نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 23 مارس 2017

المسيح رجائنا

المسيح رجائنا
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
أهمية الرجاء فى حياتنا ..
+ الرجاء قيمة روحيّة وفضيلة هامّة فى حياتنا ... فهو قوة دافعة للنشاط والعمل وبه نعمل لنصل الى مستقبل أفضل فى هذه الحياة. الرجاء هو دافع للتقوى والفضيلة من أجل الوصول الى النجاح والتفوق وللسعي من أجل محبة الله والوصول لملكوت السماوات. الرجاء المسيحي يعتمد علي محبة الله الآب السماوي لنا وسعيه لخلاصنا حتى دون أن نطلب. فقد أتي السيد المسيح للمخلع عند بركة بيت حسدا ليشفيه دون أن يطلب، الذى ليس له أنسان يحمله له الله يأتي ويفتقده إنه شيء مفرح أن يعطينا الله ما نطلب. والخلاص والفداء والبذل علي الصليب تم دون أن نطلب بل من عمق المحبة الإلهية نحو البشر. أبوة الله الحانية، التي تدرك تمامًا ما نحتاجه وما يلزمنا، فيعطينا من فيض محبته، وليس لمجرد استجابته لصلواتنا. الله يتوق لخيرنا لذلك نثق أن الله لا يتأخر عن طالبيه ونتمسك بالرجاء { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} (عب 10 : 23). فالرجاء دافع للاتحاد بالله والصلاة اليه والعمل بوصاياه للتغلب على كل مصاعب رحلة الحياة بقوة الله وعمل نعمته ، فللخاطئ رجاء فى الله بالتوبة ، وللمريض رجاء فى مقدرة الله فى شفائه، والمحزون له رجاء فى العزاء ، والمظلوم له رجاء فى الانصاف وللمحتاج ثقة فى قدرة الله على أشباع احتياجاته، ولمن يعانون من المشاكل النفسية أو العائلية او الاجتماعية رجاء فى الله ليحلّها ويخلصهم. ويوجد للدول رجاء بالتخطيط والعمل والمتابعة فى التغلب على مشكلاتها. وعلينا أن نصلي أيضا من أجل أن يحقق الله رجائنا في رعايته لنا ولبلادنا فمهما بلغنا الاتقان فى التخطيط والعمل نحتاج لمعونه وقوة الله وحفظه، فالعالم يقف عاجزاً امام قوى الطبيعة من أعاصير وزلازل وبراكين وكوارث وعلينا أن نتمسّك بالرجاء فى الله، رجاء من ليس له رجاء ومعين من ليس له معين.
+ اليأس من أخطر الحروب الروحية التى تحارب المؤمن... اليأس يجعل الحياة ثقيلة بل ومستحيلة ويتسبب فى عدم التكيّف مع الوسط المحيط والفشل والاحباط والكآبة واخيرًا قد يقود الى الانتحار فالرجاء حصن لمن يتمسّك به { ارجعوا الى الحصن يا اسرى الرجاء اليوم ايضا اصرح اني ارد عليك ضعفين} (زك 9 : 12). لقد رأينا كيف اخطأ اثنان من الرسل . فالقديس بطرس الرسول في ليلة آلام السيد المسيح انكر وجحد السيد المسيح ويهوذا تآمر مع اليهود وسلّمه لهم ، لكن بطرس رجع الى نفسه وبكى بكاءً مرًّا وتاب وقبل الله توبته وردّه الى رسوليته اما يهوذا فندم ولكن فقد رجاءه ومضى وشنق نفسه وهلك { اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها. وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم.لانه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن ولياخذ وظيفته اخر}( أع 17:1-20). في المسيح يسوع هناك رجاء ليونان فى بطن الحوت أن ينجو وللفتيلة المدخنة أن تشتعل والقصبة المرضوضة أن تستقيم وللص المجرم أن يتوب ويقبل الله توبته.
+ رجاءنا الراسخ فى الله... لانه قادر على كل شئ ومنه تأتى الينا كل بركة روحية. أن الله كأب صالح ومخلص ومنقذ لشعبه قد لا ينتظر حتى يصرخ الإنسان إليه، وإنما من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية" (مز 11). من أجل خلاص الناس ومن أجل شقائهم وتنهدهم، يقوم الرب ويصنع الخلاص، سواء طلبوا أو لم يطلبوا لم يطلبوا. وهكذا في كل مرة يري فيها الله مذلة شعبه (خر 3:7)، يرسل لهم مخلصًا يخلصهم، كما فعل أيام موسي. ولقد أنقذ الله أسحق من الذبح، في اللحظة الأخيرة، والسكين فوق رقبته، دون أن يطلب (تك 22). لذلك قال يعقوب أبو الأباء { من اله ابيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تاتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت} (تك 49 : 25). من اجل ذلك نطلب الله ونلتمس معونته { اطلبوا الرب وقدرته التمسوا وجهه دائما} (مز 105 : 4). اننا نثق أن غير المستطاع لدى الناس مستطاع لديه { فنظر اليهم يسوع وقال عند الناس غير مستطاع ولكن ليس عند الله لان كل شيء مستطاع عند الله }(مر 10 : 27). ان رجاءنا فى الله لانه قادر على كل شئ وهو اله قادر ومحب ومحبة الله لا تعتمد على صلاحنا بل على ابوّته وصلاحه { اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو. انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك. نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه} (مر21:3-25). من أجل هذا نحن نتمسك بالرجاء لان الهنا امين وقادر ومحب وهو يريد منا ان نتمسك بالرجاء فيه لنصل الى غنى مجد ملكوته { الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد} (كو 1 : 27). ونحن نتمسك بوعوده الصادقة الامينة { لا تخف لاني معك لا تتلفت لاني الهك قد ايدتك واعنتك وعضدتك بيمين بِرّي} (اش 41 : 10). من اجل ذلك قال المرنم { الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر ، الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء} (مز8:118-9). والله لكي يبث فينا روح الرجاء يعطينا الكثير من الوعود لنثق فيه ويقول لنا انه أحن من الام علي ابنائها { هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين وانا لا انساك. هوذا على كفي نقشتك اسوارك امامي دائما} (اش 15:49-16).
السيد المسيح رجائنا ...
+ قبل ان يأتي السيد المسيح ويحلّ بيننا على الارض كانت انظار البشرية تتطلّع الى مجيئه وخلاصه فهو المخلّص الموعود به لسحق رأس الحيّة ، ابليس (تك15:3) قال افلاطون الفيسلوف المعتبر نبى للامم انه يتوق ويشتاق الى ان يأتي شخص المخلص الذى يعلمنا كل شئ. ولهذا قال اشعياء النبي { ليتك تشق السماوات وتنزل } (اش 64 : 1).قال هذا بعد ان تنبأ عن مولده من العذراء {ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل}( اش 14:7). وتنبأ عن طبيعته الالهية {لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية} (اش 6:9-7). وتنبا عنه أرميا النبي { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة و رجاء }(ار 29 : 11). من اجل ذلك قال السيد المسيح {فاني الحق اقول لكم ان انبياء وابرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون ولم يروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون و لم يسمعوا} (مت 17:13).
+ وعندما جاء السيد المسيح تهللت الملائكة واعلنت الملائكة بشرى الخلاص للرعاة {واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب} (لو9:2-11). وتمت بولادته نبؤة اشعياء النبي القائل{ هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي اضع روحي عليه فيخبر الامم بالحق.لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع احد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ حتى يخرج الحق الى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الامم.} (مت 18:12-21) .
+ السيد المسيح يسعي لخلاص كل أحد ... جال السيد المسيح يصنع خيرا ويُعلِّم الشعب ويعلن اقتراب ملكوت الله { وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. ولما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها} (مت 35:9-36). وقالت له المرأة السامرية ان المسيح عندما يأتى سيخبرهم بكل شئ { قالت له المراة انا اعلم ان مسيا الذي يقال له المسيح ياتي فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء.قال لها يسوع انا الذي اكلمك هو} (يو25:4-26). وبعدما أكمل السيد المسيح خدمته الجهارية فى العالم بسط ذراعيه على عود الصليب ليجذب اليه الكل ، الامم واليهود ، من شمال الارض الى مغاربها ومن الشمال الى الجنوب. فقد جذبنا السيد المسيح الى الأحضان الابوية كما قال { وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب اليٌ الجميع} (يو 32:12).
+ السيد المسيح رجاء لمن هلك .. هكذا قال المخلص ليطمئننا {لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك} (لو 19 : 10) ومن يتكل عليه لا يخزى ابدا { فاذ قد تبررنا بالايمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله. وليس ذلك فقط بل نفتخر ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرا. والصبر تزكية والتزكية رجاء. والرجاء لا يخزي لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} ( رو 1:5-5). الله لا يعسر أمر عليه وهو قادر علي كل شيء، لذلك علينا أن نثق فيه ويكون لنا رجاء في محبة الله وفي مواعيد الله، الرجاء في الله الذي قال "لا أهملك ولا أتركك" الله الذي قال "ها أنا معكم كل الأيام وألي انقضاء الدهر" الذي قال "نقشتكم علي كفي" الذي قال "إن أبواب الجحيم لن تقوي عليها. الرجاء في الله الذي عمل في القديم، والذي يعمل كل حين، ونطلب من الله الذي غلب العالم، نرجوه أن يغلب يغلب الإباحية والمادية، ويغلب الحقد والكراهية والانقسام والتفكك والحروب التي في العالم.
+ السيد المسيح رجاء الخطاة .... السيد المسيح يعطي الخطاة رجاء وتوبة ويقبلهم ويحررهم ويغيرهم ويطهرهم ويحولهم الي قديسين، هكذا فعل مع متي العشار وغيره الي تلميذ ورسول {فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة }(مر 2 : 17). ولقد غفر للخاطئة ودافع عنها أمام من ارادوا رجمها. فمن كان يتصور ان مريم المجدلية الخاطئة تتوب وتتحول الى مبشرة بالقيامة حتى للامبراطور واي قوة وشجاعة حصلت عليها بالإيمان لتشهد لبشرى الخلاص . كذلك المرأة السامرية تتوب وتذهب تعلن بشرى الخلاص لاهل السامرة . ومن كان يتصور ان انسانا محباٌ للمال كزكا العشار يتغير بمقابلة صادقة مع المخلص والمحرّر {فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف. فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت اذ هو ايضا ابن ابراهيم.لان ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك} (لو 9:19-11). وهكذا رأينا شاول الطرسوسى المضهد للكنيسة يتقابل فى الطريق بعد القيامة مع المخلص ويهتدي الى الإيمان ويتحوّل الى مبشِّر يقدم حياته حباً فى مخلصه . أن المسيح رجاء الخطاة والبعيدين والذى نظنه قد هلك. ودم المسيح كفارة ليس لخطايانا بل لخطايا كل العالم { هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا } (1يو 2 : 2)
+ السيد المسيح رجاء المتعبين... هو رجاء المتعبين وثقيلي الأحمال { تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم.لان نيري هين وحملي خفيف} (مت 28:11-30). لقد ذهب الى مريض بركة بيت حسدا الذى تباعد عنه الأهل والاصدقاء وقدم له الشفاء ، وكما قدم الشفاء للعميان قديما يستطيع اليوم وفى كل وقت ان يهب النظر والبصيرة الروحية لنا لنعاين مجد الله ونرى حكمته فى الاحداث من حولنا، وهو الذى نظر لدموع القديسة مونيكا من أجل ابنها أغسطينوس وعمل بنعمته فيه ليرجع الى الله ويصير قديساً .
+ السيد المسيح رجاء للمنبوذين والضعفاء ... لقد ذهب للبُرص وكان هذا المرض يعتبر نجاسة ولكن السيد لمس بيده الشافية البرص وشفاهم وهو الذي يبحث عن الخروف الضالّ ليردّه وعن الابن الضالّ ليهبه البنوّة والمجد ويبحث عمّا ليس له أحد يذكره لان كل نفس لها قيمة غاليه لديه يفرح كأب صالح ان يجمع الى بيته الجميع ، من اجل هذا قال الرب فى حزقيال النبي { انا ارعى غنمي واربضها يقول السيد الرب. و اطلب الضال واسترد المطرود واجبر الكسير واعصب الجريح واحفظ السمين والقوي وارعاها بعدل} (حز15:34-16). لقد نظر الى الجوعى فى البرية فاشبع الالاف بخمسة خبزات وسمكتين وفاض عنهم اثنتا عشر قفة مملؤة ، وانبع الماء قديما من صخرة فى سيناء للشعب عندما عطش ولم يجد ماء والصخرة كانت تشير الي السيد المسيح المشبع ، حتى العصافير يهبها طعامها في حينه الحسن ويقول لنا ان واحداً منها ليس منسيا أمام الله { اليست خمسة عصافير تباع بفلسين وواحد منها ليس منسيا امام الله. بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة} (لو7:12-8).
+ السيد المسيح رجاء المحزونين .. هو الذى تحنّن على الارملة بنايين ولمس النعش وأقام الميت {فلما اقترب الى باب المدينة اذا ميت محمول ابن وحيد لامه وهي ارملة ومعها جمع كثير من المدينة. فلما راها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم.فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه}( لو 12:7-15).وهو الذى أقام لعازر من القبر مشفقا على اختيه مرثا ومريم وهو الذى يعزّي كل نفس فى ارض غربتها {قال لها يسوع انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا } (يو 11 :25).
+ السيد المسيح رجاء الامم .. الذى شفى ابنة المرأة الكنعانية ومدح ايمانها وشفى غلام قائد المئة اليوناني مادحا ثقته وايمانه به . هو رجاء المنكسرين والفقراء والمظلومين والمحتاجين { مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية. واكرز بسنة الرب المقبولة.ثم طوى السفر وسلمه الى الخادم وجلس وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة اليه. فابتدا يقول لهم انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم }( لو 18:4-21).
+ السيد المسيح رجاء الخائفين والمضطهدين.. فهو أمس واليوم والى الابد، يقوى الخائفين ويدافع عن المظلومين والمضطهدين وعندما كانت الريح مضادة على التلاميذ والامواج تتقاذف السفينة وخافوا جاء اليهم { واما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا} (مت 24:14-27). وهو الذي يدافع عن المظلومين والمضطهدين من أجل اسمه فهو الذى ارسل ملاكه ليخرج الرسل من الحبس وبكّت شاول على اضطهاده للمؤمنين فى دمشق وجعله يتوب ويبشِّر بالإيمان المسيحي{ اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم. وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس} (أع 1:9-5).
+ السيد المسيح رجائنا الابديّ.. حياتنا الارضية مهما طالت ما هي الا بخار ماء يظهر قليلاُ ثم يضمحل اذا قيست بالابدية. المؤمنين عندهم رجاء في الحياة الأخرى، في العالم الآخر وفي تحقق وعد الرب من حيث ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن ولم يخطر علي بال إنسان. هذه هي الحياة الأخرى التي نجاهد علي الأرض لكي ننالها).وسيأتي السيد المسيح كما انطلق الى السماء فى صعوده ليأخذ قديسيه معه للسماء { وقالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء} (أع 11:1). وهناك سنتمجد معه { ايها الاحباء الان نحن اولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه اذا اظهر نكون مثله لاننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر} 1يو 2:3-3. ونحن فى كل مرة نصلّي قانون الإيمان نعلن انتظارنا ورجاءنا بقيامة الاموات وحياة الدهر الأتي. ان هذا الرجاء فى الحياة الأبدية هو تعزية المؤمنين وفرحهم في ظروف الحياة الصعبة كما يقول الرسول {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق}(رو12:12)، وأيضاً {فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد. لأنه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يبطئ} (عب35:10-37). وهذا هو العلاج الناجح الذي قدّمه الوحي في رسالة يعقوب للمؤمنين المتألمين والمظلومين، قائلاً لهم {فتأنوا أيها الأخوة إلى مجيء الرب... فتأنوا أنتم وثبّتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب} (يع7:5، 12). إن مجيء المسيح الثاني هو الرجاء الموضوع أمامنا، بحسب وعد الرب لهم {وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً(يو3:14). ولقد فاه الرب بهذه الكلمات الثمينة لإزالة الاضطراب من قلوب تلاميذه المتألمين لغيابه عنهم. ويجب أن يكون نصب عيوننا المسيح ورجاء الحياة معه . إن الرجاء المسيحي ليس هو أن يأتي المسيح ويأخذ المؤمن إليه عند موته إنما رجاؤنا هو شخص الرب نفسه ليحلّ فى قلوبنا ويتمجد بنا وفينا سواء بحياة او انتقال.
كيف نقوى رجائنا فى الله ؟
+ الصلاة ... هى الباب المفتوح نحو السماء الذى يوصل طلباتنا وتضرعاتنا الى الله وبالأكثر عندما تكون مقرونة بالصوم والتواضع والصدقة ونقاوة القلب { الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها }(طو 4 : 12). الصلاة هى التي انقذت الشعب قديما من مؤامرة هامان لابادة شعب الله { الاله القدير على الجميع استجب لاصوات الذين ليس لهم رجاء غيرك ونجنا من ايدي الآثمين وانقذني من مخافتي} (اس 14 : 19). والصلاة التى خلّصت القديس بطرس من السجن وأنقذت بولس الرسول من مخاطر كثيرة {فاننا لا نريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة ضيقتنا التي اصابتنا في آسيا اننا تثقلنا جدا فوق الطاقة حتى ايسنا من الحياة ايضا. لكن كان لنا في انفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين على انفسنا بل على الله الذي يقيم الاموات. الذي نجانا من موت مثل هذا وهو ينجي الذي لنا رجاء فيه انه سينجي ايضا فيما بعد. وانتم ايضا مساعدون بالصلاة لاجلنا لكي يؤدى شكر لاجلنا من اشخاص كثيرين على ما وهب لنا بواسطة كثيرين}. (1كو 7:1-11). فلا تيأسوا ابدًا من رحمة الله بل لنتوب عن خطايانا ونحيا بتواضع وبر قدام الله { فيكون للذليل رجاء وتسد الخطية فاها }(اي 5 : 16){ان لان للشجرة رجاء ان قطعت تخلف ايضا ولا تعدم خراعيبها }(اي 14 : 7). وثقوا فى الله الذي { وعلى اسمه يكون رجاء الامم }(مت 12 : 21). لان الله كأب صالح يريد لنا رجاء وحياة ابدية { لاني عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة و رجاء }(ار 29 : 11).
+ القراءة فى الكتاب المقدس وسير القديسين اننا اذ نستنير بالكتاب المقدس ونستمد منه قوة ورجاء من معرفتنا لصفات الله ووعوده الامينة ومعاملاته مع قديسية ونثق فى الله العامل فى الاحداث والتاريخ من أجل خلاصنا {لان كل ما سبق فكتب كتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء }(رو 15 : 4). القراءة فى سير رجال الله ترينا كيف قاد الله شعبه وقديسيه فى موكب نصرته عبر التاريخ ونعرف حكمة وقصد الله ونكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا { بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة و خوف} (1بط 3 : 15).
+ الإيمان الصبر والثبات..
بالإيمان يتقوى رجائنا فيقول المؤمن {استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني }(في 4 : 13) بايماننا نغلب الشر والشيطان ونتقوى فى الضعف { لان كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا} (1يو 5 : 4). والايمان يعطينا صبر وثبات في المسيح. أن الاكاليل لا توضع الا على رؤوس المنتصرين ولكى ننتصر يجب ان ندخل الحروب الروحية ونتعلّم ونتقوّى { واما نحن الذين من نهار فلنصح لابسين درع الايمان والمحبة وخوذة هي رجاء الخلاص} (1تس 5 : 8). لقد دخل يوسف الصديق بوتقة التجارب من اخوته ومن الغرباء وعانى الظلم والحبس ليتقوًى ويشتد عوده وينتصر ويرتفع { الضيق ينشئ صبرا والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزي } (رو 3:5-5 ). نستمر فى الجهاد الموضوع أمامنا وبالرجاء ننظر الي رئيس الايمان ومكمله الرب يسوع { لاننا لهذا نتعب ونعير لاننا قد القينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مخلص جميع الناس ولا سيما المؤمنين }(1تي 4 : 10).
+ القيامة والحياة الابدية حتى عندما يفتقدنا الله أو يسمح بتجارب أو ضيقات يجب ان لا نحزن حتى في أنتقال أحباء لنا لان ذلك هو هدفنا أن نكون مع الله كل حين {ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم }(1تس 4 : 13). بل نثق ان هذا هو تحقيق لرجائنا الابدى ان نستوطن عند الرب {وربنا نفسه يسوع المسيح والله ابونا الذي احبنا واعطانا عزاء ابديا ورجاء صالحا بالنعمة }(2تس 2 : 16). وكما قام السيد المسيح منتصرا هكذا احباؤنا لديه قيام فالله الهنا ليس اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده أحياء{ مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الاموات.لميراث لا يفنى و لا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لاجلكم. انتم الذين بقوة الله محروسون بايمان لخلاص مستعد ان يعلن في الزمان الاخير. الذي به تبتهجون مع انكم الان ان كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة. لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح و الكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح. ذلك وان لم تروه تحبونه ذلك وان كنتم لا ترونه الان لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد.نائلين غاية ايمانكم خلاص النفوس} 1بط 3:1-9.
ثمار الرجاء المتجدد فى حياتنا ..
المؤمن كلما زادت عنده قوة الرجاء كلما أنعكس هذا على حياته العملية وظهر فى تفكيره وسلوكه نتائج الرجاء المبارك وثماره الصالحة في حياتنا ..
الرجاء يعطينا قوة وغلبة .. الرجاء يقوي إيماننا وتظهر ثماره فى قوة المؤمن وتغلبه علي صعاب الحياة وتحدياتها { فقال له يسوع ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن} (مر 9 : 23). ان منتظروا الرب لا يخزون ابدا { واما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون }(اش 40 : 31).الذى يحيا فى الرجاء يقول مع القديس بولس الرسول { استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في 4 : 13). الرجاء يجعلنا ايجابيين فى الحياة نثق ان بعد ظلمة الفجر الحالكة لابد من ان يشرق لنا شمس البر والشفاء والخلاص معه .
الرجاء يثمر فينا شجاعة وطمأنينة .... فنحن نثق فى الله القادر على كل شئ ولن يفصلنا عنه شئ لقد قالوا قديما ليوحنا ذهبي الفم ان الملكة ستنفيه فقال لهم للرب الارض وما عليها ، المسكونة وجميع الساكنين فيها ، فان الله فى كل مكان وقادر ان يقودنا في أمان وينقذنا حتى من الموت { الذي نجانا من موت مثل هذا وهو ينجي الذي لنا رجاء فيه انه سينجي ايضا فيما بعد (2كو 1 : 10). يخاف الانسان الذى لا يثق فى الله ومحبته ورعايته اما المؤمن فواثق حتى لو كان فى بطن الحوت { ارجعوا الان ايها الخطاة واصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع لكم رحمة }(طو 13 : 8).

القداسة والجهاد .. من ثمار الرجاء الصالح ، نستعد بالقداسة والتقوى لملاقاة الله ونثق ان الله يعمل فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة لصالحنا ومستقبلنا {اذاً يا أخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب} (1تس 3:1.) ونعمل ان نكون سواء ونحن مستوطنين فى الجسد كنا او متغربين عنه ان نكون مرضيين عنده .ان حياتنا فترة غربة قصيرة واذ نحيا على رجاء الحياة الابدية فاننا نستهين بكل شئ من أجل الرجاء المبارك .
الفرح فى كل الظروف .. اذ نضع المسيح امامنا ويحلّ بالإيمان فينا فان الضيقات تختفي والاتعاب تزول ويكون الله فرحنا ورجاءنا {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة } (رو 12 : 12). الروح القدس يعطي فرح وتعزية للمؤمنين {وليملاكم اله الرجاء كل سرور وسلام في الايمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس }(رو 15 : 13). ان من يتطلع إلى الله والسماء ، لابد أن يمتلئ قلبه بالتعزية والفرح وسط هموم الحياة، ويشتاق إلى ذلك العريس السمائى {لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا} (2كو 4 : 17). {الذين اراد الله ان يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الامم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد } (كو 1 : 27). { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين }(عب 10 : 23). فلنتمسك اذا يا أحبائي بالرجاء وليكن لنا إيمان وثقة ورجاء راسخ فى الله.
هبنا رجاءً صالحاً ...
+ ايها الربّ الإله، يا رجاء من ليس له رجاء ، معين من ليس له معين ، عزاء صغيري النفوس وميناء الذين فى العاصفة . هبنا رجاءً صالحًا بالإيمان والثقة فيك . انت يا مصدر الرجاء وعون المساكين والصارخين اليك ليلاً ونهاراً ، لا تترك شعبك بل بالمراحم أجمعنا تحت ظلّ حمايتك ، ردّ الضالين واعصب المجروحين واجبر المنكسرين ولتكن انت رجاءنا فى ضيقاتنا وشدائدنا لاننا لا نعرف آخر سواك أسمك القدوس هو الذي نقوله فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس ولا يقوى علينا موت الخطية ولا على كل شعبك.
+ يا صانع الخيرات الرحوم، نسألك من أجل كل نفس منحنية لتقوِّمها وكل محتاج لتغدق عليه من غناك ومن اجل المسجونين لتحررهم والحزانى لتعزيهم والبائسين لتهبهم رجاء فيك ، نسألك من أجل المرضى والمنطرحين لتشفيهم والذين ليس لهم أحد يذكرهم، يا من ارسل يونان النبي قديما لشعب لا يعرف شماله من يمينه ليرجعوا من الظلمات الى النور ، افتقد الجميع بخلاصك يارب.
+ نصلّي من أجل كنيستنا ورعاتها ورعيتها ومن أجل بلادنا واهلها ومستقبلها الامن المستقر ، لتقودنا كباراً وصغاراً، لنصل الى الحرية الحقيقية والتحرر من الخطية والظلم والجهل والمرض والفقر. ليحيا كل منا آمنًا على نفسه وماله وعرضه وارضه ومستقبله. استجب يارب لصلواتنا ولا تخيِّب رجاءنا فليس لنا في الضِّيق معين سواك.

ليست هناك تعليقات: