أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.} (عب 18:2)
قول لقديس..
( إنه لا يجهل آلامنا، بل يعرفها ليس فقط بكونه الله، وإنما بكونه إنسانًا قد جُرب. تألم كثيرًا، لذا يعرف كيف يحنو... يعرف ما هي الآلام، وما هي التجربة، ليس بأقل منا نحن المتألمين، إذ تألم هو أيضًا.. لهذا يبسط يده بغيرة عظيمة ويحنو) القديس يوحنا ذهبى الفم
حكمة للحياة ..
+ تروا في اوامر الرب وفي وصاياه تامل كل حين فهو يثبت قلبك وينيلك ما تتمناه من الحكمة. سير 37:6
Reflect on the statutes of the LORD, And meditate at all times on his commandments, It is He Who will give insight to your mind, and your desire for wisdom will be granted. Sir 6:37
صلاة..
" أيها المسيح الهنا رئيس الكهنة الأعظم، القدوس والمتجسد من أجل خلاصنا، القادر على كل شى، الذى بارادته تواضع وأخلى ذاته لينصرنا على كبرياء الذات ويعلمنا كيف ننتصر على الشهوات، ويخبرنا بالمستقبل الاتى والمجد العتيد ان يستعلن فينا، بمحبتك علمنا كيف نحيا المحبة الروحية الحقيقية والباذلة ونحمل الصليب ونمضى فرحين، واذ تألمت مجرباً فانت قادر ان تعين المجربين بالمرض والحاجة والاحزان والظلم. معك وبك نرفع الصلاة الى الأب القدوس من أجل كل النفوس المتألمة لتعطيها قوة وحكمة وعزاء وصبر وفرح ليتمجد اسمك القدوس الان وكل أوان والى دهر الدهور كلها،أمين"
من الشعر والادب
"محبة عجيبة "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
انت يا ربى بتغفر وانا بتقسى،
وعلى رحمتك بصبح وأتمسى،
تسامح التايب وكمان تنسى،
والمتالم بتعزيتك أحزانه ينسى.
بالآمنا حاسس وانت مجرب،
قاست وعانيت وبقيت متغرب،
ومن السماء جيت لينا تتقرب،
محبة عجيبة تداوى المتجرب.
قراءة مختارة ليوم
الأثنين الموافق 10/7
الإصحَاحُ الثَّانِي
عب 1:2- 18
لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَبَّهَ أَكْثَرَ إِلَى مَا سَمِعْنَا لِئَلاَّ نَفُوتَهُ،لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً،فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ؟ قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا،شَاهِداً اللهُ مَعَهُمْ بِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَقُوَّاتٍ مُتَنَّوِعَةٍ وَمَوَاهِبِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، حَسَبَ إِرَادَتِهِ. فَإِنَّهُ لِمَلاَئِكَةٍ لَمْ يُخْضِعِ «الْعَالَمَ الْعَتِيدَ» الَّذِي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ. لَكِنْ شَهِدَ وَاحِدٌ فِي مَوْضِعٍ قَائِلاً: «مَا هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ، أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعاً لَهُ. وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ. لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً، قَائِلاً: «أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ». وَأَيْضاً: «أَنَا أَكُونُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْهِ». وَأَيْضاً: «هَا أَنَا وَالأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَعْطَانِيهِمِ اللهُ». فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ - خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ - كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. لأَنَّهُ حَقّاً لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ. مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.
تأمل..
+ تواضع المسيح المخلص.. إن كان الذين عصوا شريعة العهد القديم الذى أخذه موسى من الله عن طريق ملائكة (أع 7 : 53، غل 3 : 19). قد نالوا عقاب عظيم ، فينبغى أن نهتم بالخلاص المُقَدَّم على الصليب والذى هو أعظم وأكمل من تعاليم العهد القديم المُسَلَّمَة بيد ملائكة حتى نطبقها ونحيا بها. فى العهد الجديد المسيح كلمة الله نفسه يخلص البشرية بفدائه فلنتأمل ونتجاوب مع محبة الله ونبشر بخلاصه العجيب. ولهذا يتحدث داود النبى عن البشرية الضعيفة الساقطة المحتاجة للخلاص، وكيف اهتم الله بخلاصها وافتقدها بإرسال ابنه الوحيد يسوع المسيح متجسدًا كبشر متخليًا عن مجده الإلهى حتى يفدى البشرية. فكان وهو فى صورة الإنسان أقل من الملائكة، وكان هذا الإتضاع لمدة قصيرة وهى فترة تجسده وبعدها أَتَمَّ الفداء وقام من الأموات وصعد إلى السموات وأعطى الخلاص للمؤمنين به.
+ بركات التجسد الإلهي... لقد أتضع الرب يسوع المسيح فى تجسده وصار مثلنا واحتمل الألم والموت عنا، ثم ظهر مجده بقيامته وصعوده حتى لا نرهب الموت ونثق فى الأكاليل التى تنتظرنا إن ثبتنا فى الإيمان به. لقد أكمل السيد المسيح عمله الخلاصى باحتمال كل آلام الصليب والموت حتى يفدى البشرية بارادته ومسرة ابيه الصالح وفعل روحه القدوس اذ هو رئيس خلاصنا وصانع الفداء فهكذا أحب الأب العالم حتى بذل ابنه الحبيب لفداء أولاده الذين يؤمنون به، مستكملاً كل عقوبة الخطية عنهم وليوفى العدل الإلهى فيعطينا الخلاص والتقديس لنصير مقدسين لله. وفى اتضاع المسيح يسوع ربنا فى تجسده، رايناه ولفترة صغيرة يبدو أقل من الملائكة، وقد شاركنا الجسد فصار إنسانًا مثلنا وشابهنا فى كل شئ ما عدا الخطية وحدها، فلا يخجل رغم عظمته الإلهية غير المحدودة أن يدعو المؤمنين به إخوة. وبهذا رفع كل المؤمنين إلى بنوة الله رغم أنهم مجرد خلقته، ولكن بالتجسد صارنا إخوة للمسيح وأبناء لله. لنشاركه فى تسبيح الأب. ويقتبس القديس بولس من (إش8: 18) نبوة عن المسيح المتجسد الفادى الذى يخاطب المؤمنين به كأب، ويتقدم بهم كأولاد له أمام الآب ليوحِّدهم به ويحيوا معه ويبطل سلطان الموت الأبدى عن المؤمنين به، إذ بموته داس الموت فلم يعد لإبليس المشتكى سلطان على ابناء الله. فتجسد المسيح الرب جعلنا نشعر بحنانه علينا وقربه لنا. ثم يتقدم كرئيس كهنة العهد الجديد، لا ليكفر مثل رئيس الكهنة فى العهد القديم برش دم الحيوانات على تابوت عهد الله بل يقدم دمه على الصليب ليرفع خطايانا، وبهذا يكون أمينًا فى إتمام الفداء وتخليص شعبه من الموت ومساندتهم فى كل ضيقاتهم. واذ احتمل المسيح آلام كثيرة، سواء بتجارب مباشرة من الشيطان لإسقاطه فى الكبرياء أو شهوات العالم، أو باحتماله إساءات وعذابات واضطهادات حتى الصليب، فيشعر كل إنسان فى تجربة وضيقة أن المسيح عانى مثله الالم والتجارب ويشعر به ويتعاطف معه ويسنده ويعزيه أثناء التجربة حتى تنتهى ويعقبها الفرح والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق