الاثنين، 17 أكتوبر 2016
(137) فكر روحية لكل يوم - محبة الله ورحمة
للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ لقد أعلن الله محبته الأبدية نحونا ومن أجل محبته لنا يديم لنا مراحمة ويجددها كل صباح {مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَة} (ار 31 : 3).
وأعد الله كل شئ ضروري لحياتنا وسعادتنا ثم خلقنا علي شبهه ومثاله وأعطانا نعمة العقل والتمييز. وبارك الله الإنسان يوم خلقه ليثمر ويكثر ووهبه روحا تشتاق الى الفضيلة والخلود ولما سقط الإنسان دبر الله له الخلاص وارسل لنا الانبياء عونا، وكلما كان الإنسان يزوغ عبر التاريخ بعيدا عن الله فان الله من أجل محبته الغنية يجذبه اليه بربط المحبة ويرفع عنا نير العبودية للخطية والشيطان والشر {كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ }(هو 11 : 4). أخير جاء الينا متجسداً وصنع لنا الفداء من أجل مراحمة الكثيرة { بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ} (1يو 4 : 9). هذه هي محبة الله المتجسدة والباذلة والمحررة { فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا} (1يو 4 : 10). وعلينا أن نثبت في محبة الله ليثبت الله فينا ونثمر ويدوم ثمرنا {اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ} (1يو 4 : 16).
+ محبة الله لنا هي محبة عملية تتجلي فيها الرحمة الإلهية التي تتراف وتغفر وتصفح وتنسي. بمراحم الله يطيل أناته علي الخطاة والبعيدين ليرجعوا اليه ويتوبوا { إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ }(مرا 3 :22). لقد تغني داود النبي بمراحم الله الكثير { بِمَرَاحِمِ الرَّبِّ أُغَنِّي إِلَى الدَّهْرِ. لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي} (مز 89 : 1).وعبر الله عن محبته بالعمل والبذل حتى الموت موت الصليب لابنه الوحيد ليخلص الخطاة الأثمة ويهبنا نعمة البنوة ويردنا للفردوس دفعة أخرى وعلينا أن نرجع اليه ونكون أوفياء لمحبته ونطلب رحمته وأحساناته ونرحم أخوتنا لنستحق المراحم الإلهية {طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ }(مت 5 : 7)
+ علينا ان نستجيب لمحبة الله الأبدية ونحبه من كل القلب والفكر والنفس والارادة، وفي محبة لله نسلك بتواضع ويكون لنا احشاء رحمة ومحبة نحو الجميع {قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ }(مي 6 : 8). فى محبتنا لله نطيع وصاياه ونخدمه ونشهد لعمل نعمته الغنية ورحمته الأبوية ومحبته القوية معنا خلال رحلة حياتنا مصلين فى إيماننا الأقدس لتكمل أيام غربتنا فى محبة الله ورحمته حتى ينقلنا الي المظال الأبدية، أمين.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق