نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 19 فبراير 2016

تأملات فى آيات (6) - ثقتنا فى الله

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

ثقتنا في الله
(16)

{ لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي . إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصُكَ.}(اش 1:43-3)
+ الله يريد أن يدخل الطمانينة والسلام لقلوبنا وحياتنا. وفى كل يوم بل في كل وقت يقول لنا "ثقوا أنا هو لا تخافوا" هو الراعي الصالح الذى بذل ذاته عنا خلاصا. في سّر الفداء تكمن كل محبة الله الفائقة نحو كل واحد منا، يدعونا الله باسمائنا ويعرف ضعفاتنا ومخاوفنا وقوتنا وأذ نثق فيه ونقدم له ما لدينا من أمكانيات ضعيفة يباركها وينميها ويستخدمها لمجد أسمه القدوس.
+ كما قدم السيد المسيح ذاته فدائنا عنا وأطاع حتى الموت، موت الصليب فيجب أن نقدم ذواتنا من اجله. لقد دعانا خاصته وشعبا مقدسا له وأختارنا قبل تأسيس العالم لنكون قديسين، وخلقنا لأعمال صالحة سبق فاعدها لنسلك فيها، الله يريدنا له ونحن يجب أن لا نكون فيما لسواه.
+ الله مخلصنا هو سرّ نصرتنا، وهو سر تقديسنا ونجاتنا، ومادام الله معنا فلن تغمرنا مياه وبرودة هذا العالم كما عبر موسي والشعب البحر الأحمر يعبر بنا الله طوفان العالم الشرير، ومعه لن تحرقنا نيران الشهوات والتجارب بل ننتصر في المسيح المنتصر والذى غلب العالم والشيطان والخطية وهو قادر أن يغلب بنا وفينا. وكما نجنا الله الفتية قديما من آتون النار المتقدة هو قادر بروحه القدوس أن يهبنا القداسة والغلبة والحياة.
......

(17)
الفرح بالرب

{فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا} (اش 61 : 10)
+ الإنسان الروحي يفرح وتبتهج روحه الله مخلصه لان الله يخلصنا من خطايانا ويغفر أثامنا ويحرره من الضعف والخوف ويهزم أعدئه ويبدد مشورة المنافقين هو لنا رجاء وقوة وسور حماية ونجاة.
+ الهنا لا يكتفى ان بغفران الخطايا بل يمنح العطايا والتبرير ويسترنا بدمه ويلبسنا ثياب الخلاص والعرس السمائى ويجملنا بالفضائل ويكملنا فى المحبة ويقوي إيماننا ويرعانا بعين عنايته التي لا تغفل ويهبنا نعمة روحه القدوس لننمو فى الإيمان ومعرفته ونثمر ثمر البر ونؤهل لمملكة السماء.
+ أننا نصلي ليهب الله قلوبنا فرحاً ولساننا تهليلاً وتبتهج أرواحنا بخلاص الله وعمله معنا فى كل وقت ونسلم حياتنا له ولا نحمل الهموم من أجل ماضى عبر ولا حاضر يقودنا فيه ولا مستقبل مضمون فى يد الله بل نفرح فى كل يوم بخلاص الرب من جيل الي جيل، أمين.
.....

(18)
عمل الله الخلاصي
{وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ وَأَنَا أَرْفَعُ وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي.} (أش 4:46)
+ الرب الهنا هو الخالق وصانع الخيرات الذى جبلنا ويعتني بنا كل الأيام منذ أن صورنا في البطن والي الشيخوخة {قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ.} (ار 1 : 5). الراعي الصالح هو قادر أن يفعل معنا أكثر مما نطلب أو نفتكر، يدافع عنا ونحن صامتين ويقودنا فى موكب نصرته فهو الأمين. وبه نحن يجب أن نكون واثقين، نطمئن على حاضرنا في يديه ومستقبلنا معه فهو أمس اليوم والي الأبد.
+ ربنا يسوع المسيح هو حمل الله رافع خطية العالم الذى قال عنه القديس يوحنا المعمدان {وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ} (يو1:29). { هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ للَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ (عب 9 : 28). لقد أحنى السيد المسيح ظهره للصليب ليحمل خطايا العالم كله، إذ مات عن الجميع، هو يمخلص المؤمنين الذين قبلوا أن يرفع عنهم ثقل خطاياهم، فيُحملوا أبرارًا فيه ويدخل بهم إلى حضن أبيه. هو يرفع وينزع عنا خطايانا ويطهرنا من أثامنا ويردنا من سبي إبليس، يحمل أتعابنا ويريحنا من همومنا وأحزاننا {تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ }(مت 11 : 28). هو يحمل أتعابنا بنفسه.
+ هو ينجينا من فخاخ إبليس ومؤمرات الأشرار ويشفي أمراضنا ويقودنا في موكب نصرته كل الأيام. هذا هو عمل الله المخلص: يفعل، ويرفع، ويحمل، ويخلص. إنه يكشف خطايانا لندرك إننا مأسورون لا في سبي بابل وإنما تحت سبي إبليس وأعماله الشريرة فنطلب النجاة والتبرير، وهو يرفع إذ ينزع هذا العار عنا بتدبيره الإلهي لخلاصنا؛ وهو يحمل إذ رفع الدين بنفسه عنا ولم يأتمن ملاكًا أو رئيس ملائكة أو نبيًا على خلاصنا؛ وأخيرًا يخلص حيث يحملنا إلى سمواته ويهبنا شركة أمجاده الإلهية.

ليست هناك تعليقات: