آية وقول وحكمة ليوم 3/3

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية اليوم

{ قُمْ يَا رَبُّ. يَا اللهُ ارْفَعْ يَدَكَ. لاَ تَنْسَ الْمَسَاكِينَ. لِمَاذَا أَهَانَ الشِّرِّيرُ اللهَ؟ لِمَاذَا قَالَ فِي قَلْبِهِ: «لاَ تُطَالِبُ»؟}(مز 10 : 12-13)

قول لقديس..
( لما كان السيِّد قد وُلد من مستودع جديد طاهر لم يتقدّمه فيه غيره، حسن دفنه في قبر جديد لم يوضع فيه غيره. أمّا كونه في بستان، فهو رمز إلى خلاص آدم الذي مات موت الخطيئة في بستان، فدُفن السيِّد في بستان ليُزيل العقوبة عن آدم ويردّه إليه ثانية. وحتى يصير مؤكِّدًا أنه الذي قام هو لا غيره، لا سيما أن البستان لم يكن مقبرة، وإنما تقدّم يوسف فنحت هذا القبر بالإلهام في الموضع الذي لم يكن مشهورًا بالدفن) القدّيس بطرس السدمنتي

حكمة للحياة ..          

+ قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا الهكم الانتقام ياتي جزاء الله هو ياتي ويخلصكم (اش  35 :  4)

Say to those who are fearful-hearted, Be stong! Behold, your God will come with vengeance, with the recomponse of God; He will come and save you. Isa4:35

من صلوات الاباء..

" الهي وربى .. يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة، وأستودعت الروحَ في يدي الآب عندما علقت على الصليب، وهديتَ اللصَّ المصلوبَ معك للدخول إلى الفردوس، لا تغفل عني أيها الصالح ولا ترذلني أنا الضال، بل قدس نفسي وأضئ فهمي واجعلني شريكا لنعمة أسرارك المحيية. لكي ما إذا ذقت من إحساناتك، أقدم لك تسبحة بغير فتور، مشتاقا إلى بهائك أفضل من كل شئ، أيها المسيح إلهنا ونجنا، أمين"

من الشعر والادب

"ربنا موجود " للأب أفرايم الأنبا بيشوى

ربنا موجود وقادر وغالب

سامع صلواتنا وعنا بيحارب

وكل اللي تقال ضده بيه هيطالب

ومهما ظن الباطل انه هيسود

 مهما ساعات الظلام تشتد وتعود

بالكذب والنفاق تهاجم والشيطان يقود

الظلمة تنزاح وفجر القيامة زمانه لاح

قراءة مختارة  ليوم

الاحد الموافق 3/3

مت 27: 45- 66

مشاركة الطبيعة الآم المخلص. انشقاق حجاب الهيكل والزلزلة

السيد المسيح يسلم الروح والدفن وحراسة القبر

وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي،إِيلِي،لَمَا شَبَقْتَنِي ؟» أَيْ: إِلَهِي،إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ فَقَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا». وَلِلْوَقْتِ رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفِنْجَةً وَمَلَأَهَا خَلاًّ وَجَعَلَهَا عَلَى قَصَبَةٍ وَسَقَاهُ. وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَقَالُوا: «اتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ!». فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ،وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ إِلَى اثْنَيْنِ،مِنْ فَوْقُ إِلَى أَسْفَلُ. وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ،وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ،وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ. وَأَمَّا قَائِدُ الْمِئَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ يَحْرُسُونَ يَسُوعَ فَلَمَّا رَأَوُا الزَّلْزَلَةَ وَمَا كَانَ،خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا: «حَقّاً كَانَ هَذَا ابْنَ اللَّهِ!». وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ،وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ، وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ،وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي،وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي. وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ هُوَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ،وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ،ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَراً كَبِيراً عَلَى بَابِ الْقَبْرِ وَمَضَى. وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ الْقَبْرِ. وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ،فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!» فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ». فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ. والمجد لله دائما

تأمل..

+ مشاركة الطبيعة الآم المخلص ..  لقد عبرت الطبيعة عن مشاركتها وتاثرها بصلب السيد المسيح فسادت الظلمة على كل الأرض كما قال الرب للاشرار "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لو 22: 53). لقد اهتم الأنبياء بالتنبُّؤ عن ساعة الظلمة هذه، وكما يقول زكريا: "ويكون في ذلك اليوم أنه لا يكون نور..." ثم يقول النبي: "ويكون يوم واحد معروف للرب" (زك 14: 6-7). ويحدّد عاموس النبي اظلام الشمس. {ويكون في ذلك اليوم، يقول السيِّد الرب إني أغيب الشمس في الظهر} فإذ أحنَى السيِّد رأسه ليحمل خطايا البشريّة كلها صار كمن قد حجب الآب وجهه عنه، فصرخ يسوع { إِلَهِي،إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ } ولعلّه بصرخته هذه أراد أن يوقظ الفكر اليهودي من نومه ليعود إلى المزمور الثاني والعشرين الذي بدأ بهذه الصرخة معلنًا في شيء من التفصيل أحداث الصلب. وكأنه أراد تأكيد أن ما يحدث هو بتدبيره الإلهي السماوي، سبق فأعلن عنه الأنبياء.

+ انشقاق حجاب الهيكل والزلزله ... أكمل السيد المسيح عمله الخلاصى وصرخ بصوت عظيم يا ابتاه فى يديك استودع روحى. انشقَّ حجاب الهيكل الذى يفصل بين القدس وقدس الاقداس إلى اثنين من فوق إلى أسفل، وكان في ذلك إعلانًا لما سبق فقال "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أُقيمه" (يو 2: 19). ما حدث في الهيكل اليهودي قد تحقّق في جسده المقدّس لكي يقيمه في اليوم الثالث. انشقاق حجاب الهيكل كان فيه إشارة الي انه بموت المخلص انفتح باب السماوات للمرَّة الأولى لكي بدالة ندخل قدس الأقداس الإلهيّة خلال اتّحادنا بالسيِّد. وتزلزلت الأرض، أي اِنهار الفكر المادي  في العبادة وتزلزل الفكر الأرضي، لكي لا يعيش المؤمن بعد يطلب الأرضيّات، بل ينطلق نحو السماويات. بموت السيِّد يتزلزل إنساننا العتيق الأرضي داخل مياه المعموديّة، وننعم بالإنسان الجديد المقام من الأموات، لهذا: {القبور تفتَّحت، وقام كثير من أجساد القدّيسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدّسة، وظهروا لكثيرين}. ما حدث أثناء الصلب كحقيقة واقعة لمسها الذين كانوا في أورشليم يتحقّق في حياة المؤمن حين يقبل الصليب مع السيِّد المسيح في مياه المعموديّة. فقيامة الكثير من أجساد القدّيسين الراقدين إنّما حمل تأكيدًا لقيامتنا ليس فقط روحيًا ولكن أيضًا جسديًا في يوم الرب العظيم ونتيجة لذلك {وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع فلما رأوا الزلزلة وما كان خافوا جدًا، وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله}  لقد كانوا يمثِّلون كنيسة الأمم التي قبلت الإيمان بالمسيح خلال عمل الصليب.

+ السيد المسيح يسلم الروح والدفن وحراسة القبر.. بعد ان استودع الابن المتجسد روحه لدى الآب جاء يوسف الرامي الذى كان تلميذا للسيِّد خِفية لسبب الخوف من اليهود (يو 19: 38)، لكنّه ظهر في لحظات المحنة ومعه نيقوديموس عندما تخلَّى الكل عن المصلوب، فتقدّم الأول بشجاعة لبيلاطس يطلب الجسد المقدّس، فنال هذه الكرامة العظيمة أن يدخل بالجسد المقدّس إلى قبره الجديد الذي صار أقدس موضع على الأرض. لقد نحت القدّيس يوسف لنفسه قبرًا في صخرة فقدمه للسيِّد المسيح "الصخرة الحقيقيّة"، فصار كنيسة مقدّسة يحج إليها المؤمنون من كل العالم عبر العصور، وموضع شهادة للنصرة على الموت وإعلانًا عن قوّة القيامة وبهجتها. كما سبق فأعلن الأنبياء عن دفنه أيضًا، فيقول إشعياء النبي: {ضُرب من أجل ذنب شعبي، وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته} (إش 53: 8-9). اجتمع رؤساء الكهنة والفرّيسيّون مع بيلاطس، قائلين له: {يا سيّد، قد تذكّرنا أن ذلك المضلّ قال وهو حيّ إني بعد ثلاثة أيام أقوم، فمُر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب أنه قام من الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشرّ من الأولى}. أن كان هذا التصرّف يحمل روح الحسد والكراهيّة نحو شخص السيِّد المسيح لكنه يقدّم شهادة حيّة من الأعداء أمام المسئولين الغرباء بأنه سبق فتحدّث عن القيامة. وكأن قيامة السيِّد ليست أمرًا غير متوقِّع بل سبق فأعلنه الرب كتهيئة للأذهان. بهذا التصرّف أشاعوا بالأكثر أمر قيامة السيِّد، وجعلوا منها حقيقة لا يُشك فيها، فقد حوصر القبر باليهود والأمم، بالحرَّاس كما بالختم ومع هذا لم يكن ممكنا لاي قوة فى العالم ان تمنع قيامة السيد المسيح منتصرا.