نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 1 أكتوبر 2020

عيد الصليب المجيد 5- حقيقة صلب السيدالمسيح


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

صلب ركيزة أساسية فى المسيحية:-

+ إن حقيقة صلب المسيح كحادثة تاريخية بمغزاها التاريخي والروحي واللاهوتي تشكل ثلث الإنجيل بأوجهه الأربعة وبقية أسفار العهد الجديد ، بل وتكررت كلمة صليب عن المسيح ومرادفاتها ؛ الصليب وصلب ويصلب وصلبوا وصلبوه ومصلوب والمصلوب أكثر من ثمانين مرة، وكانت عقيدة صلب المسيح وفدائه للبشرية هي محور وجوهر وقلب الإنجيل المبشر به للعالم كله كما شهد لها، إلى جانب التاريخ المسيحي، التاريخ اليهودي والروماني واليوناني، ولدينا الوثائق التاريخية التي سجلت ذلك . صلب السيد المسيح حقيقة وعقيدة  لم تخرج من زاوية مغمورة في مكان مغمور أو في زمن شبه مجهول!. ويتجاهلون حقيقة أن أحداث الإنجيل تمت وسط عشرات الآلاف بل وملايين البشر، وأن الجماهير الغفيرة كانت تحيط بالمسيح دائماً {حتى كان بعضهم يدوس بعضا } (لو1:12) ، كما يقول القديس لوقا ، كما أن أحداث صلب المسيح لم تتم سرا ولا في زاوية ، بل تمت في أورشليم وفي عيد الفصح اليهودي الذي كان يحضره ، بحسب تقدير المؤرخ والكاهن اليهودي يوسيفوس ، ما يزيد عن 2 مليون يهودي من جميع بلاد الإمبراطورية الرومانية. ومن ثم كان الناس، سواء في فلسطين أو سوريا ، منذ الأيام الأولى لكرازة الرسل يعرفون هذه الأحداث جيداً. لذا فعندما وقف القديس بولس الرسول يحاكم أمام الملك هيرودس أغريباس قال له {لأنه من جهة هذه الأمور عالم الملك الذي أكلمه جهارا إذ أنا لست أصدق أن يخفى عليه شيء من ذلك. لأن هذا لم يفعل في زاوية } (أع 26:26).

+ صلب المسيح وقيامته هما قلب الإيمان المسيحي وجوهر رسالة المسيحية كما يقول الكتاب المقدس في أول قانون إيمان مكتوب في الكنيسة صدر يوم الخمسين لقيامة السيد المسيح ودونه القديس بولس الرسول بالروح القدس في رسالته الأولى إلى كورنثوس والتي يُجمع العلماء والنقاد على أنها كُتب حوالي سنة 55م أي بعد خمسة وعشرين سنة من القيامة والتي تشهد على إيمان الكنيسة في فجرها الباكر حيث تسلم القديس بولس نفسه هذا الإيمان في السنة الثالثة للقيامة {أعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وفيه تقُومون وبه أيضا تخلصُون أن كنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثاً . فأنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكُتب "أي أسفار العهد القديم" . وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب. وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر . وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين . وآخر الكل كأنه للسّقِط ظهر لي أنا } (1كو1:15-8).

+ الصلب والقيامة هما جوهر رسالة المسيحية ودعوتها لأنها قامت على هذا الأساس . وقد سجل لنا العهد الجديد في كل أسفاره وكذلك التقليد وكتابات أباء الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى وقوانين الآباء الرسل أحداث وتفاصيل الصلب والقيامة ومغزاها بالنسبة للإيمان المسيحي ، بل وكانت اول عظة بعد حلول الروح القدس هي عن الصلب والقيامة، وأول ما كتب في الإنجيل بأوجهه الأربعة، بإجماع العلماء، هي أحداث الصلب والقيامة، ويتلخص هذا الإيمان فيما جاء في قانون مجمع نيقية المُنعقد سنة 325م "وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي ، وتألم وقبر ، وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السموات".

التلاميذ والرسل وشهادتهم للمسيح...

+ لقد كرز التلاميذ والرسل عن حياة وصلب وقيامة السيد المسيح بل واستشهدوا وقدموا حياتهم ثمناً لدعوتهم في المسكونة كلها بأن المسيح صلب ومات وقام من الموت وصعد إلى السماء، ولكن هؤلاء التلاميذ والرسل لم يكونوا قبل القيامة بهذا الحماس وهذه القوة ، كان ينتظروا  الروح القدس ونعمته تحركهم حتى يقوموا بدعوتهم ، وبعد صلب السيد المسيح كانوا يائسين وخائفين وفاقدي الأمل وضعفاء وقد تركه الكثير منهم عند القبض عليه ولم يدخل معه المحكمة إلا يوحنا لأنه {كان معروفاً عند رئيس الكهنة} (مت58:26)، أما بطرس فقد تبعه عن بُعد وأنكره عندما انكشف أمره. وعند صلبه وموته ودفنه لم يظهر أحد منهم علانية سوى حفنة من المؤمنين منهم يوحنا وأمه مريم وبعض النسوة معها (يو25:18) ، وكانوا في حزن شديد وغم واكتئاب وقد فقدوا الرجاء في قيامته برغم أنه كرر أمامهم مرات عديدة أنه سيقوم من الموت في اليوم الثالث وبعد الصلب أغلقوا على أنفسهم الأبواب خوفاً من اليهود لئلا يفعلوا بهم نفس ما فعلوه بسيدهم وتحقق فيهم ما سبق وأنبأ به السيد {الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح . المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت . ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لأنه قد ولد إنسان في العالم . فأنتم كذلك عندكم الآن حزن. ولكن سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم } (يو20:16) وبعد القيامة ظهر لهم كما وعدهم ومنحهم السلام والقوة. وتوالى ظهور المخلص لهم مرات عديدة تحولوا إلى النقيض تماماً ، فتحول حزنهم إلى فرح ، ونسوا بعد القيامة الشدة التي عاشوها قبلها وامتلئوا بالفرح الذي لم ينزع منهم إلى الأبد . وبعد حلول الروح القدس عليهم ، حسب وعده لهم  يوم الخمسين عندما حل الروح القدس عليهم وتحولوا إلى شجعان أقوياء ووقفوا أمام العالم كله وليس في أيديهم سوى الإنجيل وانتصروا على هذا العالم بقوته الروحية الشريرة والمادية ، فقد حول مجد القيامة وقوتها هؤلاء الحزانى الضعفاء إلى أعظم منتصرين وقادهم السيد { في موكب نصرته} (2 كو 14:2)، وشحنهم الروح القدس بطاقة روحية كما زودهم السيد بالآيات والمعجزات التي برهنت على صحة إيمانهم .

+ وقف القديس بطرس الرسول مع التلاميذ والرسل جميعاً ، بعد أن حل عليهم الروح القدس في يوم الخمسين ونادوا في قلب أورشليم ، التي صلب فيها المسيح منذ سبعة أسابيع فقط ، أمام الآلاف الغفيرة من اليهود وقال : { أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ.... فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ سَكَبَ هَذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ. فَلْيَعْلَمْ يَقِيناً جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ رَبّاً وَمَسِيحاً... وَبِأَقْوَالٍ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَانَ يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ قَائِلاً: «اخْلُصُوا مِنْ هَذَا الْجِيلِ الْمُلْتَوِي». فَقَبِلُوا كَلاَمَهُ بِفَرَحٍ وَاعْتَمَدُوا وَانْضَمَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ نَفْسٍ.} ( أع 22:2-41). وفي نفس الأسبوع صعد القديسان بطرس ويوحنا إلى الهيكل عند صلاة الساعة الثالثة ظهراً وشفيا الأعرج من بطن أمه فاندهش الناس لذلك فقال لهم القديس بطرس { إله آبائنا مجد فتاه يسوع الذي أسلمتوه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه ، ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يُوهب لكم رجل قاتل . ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهوداً لذلك } (أع 13:3-15(. ولما قُبض عليهما وحوكما أمام رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ { امتلأ بطرس من الروح القدس وقال لهم يا رؤساء الشعب وشيوخ إسرائيل... فليكن معلوماً عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل أنه باسم يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم الذي أقامه من الأموات. بذلك وقف هذا صحيحاً أمامكم }(أع 10:4).وكذلك وقف القديس أستفانوس وهو يحاكم أمام السنهدرين وقال لهم {أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فانبأوا بمجيء البار الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه } (أع 52:7(. وكانت نتيجة هذه العظات وغيرها هي انضمام آلاف اليهود بما فيهم كهنه وغيرهم من رجال الدين إلى المسيحية ، ثم حدث اضطهاد عظيم على الكنيسة في أورشليم وتشتت المؤمنون، عدا الرسل، إلى خارجها. وفي كل الحالات لم يجرؤ اليهود على مواجهه الرسل بأي شئ يمكن أن يناقض إيمانهم سوى القتل والاضطهاد ، الذي صار بركة للكنيسة . كما أن إيمان الآلاف منهم بالمسيح نتيجة لكرازة الرسل والآيات التي أجراها الله على أيديهم (أع 12:5) لهم أكبر دليل على صحة كل حرف تكلموا به .

 +وبشر القديس بطرس الرسول أول جماعة من الأمم في قيصرية بفلسطين وعلى رأسهم القائد الروماني كرنيليوس ، قال لهم { أنتم تعلمون الأمر الذي صار في كل اليهودية مبتدأً من الجليل بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا. يسوع الذي من الناصرة 000 الذي أيضاً قتلوه معلقين إياه على خشبة . هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى أن يصير ظاهراً ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فأنتخبهم . لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات} (أع 37:10-41). وبشر الرسل أناس من اليهود والأمم يعرفون كل ما جرى وحدث للرب يسوع المسيح من صلب وموت ودفن ، أما القيامة وظهوراتها فقد خص الله بها الشهود الذين سبق فاختارهم والذين سبق فوعدهم {بعد قليل لا يراني العالم أيضاً وأما أنتم فترونني } (يو19:14) ، وكان على هؤلاء الشهود أن يشهدوا بما سمعوا ورأوا للعالم أجمع { وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض } (أع 8:1) . وفي مواقفهم لم يجرؤ أحد أن يناقض أو يكذب حرف مما قالوه لأنه كان معلوماً عند الجميع .

 + وبعد إيمان القديس بولس بالمسيح وقف في مجمع اليهود في إنطاكية بيسيدية وقال لهم {أيها الرجال الأخوة من جنس بنى إبراهيم والذين بينكم يتقون الله إليكم أرسلت كلمه الخلاص . لأن الساكنين في أورشليم ورؤسائهم لم يعرفوا هذا. وأقوال الأنبياء التي تقرأ كل سبت تمموها إذا حكموا عليه . ومع أنهم لم يجدوا عله واحدة للموت طلبوا من بيلاطس أن يقُتل . ولما تمموا كل ما كُتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر . ولكن الله أقامه من الأموات. وظهر أياماً كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم الذين هم شهود عند الشعب } (أع 26:13-31).وقال للملك أغريباس ومجمع الحاضرين معه { أنا لا أقول شيئاً غير ما تكلم الأنبياء وموسى أنه عتيد أن يكون إن يؤلم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات} (أع 22:26و23(

 +وهكذا واجه تلاميذ المسيح ورسله اليهود بحقيقة قيامة المسيح الذي صلبوه ، كما واجهوهم باللوم لصلبهم له برغم أن ذلك تم بإرادة الله ومشورته الأزلية وعلمه السابق، كما واجهوا العالم الوثني وقدموا له المسيح المصلوب برغم عثرة الصليب بالنسبة لهم {نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة } (1كو23:1) ، وواجهوا الجميع بالقيامة ، قيامة الرب من الأموات، فلا يمكن إنكار حقيقة صلب السيد المسيح أمام حقيقتها وحدوثها أمام الكثيرين أما القيامة فلم يستطع العالم إنكار حقيقتها خاصة وأن الذين نادوا بها أيدهم الله بالبراهين والآيات والعجائب والمعجزات التي أثبتت صحة دعواهم وكرازاتهم ولم يكن أمام العالم سوى قبول هذه الحقائق والإيمان بالمسيحية أو اضطهاد رسل المسيح حتى الدم .

الآباء الرسوليين والشهادة للسيد المسيح

 + تسلم التلاميذ ورسله الرسالة من الرب يسوع المسيح ، وكان لهؤلاء التلاميذ والرسل خلفاء وتلاميذ، أسمتهم الكنيسة و الآباء الرسوليين، ومن هؤلاء من كان تلميذاً للقديس بطرس مثل أغناطيوس أسقف إنطاكية، و بوليكاربوس أسقف سميرنا بآسيا الصغرى والذي كان تلميذا للقديس يوحنا الرسول تلميذ المسيح، و اكليمندس الروماني تلميذ القديس بولس وغيرهم. هؤلاء استلموا منهم الإنجيل والتقليد الكنسي، مع بقية المؤمنين ، ثم سلموه بدورهم لخلفائهم هم أيضا، مع بقية الجماعة والكنيسة المسيحية .وعاشوا حقيقة الإيمان بالله والتجسد الإلهي وحياة وصلب وقيامة السيد المسيح وكرزوا بها و استشهدوا من أجله ومن أجل الثبات فى الإيمان في عصور الاضطهاد الروماني، وكانوا واثقين بمن أمنوا وسلموا لنا وديعة الايمان حية من جيل لجيل.

الصليب في حياتنا الروحية 

+ يدعونا السيد المسيح إلى إنكار الذات وحمل الصليب { وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني} (لو 9 : 23). أن إنكار الذات يعنى تتميم مشيئة الله فى حياتنا ليكون لسان حالنا {لتكن لا إرادتي بل إرادتك} (لو24: 22). المؤمن يصلب شهواته من أجل الله كشهادة صادقة على تبعيته للمسيح يسوع ربنا ليقوم معه فى جدة الحياة ويقول مع القديس بولس الرسول { مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ} (غل 20: 2). لقد مات المسيح عنا لكي نعيش من أجله وكشهود لمحبته { وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام} (2كو15: 5). فهل نحن نعيش لأنفسنا أم من أجل من مات من أجلنا وقام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية؟ وهل نصنع مشيئة الله في حياتنا؟.

+ علينا أن نحمل الصليب بشكر سواء صليب الخدمة أو المرض او الحاجة أو الاضطهاد أو الصوم والنسك أو الطاعة يدخل بنا إلى أفراح القيامة ومسرة الله { ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله } (عب 12 : 2) عندما نحمل الصليب يحتضننا المصلوب ويهبنا نعمة وقوة وبركة وتعزية وسلام،  فتبدو الصورة في الظاهر أننا نحمل الصليب ولكن الحقيقة في الواقع أن الصليب يحملنا بل المصلوب يحمينا ويهبنا ثقل مجد أبدي {لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى. لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية} (2كو17: 4،18).

+ الصليب له وجهان كما العملة فناحية تعني تحمل الألم والتعب والضيق والناحية الأخرى تحمل قوة القيامة وسلامها وبركات أمجادها { فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا ورثة الله و وارثون مع المسيح ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه} (رو 8 : 17). لقد وهب لنا لا أن نتألم فقط بل أن نؤمن أيضا { لانه قد وهب لكم لأجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ايضا ان تتألموا لاجله} (في 1 : 29).

  

ليست هناك تعليقات: