آية وقول وحكمة ليوم 3/4

أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى

آية اليوم

{ فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.}(مت 28 : 19-20)

قول لقديس..
( قال لتلاميذه {ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر} وكأنه يقول: لا تقولوا أن العمل المُلقى عليكم صعب، فإنّني أنا الذي أستطيع كل شيء بسهولة معكم. لم يقل أنه يوَد أن يكون معهم وحدهم بل ومع المؤمنين الذين يأتون بعدهم، لأن الرسل لا يعيشون حتى انقضاء الدهر، لكنّه يكلِّم كل الذين سيؤمنون به كمن هم جسد واحد.) القدّيس يوحنا الذهبي الفم

حكمة للحياة ..          

+ ان كان الله معنا فمن علينا (رو  8 :  31)

If God is for us, who can be against us. Rom 8:31

من صلوات الاباء..

" ايها الرب القائم من الاموات غالبا ومنتصرا على الشيطان وقواته والموت وسلطانه،يا من اعطانا الغلبة عن الخطية والشيطان والموت نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر هبنا قوة القيامة وسلامها وافراحها، واعطنا الإيمان الغالب الذى يرى النهاية المفرحة للصبر وحمل الصليب، لكى نجاهد على رجاء ونحمل بشرى القيامة وانوارها للذين فى الظلمة. ولتكن معنا كوعدك الصادق ها انا معكم كل الايام والى انقضاء الدهر، أمين"

من الشعر والادب

" قيامتك قوة " للأب أفرايم الأنبا بيشوى

صادق يارب انت وأمين

قيامتك قوة فرح واثقين

بعد الصليب نصر يقين

على الشر وعلى الشياطين

وحتى على الموت منتصرين

وجودك معاناهو سلامنا كل حين

صبرنا وعزائنا على مر سنين

انت رجائنا ومعاك بنحيا فرحانين

نعلن حبك لانتهاء الدهر، أمين
قراءة مختارة  ليوم

الاثنين الموافق 3/4

مت 1:28- 20

القيامة والقبر الفارغ، رشوة الجند

 ظهور السيد المسيح  للتلاميذ

وَبَعْدَ السَّبْتِ،عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ،جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ. وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ،لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ،وَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَانَ مَنْظَرُهُ كَالْبَرْقِ،وَلِبَاسُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ. فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ. فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا،فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. لَيْسَ هُوَ هَهُنَا،لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. وَاذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا». فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ،رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ. وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.  فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لِإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».  وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ.  فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا،وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. وَإِذَا سُمِعَ ذَلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ».  فَأَخَذُوا الْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ،فَشَاعَ هَذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ،حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ.  وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ»، آمِينَ . والمجد لله دائما

تأمل..

+ القيامة والقبر الفارغ .. مع فجر الأحد، وانقضاء السبت أسرعت إلى القبر اثنتان من النساء، هما مريم المجدلية ومريم الأخرى، ويُظن أنها زوجة كلوبا أخت العذراء مريم، وكانتا تودان أن تلقيا ولو نظرة على قبر من احبوا، وعند وصولهما للقبر، ظهر لهما ملاك بنور قوى، يقول التقليد الكنسى أنه رئيس الملائكة ميخائيل قد جاء ليعلن القيامة للبشرية، فدحرج الحجر الكبير من على القبر، وحدثت زلزلة كبدء لحياة الايمان الجديدة لأولاد الله المؤمنين بقيامته، وجلس الملاك على الحجر ببهاء عظيم. كان المسيح قد قام قبل ذلك ولم يشاهده أحد من البشر، وكان الحجر ما زال موضوعا على القبر عند قيامته، ثم جاء الملاك ميخائيل ليعلن بشرى القيامة، فدحرج الحجر ليَظهر القبر الفارغ. فالله يهتم بنا ويريد ان يقوى ايماننا لاسيما عندما نتقدم لنعبر عن محبتنا له. لقد كان منظر الملاك عظيما فخاف منه حراس القبر ومن الزلزلة ومن  دحرجة الحجر؛ فقوة الله مخيفة للأشرار. أما المريمتان محبتا المسيح، فيطمئنهما الملاك ويبشرهما بقيامته، ويصفه بأنه المصلوب، فهو المصلوب والقائم، فهذا اللقب يُظهر محبته الباذلة حتى الموت، وفى نفس الوقت قوته بقيامته من الأموات، ويقدم لهما الدليل على قيامته، وهو القبر الفارغ. وامرهما أن يبشرا بالقيامة للتلاميذ وبأن الرب سيظهر لهم فى الجليل، حيث تعود أن يسير معهم ويعلم ويصنع معجزات. لقد تحولت المرأة إلى مبشرة بالقيامة والحياة الجديدة فى المسيح. ثم ظهر السيد المسيح القائم بنفسه لهما واعطهما السلام، وهى العطية التى ينفرد بها أولاد الله عن كل العالم. ومن فرط فرحتهما، أمسكتا بقدميه، وسجدتا له فى اتضاع. فمحبة المسيح لنا تجذبنا لعبادته باتضاع، واختباره ولمسه فى حياتنا. ثم أكد إرسالهما لتبشير الكنيسة فى شكل التلاميذ بل ودعاهم اخوته من أجل محبته لهما.

+ رشوة الجند.. ذهب بعض العسكر حراس القبر إلى رؤساء الكهنة، وأعلموهم بقيامة المسيح وظهور الملاك والقبر الفارغ. وللأسف، لم يقبل رؤساء الكهنة الإيمان بالمسيح القائم. و"تشاوروا": بحثوا عن سبب لعدم وجود جسد المسيح فى القبر ليضللوا الناس عن قيامته. واجتمعوا ليقاوموا القيامة فأعطوا رَشوة من المال للجند حراس القبر حتى يدّعوا سرقة تلاميذ المسيح لجسده ليلا، إذ غلبهم النوم، فيدعوا تسلل التلاميذ وسرقة الجسد وقالوا لهم عندما يعلم بيلاطس الوالى ويغضب عليهم، يستعطفه رؤساء الكهنة بما لهم من مركز، فيسامحهم ولا يؤذهم، معتمدين على محبة الإنسان للمال. فأخذ الجند الرِّشوة وقالوا ما لقنهم إياه رؤساء الكهنة، فانتشر الخبر فى كل اليهودية بسرقة جسد المسيح. ولكن هذا الأمر غير منطقى، لأنه كيف تستطيع مجموعة من التلاميذ الضعفاء أن يتغلبّوا على جند مسلحين؟ أو كيف ينام الجند، ولا يشعرون بدحرجة حجر كبير مثل هذا، وسرقة الجسد؟ وكيف يعرف الإنسان ما يحدث حوله وهو نائم؟! إن التدبير الإلهى جعل رؤساء الكهنة يساعدون فى نشر البشارة بقيامة المسيح دون أن يقصدوا.

+ ظهور المسيح لتلاميذه... لقد أسرع التلاميذ فى فرح إلى الجليل ليروا معلمهم على الجبل، وعندما ظهر لهم الرب يسوع المسيح، سجدوا له وفرحوا بلقائه، وإن كان أحدهم، وهو توما شك عندما سمع من التلاميذ بظهوره لهم فى العلية يوم القيامة تعبيرا عن الضعف البشري ولكن المسيح ظهر لهم مرة أخرى وهو معهم فى العلية فى الأحد التالى للقيامة وجعله يؤمن قال لهم دُفع إلىَّ كل سلطان فى السماء وعلى الارض ففى حياته على الأرض، ظهر فى اخلاء للذات من المجد كإنسان وتألم ومات لأجلنا. وبعد قيامته، يظهر لنا فى سلطان لاهوته واوصى التلاميذ ان يبشِّروا ويعلِّموا جميع الامم الإيمان بالمسيح ويتعهّدوهم بالرعاية أى التلمذة الروحية، ويمنحوهم الأسرار المقدسة مؤكدا مساندته لهم ولكل كهنته وخدّامه والمؤمنين حتى نهاية الدهور وإن كان الله معنا، فلا نضطرب، بل نتقدّم فى ثقة لإتمام وصاياه، بل ونبشر بمحبته وخلاصه العجيب. وبعد حلول الروح القدس على التلاميذ، بشّروا  فى العالم كله، واحتملوا آلاما كثيرة، بل ضحّوا بحياتهم من اجل امتداد ملكوت الله على الارض.