نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 26 سبتمبر 2015

فكرة لليوم وكل يوم 97- { أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. }

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ السيد المسيح هو النور الحقيقى الذى يضئ العالم بطبيعته النورانية وتعاليمة ومحبته وخلاصة. وبإيماننا بالمسيح ومحبتنا له وطاعتنا لكلامه وبقوة علاقتنا وعشرتنا له نستنير ويتحقق فينا قوله: {أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ،بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ} (مت 14:5-16). والمسيحى يشبّه بالنور الذى من وظائفه أن ينير للآخرين ويرشدهم فى طريق حياتهم كاشفا لهم الشر وما يضرهم ليبتعدوا عنه ومساعدا لهم على عمل الخير. ولهذا يحيا المسيحى حياة روحية ساميه كمدينة مبنية على جبل، لا يمكن إخفاء نورها. المؤمن كالقمر الذى يضىء ليلا فى العالم بنوره العاكس لضوء الشمس التى هى الله. بحياتنا الصالحة ننير العالم كله، وكلما أزداد الشر من حولنا زادت الحاجة إلى النور وأحتجنا بالأكثر الى نور القداسة كقول الكتاب { لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ }(في 2 : 15). إن ضوء لمة كهرباء يستطيع أن يضئ حجرة بأكملها، هكذا القديسين ينيروا للغير فى ظلمة العالم الشرير.
+ الله نور وساكن في النور وتسبحه ملائكة من نور. وتنبأ أشعياء قديما عن السيد المسيح { أنا الرب قد دعوتك للبرّ، فأمسك بيدك وأحفظك، وأجعلك عهدًا للشعب، ونورًا للأمم، لتفتح عيون العمي، لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن، الجالسين في الظلمة} (إش ٤٢: ٦–٧). والسيد المسيح له المجد يشبه حياة الإنسان برحلة وسط عالمٍ مظلمٍ، يحتاج إلى النور الحقيقي ليشرق عليه ويرافقه فلا يتعثر في الطريق. فيليق بنا أن نتبعه الرب ونسترشد به في كل أمور حياتنا. إنه النور الحقيقي الذي نجد فيه سلامنا ويكون سراجًا ليس لعيوننا فقط بل ولقلوبنا وعقولنا وأرواحنا يقودنا في هذا العالم ويرفعنا بروحه القدوس إلى السماء فنتمتع أخيرا معه باورشليم السمائية { المدينة لا تحتاج إلى الشمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها. لأن مجد الله قد أنارها والخروف سراجها}(رؤ21: 23). أما الجحيم والبعد عن الله فهو الظلمة { والعبد البطال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان} (مت25: 30).
+ أن النور يشير إلى الإيمان ومعرفة الله والحق، والظلمة تشير إلى عدم الإيمان والجهل {الَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ والَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللَّهِ الْوَحِيدِ. وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ.} ( يو 18:3-21). لهذا قال الرب { أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ} (يو8: 12). الإنسان الجاهل يسلك فى الظلام وينال الحياة الحقيقة في الله {أما الجاهل فيسلك في الظلام} (جا2: 14).
+ وكما أنه لا يمكن أن تخفى مدينة كائنة على جبل فلا يمكن أن يخفي نور المؤمن الذى
يشبّه مصباح فى بيت، الهدف منه إنارة هذا البيت، ولهذا يوضع على منارة أو مكان مرتفع ليصل نوره إلى كل أرجاء البيت؛ ومن غير المنطقى أن يوضع فوق السراج مكيال ليخفى ضوءه. فلا يسمح المؤمن للماديات وهموم العالم أو شهواته أن تمنع انطلاق نور الروح القدس فيه بل يلتصق بالله ويسير فى هدي وصاياه ويكون قدوة صالحة لغيره فيروا المسيح فينا، وعمل روحه القدّوس، فيمجدوا الله وينجذبوا للحياة معه، وبالطبع لا يكون غرض المؤمن من الأعمال الصالحة الكبرياء أومديح الناس ومجد نفسه بل يسلك في البر من أجل الله
فيظهر من خلال حياته وأقواله وسلوكه نور المسيح.

ليست هناك تعليقات: