نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 21 أغسطس 2019

كرامة القديسة مريم العذراء-2


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
والدة الإلة القديسة مريم ...
+ تتشفع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومؤمنيها بامنا القديسة مريم العذراء وتعطيها الإكرام اللائق بها، دون مبالغة، ودون إقلال من شأنها. فمريم العذراء هى الإنسانة التي شرفها الآب بالتجسد الإلهى وبشرها رئيس الملائكة غبريال المبشر قائلا {الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله} (لو1: 35). ونجد الكثير من النبؤات والرموز في العهد القديم تنبأت بالتجسد الإلهي من القديسة مريم، فعن الخلاص الذى وعد به الله أبوينا آدم وحواء قال لهما {أن نسل المرأة يسحق رأس الحية } (تك15: 3). القديسة مريم هى العذراء مريم ونسلها هو المسيح الذى سحق رأس الحية على الصليب. وعن الحبل البتولي منها تنبأ أشعياء النبي قائلا { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ}(أشعياء 7: 14).
+ كرامة العذراء والدة الإله تفوق كل كرامة نالها ملاك او رئيس ملائكة أو الشاروبيم والسارافيم، وتكريمنا للعذراء مريم يحدده قولها {هوذا انا امة الرب} فهى أيضا فى تقليدنا عبده وامة خاضعة لسلطان الله ويحتم فى الايقونة القبطية ان ترسم العذراء حاملة للمسيح على ذراعها الايسر "قامت الملكة عن يمين الملك" فنكرم العذراء لانتسابها وأمومتها لله الكلمة. فهي أم الإله المتجسّد.
+ القديسة مريم العذراء في اعتقاد الكنيسة وبحسب الإنجيل "والدة الإله" وليست والدة "يسوع" كما ادعى النساطرة بسبب إنكارهم لاهوت المسيح، وحاربهم القديس كيرلس الأسكندري، وحرمهم مجمع أفسس المسكوني المقدس. الروح القدس قدس مستودع العذراء لياتي المولود منها بحبل بلا دنس الخطية الأصلية. أما العذراء نفسها، فقد حبلت بها أمها كسائر الناس، وهكذا قالت العذراء في تسبحتها {تبتهج روحي بالله مخلصي} (لو1: 47).  ولقب والدة الإله أطلقه المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس سنة 431م وهو اللقب الذي تمسك به القديس كيرلس الكبير ردا علي نسطور وبهذا اللقب  خاطبتها القديسة أليصابات { فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». } (لو 34:1-45). والكنيسة في تعليمها تميز بين اصطلاحي "العبادة" و"التكريم"، فهي لا تدعو، مطلقا، الى عبادة مريم وإنما تكرمها وهي بذلك تطيع ما جاء على لسانها { فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي } (لو 1: 48). ولقد استعمل لقب والدة الإله كثير من الآباء الأولين مثل هيبوليتس، وديديموس الضرير، وألكسندروس بطريرك الاسكندرية، وغريغوريوس النيصصي، وكيرلُّس الاسكندري وغيرهم، مما يؤكد انه كان لقب معروف ورائج قبل أن سطره الآباء عقيدةً في مجمع أفسس.
+ لقد حل الله الكلمة وتجسد من بطن العذراء وإتحد بجسدنا إتحاداً معجزياً ليس له مثيل، بدون إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير، وبدون إنفصال ولا إزدواجية ولا تناقض فهو إتحاد معجزى فى المسيح الواحد، بلاهوت كامل وناسوت كامل. الله الحال فى كل مكان بلاهوته حل وتجسد وتأنس من القديسة مريم العذراء وصار إنسان وإفتدانا وصلب ومات عنا، وقام من الأموات، وصعد الي السموات، وجلس على يمين الآب بجسد روحاني نوراني ممجد. كل الأعمال التى قام بها الناسوت المتحد به كل ملء اللاهوت في المسيح يسوع ربنا، ولقد شبه القديس كيرلس ذلك الإتحاد المعجزى بين اللاهوت والناسوت بإتحاد النار بالحديد، إلى كيان إتحادى واحد، هو الحديد المحمى، بدون أن تتغير طبيعة النار وبدون أن تتغير طبيعة الحديد، وبدون أن يكونا منفصلين عن بعضهما، والذى يمسك ذلك الحديد المحمى بالنار سيحترق بناره، مع أنه فى الأصل النار لا تُمسك والحديد لا يحرق. والتشبيه مع الفارق. وتسمية والدة الإله، لا يعنى أننا ننسب لها الإلوهية، وإنما ذلك يشبه تسمية الأم بالقاب إبنها، مثلما نقول " أم الدكتور"، على إنسانة قد لا تكون متعلمة نهائياً، ولكن إبنها دكتور. وبنفس هذا المعنى، نقول على السيدة العذراء، أنها أم ربنا وأم الله وأم النور وأم الخلاص وأم الرحمة... إلخ، وكلها بالمعنى المجازى والروحي. والإعلان عن أنّ مريم العذراء هي حقًّا "والدة الإله" قد تمّ في المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس سنة 431 في أيّام الامبراطور ثيودوسيوس الثاني. تلك هي العقيدة المريميّة الأساسية التي تجمع كلّ المسيحيين. لماذا تمّ إعلان تلك العقيدة؟ وماذا تعني؟. لم يلتئم مجمع أفسس لتحديد عقيدة بشأن مريم العذراء، بل لتحديد عقيدة بشأن السيّد المسيح. فأعلن، ضدّ نسطوريوس، أنّ المسيح شخص واحد في طبيعتين، وليس شخصين متّحدين أحدهما بالآخر كرامة وسلطة. وينتج من هذا التحديد أنّ مريم العذراء، التي هي أمّ هذا الشخص الواحد، شخص ابن الله، هي حقًّا "والدة الإله". لم يصدر عن المجمع قانون إيمان خاص. بل اكتفى المجمع بالموافقة على رسالة القدّيس كيرلّس إلى نسطوريوس. وقد جاء فيها:
"إنّنا نعترف بأنّ الكلمة صار واحدًا مع الجسد، إذ اتّحد به اتّحادًا أقنوميًّا. فنعبد الشخص الواحد، الابن الربّ يسوع المسيح. إنّنا لا نفرّق بين الإله والإنسان، ولا نفصل بينهما كأنّهما اتّحدا الواحد بالآخر اتّحاد كرامة وسلطة. فهذا القول ليس سوى كلام فارغ. ولا ندعو الكلمة المولود من الله مسيحًا آخر غير المسيح المولود من امرأة. إنّما نعترف بمسيح واحد هو الكلمة المولود من الآب، وهو الذي اتّخذ جسدًا. إنّنا لا نقول إنّ طبيعة الله الكلمة تغيّرت فصارت جسدًا، ولا إنّها تحوّلت إلى إنسان كامل مكوّن من نفس وجسد. ولكننا نؤكّد أنّ الكلمة، باتّحاده اتّحادًا أقنوميًّا بجسد تحييه نفس عاقلة، صار إنسانًا على نحو لا يفي به وصف ولا يمكن إدراكه، ودعي ابن البشر. هذه الوحدة لم تتمّ بأنّ الكلمة اتّخذ شخصاً وحسب. وإن اختلفت الطبيعتان اللتان اتّحدتا اتحادًا حقيقيًّا، ففي كليهما مسيح واحد وابن واحد... ليس أنّ إنسانًا اعتياديًّا وُلد من مريم العذراء ثمّ حلّ عليه الكلمة... فالكتاب المقدّس لم يقل إنّ الكلمة وحّد بين نفسه وشخص إنسان، بل قال إنّه صار جسدًا. وهذا التعبير "الكلمة صار جسدًا" لا يمكن أن يعني شيئًا آخر غير أنّه اتّخذ لحمًا ودمًا مثلنا أي جعل جسدنا جسدًا له. ووُلد إنسانًا من امرأة دون أن يخلع عنه وجوده كإله أو ولادته الأزليّة من الله الآب. ولكنّه مع اتّخاذه لذاته جسدًا بقي كما كان. هذا هو إعلان الإيمان القويم الذي ينادى به في كل مكان. وهكذا اعتقد الآباء القدّيسون، ولذلك تجرّأوا على أن يدعوا العذراء القدّيسة "والدة الإله"، ليس لأنّ طبيعة الكلمة أو ألوهيّته كانت بدايتها من العذراء القدّيسة، بل لأنّه منها ولد الجسد المقدّس بنفس عاقلة، وهو الجسد الذي اتّحد به شخصيًّا الكلمة الذي قيل عنه إنّه وُلد بحسب الجسد".
+ القديسة مريم العذراء والدة الاله، هي أم روحية للكنيسة وللمؤمنين، وفخر العذاري، فعلى الصليب نظر اليها السيد المسيح له المجد في محبة وأحساس بقلب الأم الحزينة والتي يجوز في قلبها سيف الألم وهي تري ابنها وربها علي الصليب وأشار اليها بيوحنا الرسول كأبن يرعاها وعهد الي القديس يوحنا الحبيب برعايتها { فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لِأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.} (يو26:19-27). فان كانت العذراء مريم أم روحية لابينا القديس يوحنا الرسول فكم بالحرى هي أم روحية لنا نحن المؤمنين. نراها تشاركنا أفراحنا كما فى عرس قانا الجليل، وتشير علينا أن نعمل بوصايا أبنها الحبيب كما قالت فى العرس للخدام { قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»} (يو 5:2). ومن يريد أن يأخذ بركة أمنا العذراء كام روحية له عليه بطاعة الله وصنع أرادة الله كوصية القديسة مريم كأم روحية لنا.

السيدة العذراء في طقس الكنيسة

إذ نتتبع صلوات التسبحة اليومية ومزامير السواعى والقداس الإلهى نجد تراثاً غنياً من التعبيرات والجمل التى تشرح طوباويتها وتذكر جميع الأوصاف التى خلعتها عليها الكنيسة، وهى مأخوذة عن أصالة لاهوتية، وكلها من وضع آباء قديسين ولاهوتيين، استوحوها من الكتاب المقدس، ومن رموز ونبوات العهد القديم، التى تحققت فى شخصية العذراء.
1- القديسة مريم فى صلوات التسبحة
 تعطي الكنيسة القبطية اهتماما خاصا بالتسبيح، بكونه تعبيرا عن طبيعة الكنيسة السماوية، تتقبلها خلال اتحادها بالسيد المسيح المقام من الأموات. فمن القرون الأولى وضعت تسابيح خاصة بكل يوم من أيام الأسبوع، تقدمها الكنيسة ذبيحة حب، يرفعها المؤمنون من أجل انطلاق قلوبهم للسماء، استعدادا مستمرا خلال الأسبوع للتمتع بالشركة في القداس الإلهي. هذه التسابيح البسيطة العذبة استخدمت أيضا لتعليم الشعب المعتقدات الأرثوذكسية وحمايتهم من الهرطقات. هذا بجانب ما للاجتماع الكنسي اليومي للتسبيح من فاعلية لحفظ روح وحدة الكنيسة.
 كل تسبحة يومية تضم: الصلاة الربانية، صلاة الشكر، مجموعة من المزامير، مقتطفات من الكتاب المقدس، أربع هوسات أي تسابيح ولبش أي تفسير، كما تتضمن ثيؤطوكية خاصة باليوم أي تسبحة خاصة بتمجيد العذراء أي مخصصة لتمجيد والدة الإله.
وكنماذج مما فى التسبحة  الأيام العادية تمجيداً لاسم السيدة العذراء فى بدء صلاة نصف الليل فى القطعة الخاصة بالقيامة نخاطبها قائلين: "كل الأفراح تليق بك يا والدة الآلة لأنه من قبلك أرجع آدم الى الفردوس ونالت الزينة حواء عوض حزنها"
ونطلب شفاعتها فى آخر لبشين (آى تفسير) الهوس الأول والثانى وكذا فى أول صلاة المجمع. وهناك ثلاثة ذكصولوجيات (آى تماجيد) خاصة بالعذراء تقال فى صلاة عشية ونصف الليل وباكر، تحوى كثير من التماجيد التى تمجد طوباويتها مثل: "زينة مريم فى السماويات العلوية عن يمين حبيبها تطلب منه عنا". وفى نهاية كل ذوكصولوجية نكمل: "السلام لك أيتها العذراء الملكة الحقيقة الحقانية السلام لفخر جنسنا لانك ولدت لنا عمانوئيل، نسألك اذكرينا أيتها الشفيعة الأمينة لدى ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا".
 لقد استخدمت الثيؤطوكيات عددا كبيرا من ألقاب القديسة مريم مأخوذة عن أعمالها المتباينة وامتيازاتها المختلفة، مثل:  "القبة الثانية"، قدس الأقداس، قسط المن الذهبي، المنارة الذهبية، المجمرة الذهب، غير الدنسة، العذراء الحقيقية، الحمامة الحسنة، الزهرة القديسة، الحجر الثمين.  الثيؤتوكوس، والدة عمانوئيل، أم الملجأ، أم القدوس، والدة الإله، والدة السيد، والدة الحبيب، أم يسوع المسيح، أم ابن الله. فرح حواء، بهجة الأجيال.فخر يهوذا، كرازة موسى، صديقة سليمان، ابنة يواقيم". "عليقة موسى المشتعلة، الحقل غير المفلح الذي انتج ثمرة الحياة، الكنز الذي اشتراه يوسف ووجد فيه اللؤلؤة المختفية، مرضعة ذاك الذي يقوت كل جسد، جبل سيناء العاقل، الجبل الذي رآه دانيال، الكاملة، الطاهرة، فرح الملائكة. أم المسيح، أم كل حي. السماء الثانية، الباب الشرقي، أورشليم مدينة ربنا، الفردوس العاقل.العروس الطاهرة للعريس الطاهر، غير الفاسدة.التي بلا عيب، الإناء المختار، العبدة والأم. معمل الاتحاد غير المنفصل (بين اللاهوت والناسوت). فخر كل العذارى، سماء جديدة، الشفيعة الأمينة. والثيؤتوكيات غنية جدا بالرموز الخاصة بالقديسة مريم، مقتبسة من الكتاب المقدس، مع عرض لاهوتي بسيط وعميق لأعمال القديسة وامتيازاتها وعلاقتها بالثالوث القدوس والسمائيين والمؤمنين وكل الجنس البشري.
وخلال هذه التسابيح توضح الكنيسة سر التجسد وسر خلاصنا مع جوانب كثيرة من لاهوت السيد المسيح. من أمثلة ذلك:
+ فى ثيؤطوكية الأحد " الله الكلمة الذي صار إنسانا بغير افتراق، واحد من اثنين: اللاهوت القدوس غير الفاسد، والناسوت الطاهر، من غير زرع بشر، مساو لنا كالتدبير" .
+ وفي ثيؤطوكية الخميس نقول "  لم يزل إلها، أتي وصار ابن بشر، لكنه هو الإله الحقيقي، أتي وخلصنا". هذه الثيؤتوكيات في الواقع هي تسابيح ليتورجيا، تهيئنا روحيا للشركة في ليتورجيا الأفخارستيا (القداس الإلهي)، للتمتع بالتناول من المن الحقيقي، جسد ودم يسوع المسيح الهنا. ومن الثيؤطوكيات نتكشف الأساس اللاهوتي الرئيسي في تكريم الأقباط للقديسة مريم ألا وهو أنها "ثيؤتوكوس" أي والدة الإله، هذا بجانب الجوانب الأخرى مثل دوام بتوليتها وأمومتها وصداقتها القوية للمؤمنين.
من رموز القديسة مريم في التسابيح القبطية:
1- خيمة الاجتماع: ثيؤتوكية الأحد تدعو القديسة مريم: "القبة الثانية وقدس أقداس خيمة الاجتماع الخ.. "من يقدر أن ينطق بكرامة القبة التي صنعها موسى على جبل سيناء؟! شبهوك بها، يا مريم العذراء، القبة الحقيقية،التي في داخلها الله".
2- تابوت العهد:
 فى ثيؤطوكية الأحد شبهت القديسة مريم بتابوت العهد المصنوع من الخشب الذي لا يسوس مغشى بالذهب من الداخل والخارج. "وأنت يا مريم العذراء، متسربلة بمجد اللاهوت من الداخل والخارج". تابوت العهد الذي يمثل حضرة الله، وبقى في بيت عوبيد آدوم ثلاثة شهور قبلما يحضره داود إلى بيته (2 صم 6)، والقديسة مريم الحاملة للرب نفسه بقيت ثلاثة شهور في مدينة اليهودية. كان حمل التابوت يبعث في الشعب فرحا، وجعل داود يرقص أمام الرب (2صم6، 1 آي 15: 29)، وهكذا وصول القديسة مريم بعث في اليصابات الفرح وركض الجنين –يوحنا المعمدان- في أحشاء أمه مبتهجا. حقا أن القديسة مريم هى تابوت الله الحقيقي والتي صارت سر فرح كل الخليقة.
3- غطاء التابوت:
 كان غطاء التابوت يسمى في العبرية "شكينا أو مسكن"، إذ كان يمثل كرسي الرحمة الخاص بالله، يظلله كاروبان. وكان الله يظهر بين الكاروبين في لون أزرق رمز السماء، ومن هناك أعتاد الله أن يتحدث مع موسى. القديسة مريم هي هذا الغطاء، رمز الكنيسة، حيث يجلس الله على عرش رحمته وسط شعبه. ففى  ثيؤطوكية الأحد نقول: كاروبا الذهب مصوران مظللان على الغطاء بأجنحتهما كل حين. يظللان على موضع قدس الأقداس في القبة الثانية. وأنت يا مريم ألوف ألوف وربوات ربوات يظللان عليك"مسبحين خالقهم، وهو في بطنك.هذا الذي أخذ شبهنا".
4- قسط المن
فى ثيؤتوكية الأحد نقول "أنت هي قسط الذهب النقي، المن الخفي في داخله، خبز الحياة الذي نزل إلينا من السماء، وأعطى الحياة للعالم... وأنت أيضا يا مريم حملت في بطنك، المن العقلي الذي أتى من الآب. ولدته بغير دنس، وأعطانا جسده ودمه الكريمين فحيينا إلى الأبد..."
في العهد القديم عال الله شعبه بالمن، أما الآن فيعطينا المن العقلي الذي نزل من السماء في أحشاء العذراء. وكما يقول الرب نفسه:  {آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان. أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم} (يو6: 49-51). يليق بنا أن نعرف أن القديسة مريم لم تكن مجرد إناء، بل أن السيد المسيح أخذ المن المخفي جسده منها.
5- المنارة الذهبية:
 +  في ثيؤطوكية الأحد ..  أنت المنارة الذهب النقي، الحاملة المصباح المتقد كل حين.  الذي هو نور العالم غير المقترب إليه... الذي تجسد منك بغير تغيير... كل الرتب العلوية لم تقدر أن تشبهك أيتها المنارة الذهبية...  الذي في بطنك يا مريم العذراء، أضاء لكل إنسان آت إلى العالم لأنه هو شمس البر، ولدته، وشفانا من خطايانا..."هكذا صارت القديسة مريم أعظم من كل الطغمات السمائية، لأنها حملت النور الحقيقي. أضاء ولم تستطع خليقة ما أن تعاين جوهره!
6- العليقة المتقدة نارا
 فى ثيؤطوكية الخميس نسبح قائلين "العليقة التي رآها موسى في البرية، والنار مشتعلة فيها ولم تحترق أغصانها، هي مثال مريم العذراء غير الدنسة، التي أتى وتجسد منها كلمة الآب. ونار لاهوته لم تحرق بطن العذراء. وأيضا بعدما ولدته بقيت عذراء." العليقة ليس فقط لم تحترق بل كانت مخضرة ومزهرة.
 7- عصا هرون
من ثيؤطوكية الاحد .." مرتفعة أنت بالحقيقة أكثر من عصا هرون، أيتها الممتلئة نعمة، ما هي العصا إلا مريم؟! لأنها مثال بتوليتها. حبلت وولدت بغير زرع بشر، ابن العلي، الكلمة الذاتي".  العصا التي بلا حياة أزهرت (عد 17: 8) رمزا للقديسة مريم التي أنجبت "الحياة".
8- سلم يعقوب
 من  ثيؤطوكية الثلاثاء : أنت هي السلم الذي رآه يعقوب  ثابت على الأرض، ومرتفع إلى السماء، والملائكة نازلون عليه. وقدمت لنا التسابيح اليومية رموز ومثالات أخرى للقديسة مريم مثل  مجمرة هرون، باب حزقيال، فلك نوح، مدينة الله، السحابة المنيرة التي يجلس عليها الله (أش 19)، أورشليم الجديدة إلخ...
2- القديسة مريم في القداس الإلهي:
 تحتل النصوص والتسابيح المريمية مركزا ساميا في ليتورجياتنا، وقد نظمت معانيها الروحية ونغماتها بطريقة جميلة تتفق مع المناسبات المختلفة.
  وفيما يلي أمثلة لمركز النصوص المريمية في بعض الليتورجيات القبطية: ففى رفع بخور عشية وباكر .. ترتل أرباع الناقوس بعد صلاة الشكر، وفيها تختلف الجمل، نرسل بها السلام للعذراء فى الأيام الواطس أو الآدام ثم نكمل: "... السلام لك يا مريم سلام مقدس السلام لك يامريم أم القدوس" وتصلى القطع التى تسبق قانون الايمان وأولها: السلام لك أيتها القديسة"
قبل تقديم الحمل يقال اللحن التالي:
 "السلام لمريم الملكة، الكرمة غير الشائخة، التي لم يفلحها فلاح، ووجد فيها عنقود الحياة!... ابن الله الحقيقي تجسد من العذراء... وجدت نعمة أيتها العروس، كثيرون نطقوا بكرامتك، لأن كلمة الأب تجسد منك! أنت هي البرج العالي، الذي وجدوا فيها الجوهرة..."
 يحمل هذا اللحن معاني تتناسب مع الموقف، فإن الكنيسة في هذه اللحظات تستعد لتقديم الحمل، بعد أن يختاره الكاهن وهو واقف عند الباب الملكي أي الباب السماوي، هذا الحمل هو الملك. لهذا فإن القديسة مريم في هذا اللحن تدعى الملكة، لتذكرنا بالملك السماوي، ابنها الذي بذل حياته لنكون واحدا مع هذه الملكة جالسين عن يمين الملك.  ودعيت أيضا بالعروس، لأن ليتورجيا الأفخارستيا في الحقيقة تمثل سر اتحاد العريس السماوي والكنيسة، تمثل سر الزيجة الروحية بين المسيح المصلوب ونفوسنا.  ولقبت أيضا بالبرج العالي، إذ استطاعت الدخول في الفردوس في استحقاق ابنها، تنتظرنا هناك.  وأخيرا فإن هذا اللحن خاص بسر التجسد الذي تحقق في أحشاء القديسة مريم، السر الذي يقودنا للتناول من جسد الرب ودمه الاقدسين.
 (ب) في أثناء تقديم البخور يترنم الشعب باللحن التالي:
 "المجمرة الذهب النقي، الحاملة العنبر، في يدي هرون الكاهن، يرفع بخورا فوق المذبح". وفي أيام الصوم يقال:
 "المجمرة الذهب هي العذراء، وعنبرها هو مخلصنا، ولدته وخلصنا، وغفر لنا خطايانا.
 وفي أيام الصوم الكبير يقال:
 "أنت هي المجمرة الذهب النقي، الحاملة جمر النار المبارك".
 تعلن هذه الألحان أن عملية تقديم البخور هي رمز لسر التجسد، إذ قدم الإله المتجسد نفسه عنا ذبيحة طيبة، مقبولة لدى الأب.
 (ج) عند تقديم البخور أمام أيقونة القديسة مريم، يقول الكاهن القبطي العبارات التالية:
"السلام لك أيتها الحمامة الحسنة، التي حملت الله الكلمة من أجلنا.
نعطيك السلام مع جبرائيل الملاك قائلين: السلام لكي أيتها الممتلئة نعمة،
الرب معك"."السلام لك أيتها العذراء، الملكة الحقيقية،
 السلام لفخر جنسنا" ولدت لنا عمانوئيل".
 "نسألك أيتها الشفيعة المؤتمنة أن تذكرينا أمام ربنا يسوع المسيح،
لكي يغفر لنا خطايانا".
 (د) قبل قراءة الأبراكسيس يقال:
 "السلام لك يا مريم، الحمامة الحسنة، التي ولدت لنا الله الكلمة!".
يرنم هذا اللحن الذي فيه توصف القديسة مريم كحمامة حسنة قبل قراءة فصل من سفر أعمال الكنيسة (أعمال الرسل)، لأن القديسة هي مثال الكنيسة التي بلا غصن التي تقبلت القداسة من يدي الله خلال يسوع المسيح، الإله المتجسد، هذا وأننا نلاحظ أن جميع الألحان المريمية التي ترنم خلال القراءات (قداس الكلمة) تركز على التجسد الإلهي، وكأننا لسنا فقط نسمع عن كلمة الله المقروءة بل نتقبل الكلمة كشخص يسكن في نفوسنا كما يسكن في أحشاء القديسة.
 (ه) بعد صلاة الصلح، عادة يقال اللحن التالي:
 "أفرحي يا مريم العبدة والأم، لأن الذي في حجرك، الملائكة تسبحه. والشار وبيم يسجدون له باستحقاق، والسيرافيم بغير فتور. ليس لنا دالة، عند ربنا يسوع المسيح، سوى طلباتك وشفاعتك يا سيدتنا كلنا، يا والدة الإله". هكذا إذ تمت المصالحة التي تحققت بالمسيح يسوع، صارت مريم مثالا للكنيسة، لها أن تفرح.كما نطلب شفاعتها عنا، خلال المصالحة التي صنعها يسوع!.
 (و) بعد تقديس القرابين إذ تتحد الكنيسة في المسيح يسوع نذكر القديسين لكي يسندوننا بصلواتهم. وكان طبيعيا أن نذكر القديسة مريم في مقدمة كل القديسين:  "وبالأكثر العذراء كل حين، والدة الإله، القديسة المملؤة مجدا،الطاهرة مريم،التي ولدت لنا الله الكلمة".
 (ز) وفي صلوات مجمع القدس الباسيلي
عند التناول من الأسرار المقدسة، يقال لحن (بي أويك) أي "الخبز":
 "خبز الحياة الذي نزل إلينا من السماء، وهب الحياة للعالم. وأنت أيضا يا مريم، حملت في بطنك المن العقلي الذي أتى من الأب". ولدته بغير دنس، وأعطانا جسده ودمه الكريم، فحيينا إلى الأبد".
3- فى مزامير السواعى:
رتبت الكنيسة فى صلاة الأجبية قطعاً مختارة بعد إنجيل كل ساعة فى نظام دقيق، تختص القطعة الثالثة دائماً بطلب شفاعات العذراء. وفى بعض هذه القطع تلقب العذراء بأنها الكرمة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة، والممتلئة نعمة، سور خلاصنا الحصن المنيع غير المنثلم، باب الحياة العقلى.
بعد هذا العرض السريع للترتيب الكنسى الخاص بالسيدة العذراء، نلاحظ مقدار الغنى والوفرة فى الصلوات والتسابيح المخصصة لتطويب وتمجيد العذراء مريم، كام وشفيعة لنا تربطنا بها علاقة وعشرة محبة ووفاء والتصاق بواقعنا اليومي لتنطلق قلوبنا وألسنتنا على الدوام، لنمجد هذه التى قالت عن نفسها: "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى".

ليست هناك تعليقات: