نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

فكرة لليوم وكل يوم 72- سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ وسط ظروف الحياة الصعبة ومتغيراتها المتلاحقة يظل الانسان يبحث عن الارتواء والشبع والمحبة والدفء العاطفي، ويبحث عن الأمان ويحتاج الي السلام وتظل نفسه جوعى وروحه عطشي ويسعى لتحقيق الذات والنجاح والتطلع الي المستقبل السعيد. ولقد عمل الإنسان على اشباع حاجاته بمختلف الوسائل واخترع العديد من الوسائل لتحقيق غاياته وقد حقق البعض نجاحات متعددة فى حياتهم ولكن الروح الإنسانية تظل جائعة ولا ترتوي الا بعلاقة قوية وعشرة صادقة بالله فلا المال ولا الجمال ولا السلطة أو المتع والملذات تحقق الأشباع للإنسان بعيدا عن الله وبدون الشبع الروحي الحقيقى والسليم. أن الله يدعونا الى الارتواء معه وبه وفيه { أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعاً هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ والَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالُوا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ} (اش 55 : 1). وقد مدح الرب الجياع والعطاش الي البر{ طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ} (مت 5 : 6)
+ لقد جاء السيد المسيح الينا ليقدم لنا الشبع والأرتواء الروحي { فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً }(يو6 : 3). أن محبة الله مقدمة للجميع لاسيما الذين يطلبونها والأرتواء متاح لكل العطاش فى حر صيف حياتنا وجفافها الروحي وذلك بمحبة الله والصلاة والحديث اليه وبكلامه المحيي وينابيع الروح القدس، وبالأسرار المقدسة وكل ذلك مقدم مجانا للعطاش الذين يقبلون اليه ويؤمنون به ويعيشوا كما يحق لإنجيل المسيح { أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّاناً }(رؤ 21 : 6). ولقد دعانا الرب للإيمان الواثق بنعمتة الغنية التى تروي وتفيض فينا { وَفِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي كَمَا قَالَ الْكِتَابُ تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ } ( يو 37:7-39).
+ أن سواقى الله ملآنه ماء متجدد كلما نشرب منها ونروى الآخرين تتدفق علينا ويذداد تدفق مياة محبته ونعمته وحكمته ورعايته لنا، حتى لو كنا كارض يابسة علينا ان نصلى بإيمان ليروى الله نفوسنا وأرواحنا واجسادنا { تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ. تُغْنِيهَا جِدّاً. سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ مَاءً. تُهَيِّئُ طَعَامَهُمْ لأَنَّكَ هَكَذَا تُعِدُّهَا }(مز 65 : 9). وسواقى الله تشير الي خيرات الله التي يفيض بها علينا، كما يشير إلى الإنجيل المقدس المملوء بالوعود الإلهية، وأيضًا إلى نعمة الروح القدس التي يفيض بها على المؤمنين أما الطعام فهو الخبز المحيي النازل من السماء الذي هو ربنا يسوع المسيح الذي بذل ذاته عن حياة العالم كله وكل إنسان وكل الإنسان روح ونفس وعقل وجسد.
+ نعمة الله حقيقة وليس خيال، وهى نعمة غنية تروي النفس العطشانة، وتشبع الجياع وتقيم الساقطين وترفع البائسين وتعين وتعزى الحزاني وتغفر وتحرر الخطاة وها هي المرأة السامرية خير شاهد على عمل الرب العجيب الذى يحول الخاطئة الباحثة عن الارتواء من آبار الشهوة الى تائبة ومبشرة بخلاص الرب، لقد تعامل الرب معها باحترام وفى صدق وخاطب ضميرها وجهلها الروحي بحكمة وقادها الى المياه الحية { أَجَابَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»} (يو 13:4-14). المرأة السامرية أتتْ للبئر لتملأ جرّتها ماء فتركتها وذهبت لتُخبر أهل بلدتها عن لقاءها بالمخلص عندما إكتشفت النبع الحقيقي وارتوت منهُ، حصلت على الخلاص وشاركت غيرها به. نعمة المسيح تغفر وتستُر وتجذب الخطاة بكل رقة وحنان. فلا يقول أحد ان خطاياه كبيرةٌ، فجَلسة واحدة مع الرب تغفر الخطايا وتمنح العطايا وتُشبع وتروي القلب وتكشف الأسرار وتجعلنا أحرار ولا يوجد شيء يروي ويسعد القلب ويغني الحياة ويحقق الأشباع ويملأ العين سوى محبة الله الآب ونعمة الأبن الوحيد وعطية الروح القدس.

ليست هناك تعليقات: