أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ} (يع 13:2)
قول لقديس..
(يقول الرسول: المحبة هي تكميل الناموس. فإذا وجدنا المحبة ماذا نحتاج بعد! وإذا خسرنا المحبة أي ربح يمكننا أن نجنيه؟ لنتمسك بوصية الرب (يو ١٥: ١٢) بأن نحب بعضنا بعضًا وبهذا نُنَفِّذْ كل الوصايا) القديس أغسطينوس
حكمة للحياة ..
+ بالرحمة والحق يستر الاثم وفي مخافة الرب الحيدان عن الشر (ام 16 : 6)
In mercy and truth Atonement is provided for iniquity; And by the fear of the LORD one departs from evil. Pro 16:6
صلاة..
" يا اله المحبة ورب الرحمة، الاله الذى يشرق شمسه على الابرار والاشرار ويمطر على الصالحين والطالحين، يا معين لمن ليس له معين، عزاء صغيرى القلوب وميناء الذين فى العاصفة، ايها الاله الرحيم العادل الذى يعطى كل واحد كنحو أعماله، علمنا ان نكون رحماء نحو الخليقة كلها لاسيما نحو أخوتنا الضعفاء والمحتاجين والساقطين، أفتح عيون قلوبنا بالمحبة نحو الكل لاسيما هؤلاء الذين أعمت القسوة عقولهم وسدوا أذانهم عن سماع صوتك الرحيم، ربى أرحمنا وأترك خطايانا فنحن كثيرا ما نفشل فى أختبار المحبة الكاملة والرحمة العاملة، فأعطنا الفرصة لنعدل من سلوكنا ونتوب عن خطايانا ونصنع رحمة مع الجميع،أمين"
من الشعر والادب
"طوبى للرحماء "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
طوبى للرحماء،
فانهم يرحمون.
ومن الله والناس،
يكونوا محبوبين.
أما عديموا الرحمة،
فهم عن الله متغربين،
وعن فعل الخير بعيدين،
فارحموا المحتاجين
يغدق رحمته عليكم
الله الذى لا يبات مديون
قراءة مختارة ليوم
الأحد الموافق 10/27
الإصحَاحُ الثَّانِي
يع 1:2- 13
يَا إِخْوَتِي، لاَ يَكُنْ لَكُمْ إِيمَانُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، رَبِّ الْمَجْدِ، فِي الْمُحَابَاةِ. فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضاً فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ،فَنَظَرْتُمْ إِلَى اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ الْبَهِيَّ وَقُلْتُمْ لَهُ: «اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَناً». وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: «قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ» أَوِ: «اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ»فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟اسْمَعُوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، أَمَا اخْتَارَ اللَّهُ فُقَرَاءَ هَذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إِلَى الْمَحَاكِمِ؟أَمَا هُمْ يُجَدِّفُونَ عَلَى الاِسْمِ الْحَسَنِ الَّذِي دُعِيَ بِهِ عَلَيْكُمْ؟فَإِنْ كُنْتُمْ تُكَمِّلُونَ النَّامُوسَ الْمُلُوكِيَّ حَسَبَ الْكِتَابِ «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». فَحَسَناً تَفْعَلُونَ. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ تَفْعَلُونَ خَطِيَّةً، مُوَبَّخِينَ مِنَ النَّامُوسِ كَمُتَعَدِّينَ. لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ. هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ. لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ.
تأمل..
+ الإيمان بدون محاباة .. المؤمنين يجب ان يكونوا أخوة بلا تمييز أو تحيز أو تفضيل لمؤمن على آخر، فالجميع أعضاء فى جسد المسيح الواحد. والإيمان الحقيقى مرتبط بالمحبة للكل دون تمييز وكل واحد يحاسب بحسب أعماله دون النظر إلى مركزه أو غناه فلا يليق بالأكثر داخل الكنيسة محاباة الأغنياء، ذوى الملابس البهية والخواتم الذهبية بتقديم المكان أو المعاملة الأفضل لهم دون الفقير ذو الملابس البسيطة فالمحاباة خطية بعيدة عن الإيمان إذ تنسى الله وتعتبر الأغنياء هم عماد الكنيسة وفيها إهانة للفقير المخلوق على صورة الله، وهى إهانة للمسيح نفسه الذى افتقر ليغنينا والمحاباة بعيدة عن مخافة الله وتنبع عن أفكار شريرة، فيجب ان نحاسب أنفسنا ونجعل ضمائرنا قاضى عادل لأفكارنا ونتوب عن خطايانا.
الله لا يهمه الغنى المادى بل أن كثير من القديسين كانوا فقراء مثل موسى راعى الغنم الذى دعاه الله من العليقة، وداود راعى الغنم الذى مسحه الله ملكًا، وكذلك تلاميذ المسيح كان معظمهم من الصيادين والفقراء. هؤلاء صاروا ورثة للملكوت السماوى الذى أعدَّه لهم. ويظهر أهمية الغنى الروحى بالإيمان على الأرض وميراث الملكوت، وهذا أفضل من كل الغنى المادى. وليس معنى هذا أن الغنى شر، ولكن الشر هو أن ينسى الإنسان الله بسبب انشغاله بالغنى ويسقط فى الكبرياء. كما ان البعض بسبب غناهم فى شرهم يهينوا اسم المسيح الذى دُعِىَ على جميع المؤمنون.
+ المحبة والرحمة.. المحبة هى شريعة السيد المسيح الذى يدفعنا إلى محبة كل من حولنا تطبيقًا للوصية "تحب قريبك كنفسك" (لا 19: 18)، ويطوِّب الرسول سلوك المحبة نحو الجميع. المحاباة شئ ضد المحبة، وتعدى على قانون المسيحية فى اصرار على الخطية مما يستوجب الموت. فلا يصح الإصرار على فعل خطية ما مع الحرص فى أخرى، فناموس موسى يقضى على القاتل بالموت لأنه كسر هذه الوصية رغم حرصه على باقى الشريعة كذلك فى العهد الجديد يلزم أن نتمسك بكل وصايا الله ولا نصرّ على إهمال أحدها بالإصرار على المحاباة، فهذا يستوجب الهلاك. وان كان العدل يقتضى أن تعطى كل ذى حق حقه، فان الرحمة فى المسيحية هى أن تعطى أكثر من الحق الذى يستحقه الناس ماداموا محتاجين ومن لا يرحم غيره ويحابى الأغنياء ويحتقر الفقراء لا يرحمه الله ويحكم عليه بالهلاك الأبدى. أن قانون المسيحية هو الرحمة خاصة وأن الله يظهر لنا رحمته فى الفداء والغفران لخطايانا كل يوم، مما يدفعنا إلى الإشفاق على الكل ورحمتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق