نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 25 سبتمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 96- { أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ }


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ شبه المسيح المسيحيين بالملح فقال: { أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ.} ( مت 13:5). فهل يمكننا أن نستطعم الأكل بدون ملح؟ الا يصبح عادم بدون طعم أو مذاق؟ هكذا العالم بدون المؤمنين الحقيقيين لا طعم ولا مذاق له تراه يسير فى الشر والكراهية والأنانية والبعد عن الله أما المسيحي الحقيقى فيعطي مذاقا أفضل للمجمتع حوله. المسيحى يؤثر فى الآخرين فيحيوا حياة أفضل، ولا يفقدهم شخصياتهم الخاصة. والملح يستخدم أيضا فى حفظ الأطعمة من الفساد كما أن وجود المؤمنين الأتقياء فى مجتمع ما هو سبب لاستمطار مراحم الله على هذا المجتمع ورفع غضبه عنهم، هكذا راينا الله يقول لأبينا أبراهيم أنه لن يهلك مدن سادوم وعمورة حتى لو وجد فيها عشرة أبرار { فَقَالَ: "لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هَذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ". فَقَالَ: "لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ" }(تك 18 : 32). المسيحى الحقيقي يصلي ويطلب الرحمة لمجتمعه ومن هم حوله ليتوبوا ويرجعوا الي الله ويحفظ نفسه من الشر ويثبت ويشجع من حوله للحياة مع الله.
+ من الصفات الهامة فى المؤمنين التواضع كاساس يبنى عليه المسيحي حياته حتى يقوى بنائه الروحي، لهذا دعانا السيد المسيح أن نتعلم منه التواضع والوداعة { اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ } (مت11:29) { لِذَلِكَ يَقُولُ: «يُقَاوِمُ اللَّهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً} (يع 4 : 6). الملح كسلعة رخيصة ومنتشرة مثل المسيحى المتضع الذى تنتشر خدمته لكل إنسان. والملح لونه أبيض كيرمز لحياة النقاوة والطهارة والبر. كما أن المحبة ميزة هامة للمسيحيين تجعلهم يبذلوا حياتهم محبة في الله ولخلاص الغير كالملح الذي يوضع في الطعام، أنه يذوب ويتلاشى ويختفى المؤمنين ليعلنوا مجد الله وخلاص الناس. ولكن بالرغم من تواضع المؤمنين إلا أن تأثيرهم يكون قويًا. وبالرغم من بذل المؤمن لأنفسه إلا أنه لا يضيع، بل على العكس كما قال المخلص {مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا}(مت 10 : 39). الذات والأنانية من أقوى معطلات عمل الله في حياة الإنسان فهي تعطّل خلاصه وتعطّل عمل الله فيه. بينما يتمجد الله كثيرًا من خلال النفوس المحبة الباذلة، كما تمجد الآب من خلال ذبيحة أبنه الوحيد على الصليب الذي تألم من أجل خلاصنا كما قال الرب لتلاميذه القديسين { اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ} (يو 12 : 24)
+ لكن علينا أن نحترس كابناء وبنات لله لانه متى فسد الملح الذى يعطي طعم ومذاق وحفظ للعالم فبماذا يملح؟ ولكن كيف يفسد الملح؟ يفسد الملح إذا اختلط بمواد غريبة، فيضعف تأثيره، مثل اختلاط المسيحى بالأشرار وتأثره بهم. كما أنه متى ترطب أو أختط بالتراب تفسد ملوحته كرمز لحياة التنعم والشهوات والبرودة الروحية التي تفسد حرارة الإيمان وإذا اختلط الملح بالماء أو مر عليه تيار كهربائى، يتحول إلى مواد ضارة مثل الصودا الكاوية، وهذا يرمز لخضوع المسيحى لقوى العالم الشريرة، مثل التعلق بمحبة المال والشهوات المختلفة، فتملأ قلبه وتغيّره عن طبعه، ويصبح ضارا ومفسدا للمحيطين به الذين يرونه قدوة، فيصبح مُعثرا لهم. وماذا نصنع بهذا الملح الفاسد؟ إنه فقد عمله وهدف وجوده فى الحياة، فلا ينتظره إلا أن يُلقي ويعانى آلام الدوس من الناس والتعب على الأرض وعدم الراحة ويلاقي الهلاك والعذاب والسحق الذى لا ينتهى. فعلينا أن نعمل أن نكون ملحا جيداً يعطي مذاقة روحية لاسرته وكنيسته ومجتمعه مصلين من أجل خلاص الكل { لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحاً بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ انْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ }(كو 4 : 6)، أمين.

ليست هناك تعليقات: