نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأحد، 3 يناير 2016

(123) رَئِيسَ السَّلاَمِ

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ السيد المسيح هو رئيس ومعطي السلام...
جاء وتجسد ليحقق السلام للبشر مع الأب السماوى، ويبشر بالسلام ويصنع خير ويرينا كيف نحيا في سلام مع الغير ويعطى للمؤمنين حياة السلام الداخلي بدون أنقسام بين مطالب الروح والنفس والجسد. وقد تنبأ أشعياء النبي قديما عن السيد المسيح المتجسد، رئيس السلام قائلا { لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا.} ( أش 6:9-7). السيد المسيح هو الإله القدير مانح السلام الذى في يوم مولده ظهرت الملائكة تسبح وتعطي المجد لله في العلى وتعلن سلام الله للأرض ومن عليها وتبشر الناس بالمسرة، أذ سبحت الملائكة قائلة {الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ}(لو 2 : 14).
+ لا سلام بعيدا عن الله ...
يبذل البعض محاولاتهم لتحقيق السلام داخلهم أو من حولهم ولكن الإنسان البعيد عن معرفة الله الحقيقية يظلّ يعاني من الشر وتسلط إبليس بل ويتصارع فى أنانية مع الغير ويحيا في القلق وفقدان الأمان أذ لا سلام للأشرار { لاَ سَلاَمَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ} (اش 48 : 22). أن ميلاد السيد المسيح كان تدخّل إلهي من الله ليعيد السلام والمصالحة مع الناس، تجسّد الأبن الكلمة وأخذ صورة بشريتنا وعاش بيننا وصالحنا مع أبيه السماوي بدمه الذى سفك علي عود الصلب { وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا} (اش 53 : 5), لقد جاء الرب يسوع المسيح ليعلن عهدا جديدا بين الله والناس لا بدم حملان وعجول بل بدمه الثمين { لأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ} (عب 9 : 15). المسيح هو سلامنا الحقيقي { لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الِاثْنَيْنِ وَاحِداً، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ }(اف 2 : 14) وتغني بمجئيه اشعياء النبي قائلا { مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: «قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ»}(اش 52 : 7). واعلن عن عهد سلامه قائلا { فَإِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ وَالآكَامَ تَتَزَعْزَعُ أَمَّا إِحْسَانِي فَلاَ يَزُولُ عَنْكِ وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ قَالَ رَاحِمُكِ الرَّبُّ} (اش 54 : 10)
+ دعوة السيد المسيح للسلام...
جاء السيد المسيح ليملك علينا كنور يشرق ويتجلي للأمم ويؤسس عهد سلام مع الله ويقيم ملكه الروحي علي أسس السلام العادل ويغير التاريخ كلّه وينادي بالمحبة والرحمة والعدل والمساواة ويدعو الي أنهاء كل أشكال الظلم والكراهية والقتل وسفك الدماء ويدعو لنزع البغضة والكراهية من القلوب وبالأحترام والتقدير { قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.} (مت 21:5-22). جاء السيد المسيح يدعو الي المحبة حتى للأعداء فنار البغضة لا تطفائها الكراهية كوقود بل المحبة { سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ.} ( مت 43:5-45). وراينا علي الصليب يقدم مثال عملي على محبة الأعداء في مغفرة لصالبيه { يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ} (لو 23 : 34).
+ المصالحة والتبرير ... لم يقتصر عمل المسيح الخلاصى علي تحرير المؤمنين من الخطية وغفرانها فقط بل لقد صالحنا مع الأب بموته وبررنا بقيامته { فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ }(رو 5 : 1). وأذ نتبرر نصير ورثة الحياة الأبدية { حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ} (تي 3 : 7). ويهبنا عهد سلامه { اَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ}(يو 14 : 27) فلم تعد ثمّة عداوة بيننا وبين الله. السيد المسيح بسلامه جلب الفرح للبشريّة فالفرح والسلام متلازمان في مملكة المسيح الجديدة ، انّها فرحة السماء والأرض بمصالحة الله مع البشريّة ، فما اعظم هذا الفرح الذي لا يستطيع العالم أن يوفره للبشرية الآ رئيس السلام يسوع المسيح الذي جاء ليعيد البهجة والفرح والرجاء في قلوب اليائسين وليمحي الخوف من الموت للذين يسلّمون حياتهم له ويعطي الرجاء لكل الحزانى والمساكين ويوهب الحياة لكل المائتين روحيّا ويخلصّ المنسحقين في الروح ويعزي المتروكين .
+ نصلي ونعمل من أجل السلام ...
أننا نصلي من أجل الذين يعانوا من فقد السلام ومن الحروب والأنقسام والذين يعانوا الحروب لبعدهم عن حضور المسيح في حياتهم وسلامه الذى يفوق العقول وينطبق عليهم قول الكتاب {تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً آبَاراً مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً} (ار 2 : 13). نصلي لكي يعلن الله للجميع ذاته كصانع للسلام وبذكرى ميلاده ينير عقولنا ويمنحنا السلام الحقيقى لنعيش السلام مع الله ومع من حولنا في المجتمع ونسعي الي صنع السلام { طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ} (مت 5 : 9). نصلي من أجل السلام الدائم والعادل والشامل في ربوع بلادنا ومنطقتنا ومن أجل أنتصار الحق والعدل وأنتصار صوت الحكمة والعقل وأحترام حقوق الإنسان ونطلب من ملك السلام الغالب لسلطان الشيطان وقوات الشر أن يقوي إيماننا ويهب حكمة وقوة للقادة والشعوب والمفكريين ورجال الدين والفكر والأعلام ليعملوا ويعلموا ويدعو الي السلام ويجدوا في أثره واله السلام يهدى أرجلنا الي طرق السلام، أمين.

ليست هناك تعليقات: