أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ، فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ.} (عب7:3-8)
قول لقديس..
( الهدف النهائي الموضوع أمامنا هو "الحياة الأبدية"، إذ يقول الرسول: "فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبديَّة" رو22: 6. وأما الهدف الحالي فهو "نقاوة القلب" التي يعبر عنها الرسول بقوله: "ثمركم للقداسة" والتي بدونها لن يعاين احد الرب.. إذن فلنهتم بالكشف عن هذه الفضيلة أي "نقاوة القلب" متجنبين كل معوقاتها، لأنها خطيرة وضارة. فمن أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء) من مناظرات القديس يوحنا كاسيان
حكمة للحياة ..
+ القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في اعمال البر (سي 3 : 32)
صلاة..
" وسط الظلمة المحيطة بنا، كن لنا يارب نور فى القلوب والعقول والطريق، وسط اليأس كن لنا نبع متدفق من الرجاء، فى الحزن كن أنت يارب فرحنا، وعندما يبرد القلب كن له نيران المحبة المتدفقة، وعندما تتقسى المشاعر، انك كأب حنون بظروفنا تشعر وتحس وقادر ان تجعلنا نستجيب لعمل نعمة روحك القدوس، فنحيا التوبة العاملة والشاملة والمستمرة، اعطنا يارب نقاوة القلب وعفة الحواس، وطهارة الفكر،وسلوك مقدس يليق بابناء الله، لكي نشكرك على نعمتك الغزيرة وسترك الدائم ورعايتك الأمينة فى كل حين وعلى كل شئ ليتمجد ويتبارك اسمك العظيم القدوس، الأن وكل أوان والى دهر الدهور كلها،أمين"
من الشعر والادب
" نمو الرجاء"
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
بأصلى ربنا يفرحكوا بجد
وجبال الهموم عنكم تنهد
والشر يبعد عنا وراء سد
والقلب يلين والقسوة تبعد
إيماننا يقوى والأمل يشتد
الرجاء ينمو من اليوم للغد
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 10/8
الإصحَاحُ الثَّالِثُ
عب 1:3- 19
مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ،حَالَ كَوْنِهِ أَمِيناً لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضاً فِي كُلِّ بَيْتِهِ. فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ. لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلَكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ. وَمُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ. لِذَلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِحَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. لِذَلِكَ مَقَتُّ ذَلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ إِنَّهُمْ دَائِماً يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ، بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ وَلِمَنْ أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.
تأمل..
+ مابين السيد المسيح وموسي النبى.. لقد دعانا الله للتمتع بالفرح السماوى وشركة ميراث القديسين فى النور، وعلينا ان نتأمل فى محبة ربنا يسوع المسيح الذى جاء لنا خلاصا من الشيطان والشر والموت ولكي يدخل بنا إلى قدس أقداس السماء عينها وقد كان الرب يسوع أمينًا لله فى المهمة التى جاء من أجلها، مثلما كان موسى أمينًا لدى شعب الله قديما. ويلاحظ أن بولس الرسول بدأ بالتحدث عن تشابه المسيح فى الأمانة مثل موسى، فالمسيح أتمَّ الفداء على الصليب مثلما أتمَّ موسى رعاية شعبه. لكن ربنا يسوع المسيح مستحق لمجد أكثر جدًا من موسى. إن عظمة موسى تأتى من بنائه لخيمة الإجتماع، ولكن المسيح هو خالق كل البشر ومنهم موسى، وهو المسئول عن فداء البشرية كلها وليس شعب إسرائيل فقط. فموسى خادم أمين لله أما المسيح فهو الله الظاهر فى الجسد، خالق ومخلص الجميع وكابن على بيته صاحب ومالك كل شئ وهو رأس الكنيسة ومخلصها. أمانة موسى كانت أمانة موكلة إليه كخادم فى خيمة الإجتماع ولرعاية بنى إسرائيل، لكن أمانة السيد المسيح على نفوس البشر، هى أمانة المالك لكل شئ لأنه هو الله الخالق والفادى. والمؤمنين ينالوا ببركات أمانته وعمله الفدائى العظيم من أجلنا إن ثبتنا فى الثقة والرجاء فيه.
+ الاستجابة للدعوة الإلهية.. يدعونا القديس بولس إلى الإيمان والطاعة وعدم قسوة القلب أو التشكك والتذمر فلا نتشبه بمن تذمروا على الله أثناء تجوالهم فى برية سيناء عندما تذمّروا على الله وعلى موسى حتى بعد ان رأوا رعاية الله واهتمامه بهم وقدرته على عمل المعجزات لهم لمدة طويلة، لذلك غضب الله عليهم لأجل تذمرهم وانشغالهم عنه بالماديات فلم يحيوا معه، مع أن غرض تخصيصهم له كشعب مقدس وإخراجهم من مصر هو التفرغ لعبادة الله والتمتع بعشرته لذلك قرَّر الله حرمانهم من دخول أرض الميعاد، فأتاههم فى برية سيناء أربعين سنة حتى مات كل الذين تعلقوا بأرض مصر وبقى الأطفال الذين ترَّبوا فى البرية وتعلَّموا عبادة الله واحتملوا آلام البرية وعاينوا رعاية الله وآمنوا به، فاستحقوا التمتع بخيراته فى أرض الميعاد. ولم يدخل معهم إلا إثنان من الكبار اللذان تميزا بالإيمان وهما يشوع وكالب. فلا نهمل صوت الله بل ليكن لنا اليوم فرصة للتوبة التى في جوهرها التجاء القلب إلى الله نفسه كسرّ حياتنا وخلاصنا وتقديسنا. لذا يقول الرسول: "اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم". أما تأكيد الرسول لكلمة "اليوم"، ذلك لأن حياتنا بالأمس لا تشفع فينا إن كنا نعيش اليوم في قسوة القلب، والمستقبل ليس في أيدينا مادمنا لا نسمع صوت الله اليوم. أما إن عشنا اليوم في التوبة مصغين لصوت الله، فإننا ننتفع بالماضي وينفتح قلبنا بالرجاء من جهة المستقبل وتصير حياتنا خاضعة للرب.
+ حياة الإيمان.. علينا ان نحيا بالايمان ونثبت فى المسيح ما دامت هناك فرصة للتوبة والحياة مع الله. منتهزين كل فرصة للتعليم والوعظ حتى تنمو محبتنا لله ومشاعرنا الروحية ولا نسقط فى الشهوات الشريرة أو الكبرياء الذى وقع فيه اليهود بسبب إعتزازهم بأنهم الشعب المختار بل نحيا حياة التواضع والوداعة ونثبت حتى المنتهى فى الإيمان المستقيم فان كان عدم الإيمان هو سبب حرمان بنى إسرائيل من التمتع بمواعيد الله فى دخول أرض الميعاد أو التمتع بعشرة الله، فلنحرص ان يكون لنا الإيمان القوى العامل بالمحبة ونصبر الى المنتهى فى شكر لله لنصل الى السماء ونكون مع الله كل حين، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق