نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

كرامة القديسة مريم العذراء -1



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

1- كرامة القديسة مريم وصية الكتاب المقدس
تكرم كنيستنا القبطية الأرثوذكسية القديسة مريم العذراء كوصية الكتاب المقدس فهي التي تطلع الأب من السماء فلم يجد من يشبهها، فارسل أبنه الوحيد أتي وتجسد منها كقول رئيس الملائكة غبريال المبشر لها { فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»  فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.}( لو 30:1-35)  ولهذا قالت العذراء فى الإنجيل (فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِى) (لو 48: 1). وعبارة "جَمِيعُ الأَجْيَالِ"  تعنى أن تطويب العذراء هو عقيدة كتابية استمرت منذ البشارة بالميلاد وستبقى إلى آخر الزمان. ولعل من عبارات إكرام العذراء التى سجلها الكتاب أيضاً قول القديسة أليصابات لها { فَمِنْ أَيْنَ لِى هَذَا أَنْ تَأْتِىَ أُمُّ رَبِّى إِلَىَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِى أُذُنَىَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِى بَطْنِى} (لو 43: 1-44). والعجيب هنا فى كرامة العذراء، أن مجرد سلامها علي اليصابات جعل يوحنا المعمدان جنيناً يبتهج ويرتكض في بطن أمه ( فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِى بَطْنِهَا وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ} (لو 41: 1). ومجرد سماعها صوت القديسة العذراء، جعلها تمتلئ من الروح القدس وتعبر عن إيمانها بان العذراء ستلد الأبن الكلمة المتجسد. فلا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء واهتم بها الكتاب مثل مريم العذراء، فقد جاءت رموز ونبوات عديدة عنها في العهد القديم. ونحن من حياتها وفضائلها نتعلم ونقتدي ومن تسبحتها والمعجزات التي تحدث للمؤمنين بشفاعتها نحبها ونكرمها ونطلب معونتها لنا فى جهادنا الروحي .
فما أكثر التمجيدات والتأملات التي وردت عن العذراء في كتب الأباء. وما أمجد الألقاب التي تلقبها بها الكنيسة، وكلها مستوحاة من روح الكتاب. إنها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا الملكة القائمة عن يمين الملك العذراء الدائمة البتولية، الطاهرة المملوءة نعمة القديسة مريم، الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور، أم الرحمة والخلاص، الكرمة الحقانية. هي التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها في تسابيحها وألحانها: علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السارافيم.
+ العذراء لم تنل الكرامة فقط من البشر، وإنما أيضاً من الملائكة. وهذا واضح فى تحية الملاك جبرائيل لها بقوله { سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِى النِّسَاءِ} (لو 28: 1). ونلاحظ أن أسلوب مخاطبة الملاك للعذراء فيه يظهر الأكرام للعذراء  أكثر من أسلوبه فى مخاطبة زكريا الكاهن {لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا} (لو 13: 1).
+ ونبوءات كثيرة فى الكتاب عن القديسة مريم العذراء، ومنها نبؤة أشعيا النبي عن الميلاد البتولي للعذراء وان المولود منها هو عمانوئيل  { ولكن يعطيكم السيد نفسه اية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14). { بَنَاتُ مُلُوكٍ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ. جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِيرٍ"}(مز 9: 45). وفى نفس المزمور يقول عنها الوحى الإلهى {كُلُّ مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِى خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا" (مز 13: 45). فهى إذن ملكة ولذلك فإن الكنيسة القبطية فى أيقوناتها الخاصة بالعذراء، تصورها كملكة متوجة، وتجعل مكانها باستمرار عن يمين السيد المسيح له المجد. والكنيسة تمدح العذراء فى ألحانها قائلة (نساء كثيرات نلن كرامات. ولم تنل مثلك واحدة منهن). وهذه العبارة مأخوذة من الكتاب (أم 29: 31). السيدة العذراء هى مشتهي الأجيال كلها، فهى التى استطاع نسلها أن يسحق الشيطان "هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" محققاً أول وعد لله بالخلاص (تك 15: 3). والعذراء من حيث هى أم المسيح، يمكن أن أمومتها تنطبق على كل ألقاب السيد المسيح. فالمسيح هو "النُّورُ الْحَقِيقِىُّ" (يو 9: 1). وهو الذى قال عن نفسه "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ" (يو 12: 8). إذن تكون أمه العذراء هى أم النور. ومادام المسيح قدوساً (لو 53: 1) تكون هى أم القدوس ومادام هو المخلص، حسبما قيل للرعاة "أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِى مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (لو 11: 2). وحسب أسمه { فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ} (مت 21: 1). إذن تكون العذراء هى أم المخلص. ومادام المسيح هو الله (يو 1: 1، رو 5: 9، يو 28: 20). إذن تكون العذراء هى والدة الإله. ومادام هو الرب، حسب قول أليصابات عن العذراء "أُمُّ رَبِّى" (لو 43: 1). إذن تكون العذراء هى أم الرب. وبنفس القياس هى أم عمانوئيل (مت 23: 1) وهى أم الكلمة المتجسد (يو 14: 1).
2- كرامة القديسة مريم في الكنيسة القبطية ...
أن الكنيسة القبطية الأرثوذكيسة فى تكريمها للقديسة مريم العذراء جعلت شهر كيهك السابق لميلاد السيد المسيح مخصص لتسابيح التجسد الإلهي والسيد العذراء مريم بالحانه وتسابيحه ومداح كيهك المميزة، وفيه نكرم العذراء التي صارت والدة الإله فى االثيوطوكيات والمداح ونعطيها السلام ونطوبها ونطلب شفاعتها فى صلوات الأجبية فى القطعة الثالثة من كل صلاة بعد إنجيل كل ساعة من الصلوات وفي القداس الإلهي نطلب شفاعتها باستمرار ونعطيها السلام مع غبريال المبشر. كما أننا ندشن الكثير من الكنائس علي اسمها ونعيد لها سبعة أعياد.
أعياد الكنيسة للقديسة مريم العذراء:
كل قديس له في الكنيسة عيد واحد، هو يوم نياحته أو استشهاده وربما عيد أخر هو العثور علي رفاته أو معجزة حدثت باسمه أو بناء كنيسة له
لكن القديسة العذراء لها أعياد كثيرة جدا منها:
وهو يوم 7 مسري، حيث بشر ملاك الرب أباها يواقيم بميلادها ففرح بذلك هو وأمها حنة ونذرها للرب.
وتعيد له الكنيسة في أول بشنس.
وتعيد له الكنيسة يوم 3 كيهك وهو اليوم الذي دخلت فيه لتتعبد في الهيكل في الدار المخصصة للعذاري.
ومعها السيد المسيح ويوسف النجار وتعيد له الكنيسة يوم 24 بشنس.
وهو يوم 21 طوبة وتذكر فيه الكنيسة أيضا المعجزات التي تمت في ذلك اليوم وكان حولها الأباء الرسل ما عدا القديس توما الذي كان وقتذاك يبشر في الهند.
وهو يوم 21 من كل شهر قبطي، تذكار لنياحتها في 21 طوبة.
7- عيد صعود جسدها إلي السماء:
وتعيد له الكنيسة في يوم 16 مسري الذي يوافق 22 من أغسطس ويسبقه صوم العذراء (15 يوما).
8- عيد معجزتها (حالة الحديد):
وهو يوم 21 بؤونة ونذكر فيه معجزات في حل أسر القديس متياس الرسول ومن معه بحل الحديد الذي قيدوا به.
ونعيد أيضا لبناء أول كنيسة علي اسمها في فيلبي.
وكل هذه الأعياد لها في طقس الكنيسة ألحان خاصة وذكصولوجيات تشمل في طياتها الكثير من النبوءات والرموز الخاصة بها في العهد القديم.
علي قباب كنيسة العذراء وكان ذلك يوم 2 أبريل سنة 1968 واستمر لمدة طويلة ويوافق 24 برمهات تقريبا. وبالإضافة إلي كل هذا نحتفل طول شهر كيهك بتسابيح خاصة ومداح عن كرامة السيدة العذراء.
3- أمومة العذراء للمؤمنين....
وإن كانت العذراء هى أم المسيح، فمن باب أولى تكون أماً روحية لجميع المسيحيين. ويكفى أن السيد المسيح وهو على الصليب، قال عن العذراء للقديس يوحنا الرسول الحبيب { هُوَذَا أُمُّكَ} (يو 27: 19). فإن كانت أماً لهذا الرسول الذى يخاطبنا بقوله {يَا أَوْلاَدِى} (1يو 1: 2). فبالتالى تكون العذراء هى أم لنا جميعاً. وتكون عبارة (أختنا) التي يرددها البعض  لا تستحق الرد. فمن غير المعقول ولا المقبول أن تكون أماً للمسيح وأختاً لأحد المؤمنين باسمه..!
 إن من يكرم أم المسيح، إنما يكرم المسيح نفسه. أن آكرام الأب والأم هو أول وصية بوعد (أف 2: 6، خر 12: 20، تث 16: 5). أفلا نكرم العذراء أمنا وأم المسيح وأم أبائنا الرسل؟! هذه التى قال لها الملاك { اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِىِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ} (لو 35: 1). هذه التى طوبتها القديسة أليصابات بقولها { فَطُوبَى لِلَّتِى آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ} (لو 45: 1). والتى جميع الأجيال تطوبها. وعبارة { مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِى النِّسَاءِ}(لو 28: 1، 42: 1) التى قيلت لها من الملاك جبرائيل ومن القديسة أليصابات، تعنى أنها إذا قورنت بكل نساء العالم، تكون هى المباركة فيهم، لأنه لم تنل واحدة منهن مجداً نالته فى التجسد الإلهى. ولاشك أن الله قد اختارها من بين كل نساء العالم، لصفات فيها لم تكن تتوافر فى واحد منهن. ومن هنا يظهر علو مكانتها وإرتفاعها. لذلك لقبها إشعياء النبى بلقب (سحابة) أثناء مجيئها إلى مصر (إش 1: 19).
 أن الكنيسة تكرم العذراء لأنها والدة الإله ولأنها دائمة البتولية، ولقداستها وشهادة الكتاب عنها، ولأن الرب نفسه قد أكرمها كما تكرمها الكنيسة كذلك من أجل معجزاتها وظهوراتها المقدسة. وهذا التكريم يظهر فى طقس الكنيسة وتسابيحها وألحانها، وفى التشفع بالعذراء وذكرها فى صلواتنا، كما يظهر فى الاحتفال بأعياد كثيرة لها. وفى تقديس أحد أصومنا على اسمها.

ليست هناك تعليقات: