آية اليوم
{ هَذَا هُوَ
ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ }(مت 3 : 17)
قول لقديس..
( بجوار نهر الأردن ننظر ونتأمّل كما في منظر إلهي موضوع أمامنا. لقد أعلن لنا إلهنا نفسه بكونه الثالوث. جاء يسوع اعتمد بواسطة يوحنا، الرب بواسطة العبد، مثالاً للتواضع. أظهر لنا في تواضع أن المحبّة قد كملت. عندما انفتحت السماوات ونزل الروح القدس في شكل حمامة، تبعه صوت من السماء، قائلاً: {هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} إذن هنا أمامنا الثالوث متمايزًا، الواحد عن الآخر: الآب في الصوت، الابن في الإنسان، والروح القدس في شكل حمامة. إنهم الله الواحد. أن هذا الثالوث الذي لا يُنطق به، يجدّد الكل، يخلق، يدعو، يدين ويخلّص، هذا الثالوث هو كما نعلم لا يُنطق به وغير منفصل) القديس اغسطينوس
( بجوار نهر الأردن ننظر ونتأمّل كما في منظر إلهي موضوع أمامنا. لقد أعلن لنا إلهنا نفسه بكونه الثالوث. جاء يسوع اعتمد بواسطة يوحنا، الرب بواسطة العبد، مثالاً للتواضع. أظهر لنا في تواضع أن المحبّة قد كملت. عندما انفتحت السماوات ونزل الروح القدس في شكل حمامة، تبعه صوت من السماء، قائلاً: {هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت} إذن هنا أمامنا الثالوث متمايزًا، الواحد عن الآخر: الآب في الصوت، الابن في الإنسان، والروح القدس في شكل حمامة. إنهم الله الواحد. أن هذا الثالوث الذي لا يُنطق به، يجدّد الكل، يخلق، يدعو، يدين ويخلّص، هذا الثالوث هو كما نعلم لا يُنطق به وغير منفصل) القديس اغسطينوس
حكمة لليوم ..
+ اني اخبر من جهة قضاء الرب قال لي انت ابني انا اليوم
ولدتك (مز 2 : 7)
I will
declare the decree, The LORD has said to Me ‘You are My son, Today I have begotten
You’. Psa 2:7
من صلوات الاباء..
"اليك
يا ابانا القدوس نرفع الصلاة والدعاء، شاكرين كل حين محبتك ورعايتك وحنانك ورحمتك،
فانت هو الله الرحوم الذى يبحث عن الضال ليرده، والداعى الكل الى التوبة بالخيرات
المنتظرة. واذ انت الرحوم ارسلت لنا الانبياء عونا ثم جئت الينا متجسدا واكملت
التدبير بالجسد راسما لنا طريق الخلاص بالتوبة والايمان . فنصلى اليك لتهبنا قلوبا
خاشعة وحياة مقدسة ترضيك وايماناً وطيداً فى ابوتك ورحمتك وغفرانك لكى ما نرسل
اليك كل حين المجد والاكرام والسجود ايها الاب والابن والروح القدس الاله الواحد
الى الابد، أمين"
من الشعر والادب
"شهيد الحق " للأب أفرايم الأنبا بيشوى
طوباك يا يوحنا المعمدان
ياللى عشت قوة الايمان
وفى البرية كافضل الرهبان
معلنا الحق لكل انسان
وداعى للتوبة والغفران
ولا همك جنود ولا سلطان
وفى تواضعك رفعك الديان
واتعمد منك الرحمان
فى تواضع الرب الحق
اللى صار ابن الانسان
يا شهيد الحق انت بحق
للان حي وبتوبخ
ما فينا من تقصير
او خطاه عايشين
حياة التراخى
أوعدم الإيمان
إنجيل اليوم
الثلاثاء الموافق 12/25
مت 1:3- 17
وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ
يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ قَائِلاً: «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ
اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ
بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ القَائِل: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا
طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». وَيُوحَنَّا هَذَا كَانَ
لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِبِلِ، وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ.
وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً. حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ
أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ
بِالأُرْدُنِّ، وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ
بِخَطَايَاهُمْ. فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ
وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ، قَالَ لَهُمْ: «يَا
أَوْلاَدَ الأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ فَاصْنَعُوا
أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي
أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ
قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لِإِبْراهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ
الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي
النَّارِ. أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ
لِلتَّوْبَةِ، وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي
لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ
الْقُدُسِ وَنَارٍ. الَّذِي رَفْشُهُ فِي
يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ،
وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ». حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى
الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا
مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ،
لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ
لَهُ. فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ
لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ،وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى
رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ
السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ». والمجد لله دائما
تأمل..
+ أعداد
الطريق امام الرب.. عاش القديس يوحنا المعمدان حوالى ثلاثين عاما فى البرية
فى حياة النسك، كمثال للرهبنة مابين العهد القديم والجديد فى محبة للصلاة والوحدة.
وكانت هذه فترة روحية يعده الله بها لأعظم
خدمة، وهى تهيئة الطريق لبشارة المسيح وفدائه. وظهر يوحنا المعمدان قبل السيد المسيح بحوالى سته شهور وبدأ تبشيره مناديا
الشعب بالتوبة والرجوع لله فى برية اليهودية قرب البحر الميت وكانت كرازته
بالتوبة، أى تنقية القلب من الخطية، وتغيير الاتجاه من الشر إلى الحياة مع الله. معلنا
اقتراب بملكوت الله بظهور السيد المسيح وخدمته وملكه على القلوب. وكان تحذيره
واضحا وهو اقتراب ملكوت السماوات، أى مُلك المسيح على القلوب، وهو مُلك سماوى
روحى، وليس أرضيا كما يتوهم اليهود، لينقذهم من قسوة الرومان. كان يكرز بملكوت
الله على القلب، حتى يتأهل الإنسان لسكنى السماء، ويملك مع الله إلى الأبد، ولا
يمكن أن يملك الله على القلب المتمسك بالخطية، الرافض التوبة. وقد ذكر عن يوحنا
أنه "صوت" تمييزا له عن المسيح الذى هو الكلمة نفسها. وكان فى تبشيره
قويا كمن يصرخ وينادى يإعداد طريق الله فى القلب، أى بالتوبة، وما ينتج عنها من
سلوك حسن. مناديا {أعدوا طريق الرب} لإزالة الحواجز، كما كان ينادى المنادى تهيئةً
لمرور ملك أو عظيم، ويقصد هنا إزالة الخطايا والكبرياء من القلب. {اصنعوا سبله
مستقيمة} بالبعد عن الرياء والشر، أى إصلاح المعوجات، فيكون القلب مستقيما ليمر
الله فيه ويملأه بسهولة.
+ حياة يوحنا
ومعموديته ... عاش يوحنا زاهدا ناسكا، فكان لباسه من وبر الابل الخشن،
وليس الثياب الناعمة. أما المِنْطَقَةُ التى كان يلبسها على حَقْوَيْهِ، أى وسطه
وبطنه، فكانت من الجلد، وطعامه، فكان من الجراد، بالإضافة إلى العسل الذى يصنعه
النحل فى شقوق الصخور. ومعنى هذا أنه كان يكتفى باللباس والقوت الضرورى، لأن
انشغال قلبه كان بالسمائيات وخدمة الله. وهو صورة للحياة الرهبانية فى العهد
القديم، مثل إيليا النبى. ونظرا لعمق وروحانية كرازة يوحنا، وتأثيرها الشديد على
القلوب، خرج إليه معظم سكان أورشليم، بل وكل منطقة اليهودية وكل البلاد المحيطة
بنهر الأردن وتأثروا بعظاته، وتقدموا ليعتمدوا، كل واحد منهم، فى نهر الأردن،
معترفين بخطاياهم. فكانت هذه معمودية توبة، وإشارة واضحة لسر الاعتراف على يد
الكاهن فى العهد الجديد.وكانت المعمودية معروفة عند اليهود، إذ كانوا يعمدون
اليهود الدخلاء عندما ينضمون إليهم. لذا كان العماد مألوفا لديهم، ولكن الجديد هنا
هو التوبة والاعتراف. أما معمودية العهد الجديد، فتختلف عن معمودية يوحنا، أنها
بالروح القدس، لتغيير الطبيعة البشرية، فتصير نقية من كل خطية. فمعودية يوحنا كانت
تمهيد لمعمودية العهد الجديد. وهذا ما يتم الآن، حينما يعترف الإنسان بخطاياه، إذا
كان كبير السن، قبل أن ينال سر المعمودية. إن التوبة هى طريقنا لإعداد قلوبنا حتى
يسكن فيه الرب. فلا نهمل أصوات الله المنادية لنا بالتوبة من خلال الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة،
بل أيضا حتى من المحيطين بك وعتابهم فنسرع للتوبة والاعتراف.
+ كان يوحنا المعمدان قويا، وواجه الفريسيين والصدوقيين
والخطاة وحتى هيرودس الملك بالتواء قلوبهم، مطالبا اياهم بالتوبة، فوبّخهم مطالبا
اياهم ان يعملوا أعمال التوبة، أى ترك الخطية وعمل الصلاح، فبدون الثمر مهما
تكلموا عن التوبة لا تفيدهم شئ، وكذلك معموديتهم تكون بلا نفع لهم. ووبخهم على
كبريائهم، إذ ظنوا أنهم بانتسابهم إلى
إبراهيم صاحب الوعود سينالون المواعيد. ولكن الله يطلب من يسلك فى بر إبراهيم،
ليكون ابنا حقيقيا له. والا فان الله قادر ان يقيم من الحجارة ابناء لابراهيم ويقصد أيضا أن الله قادر أن يقيم أبناء
لإبراهيم من الحجارة، أى قلوب الأمم الحجرية القاسية، التى تعبد الأصنام الحجرية
الذين إذا آمنوا وسلكوا فى البر، يصيرون أبناء حقيقيين لإبراهيم. ووضع الفأس على
اصل الشجرة معناه قرب الدينونة، فلابد من التوبة وتقديم دليلها، وهو ثمار البر،
وإن لم يقدم الإنسان الثمر، فلا ينتظر إلا النار الأبدية. ويفرق يوحنا بين المعمودية
التى للتوبة ومعمودية المسيح الله الكلمة، التى بالروح القدس لتجديد الطبيعة
الإنسانية، وإن كان هو قائد معمودية التوبة، لكنه، بالنسبة للمسيح، لا يستحق أن
يكون أصغر عبد عنده، الذى يوكل إليه حمل الحذاء. ويظهر من هذا اتضاع المعمدان،
فرغم أنه كان أقوى الأنبياء، لكنه أنكر نفسه معطيا المجد للمسيح. فالمسيح هو الديّان،
ويشبّهه بالفلاح الذى يفصل الحبوب عن القش بعد عملية الدراس، مستخدما فى ذلك
الرفش، أى المذراة وهى ساق لها أصابع خشبية تُرفع بها الحبوب المختلطة بالتبن،
فتسقط الحبوب سريعا، أما القش أو التبن، فيطير ويسقط بعيدا. وبهذا تُجمع الحبوب
وحدها، والتبن وحده، ويتم ذلك فى مكان متسع بجوار الحقل يسمى البيدر أو الجرن. ثم
تُجمع الحبوب وتوضع فى المخزن، أما التبن فيُحرق بالنار لعدم الحاجة إليه.
+ عماد السيد المسيح ... عاش السيد المسيح طفولته وشبابه حتى سن الثلاثين
فى الناصرة ومنطقة الجليل، ثم اتجه جنوبا إلى اليهودية عند نهر الأردن، حيث اجتمعت
الجموع حول يوحنا المعمدان. وتقدّم نائبا عن البشرية ليعتمد معمودية التوبة، رغم
أنه بلا خطية، ولكنه حاملا لخطايانا في جسده، وعرف يوحنا بالروح أن هذا هو المسيا
المنتظر، وتعجب لاتضاع المسيح، فقال له باتضاع أنه هو المحتاج للعماد منه، فكيف
يعمده؟ ويرد المسيح بلطف واتضاع أكبر، طالبا من يوحنا أن يسمح ويعمده، ليتمم كل بر
عن البشر الخطاة، الذين عجزوا عن أن يتمموه بابتعادهم عن التوبة والحياة الصالحة. نزل
يسوع إلى نهر الأردن وغطس فى الماء، ثم صعد وخرج من الماء. ولذلك تتمسك الكنيسة
بطقس التغطيس فى ماء المعمودية، لأنها تعنى دفن مع المسيح، ثم قيامة أيضا معه، كما
يقول الكتاب: {مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضا معه} (كو 2: 12). ولأول
مرة يُظهر الله أقانيمه الثلاثة بوضوح كامل: فالمسيح الابن فى الماء، والروح القدس
ظهر بشكل حمامة على رأسه، والآب سمعوا صوته من السماء. ولهذا تعيّد الكنيسة بعماد
المسيح، وتسميه "عيد الغطاس"، لأنه الرب يسوع المسيح غطس فى مياه
الأردن. وتسميه أيضا "عيد الظهور الإلهى"، لأنه أظهر أقانيمه الثلاثة فى
ذلك اليوم، أى صفاته الشخصية الأساسية التى تقوم بها الذات الإلهية، وهذه الأقانيم
هى إله واحد. وجاء صوت الآب من السماء { هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت} هو ابن
الله فى الجوهر والطبع منذ الأزل، وبنوته للآب غير بنوتنا لله بالتبنى. و به سرر
الآب لأنه يتمم مشيئة الله فى التجسد، والفداء لخلاص البشرية. فالسيد المسيح يتمم
عنا كل بر حتى يعلمنا الحب بعضنا لبعض، لنكمل نقائص بعضنا ونستر على الخطايا،
فنتعلم منه المحبة والاتضاع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق