أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية اليوم
{ يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي
هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُك }(لو 22 : 42)
قول
لقديس..
(عوض العصيان الذي مارسه آدم الأول ويعيشه البشر، جاء السيد المسيح، نائباً عنا ليصحح موقفنا بتسليم الإرادة للآب، مع أن إرادته واحدة مع أبيه. لكنه إذ صار إنسانًا حمل ما هو للإنسان. وها هو يسأل ارادة الآب مع أنه من جهة لاهوته إرادته واحدة مع الآب. بالتأكيد لم يطلب المخلص ما هو مستحيل ولا ما هو ليس بعملي، ولا ما هو مخالف لإرادة الآب) القديس ديونسيوس السكندري
(عوض العصيان الذي مارسه آدم الأول ويعيشه البشر، جاء السيد المسيح، نائباً عنا ليصحح موقفنا بتسليم الإرادة للآب، مع أن إرادته واحدة مع أبيه. لكنه إذ صار إنسانًا حمل ما هو للإنسان. وها هو يسأل ارادة الآب مع أنه من جهة لاهوته إرادته واحدة مع الآب. بالتأكيد لم يطلب المخلص ما هو مستحيل ولا ما هو ليس بعملي، ولا ما هو مخالف لإرادة الآب) القديس ديونسيوس السكندري
حكمة لليوم ..
+ لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد
اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة (رو 12 :
2)
Do not
conformed to this world but transformed by the renewing of your mind that you
may prove what that good and acceptable and perfect will of God. Rom12:2
صوت الحق..
كم هائل من
المشاكل وتطورها ياتى من النميمة وذوى اللسانين فبكذبهم ونفاقهم يقتلون ادبيا
وروحيا واحيانا جسديا اهل السلام والابرياء { النمام وذو اللسانين اهل للعنة
لاهلاكهما كثيرين من اهل المسالمة} (سي 28 : 15). وان كان هكذا حال ذوى اللسانين
فكم وكم يكون ذوى اللسان الثالث هؤلاء هم مثيرى الفتنة والقلق {اللسان الثالث اقلق
كثيرين وبددهم من امة الى امة} (سي 28 : 16). اننا بكلامنا نتبرر وبكلامنا ندان {الملتوي
القلب لا يجد خيرا والمتقلب اللسان يقع في السوء }(ام 17 : 20) وحقا قال الكتاب
الموت والحياة فى يد اللسان {الموت والحياة في يد اللسان واحباؤه ياكلون ثمره} (ام
18 : 21)
من صلوات الاباء..
"يا
مسيحنا القدوس البار، الذى جاء الى عالمنا محبا طائعا مختار، واذ صرت انسانا وانت كلمة
الاب كلى الحكمة ومعلن الاسرار، احتملت ظلم الاشرار وصليت بلجاجة فى جثيمانى وانت
ترى امامك استهزاء الرعاع وحمل الصليب وخطايانا العالم ، نشكرك يا من اجتزت معصرة
الآلم مجربا لكى تعين المجربين وترفع الساقطين وتغفر للتائبين وتكون لنا فى الضيق
العون والعزاء والمعين، فانظر يارب الى كل المتعبين واعنهم والى الساقطين واقمهم
والى البائسين وهبهم رجاء والى المظلوومين وانصفهم سريعا والى المسجونين وحررهم
والى الجرحى وضمد جراحهم والى المرضى والمتعبين وارحم ليتمجد اسمك القدةوس،
أمين"
من الشعر والادب
"وقت التجربة " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
وقت التجربة وفى عز الضيق،
لما الدنيا تصغر وتدور وتضيق،
وحتى جنبي ملقيش أعز صديق،
يسهر ياخد بيدى ويكون لى رفيق،
اركع لك تعدى التجربة لا بي تحيق.
الاقى النصرة من عندك انت وافيق.
وتنجينى وتعزينى بصوت رقيق:
انا جنبك يا ابنى متخافش وفى الشدة
تلاقينى بدافع عنك وانجي واقويك .
قراءة مختارة ليوم
الجمعة الموافق 12/14
لو 31:22- 46
وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا
الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلَكِنِّي
طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ
ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ». فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ
مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ!». فَقَالَ: «أَقُولُ لَكَ يَا
بُطْرُسُ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ
أَنَّكَ تَعْرِفُنِي». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ
وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ، هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ».
فَقَالَ لَهُمْ: «لَكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ
كَذَلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً. لأَنِّي
أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضاً هَذَا الْمَكْتُوبُ:
وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ».
فَقَالُوا: «يَا رَبُّ، هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ: «يَكْفِي!».
وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضاً
تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ
تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا
عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ
عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».
وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ
كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ
عَلَى الأَرْضِ. ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ،
فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً مِنَ الْحُزْنِ. فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا أَنْتُمْ
نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». والمجد لله
دائما
تأمل..
+ حروب
الشيطان ووجوب الصلاة واليقظة ... يحزرنا السيد
المسيح كما نبه بطرس الرسول والتلاميذ من غربلة الشيطان لهم ليدفعهم الى السقوط
ويدعونا الرب للصلاة والسهر وهو يسندنا فى الجهاد مع احترامه للحرية الانسانيه
وتقديسها وينادى الرب هنا سمعان باسمه القديم وليس بطرس الصخرة القوية، الاسم الذى
سماه به المسيح، لأن الشيطان انتهز فرصة دخول المسيح فى آلامه، ووجه سهامه نحو
التلاميذ ليظهر ضعفهم بل ويغربلهم كالحنطة وكان ذلك بسماح من الله حتى إذ يظهر
ضعفهم الشخصى ويتضعون فيسندهم بروحه القدوس، فيزداد إيمانهم وتمسكهم به. حتى لو
سقط المؤمن فى لحظات الضعف لكن عليه ان يقوم ويتوب ويرجع إلى الله بسرعة ودموع. ويتقدم
المسيح باتضاع ليصلى من أجلنا، مظهرا حبه وأبوته. ويتكلم هنا كإنسان مع أنه الله
القادر على كل شئ، ليعلمنا الاتضاع والحب والصلاة من أجل الآخرين. ثم يظهر معنى
روحى هام وهو أن التائب متى رجع عن خطاياه، ينبغى أن يعمل عملاً إيجابياً، فيدعو
النفوس للمسيح ويثبتهم فى الإيمان، كما طلب من بطرس عندما يتوب أن يثبت أخوته.
فالتائب يشعر بالخطاة الذين مثله فيحنوا عليهم ويشجعهم. هنا يظهر اندفاع سمعان
بطرس الناتج عن حب ولكن بعدم تعقل، فوعد ألا يترك المسيح حتى إلى السجن والموت،
متناسياً ضعفه وحاجته إلى مساندة الله. من أجل هذا وَّجه المسيح الحديث له قبل
باقى التلاميذ، ليعلمه ويعلمهم الاتضاع والتوبة والاستناد على معونة الله.
+
القوة الروحية فى حياة المؤمن... نبه السيد المسيح
تلاميذه إلى مبدأ عدم الإعتماد على الماديات عند الخروج للخدمة والذى طبقوه عند خدمتهم
فى اليهودية، أما الآن وهم يستعدون للكرازة فى العالم كله بالمسيح المصلوب القائم
من الأموات، فيلزمهم الجهاد الروحى بكل طاقاتهم التى أشار إليه بالكيس والمزود، أى
كل إمكانياتهم. وليس المقصود الإعتماد على المال والأطعمة المخزونة للخروج فى
الخدمة، ولكن الجهاد الروحى من صلوات وأصوام ومطانيات، والمثابرة فى تعاليم وإقناع
الآخرين وكل المواهب التى يهبها الله للخدام. فمن هو ضعيف القدرات والمواهب ويشعر
بضعف فليبع ثوبه، بمعنى أن يعيش فى تجرد ونسك حتى من الضروريات وفى صلوات وأصوام
ويترك راحة الجسد ويشترى سيف الروح أى التمسك بكلمة الله.
ولم يفهم التلاميذ القصد الروحى للمسيح وهو الجهاد بسيف
الروح، وظنوه يتكلم عن معركة مادية يجمعون فيها المال والسيوف للحرب كما يبدو من
المعنى الحرفى للكلام، فأجابوه أنه عندهم سيفان. وطبعاً هؤلاء مجموعة من الصيادين
لم يتدربوا على استخدام السيوف، ويقال أنهما لم يكونا سيفين بل سكينتين كبيرتين
استخدموهما فى أكل الفصح. ورد المسيح عليهم بأن هذا يكفى، أى يكفى الكلام فى هذا
الموضوع، لأنهم لم يفهموا قصده ولا يقصد أن سيفين كافيين للمعركة المادية بدليل
توبيخه لبطرس عندما حاول استخدام سيفه فى قطع أذن عبد رئيس الكهنة عند القبض على
المسيح. فإذا كنت محارباً بخطية متكررة أو متزايدة، فيلزمك أن تستخدم كل أسلحتك
الروحية، ومن أجل جهادك يتحنن عليك الله ويرفع عنك هذه الحروب.
+
الصلاة بلجاجة فى جثيمانى ... كان السيد المسيح
معتاداً أن يذهب إلى بستان فى جبل الزيتون مع تلاميذه، وعند وصولهم إلى البستان فى
الجبل، دعا تلاميذه للصلاة إذ هم مقبلون على أحداث صعبة، وهى رؤية معلمهم مقبوضاً
عليه ثم مصلوباً، وتعرضهم للخوف والتشكك وكل الحروب التى أعدها إبليس لهم، فالصلاة
تحميهم من السقوط فى التجربة والابتعاد عن الله. وترك المعلم ثمانية من تلاميذه فى مدخل البستان، وابتعد عنهم
مع الثلاثة الباقين ثم دخل إلى عمق البستان مسافة حوالى 20 متر، حتى يختلى وحده فى
الصلاة ركع المسيح كإنسان
معلناً ثقل الآلام المقبلة، ليست فقط الآلام الجسدية فى الصليب بل أيضاً النفسية،
بإنكار وابتعاد التلاميذ عنه ووقوف الجموع التى خدمها تطلب صلبه، وأيضاً الآلام
الروحية فى حمله كل خطايا البشر وهو البار. لذا طلب فى الصلاة كإنسان أن تعبر عنه
كأس الآلام لأنها ثقيلة جداً، ولكن فى نفس الوقت ينفذ أعلى تدريب فى المسيحية وهو
تسليم الإرادة لله، فيقول لتكن لا إرادتى بل إرادتك ايها الآب. ومع انه إله كامل
ويعلم أنه سيتمم حمل الصليب، أظهر أن له ناسوت كامل يتوجع من الألم. وقد صلى هذه
الصلاة ثلاث مرات، إذ كان يعود إلى تلاميذه الثلاثة فيجدهم نياماً ويوقظهم للصلاة فلنطلب
معونة الله ورفع الضيقة عنا، ولكن فى النهاية نقبل مشيئة الله، فهى لخيرنا حتى لو
كنا لا نرى ذلك فى الوقت الحاضر ولكن نؤمن بحسن تدبيره لامورنا. لقد
تجاوبت السماء مع المسيح المتألم لأجلنا، أما البشرية فكانت
تعد له الموت وحتى أقرب الناس إليه، وهم تلاميذه، لم يقفوا معه بل غلبهم النوم. وهنا
ظهرت معونة الملائكة، فقد أتت لتعين المسيح فى الآمه عنا. واستمر المسيح فى صلاة
حارة شاعراً بكل الآلام الآتية عليه، وكان عرقه يتصبب مثل قطرات دم أى يعتصر من
الحزن ثم عاد المسيح ينظر إلى تلاميذه بعد صلاته فوجدهم قد تثقلوا من النوم، إذ
كانوا حزانى لما سمعوه منه عن الآلام المقبلة عليه، فنبههم المسيح ليستيقظوا
ويواصلوا الصلاة حتى لا تغلبهم التجربة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق