نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 8 أكتوبر 2020

45- القديس بولس الرسول وصفات كنيسة الله المقدسة

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

 صفات الكنيسة تعني السمات أو العلامات التي تميز الكنيسة عن غيرها وعندما نتكلم عن الكنيسة في قانون الإيمان نقول الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية كسمات كنيسة المسيح المقدسة التي أسسها رب المجد وأقتناها بدمه ووعد أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها { وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها}(مت 16 : 18). المسيح يسوع ربنا هو حجر الزاوية الذي به تتماسك الأعضاء وتنمو معاً. لقد أختار الرب يسوع تلاميذه ورسله القديسين وعلمهم ومنحهم السلطان ووعدهم عند صعوده بإرسال الروح القدس ليهبهم القوة من الأعالي ليكونوا له شهود ويكرزوا باسمه في أورشليم واليهودية والسامرة والى أقصى الأرض وهذا ما حدث في يوم العنصرة.

1- الكنيسة الواحدة ...

+ أي ليس لها مثيل، فهي تكوين إلهي لا يتكرر وتتحد في الإيمان المستقيم بالله الواحد ولها إيمان واحد لا يتغير وهو مسلم لنا من السيد المسيح ورسله القديسين، كما أن لها الهدف واحد لا يتغير وهو خلاص النفوس من خلال الأسرار المقدسة والكتاب المقدس وحياة الفضيلة والقداسة  للوصول بالمؤمنين الي الملكوت السماوي. كلمة واحدة بمعنى الوحدة بين المؤمنين فالكنيسة تكون واحدة بالوحدة بين المؤمنين والتناول من القربانة الواحدة في الكنيسة بين المؤمنين لأنها مجموعة من حبات القمح المتحدة في الخبزة الواحدة {فاننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لاننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد }(1كو10 : 17). وأيضا الكأس مجموع حبات العنب المتحدة في كأس واحد. هناك وحدة بين المؤمنين في الإيمان الواحد. والكنيسة تضمنا إليها عن طريق المعمودية الواحدة وننمو فيها عن طريق الأسرار.

+ لقد طلب السيد المسيح من أجل وحدة الكنيسة { ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضًا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة لراع واحد } ( يو10: 16). وعلينا أن نسمع صوت الله ونكون رعيه واحدة لراع واحد. ولهذا صلي السيد في الصلاة الوداعية من أجل وحدتنا فيه ومعه { لست أسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضًا من أجل الذين يؤمنون بي  بكلامهم ليكون الجميع واحدًا كما أنك أيها الآب في وأنا فيهم ليكونوا هم أيضًا واحد فينا} (يو 20:17-21) وكما يقول القديس بولس {هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر }(رو 12 : 5). أن العين لا ترى لحسابها فقط بل لحساب بقية الأعضاء طبعًا والأنف يشم لبقية الجسد وليس لنفسه فقط وهكذا اليد تمسك الشيء لا لنفسها بل لبقية الجسد { فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ. هَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ وَأَعْضَاءٌ بَعْضاً لِبَعْضٍ كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا} (رومية 12: 4-6) أن جمال الكنيسة في وحدتها وتكامل أعضائها معًا بكونهم جسدًا واحدًا متنوع المواهب فلا يتشامخ أحد علي أخوته ولا يصغر أحد في عيني نفسه. أليس جميعنا جسدًا واحدًا، الكبير والصغير، والعطيّة هي من قِبل النعمة، لذلك لا يجب ان يستكبر أحد علي غيره لأن الموهبة معطاة له من الله.

+ قداسة البابا أو المطران أو الأسقف بمساعدة الكهنة والشمامسة كرأس الكنيسة المنظور هو الذى يربط الجماعة مع الرسل في المسيح يسوع، وعندما يشرطَن الأسقف يكون خليفة لمن سبقه حتى نصل إلى رسول بصورة مباشرة أو غير مباشرة. الأسقف هو خادم لوحدة الكنيسة ومن أجل حفظ الوحدة الكنسية، ومن أجل حفظ التعليم واستقامته، ومن أجل إقامة الأسرار لهذا يجب أن يتصف بصفات متميزة { لانه يجب ان يكون الاسقف بلا لوم كوكيل الله غير معجب بنفسه ولا غضوب ولا مدمن الخمر ولا ضراب ولا طامع في الربح القبيح. بل مضيفا للغرباء محبا للخير متعقلا بارا ورعا ضابطا لنفسه. ملازما للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم لكي يكون قادرا ان يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين.}(تي 7:1-9). وهذا ما يذكَّره القديس اغناطيوس القائل (حيث يوجد الأسقف فهناك الكنيسة).

2- الكنيسة المقدسة...

+ الكنيسة مقدسة بمسيحها القدوس الذى تجسد وعاش القداسة بدون خطية وحده وقدم ذاته علي الصليب ليقدسها وهي مقدسة بعمل روح الله فيها من خلال الأسرار المقدسة وهي مقدسة باعضائها الساعين فى طريق القداسة. مثلما يقول القديس بولس الرسول { كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب.} (أف 5: 25-27) والكنيسة مقدسة لأن أعضائها بالتوبة والإيمان والتناول الأسرار يتقدسوا ويتطهروا من كل خطية، وفى القداس نصلي ونقول " القدسات للقديسين" قديسين أي تائبين راجعين إلى الله عن كل خطية.

+  الكنيسة مقدسة بالأعضاء المؤمنين المقدسين والساعين في طريق الكمال المسيحي { وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون} (أع 2 : 47). هذه هي العضوية الحقيقية في كنيسة الله المقدسة كما يقول الرب { أنا الكرمة وانتم الاغصان الذي يثبت في وأنا فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا} (يو 15 : 5). أن غاية الكنيسة أن تتقدس وتقدس العالم كخميرة صالحة تخمر العالم كله. ولا يمكن أن تكون الكنيسة حاضرة في هذا العالم وفاعلة ما لم تعرف أنها ليست من هذا العالم بل هي متغربة و كالمخطوبة التي تنتظر خطيبها في الأسرار ومجيئه في اليوم الأخير وليس للكنيسة تعلق بالعالم وأن كانت الكنيسة تخدم العالم من أجل خلاص وتقديس كل أحد واسرار الكنيسة وخدمتها وكرازتها هي التي تحفظ المؤمنين في حياة القداسة ولذلك تفرز أو تقطع الكنيسة الذين يصرون على الشر.

3- الكنيسة الجامعة ...

+ الكنيسة تجمع كل الأجناس والأعمار والأماكن لذلك كلمة جامعة تعني التعددية مع التساوي. الجسد فيه أعضاء كثيرة لكن الأعضاء كلها متساوية وتقوم بوائف وأدوار مختلفة { اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم} (مت 28: 19) وجامعة بمعنى الانتشار في كل مكان وفي كل مدينة وفي كل حي {أنتم جميعًا واحد في المسيح يسوع} (غلا 8: 23). وتكرز الكنيسة باسم المسيح للتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم (أع 1: 8) { تكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض}

+ الكنيسة جامعة بالمعنى الجغرافي فهي تجمع بين كل الأقوام، من كل الجنسيات والالسن وتجمع فى وحدة مقدسة كل العصور أيضاً بحيث يكون كل عصر وفياً للعصور السابقة ومكملاً لجسد الكنيسة وكما يقول القديس بولس عن رجال الايمان فى الكنيسة المنتصرة  أنهم لا يكملوا بدوننا { فَهَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُوداً لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئاً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.} ( عب 39:11-40). ويجب أن نكون واحد فى الروح والمحبة والإيمان ليس مع أبناء عصرنا من المسيحيين الآخرين فقط بل وهمنا أن نكون واحداً مع سحابة الشهود والقديسين فى الكنيسة المنتصرة ونطلب صلواتهم ونتمثل بإيمانهم. ونكون أوفياء لهذا الخط العمودي الذي جاء من الرسل إلينا.

4-الكنيسة الرسولية...

+ كنيستنا رسولية أسسها مارمرقس الرسول، وتحفظ الإيمان الرسولي وتعيشة بلا انحراف؛ وهي جديدة على الدوام بمسيحها الحي الذي لا يشيخ وروح الله الذي يجدد شبابها. أن إيمانها رسولي الذي تسلمه الرسل من السيد المسيح وسلموه للكنيسة (لو 1). والقديس لوقا الإنجيلي يقول { أكتب إليك أيها العزيز ثاوفيلس عن الامور كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة}. وكما قال الرب {الذي يسمع منكم يسمع مني والذي  يرذلكم يرذلني والذي يرذلني  يرذل الذي أرسلني} (لو 10: 16). وكما يقول القديس بولس{ ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها}(رو 6: 17). والإيمان والتقليد الرسولي يسلم من جيل الي جيل {وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسا أمناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا }(2 تي 2 : 2) أننا نعتز فى كنيستنا برسوليتها هذه الكنيسة التي أسسها القديس مارمرقس الإنجيلي  أحد السبعين رسولا (مر 10:10). الذى يعتبر أول حلقة في سلسلة البطاركة الـ 118 دون انقطاع، ولكونه على رأس فيض الشهداء. هذه الرسولية لا تقوم فقط على تأسيس الكنيسة وإنما أيضًا على مثابرة كنيستنا في الحفاظ على ذات الإيمان الذي سلمه الرسل وخلفائهم الأباء القديسين{ أنكم تذكرونني في كل شيء وتحفظون التعاليم كما سلمتها إليكم}(1 كو 11: 2) { ولكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما أي مرفوض} (غل 1: 8). وذلك الرسولية تعني تسلسل وضع اليد الرسولي فى رسامات الأساقفة والكهنة ويعطي الكهنوت من الأب البطريرك ومجمع الكنيسة المقدس والأساقفة للكهنة بوضع اليد والنفخة المقدسة والتي أعطاها المسيح للتلاميذ وهي التي تعطي فى سر الكهنوت وبقيت مستمرة للأن لم تنقطع. ونصلي أن تبقى كنيستنا قوية في إيمانها وصامدة فى جهادها وراسخة فى محبتها لله وشهادتها له ساعية بعيون الإيمان للشهادة لمسيحها ومتطلعة بالرجاء الراسخ نحو الأبدية وحياة الدهر الأتي، آمين.

+ الكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية فهي مع الرسل بالتسلسل الكهنوتي، وواحدة معهم بالتعليم الواحد. إنها رسولية أيضاً بمعنى أنها تؤدي الرسالة. والكنيسة تحيا إيمان الرسل وليس علي الرسول شيء إلا أن يحيا ويبلِّغ الرسالة التي أستلمها. إذاً نحن كنيسة رسولية اليوم بقدر ما نهتم أن نؤدي رسالة المسيح بكل الوجوه بالحياة المعاشة والتعليم وعندما نفتقد المساكين والمحرومين وعندما نحمل هذا العالم كله على أكتافنا ونصلي من أجله والكنيسة رسولية بوحدتها مع الرسل تجتمع حول شخص المسيح وحضوره في الأفخارستيا وسماع كلمة الله وطاعتها والتزامها بالإيمان العامل بالمحبة وبتبنى حاجات الناس وآلامهم والشهادة للمسيح في المجتمع الذي توجد فيه بامانه ومحبة وأخلاص.

رسالة الكنيسة الخلاصية ..

+ للكنيسة رساله هامة في خلاص العالم فهي بيت الله والمؤتمنة علي بشري الخلاص وتوصيلها لكل نفس وعن المناداة بإنجيل ربنا يسوع المسيح ورسالته { وقال لهم اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالانجيل للخليقة كلها} (مر 16 : 15). الكنيسة هي التي تقدس المؤمنين وتفتقد الضالين وترعي وتصلي من أجل خلاص العالم وهي المسئولة عن أعداد الخدام والكارزين ومتابعتهم، فالقديس بولس وعلى الرغم من أن الرب ظهر له شخصياً وأختاره، إلا أنه يرى من الضرورة أن يلتقى بالرسل وينال منهم يمين الشركة { وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذى أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلا... فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدةٌ أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان }(غل 2: 2،9).

+  الكنيسة كما يقول القديس بولس عليها مسئولية عن أعلان غني المسيح الذى لا يستقصي وحكمته لكل أحد ما في السماء ومن علي الأرض { أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى، وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِكَيْ يُعَرَّفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ، حَسَبَ قَصْدِ الدُّهُورِ الَّذِي صَنَعَهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. الَّذِي بِهِ لَنَا جَرَاءَةٌ وَقُدُومٌ بِإِيمَانِهِ عَنْ ثِقَةٍ.} (أف 3:8-12).

+ الكنيسة مسئولة عن تقديس المؤمنين وحث الخطاة علي التوبة والكنيسة تهب المؤمنين الأسرار التى بدونها لن يرى أحد الله. وكما تمتع القديس بولس بنعمة إلهية هي نعمة الكرازة بين الأمم للتمتع بغنى المسيح الذي لا يُستقصى، بهذا العمل انفتح الباب للأمم للدخول إلي غنى المسيح "سرّ المسيح". هذا السرّ ليس بالأمر الذي هو من عند الرسول نفسه، ولا من وحي فكره الخاص، لكن القديس بولس كان أداة يستخدمها الله لتحقيق مقاصده الأزلية المكتومة منذ الدهور. هذا السرّ السماوي الإلهي الذى انفتح ليضم الجميع وليُعلن للسمائيين أنفسهم الذين يرون في الكنيسة عجباً ويروا أن الأمم الأرضيين قد صاروا بشر سمائيين وهكذا يجب أن تواصل الكنيسة عمل الآباء الرسل بخدام أمناء يهبهم الله المواهب وثمار لخلاص كل نفس { لكي يكون انسان الله كاملا متاهبا لكل عمل صالح }(2تي 3 : 17).

ليست هناك تعليقات: