نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 92- { فكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ}


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ لقد طلب منا الله ان نكون كاملين، ويريد منا ان نتشبه ونقتدى به { فكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.} (مت5: 48). الله الرحوم لا يطلب منا شئ مستحيل علينا ان نقوم به. وبينما يظن الكثيرين ان الكمال غاية صعبة المنال فى ظل متغيرات العصر الحديث وصرعاته المتلاحقة. الا ان هذه الدعوة تبدو سهلة لنا لو عرفنا واستخدمنا كل الامكانيات المتاحة لنا من الله ووسائط الخلاص ولو عرفنا ان وصايا السيد المسيح تتجه بالمؤمن نحو السماء، عندما يتجه الانسان الى الإرض وشهواتها تتجه سيرته الى أسفل ويهبط فى تصوراته وأفكاره الى الفساد والفناء ولكن اذ يولد الانسان من فوق بالماء والروح ويصير مسكنا لروح الله القدوس فيجعل وجهته السماء ورسالته على الارض هي أن يكون سفيرا لله فان مسيرة حياته تتجه الى أعلى ويعلو فى تصوراته وافكاره وسلوكه وروحياته حتى يصل الى الله الذى هو روح وقدسة وكمال.
+ نحن لا نقفز الى الكمال دفعة واحدة وانما كسلم روحى نصعد درجة تلو الاخرى فى نمو ويسر. ان المؤمن لديه من القدرات المخبؤة والامكانيات الخلاقة ما قد لا يخطر على بال بشر. وما يبدوا لنا صعب ومحال مع العزيمة والصدق والاستجابة لعمل نعمة الله الغنية نصل اليه فى فرح ويسر. والسعى نحو الكمال المسيحى هو راحة للنفس وسعادة للروح. واجبنا أن نسعى إلي الكمال، فى توبة صادقة ونمو روحي مستمر، فالكمال درجات كلما يصل الإنسان إلي واحدة منها، يجد كمالاً آخر أعلي وأبعد في انتظاره { لست أحسب إني قد أدركت أو قد صرت كاملاً، ولكن أسعى لعلي أدرك. افعل شيئاً واحداً، أنسى ما هو وراء، وأمتد إلي ما هو قدام} (في 12:3-15). فإن كان القديس بولس العظيم لا يحسب أنه قد صار كاملاً، إنما يسعى لعله يدرك، فماذا نقول نحن؟ ومع ذلك فإن بولس يقول بعد ذلك مباشرة { فليفتكر هذا جميع الكاملين منا} إن الله يدعونا للنمو الروحي المستمر، باستخدام كل وسائط النعمة لكي نصل إلى { قياس قامة ملء المسيح} (أف4: 13). هذا الوضع الروحي المرتفع يتم بعمل النعمة في النفس المجاهدة.
+ الله يريدنا ان نتوب ونقلع عن الخطية ولا نعود اليها ثم ننمو فى معرفة الله لنصل الى المحبة الكاملة { وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال } (كو 3 : 14). الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. ان بنائنا الروحى يجب ان يقوم على المحبة التى شبهها الاباء القديسين مع التواضع بالمادة الاساسية التى تربط البناء الروحى كله متماسك معا كالمؤنه بالنسبة للحائط تجعله متماسك وحدة واحده ولقد اكد السيد المسيح على أهمية المحبة لانها لب وجوهر كلام الناموس والانبياء (مت 35:22-40). اننا بالتقدّم في الفضيلة نتشبّه بالله، حيث يمنحنا الرب نعمة المحبة كثمرة من ثمار الروح القدس لنحب حتى اعدائنا ككمال لوصية المحبة ونصلّي من أجل الجميع.
+ الكمال هو نمو روحي فى جهاد تسنده النعمة بعدم إكتفاء بالوضع الروحي الذي يكون فيه المؤمن المجاهد الآن، لأن الطموح الروحي بلا حدود، فمع أن الرسول بولس قد نال بركات روحية عظيمة، لكنه لم يشبع من المسيح أبداً، بل أعلن أنه ظل يسعى للمزيد باستمرار، حتى نال اكليله. وغايته أن يموت إنسانه العتيق ويحيا المسيح بالإيمان فيه { مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي} (غل 2 : 20). الجهاد الروحي يكون في كل المجالات الروحية، وضد كل الخطايا، اننا لكى نصل إلى الكمال الروحى المطلوب منا.
+ السير فى الكمال والقداسة يعني تكريس القلب كاملا لله، فالقلب فى هو مركز الحياة الروحية ويقصد به الانسان الداخلى بما فيه من عواطف ومشاعر وانفعالات ودوافع وارادة وهو الموجهه للانسان نحو الخير ومحبة الله والبعد عن الشر لهذا يوصينا الانجيل بان يكون قلبنا كاملاً فى محبته لله { فليكن قلبكم كاملا لدى الرب الهنا اذ تسيرون في فرائضه وتحفظون وصاياه كهذا اليوم} (1مل 8 : 61). ان الله يريد ان نعطيه قلوبنا ونسير فى طريقه وهو فى امانته يقوى هؤلاء السائرين فى طريق الكمال معطيا لهم سعادة وبركة { لان عيني الرب تجولان في كل الارض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه} (2اخ 16 : 9). فعلينا ان نعطى قلوبنا ومحبتنا لله ونحب الجميع حبا فى الله. وعلي السائر فى طريق الكمال أن يحيا فى تواضع يحفظه من السقوط ويمنع عنه الكبرياء والسقوط وادانه للغير ولا يتكل على ذاته أو أمواله أو على ذراع بشر، لكن على نعمة الله. والسير فى طريق الكمال يحتاج الى صبر فمن يصبر الى المنتهى فهذا يخلص { واما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء} (يع 1 : 4).
+ المؤمن يحيا فى أستعداد دائم، لكي يوجد في ذلك اليوم بلا لوم (1 تس 3: 12- 13). نواصل التقدم فى الكمال والقداسة بنعمة من دعانا من الظلمة الي نوره العجيب. وكما تحتاج سفينة الفضاء الى صاروخ يدفعها لتخرج من دارة الجاذبية الارضية كذلك نحتاج نحن الي من قال { وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ} (يو 12 : 32). نصلى ليجذبنا الرب بقوته ومحبته ونعمته ووسائط الخلاص من كتاب مقدس وصلاة وصوم وتناول من الاسرار وتأمل روحى وخلوة مع الله وتغصب حتى ندخل فى دائرة المحبة الإلهية ولا نخرج منها بل ننطلق لنصل الي الأبدية السعيدة.

ليست هناك تعليقات: