من شأن الإنسان. لهم الإيمان المستقيم ويحيوا الإيمان العامل بالمحبة و يستطيعوا أن يعلموه ويسلموه بضمير طاهر وأن يكون إيمانهم عن إخلاص لا رياء، ويظهر عملياً في تصرفاتهم، فهم لا يتاجروا بالدين لينالوا مكسباً مادياً أو شهرة بين الناس.

ألقاب وصفات الكاهن...

أ- الكاهن أب روحي وسفير للسماء..

لأنه يلد الناس فى المعمودية ولادة روحية وينميهم في الإيمان بالمسيح يسوع {لانه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس آباء كثيرون لأني انا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل } (1كو  4 :  15). الكاهن يهتم بحياته الداخلية والقدوة الحسنة والسلوكيات الطيبة بين أبنائه وبناته ويخدم الله بامانة ويطيع الأسقف ويرعى الشعب. والأب يجب أن يكون لديه فضيلة المحبة للرب يسوع ولشعبه. وكما يقول بولس الرسول المحبة هي رباط الكمال وهي تأتي كثمرة لمحبته لمن بذل دمه الكريم من أجلنا، القائل لبطرس{ أتحبني، ارع  غنمي}. وهذه المحبة للرعية هي محبة لكل فردٍ منها دون استثناء أو تمييز، وبدون أي تردّد بسبب خطايا البعض الذين من أجلهم جاء المسيح ومن أجلهم نتقدم إلى الكهنوت. كنموذج محبة القديس بولس للرعية { هكذا إذ كنا حانين اليكم كنا نرضى ان نعطيكم لا انجيل الله فقط بل انفسنا ايضا لانكم صرتم محبوبين الينا }(1تس 2 :  8) ومن محبة الكاهن لله يسعى لخلاص نفسه وتقديس ذاته وخلاص شعبه، بحيث يصبح بذلك معلماً بطريقة حقيقية يقود رعيته إلى مراعي السلامة ويصبح نموذج و قدوة لأبناء رعيته.

والكاهن سفير للسماء وله فكر المسيح ويقتدي به ويعلم ويكرز بالإيمان المسيحي في محبة وتقوى وبذل{اذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله } (2كو 5 : 20) الذي يرى الكاهن بأقواله وأفعاله يجب أن يرى إنه سفير من السماء أتى إلينا على الأرض، لكى يوصل الناس للسماء.

ب- الكاهن وكيل سرائر الله

الكلمة الدقيقة لكلمة وكيل أي مؤتمن على نعمة الله المتنوعة فلا يعطى الأسرار إلا لمن  يستحقها لأنه مؤتمن على أسرار الله وهو يخدم الله وشعبه ولذلك هو وكيل عن الله أمام الناس ووكيل عن الناس أمام الله. لذلك نسميه شفيع يقدم الذبائح عن الشعب. الكاهن يهتم بأن  المؤمنين يمارسون العبادة المسيحية بوعي ومشاركة حقيقية ويحيوا حياة التوبة والتجديد والنمو. الكاهن كجندي صالح لربنا يسوع المسيح يجاهد في حياته الخاصة لضبط النفس والغلبة على إبليس وكل أفكاره فإذا كان لا يستطيع أن يحافظ على ذاته كيف يقدر أن يسند الآخرين؟ والرب يسوع المسيح الذى وهبنا ذواتنا لأجله يكون معنا في الحرب ويقودنا طول الدرب حتى لو بدا أنه ضيق وكرب فهو يقودنا في موكب نصرته ويقوينا ويحارب إلى جانبنا. يكفي أن نتعب فعلاً لغاية واحدة هي تقدّم الرعية وبناء ملكوت الله على الأرض. والكاهن كوكيل لسرائر الله يهتم بالتعليم فمن فم الكاهن تطلب الشريعة فهو  "فم المسيح"إنه لا يعلم كلامه الشخصي بل يعلن كلمة الله ويشرحها ويحث على تطبيقها. والكاهن الذى يكف عن أن يتعلم ويعلم يكون كم تخلى عن الهوية الأساسية لكهنوته. بالتعليم  يغذى نفسه بكلمة الله ويغذي رعيته وينميها في الإيمان المستقيم ويهبها روح الحكمة للبعد عن التعاليم المنحرفة. 

ج-  قدوة صالحة ..

إن ضعفات الناس عموماً هي خطايا أو نواقص تضرّ بالشخص ذاته، أو لا يراها عديدون فيعثرون منها. لكن ضعفات الكاهن يراها الجميع وكأنها في وضح النهار وتعثّر كثيرين. المسؤولية هنا لا تقاس على مقدار الخطيئة الشخصية للكاهن بل على حجم العثرة التي يسببها للكثيرين وعلى العكس تماماً حينما يرون فضيلته فتشدّدهم ويكون مثال وقدوة للرعية فعلي الكاهن أن يتحّلى بالحكمة والنضوج، وإنكار الذات وبذلها، وفي رعاية الكاهن يهتم بخدمة الفقراء كفضيلة ضرورية ويعتني بخدمة بالغرباء والمرضى وزيارة المسجونين والمحتاجين في صبر ووداعة الكاهن أبٌ روحي يحتضن الجميع بحنانه حتى ولو عادوه، فهو يتفهم  الضعف البشري ويستوعبه ويقف إلى جانبهم لمساعدتهم. موقف كهذا سيقود كثيرين منهم إلى الاعتراف والتوبة.

د - الكاهن راعى وخادم ورجل صلاة ... الكاهن راع يرعى شعبه بطهارة وبر { ارعوا رعية الله التي بينكم نظارا لا عن اضطرار بل بالاختيار ولا لربح قبيح بل بنشاط }(1بط  5 :  2) . بمعنى النظر والمراقبة وتوفير الإحتياجات. يغسل الأرجل ويحتمل المخدومين و يشجع على التوبة ويساعد الناس على ممارسة التوبة و يسعى  لخلاص شعبه. الكاهن رجل الصلاة كقول القديس بولس {مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة لاجل جميع القديسين }(أف  6 :  18). كما يوصينا {لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله} (في  4 :  6). {واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر }(كو  4 :  2) الكاهن كشفيع يصلي من أجل رعيته. هذا ما كان يفعله أيوب على أولاده لتطهيرهم من خطاياهم الجسدية، فكم بالحري يرفع الكاهن تضرعات من أجل النمو الروحي أفراد رعيته .

مواظبين على الصلاة

+ أيها الآب السماوي القدوس، اليك نرفع الصلاة ونبتهل بالدعاء، فليس لنا أخر سواك، أسمك القدوس هو الذى ندعوه، طالبين رحمتك بشعبك وسط أمواج بحر العالم، لتقود سفينة كنيستنا وبلادنا نحو معرفتك وطاعة وصاياك ومحبتك من كل القلب والنفس والفكر والإرادة.

+ أيها المسيح الهنا، رئيس الكهنة الأعظم الذى تجسد من أجل خلاص جنس البشر، ودعا له من جميع الأمم أمة مبررة وشعباً مقدساً وكهنوت ملوكي، احفظ وبارك وقدس رعاتنا ورعيتنا وأحفظ كنيستك وخليفة رسلك وأعطنا رعاة حسب قلبك ومهارة يديك من أجل بنيان نفوسنا في الإيمان الأقدس ومن أجل دمك الكريم الذي بذلته من أجل خلاصنا.

+ يا روح الله القدوس، ينبوع النعم والمواهب الإلهية، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس وخلص نفوسنا. وأنعم علينا بوحدانية القلب التي للمحبة، أعط بهاءاً للأكليروس، نسكاً للرهبان والراهبات، حكمة الشيوخ وعفة للنساء،حفظاً للشبان والأبكار، نمواً ونعمة للأطفال، أرفع يارب عن العالم الوباء والغلاء والحروب وكل أمر شرير، أهلنا أن نكون أواني مقدسة لقبولك، لنكون رعية واحدة لراعً واحد، أمين

ليست هناك تعليقات: