نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 2 يناير 2015

اتْبَعْنِي أَنْتَ

اتْبَعْنِي أَنْتَ
(يو22:21)

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى


دعوة لتبعية الرب...
+ أن الله فى محبته لنا يدعو كل واحد وواحدة منا إن يسمع صوته ويتبعه بكل قلبه ويحبه لنحيا سعداء على الأرض ونرث السماء وأمجادها. لقد خُلقنا كنفخة من روح الله ولن تستريح نفوسنا وأرواحنا الا بوجودنا مع الله ومحبتنا له فتجد النفس سلامها وفرحها وراحتها. وها نحن نرى كيف دعا الله العديد من الشخصيات من مختلف الأماكن والازمنة والأجيال ومن تبع الله بقلب كامل رفعه الله وصنع منه أناء للكرامة والمجد. راينا كيف أن كالب بن يفنه تبع الرب تماما فجعله الله وارث للمواعيد { ما عدا كالب بن يفنة هو يراها وله اعطي الارض التي وطئها ولبنيه لانه قد اتبع الرب تماما} (تث 1 : 36). وكذلك متى " لاوى" العشار الذى كان يعمل فى جباية الضرائب يتقابل مع السيد الرب فيدعوه لكي يتبعه، فيترك كل شئ ويتبعه { وفيما يسوع مجتاز من هناك راى انسانا جالسا عند مكان الجباية اسمه متى فقال له اتبعني فقام وتبعه }(مت 9 : 9). سار متى وراء الرب وصار من التلاميذ الرسل وكاتب أول الأناجيل المقدسة وكارز عظيم لملكوت الله. وهكذا بقية التلاميذ الذين دعاهم الرب وتبعوه فحولهم من صيادي السمك الى رسل يصطادوا الناس لملكوت الله. ومن دعاهم الرب الى تبعيته ورفضوا دعوته بسبب محبتهم للعالم وشهواته أو أمواله واهتماماته فقد خسروا سلامهم وأبديتهم { لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه} (مت 16 : 26).
+ أن دعوة الله لنا لكي نتبعه هي دعوة للإيمان به وتبعيته بصفة خاصة وهى دعوة مفتوحة لكل أحد، فى كل زمان من كل أمة وقبيلة ولسان فقد أحب الله العالم كله ويدعوه للإيمان والخلاص { لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية} (يو 3 : 16). وكل منا مسئول عن خلاصه فلا يتحجج أحد ببعد الكثيرين أو عدم إيمان البعض أو أنسياق البعض وراء شهواتهم وإهتمامات العالم المملوؤة بريق خادع يجذب ضعاف النفوس. فعلينا أن نتسلح بالإيمان القوى الذى يغلب شرور العالم وحروب إبليس ومقاومة الأشرار. كما أننا مدعوين للأخذ بايدي أخوتنا الضعفاء وأن نسند ونشجع صغار النفوس، فان كانت الدعوة خاصة وتحتاج لجهاد فردى لكن نعمة ربنا يسوع المسيح تعمل فى نفوسنا وروح الله يقود المؤمن القوى ويجعل منه قوة جذب ووسيله لخلاص من حوله فيرى الناس أعماله الصالحة ويتعلموا منه ويمجدوا الله { فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات} (مت 5 : 16).
ماذا تعني تبعيتنا لله...
+ أن نتبع الرب فهذا يعنى ان يكون الله سيدا لحياتنا ونحن ننتسب اليه ولهذا يُدعى المؤمن بالسيد الرب يسوع المسيح " مسيحي" ويجب إن نكون أتباع للمسيح له المجد لا بالكلام ولا باللسان والأسم ولكن بالعمل والحق. نسمع كلامه ونطيع وصاياه ونعلن مجده ونسير خلفه { وقال للجميع ان اراد احد ان ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني } (لو 9 : 23). أن حمل الصليب كل يوم بشكر يجعلنا ننال بركة وسلام وقوة من الله وأثقين أن المسيح المصلوب هو سر تعزيتنا وسلامنا وهو المدافع عنا، هكذا راينا الرب يسوع المسيح يدافع عن المضطهدين معتبرا ما يقع عليهم من ظلم وأضطهاد هو أمر يقع عليه هو. هكذا دافع الرب عن المسيحيين فى أنطاكية الذين كان يضطهدهم شاول { فلما سقطنا جميعنا على الارض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ان ترفس مناخس} (اع 26 : 14). تغير شاول الذى يضطهد المؤمنين وتحول الي القديس بولس المجاهد للكرازة باسم المسيح { كارزا بملكوت الله ومعلما بامر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع}(اع 28 : 31).
+ تبعيتنا لله تعنى طاعتنا له فى محبة كاملة. قد نتدرج فى معرفتنا لله وعلاقتنا به. فنبتدئ بمخافة الله كرأس للحكمة أو نتقدم لنحيا على رجاء فى الأجر السمائي لكن علينا أن ننمو فى معرفتنا لله الى أن نصل الى المحبة الكاملة التي تجعلنا نخدمة برغبة صادقة من القلب ونسرع الى عمل مرضاته كل حين، ويحل المسيح بالإيمان فينا ونتحد به إتحاد الأغصان بالكرمة الحقيقة ونثمر ويدوم به ثمرنا ونقول مع القديس بولس الرسول { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني واسلم نفسه لاجلي }(غل 2 : 20). لقد جاء السيد المسيح متجسدا ومات وقام لكي لا نعيش لانفسنا بل من أجله وكسفراء لمملكته { وهو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم وقام} (2كو 5 : 15).
+ أن أهم ما يميز المؤمنين بالمسيح هو المحبة الحقيقة لله وللغير ولعمل الخير { وساله واحد منهم وهو ناموسي ليجربه قائلا. يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس. فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الاولى والعظمى. والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والانبياء.} (مت 35:22-40) نحن نحب الله لانه أحبنا أولا { نحن نحبه لانه هو احبنا اولا }(1يو 4 : 19). وبهذا نعرف أننا أولاد الله وأتباعه { بهذا نعرف اننا نحب اولاد الله اذا احببنا الله وحفظنا وصاياه}(1يو 5 : 2). وعلينا أن نحب بعضنا البعض ونأخذ بايدي بعضنا في طريق الكمال المسيحي كاعضاء في جسد المسيح الواحد { بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض} (يو 13 : 35). وهذه وصية مسيحنا القدوس { وصية جديدة انا اعطيكم ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم انا تحبون انتم ايضا بعضكم بعضا }(يو 13 : 34). علينا أن نسعى فى وصية المحبة الله وأخوتنا لاسيما المحتاجين الى محبتنا من المحرومين والضعفاء والخطاة وغير المؤمنين، لنعلن لهم محبتنا بالعمل والحق.
أتبعك سيدي....
+ يا مسيحنا القدوس، يا من دعانا إن نتبعه فى حياة مقدسة متشبهين به كل الأيام كأب صالح. أننا نتبعك من كل القلب والنفس والفكر ونريد ان يكون لنا فكرك المقدس وتحيا وتحل بالإيمان فينا فنكون متعلمين منك. نعيش كما يحق لإنجيلك المقدس ووصاياك السامية وتعاليمك المقدسة. نسلك بالمحبة ونسعى فى طريق السلام، فخذ يارب بايدينا وعلمنا ودربنا ولتكن عينك علينا من أول السنة الي أخرها. أجذبنا بشبكة المحبة الالهية وأجعلنا تلاميذ فى حقل خدمتك نتعلم منك بامانة والتزام واتزان ونحيا الإيمان العامل بالمحبة كاتباع لك كل الأيام.
+ نتبعك يا أبانا القدوس كابناء وبنات برره متشبهين بابيهم السماوي فخذ بايدينا يارب فى دروب المخافة والحب واهبا لنا حكمة من روحك القدوس لكي نسير فى طريقك بحق وننمو فى معرفتك ونميز صوتك ونتبعه وتكون انت سيداً ورباً ومعلماً لنا نتتلمذ على كتابك المقدس ونلهج فى وصاياك ونحولها الي سلوك وحياة ونسلك بالإيمان واثقين فى أبوتك وحنانك ورعايتك. ونحمل الصليب بشكر وفرح كل يوم عالمين أنك تهبنا نعمة وبركة وسلام وها هو وعدك الصادق يعزينا { وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين} (مت 28 : 20).
+ نلبي يارب دعوتك ونتبعك من كل القلب، ونصلى طالبين أن تغفر لنا خطايانا وعدم أمانتنا تجاه دعوتك وها نحن نطوى صفحة الأيام الماضية ونسرع الأن الى الاستجابة الى دعوتك المقدسة فاقبلنا اليك ايها الرب كصالح ومحب البشر واجعلنا من أصحاب الساعة الحادية عشر الذين أتوا اليك فى الهزيع الأخير من النهار وقبلتهم وأعطيتهم الأجر الكامل كصالح ومحب البشر. ونصلى من أجل كل نفس لم تذوق ما أطيبك أيها المعلم الصالح لتجذبها اليك لتتبعك ونكون رعية وأحدة لراع وأحد، أمين.

ليست هناك تعليقات: