الأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
{ ايها الاولاد اطيعوا والديكم في الرب لان هذا حق. اكرم اباك وامك
التي هي اول وصية بوعد. لكي يكون لكم خير وتكونوا طوال الاعمار على الارض. وانتم
ايها الاباء لا تغيظوا اولادكم بل ربوهم بتاديب الرب وانذاره.} ( أف 1:6-:6-4)
موقفنا المسيحي من جهة الاختلاط هو موقف
متوازن في غير تزمت وفي غير تسيب. ومن منظور روحي مسيحي لتنشئه سليمه وبعيده عن
الانحراف. فالوسطية والحرص مطلوبان. لا نمنع الاختلاط أو نجرمه في تزمت، كما أننا
لا نبيح الاختلاط أو نطلقه على هوي الغريزة في تسيب. ان الكنيسة من محبتها
لأبنائها وبناتها والعمل لخيرهم تضع قواعد وحدود يتم من خلالها ووفقا لها الاختلاط
السليم.
الاختلاط بين الشباب ياخذ صورة عائلية
فيكون بين عائلات الاقارب وبعضهم ويهدف لمساعده الشباب على الخروج عن الذات وبناء الشخصية. او
فى نطاق الكنيسة عن طريق الاجتماعات والندوات المشتركة والرحلات أو حتى عن طريق
الدراسة والاسر الجامعية أو الندوات الدراسية وكله يجب ان يكون فى مخافة الله
والقيم الروحية والاخلاق والعفاف المسيحي. ان التعامل بين الجنسين ليس هدفا نسعى
اليه ولكننا اذا وجودنا فى مجتمع مختلط نتعامل بنجاح وطهارة وهذا التعامل غير
مرفوض عندما يكون فى النور ووقار ينظر فيه الانسان للأخر نظرة بسيطة مقدسة طاهرة
ينظر للأخر كأبن لله وليس كجسد يشتهيه. وخطورة الاختلاط تكمن في الانحراف به عن
طريق الصواب سواء نحو الانفلات كما يحدث في المجتمعات الغربية، أو نحو التزمت كما
يحدث أحيانا في المجتمعات الشرقية، بالفصل المتشدد بين الجنسين.
سمات الاختلاط المسيحي..
1- فى حضور ومخافة الرب.. الإختلاط بين الجنسين عندما يكون فى حضور
الرب فى حياة مقدسة يشعر فيه الشاب او الفتاة ان الطرف الاخر هو عضو فى جسد
المسيح واخ أو اخت لنا نحافظ عليهما ونحرص على عفتهم. {هكذا نحن الكثيرين
جسد واحد في المسيح واعضاء بعضا لبعض كل واحد للاخر} (رو 12 : 5) كما اننا يجب ان
تكون لنا علاقة روحية بالله وشبع بالنعمة. الاختلاط ليس بغرض الاختلاط كهدف بل
لدواعي طبيعة العمل والحياة، في روح أخوية مقدسة، فالخدام والخادمات يعملون معا في
كرم المسيح، والشباب يلتقوا فى الاجتماعات في نقاوة وعفة وتحفظ. عندما ينزل الشاب
من بيته الى اي مكان وهو يجعل الله معه وامامه يعينه ويحفظ عفته ويعطيه عفة الحواس
وطهارة الفكر والمشاعر المقدسة تجاه كل احد.
2- الاختلاط في حدود.. فهو فى حدود
العمل والصلاة او حتى الاجتماعات والرحلات، فالأحاديث لا تجرى دون داع، أو في أي
موضوع أو دالة مفسدة، ولكن في محيط العمل او الخدمة وفى مكانهما. إنها علاقة عمل
وزمالة ومتى احس المؤمن بالمسيح المنير الساكن فيه إن الخط سينحرف، يتحرك سريعا
نحو الطريق السليم، مستعين بالمخلص الأمين، الحاضر معه في كل حين. كما فعل يوسف الصديق فى
مواجهة زوجه سيده. علينا الحرص فى الشات والفيس بوك من إقامة علاقات مع اناس لا نعرفهم او التعلق العاطفي الذى يقود الى
الانحراف الاخلاقي والسلوكي والايمانى.
3-اختلاط في إطار الجماعة .. اي بين الشباب معا وفى النور أمام
الأهل وبينهم بروح المحبة الطاهرة كما يقول نيافة الانبا موسى أسقف الشباب عن
الشباب وحياة الطهارة فى الاختلاط المسيحي ( الكل يتعاون في نقاوة وبراءة، أي
جماعة متحدة بالروح، تعمل لمجد المسيح ولسعادة الكل، لذلك فالتركيز الفردي مرفوض
فهو خروج عن الخط السليم، وعن الجماعة المترابطة بالمسيح وداخل إطار القداسة، أي
إن علاقة فردية بشخص معين هي نذير بخطر يحدق بالطرفين، أما إذا كان ذلك في
إطار اختيار شريك الحياة فليكن هذا بأسلوب مقدس ورسمي، وتحت إرشاد اب
الاعتراف وفى النور الواضح.
4- النظرة السليمة
للآخر.. يجب ان نبدأ من أنفسنا فى فهم روحي من الانسان لذاته وإحترامه لكرامة
الانسان المخلوق على صورة الله. والنظر للآخر من الجنسين كانسان وقيمه وليس كمادة
للجنس. كما ان الفهم السليم للجنس كغريزة سامية وضعها الله فى الانسان لحفظ النسل
ولنمو المحبة الزوجية الطاهرة يجعل الاختلاط روحي سليم ويساعد الشباب من الجنسين
على فهم نفسه وطبيعة الآخر ويثرى الفكر ويعلم الشباب اللياقة فى التعامل وينمو
الشباب نمو سليم فى نظرته للجنس الاخر دون تطرف أو عقد نفسيه عندما يكون الاختلاط
في احترام ووقار وتقدير قيمة الإنسان فالإنسان قيمة وليس سلعة أو لعبة للذة
والمتعة.
أخطاء فى العلاقة بين الجنسين
1- يجب الحرص من التعلق العاطفي المرضى
والتحول من علاقة سليمة بين الجنسين فى اطار الدراسة او الكنيسة الى التعلق الخاص والعاطفي
لاسيما فى سن المراهقة ومن مظاهره الانزواء او التقابل في أماكن منعزلة غير لائقة
خطورة الهدايا الشخصية ومدلولاتها لدى الطرف الآخر مما قد يحولها الى حب رومانسي
او عشق شهواني فى وقت قد يقود الى الانحراف وضياع المستقبل والاهمال الدراسي
والروحي.
+ الرغبة في امتلاك الطرف الآخر فى غيرة
مرة او التساهل وعدم التحفظ وتقديم التنازلات عن المبادئ والاخلاقيات المسيحية
فى سبيل اشباع الشهوة المثارة ثم الاستسلام والتورط في الخطأ. وقد يستغل يحارب الشيطان
الشباب ويوهمهم بالتعلق بقصد الزواج والتجربة ومن ثم يخدعهم حتى يقعوا فى الاخطاء
والخطية ويقودهم الى الانحراف
+ غياب الضمير عند بعض الشباب أو تبرير
الاخطاء. ومن ثم نشر الاشاعات المغرضة عن الطرف الاخر بقصد اخضاعه أو تدميره
وتسجيل المكالمات التليفونية وابتزاز المتورطين فيها او نشرها وما تسببه من مشاكل
فى حياة ومستقل الشباب. لهذا يجب الحرص وعدم الكلام الخارج وعدم الخوض فى الحديث عن
الخصوصيات والأسرار الشخصية والمشاكل الخاصة والضعفات الذاتية. الشباب الذى يحيا
فى مخافة الرب وشبع الروحي هو الضمانة لحياة روحية واجتماعية ونفسية سليمه { النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة
كل مر حلو }(ام 27 : 7)
+ الإشباع العاطفي غير الناضج
والاستمتاع بالمغامرات العاطفية كالأفلام السينمائية والحب الشهواني ومشاهدة
الافلام أو الصور المعثرة، او الوقوع فى خطايا النجاسة ان هذا يقتضى منا مصارحة اب
الاعتراف وعدم الخجل من التوبة والاعتراف لياخذ بيدنا. كما يجب ان نأخذ المعرفة عن
الجنس وأموره من كتابات مسيحية روحية بعيدا عن اصدقاء السوء. كما يجب ان نختار
جيدا اصدقائنا من اناس الله القديسين.
+ علاج انحراف العلاقات.. متى حدث وانحرفت علاقتنا باحد الاشخاص
فعلينا ان نسعى سريعا لتصحيح الخطأ بحكمة وبتعقل وروح الصلاة وطلب المعونة من الله
وأب الاعتراف ومصادقة الاهل او احد الوالدين ومصارحتهم. والشبع بالمسيح وقراءة
الكتب الروحية التي تنمي علاقتنا بالله {لا تشمتي بي يا عدوتي اذا سقطت اقوم اذا
جلست في الظلمة فالرب نور لي }(مي 7 : 8). علينا اتخاذ القرار السليم بالابتعاد عن
العثرات والمعثرين والفطام الروحي بالابتعاد عن الطرف الآخر حتى تتاح فرصة كافية
لضعف تأثير العاطفة. علينا ان نتحول من التمركز حول الذات للتمركز حول المسيح، فتتحول
العاطفة إلى عاطفة مقدسة في المسيح وان تكون صدقاتنا من خلاله وفى وجوده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق