الأربعاء، 19 أكتوبر 2016
(138) فكر روحية لكل يوم - الوجود مع الله
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ الله بلاهوته حال في كل مكان، يدرك كل شئ فهو كلي الحكمة ودائم الوجود ويضبط الكون والكل وهو عنا ليس ببعيد بل به نحيا ونتحرك ونوجد، وفى إيماننا بوجود الله معنا نحيا في سلام وفرح وثقة وأطمئنان لوعوده الأمينة ونؤمن بانه معنا كل الأيام وهو لا يغفل ولا ينام { وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ }(مت 28 : 20). الله يريد أن يطمئننا بوجوده معنا ويقول لكل مؤمن { لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلَهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي } (اش 41 : 10). ولان الله يريد أن نشعر بمحبته وندرك بالإيمان قربه منا ومحبته لنا فقد تجسد وصار انسانا دون أن يحد التجسد الإلهي من لاهوته فقد دعي أسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا { وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»} (اش 7 : 14). ولقد وعدنا أن يكون معنا كل الأيام ولن يكون موت الإنسان حائلا بين وجودنا مع الله بل يصبح الموت أنتقال وجسر ذهبي به ننتقل لنكون معه فى السماء كل حين ونحيا كملائكة الله مسبحين الله مع سحابة القديسين { إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي.}(يو 12 : 26).
+ وجود الله معنا وحضوره الإلهي حقيقة مؤكدة لكن هل ندرك نحن وجوده معنا، ونحيا فى مخافته ونطمئن لعنايته ونطيعه ونسلم له حياتنا. لقد كان الرب مع جدعون وقال له ملاك الرب { الرب معك يا جبار البأس} (قض 12:6). لكن جدعون لم يكن يدرك من الضيقات والاعداء وجود الله معه { فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي, إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هَذِهِ, وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ: أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟ وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا} (قض 6 : 13). ظن جدعون فى ضيقته أن الله قد تخلي عن شعبه. لكن الله برهن له على رعايته لهم وأمره أن يقود الشعب للخلاص وصنع خلاص بعدد قليل. أن الضيقات ليس علامة على تخلي الله عنا، بل يجب أن نأخذ من الضيقات الدروس والعبر ونثق في وجود الله معنا فيها ونصلي لكى ينصرنا ونتقوى ويتمجد الله في حياتنا حتى لو جزنا في الماء أو النار مادام الله معنا فنتذكي ويتمجد الله في حياتنا فالله يبقى أمين ولن يتركنا للضعف أو اليأس أو الفشل{ لان الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة و المحبة و النصح} (2تي 1 : 7).
+ ليكن لنا عشرة حب وعلاقة شخصية بالله، تشبع نفوسنا وأرواحنا فيها من خلال الصلاة والمحبة المتبادلة والتأمل فى صفات الله الحلوة وعمله مع شعبه ومعنا ومن خلال الشبع بكلامه المقدس وممارسة الأسرار المقدسة المعطية الحياة. أن البعض ينشغل بأهتمامات الحياة أو يضطرب بهمومها بينما الحاجة الحقيقة والسعادة فى الله الواحد { فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَها: «مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلَكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».} ( لو 41:10-42) . وفى إيماننا بوجود الله معنا نحيا فى سلام فى كل الظروف ويبتعد عنا القلق والخوف ونحيا على رجاء فى فرح بالرب كل حين وتكون حياتنا صلاة وتسبيحة شكر للراعي الأمين. هكذا راينا أبائنا القديسين في محبتهم لله أستطاعوا أن ينمو فى النعمة والحكمة والقامة ويتركوا كل شئ من أجل عظم محبتهم فى الملك المسيح الذى قائدهم فى موكب نصرته وضمهم فى نهاية رحلة حياتهم الي مظاله الأبدية ليحيوا معه فى السماء كل حين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق