آية اليوم
{ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ،
بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ}(مت 4:4)
قول لقديس..
(لا ينزع الله التجارب، بل يسمح لنا بها، لنصير أكثر قوّة. ولكي نستمر متواضعين، أو ننتفخ بعظمة مواهبنا.. بالتجارب تصير أكثر قوّة وصلابة من الصلب نفسه. وتحصل على دليل واضح للكنوز المعهود بها إليك. فإن الشيطان لا يريد محاربتك ما لم يراك في كرامة أعظم. على سبيل المثال في البداية هاجم آدم، لأنه رآه يتمتّع بكرامة عظيمة. ولهذا السبب أيضًا هيّأ الشيطان نفسه للمعركة ضدّ أيوب لأنه رآه مكلّلاً، يزكّيه الجميع) القديس يوحنا ذهبي الفم
(لا ينزع الله التجارب، بل يسمح لنا بها، لنصير أكثر قوّة. ولكي نستمر متواضعين، أو ننتفخ بعظمة مواهبنا.. بالتجارب تصير أكثر قوّة وصلابة من الصلب نفسه. وتحصل على دليل واضح للكنوز المعهود بها إليك. فإن الشيطان لا يريد محاربتك ما لم يراك في كرامة أعظم. على سبيل المثال في البداية هاجم آدم، لأنه رآه يتمتّع بكرامة عظيمة. ولهذا السبب أيضًا هيّأ الشيطان نفسه للمعركة ضدّ أيوب لأنه رآه مكلّلاً، يزكّيه الجميع) القديس يوحنا ذهبي الفم
حكمة لليوم ..
+ طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال
اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه (يع
1 : 12)
Blessed is the man who endures temptation;
for when he has been approved, he will receive the crown of life which the LORD
has promised to those who love Him. Jam 1:12
من صلوات الاباء..
"ياسوع
المسيح واهب النصرة ومعلم الفضيلة وقائد جهادنا الروحي ضد قوى الشر الروحية، يامن
صام مناجيا الآب فى وحدة كاملة لاربعين يوما واربعين ليلة بسر لا ينطق به، واذ
تقدم اليك المجرب لم يكن له سلطان عليك البتة، فعلمتنا كيف ننتصر بالصوم والصلاة
وبكلمة الله القادرة على دك حصون الشر، نطلب من صلاحك ان تهبنا اسلحة الحرب
الروحية لنكون مستعدين ونأخذ من روحك القدوس حكمة وقوة وسلاما وارشادا فى كل خطوات
حياتنا حتى نكلل مع الابرار والقديسين، أمين"
من الشعر والادب
"الانتصار فى التجارب " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
كتير بتجربنا الشياطين
ومرات احنا بنكون
لنفوسنا محاربين
وللشر طالبين
ونقول فين انت يا أمين؟
وعشان نحيا منتصرين
لازم نحيا بكلمة الله شبعانين
ونصوم ونصلى فى كل حين
ونطلب النجاة من الاعداء
من الروح القدس المعين
ونقدس حواسنا
وتكون لينا افكار القديسين
ونكون فى محبة ربنا ثابتين
عشان لما يهجمنا الشر
ميلقاش ليه فينا موضع
ويكون الله ملجانا الحصين.
قراءة مختارة ليوم
الاربعاء الموافق 22/26
مت 1:4- 11
ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى
الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ
أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيراً. فَتَقَدَّمَ
إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ
تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً». فَأَجَابَ وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ
بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ
فَمِ اللَّهِ». ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ،
وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ
اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي
مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ
بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ
الرَّبَّ إِلَهَكَ». ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً،
وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ
هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا
شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ
تَعْبُدُ». ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ،
وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. والمجد لله دائما
تأمل..
+ الصوم والخلوة على جبل التجربة ... بعد عماده فى
الأردن، ذهب السيد الرب الى جبل مقفر قرب
اريحا ليصوم اربعين يوما وليلة ويختلى مع الآب للاعداد للخدمة وتقدم ليقابل المجرب
وينتصر عليه، فيعطينا القدرة على النصرة. ولم يدخل بنفسه إلى التجربة، حتى يعلمنا
ألا نلقى بأنفسنا فيها كما فعل لوط بذهابه إلى سدوم بارادته دون ان يستشير الله.
ولكن إن سمح الله لنا بالتجارب فنجاهد بمعونته فننتصر عليها. الروح القدس
الساكن فى المسيح اقتاده إلى برية بجوار نهر الأردن، فقابل الشيطان، وقد ذهب
لينتصر عليه، ليعطينا قوة وثقة أن ننتصر على الشيطان إذا حاربنا. وقد يسمح السيد
المسيح لإبليس أن يجربه، ليشعرنا أنه قريب منا، يشعر بتجاربنا، كما يقول الكتاب
المقدس: "لأنه فى ما هو قد تألم مُجَرَّبًا يقدر أن يعين المُجَرَّبين"
(عب 2: 18)، ولكيما يؤكد ضرورة أن تأتى التجارب، فنثق أننا سننتصر عليها، بل وننال
بركات روحية منها. لكن لا نخاف فان الله لا يسمح للمجرب أن يجربنا إلا بالمقدار
الذى يفيدنا، ويعطينا المعونة الإلهية التى ننتصر بها. فى هدوء الخلوة، مكث المسيح
أربعين يوما فى صوم وصلوات، ليعلن أهمية الاختلاء بالله، حتى لو صاحب هذا الإحساس
بالجوع الجسدى، لأن الشبع بالله والتمتع به هو هدف حياتنا؛ وهذا يثير إبليس الذى
يسكن فى النفس البعيدة عن الله. ولكن، عندما تشبع النفس بالله، ويحاول محاربتها،
ينهزم. وقد صام المسيح أربعين يوما متواصلة دون أن يأكل مثل موسى وإيليا حتى لا يتجاوز حدود البشر، فيظن الناس أنه ليس
إنسان، وقد "جاع أخيرا" ليؤكد ناسوته. وعدد اربعين هو عشرة مضروبة فى اربعة،
وعدد عشرة يشير إلى الكمال مثل الوصايا العشرة، وعدد اربعة يشير إلى جهات العالم
الأربعة؛ فعدد اربعين إذن يمثل كمال الجهاد فى كل الاتجاهات. هذا أكمله المسيح
لأجلنا، رغم أنه غير محتاج للصوم، ولكن كمثال لنا، ليقدس أصوامنا.
+ تجربة الخبز والشبع المادي ... بعدما سمع
إبليس شهادة السماء عن المسيح، أنه ابن الله، عندما كان فى نهر الأردن، تعجب حينما
رآه جائعا، وتشكك فى بنوته لله، فتشجع ليجربه كإنسان، سائلا إياه أن يدلل على
بنوته لله، فيسد جوعه بتحويل الحجارة إلى خبز. ولم يقل مأكولات شهية، بل مجرد خبز،
محاولا الشيطان بذلك إقناعه بضرورة الأكل حتى لا يخور جسده. ويقصد بهذه التجربة أن
يسقطنا فى خطية عدم الاتكال على الله، بدلا من أن نثق فى عنايته، وأنه سيدبر لنا
الطعام الذى نحتاجه. ولم يستخدم المسيح لاهوته لراحة نفسه، فقد استخدمه فى إشباع
الجموع ليعلمنا أن نتعب من أجل راحة
الآخرين، ونتكل عليه بالنسبة لاحتياجاتنا، واثقين من رعايته، متممين واجباتنا
بأمانة. قال له مشككا فى بنوته لله كما يفعل معنا {إن كنت ابن الله} يقصد به تشكيك
الإنسان فى بنوته لله وتقدير الله له، وهذه هى عادة إبليس فى حربه معنا. وهو سؤال
استفزازى ليدفعنا لعمل ما يريده، فنسقط فى الخطية. لذا ينبغى عدم التسرع فى تنفيذ
ما يخطر على بالنا، فقد تكون أفكارا من إبليس، ونختبرها بالصلاة، خاصة ولو كانت فى
قرارات هامة، فنأخذ فترة كافية للصلاة، ويمكن أن نقرنها بالصوم، ليرشدنا الله
ويكشف حيل إبليس. وقد رد المسيح على إبليس بآية من الكتاب المقدس (تث 8: 3)، تعلن
أن الشبع الروحى من كلمة الله هو الأساس، وليس فقط الاهتمام بالشبع المادى. فلم
يُجب على سؤاله عن بنوته لله، وأعلن أن الإنسان الروحى ينشغل بكلمة الله فبل
انشغاله باحتياجاته المادية، معتمدا فى ذلك على إرشاد الكتاب المقدس، الذى يصد به
أفكار إبليس.
+ تجربة المجد الباطل ... لقد رضى السيد المسيح أن يُجَرَّب بإرادته،
ليعلمنا كيف ننتصر على إبليس. فقال له ابليس ان يطرح نفسه من على جناح الهيكل فى
القدس ليعلمنا الرب ان إبليس يحارب فى كل مكان، حتى فى الأماكن المقدسة. طلب منه
ان يلقى بنفسه من فوق، فتأتى الملائكة وتحمله، وينزل فى الساحة الكبيرة محمولا على
أيديهم، فيبهر الجموع المحتشدة، ويعرف الكل أنه ابن الله، ويبدأ بهذا خدمته. وقد
استند إبليس على آية، ليخدع يسوع أنه بهذا يتمم كلام الله، فالوعد الإلهى أن يحفظ
أولاده بملائكته (مز 91: 11-12). وواضح أن إبليس ما زال محتارا؛ هل المسيح هو ابن
الله، أم إنسان عادى؟! لقد لجأ إبليس إلى استخدام كلام الله فى حربه، ليقنع المسيح
ويسقطه فى التجربة، كما يفعل معنا، فيستخدم آيات الكتاب المقدس ويفسرها بحسب شرّه.
والخطأ هنا هو إلقاء الإنسان نفسه فى التجربة، لأن الله يعتنى بنا وينقذنا من
التجربة إن أتت علينا، ولكن لا يصح أن نلقى بأنفسنا فيها، ثم نطلب من الله أن
ينجّينا. فرد عليه المسيح بأن الله يعتنى بأولاده، ولكن لا يصح أن يتشكك الإنسان
فى هذه العناية، ويحاول أن يجربها ليتأكد منها، ولا يلقى بنفسه فى تجربة. ولكن، إن
وقع فى تجربة، فالله يحميه (تث 6: 16).وبهذا، هرب المسيح من المجد الباطل،
ليعلّمنا العمل والخدمة فى اتضاع، بل فى الخفاء قدر ما نستطيع.
+ التجربة بمحبة التملك والرئاسة ... الطريق السهل للوصول إلى الاحتياجات، بدل
المعاناة وحمل الصليب. فأصعده إلى جبلٍ عالٍ، وهو يشير إلى الكبرياء، وهناك قدّم
له حب التملّكٍ والتسلط على ممالك العالم، بكل ما يحمله من شهوات وملذات. وقد يقصد
بممالك العالم هنا مدن وقرى اليهودية، والتى هى عيّنة من مدن العالم بكل ما تحمله
من أمجاد. لقد ادعى إبليس الكذاب ملكيته لكل ممالك العالم، أو لعله يقصد سلطانه
على الشهوات الشريرة التى يغرى بها يسوع، والشرط للحصول عليها هو الخضوع له،
ودليلها السجود له.
والتجربة هنا هى محبة التملك والرئاسة، وهو يقدم للمسيح
حلا بدلا من تعبه وآلامه المقبلة، فيصير ملكا على العالم كله، وبهذا يحرر الشعب من
الاحتلال الرومانى، ولكن الشرط هو الخضوع لإبليس والتعبّد له. فقال له المخلص {اذْهَبْ
يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ
وَحْدَهُ تَعْبُدُ} رافضا لكلام إبليس وأفكاره. فالعبادة لله فقط، وبالتالى يمنع تقديم
العبادة، ليس فقط للأصنام، بل كل تعلق وانشغال بشهوات العالم. وإذ انتصر الرب على إبليس
فارقه ليعود ويحاربه ثانية، كما سيحدث فى محاولة الفرّيسيّبن والصّدّوقيّبن أن
يسقطوه فى خطأ. وحينئذ تقدمت إليه الملائكة لترفع أكاليل انتصاره إلى السماء،
فالملائكة تقوينا وترشدنا وترفع صلواتنا وانتصاراتنا إلى السماء، لنكلَّل عليها فى
الأبدية. فلكل تجربة نهاية، حتى يعطينا الله فرصة للهدوء والنمو فى محبته قبل أن
تأتى تجربة ثانية، وبهذا نكون أقوياء أمام التجارب وننتصر ونكلل فى الابدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق