أعداد الاب القمص أفرايم الانبا بيشوى
آية للتأمل
{ مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ.} (يع 13:3)
قول لقديس..
( لا تتشامخ بسبب فضائلك، ولا تنتفخ من أجل ما بلغته من روحيات، منحرفًا نحو اليمين. ولا تتمايل نحو طريق الرذائل، نحو اليسار، مفتخرًا بما هو عار) القديس هيبوليتس
حكمة للحياة ..
+ العقلاء في الكلام يتممون اعمالهم بالحكمة ويفيضون الامثال السديدة (سي 18 : 29)
Those who understand sayings become skilled themselves and pour forth apt proverbs. Ser 18:29
صلاة..
" ايها الرب الهنا المذخر لنا فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة والعلم، الذى اختار رسله القديسين وعلمهم بالقدوة والحياة الاختبارية ليكونوا شهودا للإيمان الاقدس الذى دُعينا اليه وحل الروح القدس عليهم ليهبهم حكمة وثمار الروح ومواهبه ليحملوا بشرى الخلاص للعالم كله، نسأل ونطلب من صلاحك ان تنعم علينا بثمار ومواهب الروح القدس لنسير على خطي الرسل القديسين منقادين لروحك القدوس بالتصرف الحسن فى وداعة الحكمة، لنكون كنيسة مقدسة ونحيا ونشهد للرجاء الحي الذى فينا حافظين أنفسنا من دنس الحواس والفكر والروح، مكملين القداسة فى مخافتك الى الأنقضاء، أمين"
من الشعر والادب
"قدس حواسى "
للأب أفرايم الأنبا بيشوى
قدس حواسى وفكرى يارب
لسانى ينطق بكل بركة وحب
تحل وتملك أنت فى كل القلب
تقودنى بروحك يا نعم الآب
بقوتك ونعمتك يهون الصعب
نسعد معاك ولو يطول الدرب
قراءة مختارة ليوم
الثلاثاء الموافق 10/29
الإصحَاحُ الثَّالِثُ
يع 1:3- 18
لاَ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ كَثِيرِينَ يَا إِخْوَتِي، عَالِمِينَ أَنَّنَا نَأْخُذُ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ! لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضاً. هُوَذَا الْخَيْلُ، نَضَعُ اللُّجُمَ فِي أَفْوَاهِهَا لِكَيْ تُطَاوِعَنَا، فَنُدِيرَ جِسْمَهَا كُلَّهُ. هُوَذَا السُّفُنُ أَيْضاً، وَهِيَ عَظِيمَةٌ بِهَذَا الْمِقْدَارِ، وَتَسُوقُهَا رِيَاحٌ عَاصِفَةٌ، تُدِيرُهَا دَفَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدّاً إِلَى حَيْثُمَا شَاءَ قَصْدُ الْمُدِيرِ. هَكَذَا اللِّسَانُ أَيْضاً، هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّماً. هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ؟فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإِثْمِ. هَكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللِّسَانُ، الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ. لأَنَّ كُلَّ طَبْعٍ لِلْوُحُوشِ وَالطُّيُورِ وَالّزَحَّافَاتِ وَالْبَحْرِيَّاتِ يُذَلَّلُ، وَقَدْ تَذَلَّلَ لِلطَّبْعِ الْبَشَرِيِّ. وَأَمَّا اللِّسَانُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُّوٌ سُمّاً مُمِيتاً. بِهِ نُبَارِكُ اللَّهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللَّهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الأُمُورُ هَكَذَا! أَلَعَلَّ يَنْبُوعاً يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ الْعَذْبَ وَالْمُرَّ؟ هَلْ تَقْدِرُ يَا إِخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ زَيْتُوناً، أَوْ كَرْمَةٌ تِيناً؟ وَلاَ كَذَلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ مَاءً مَالِحاً وَعَذْباً! مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَّزُبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَيْسَتْ هَذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَّزُبُ هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ. وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ. وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلاَمَ.
تأمل..
+ أهمية ضبط اللسان.. علينا ان نهتم فى تواضع وصلاة وحكمة بضبط السنتنا ولا ناخذ دور المعلمين ولا نغتر أو نتكبر لئلا نقع فى الدينونة أو نعثر لأنه يجب أن نعمل أولاً بما نعلم، ولا يستطيع الانسان أن يضبط لسانه تمامًا إلا من يجاهد ويقوده الله بروحه القدوس ومن يضبط لسانه يستطيع أن يضبط كل مشاعرة وأفكاره وحواسه. وحيث أن الإنسان يجاهد ويضبط نفسه بنعمة الله إلى حد ما، فينبغى أن يكون حريصًا فى عدم الإندفاع إلى تعليم الآخرين ويشبه الرسول اللسان باللجام الذى يوضع فى فك الخيل ليديرها الفارس فى الإتجاه الذى يريده، فاللسان كدفة السفينة، رغم صغرها يستطيع الربان أن يدير بها سفينة ضخمة إلى الجهة التى يريدها ولهذا يجب أن نتعامل معه بحذر فى كل كلمة ننطق بها، "لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان" (مت 12: 37)، اللسان يشبه بشرارة نار صغيرة تستطيع أن تشعل حرائق ضخمة فتحدث الإنشقاقات والبغضة والكراهية بين الناس. اللسان قد ينطق بكلمة صعبة فتخرج كسم الثعبان المميت وتقضى على علاقة استغرق بناؤها سنينًا طويلة. لذلك يقول داود فى المزمور " ضع يا رب حارسًا لفمى وبابا حصينا لشفتىّ" (مز141: 3). يحذر الرسول من يشتموا غيرهم، فكيف بلسانهم يباركون الله فى صلوات ثم يضايقون الناس المخلوقين على صورة الله بكلماتهم الصعبة.. فماذا يفعلون، هل يباركون الله أم يلعنونه؟
ويعلن أن هذا خطأ شديد لا يصح أن يكون أبدًا. هل من عين الماء الواحدة يخرج نوعان من الماء أحدهما عذب والآخر مر ؟!. وهذا سؤال استنكارى أى لا يمكن أن يحدث ذلك، وبالتالى لا يصحّ أن يخرج من نفس اللسان صلوات وكلمات ردية. وهكذا يدعونا يعقوب الرسول للتوبة عن الكلام الردئ. فهل يمكن أن تعطى الشجرة ثمرًا مخالفًا لنوعها؟ بالطبع لا. هكذا لسان أولاد الله لابد أن يتكلم بكلمات بركة فقط سواء مع الله أو مع الناس.
+ الحكمة السماوية والأرضية.. فمن له حكمة ومعرفة وعلم حتى يُعلِّم غيره يلزمه أن يظهر حكمته بالتصرف السليم فى مواقف الحياة المختلفة ويعقد الرسول مقارنة بين الحكمة الأرضية والحكمة السماوية. فالحكمة الأرضية نابعة من محبة العالم فيدوس الأخ على أخيه من أجل المال، وهى نفسانية أى صادرة عن الأنا كالتعاليم التى تاخذ شكلاً دينيًا ولها تأثير عاطفى إنفعالى وإيحاء للنفس بالقداسة والتقوى ولكنها بعيدة عن الروحيات والحكمة الأرضية أيضًا "شيطانية" أى باعثها الخفى هو الشيطان، الذى يوحى للإنسان أنه وحده حكيم فيدخله روح الكبرياء والغيرة وتحدث الإنقسامات والتشويش والإنحرافات والتحزب والمحاباة، وتقوم الهرطقات تحت ستار هذه الحكمة.
أما الحكمة السماوية التى يمنحها الله فهى طاهرة : أى نقية بلا غرض ملتوى، بعيدة عن المحاباة، ومسالمة لأن مصدرها ملك السلام فهى صانعة سلام تصنع السلام والهدوء بين الإنسان ونفسه وبينه وبين الله وبينه وبين الناس. وهى حكمة مترفقة بضعفات الآخرين تحتضنهم وتتحمل ضعفهم وتشجعهم على التوبة، مثل ترفق المسيح وتشجيعه لزكا رئيس العشارين (لو19: 1-10) وبالمرأة الخاطئة فى بيت سمعان الفريسى (لو7: 36-50). ومطيعة للوصية الإلهية والكنيسة والوالدين، وهى تستمع للآخرين ولكن بتمييز دون انقياد وخضوع للآراء الخاطئة ومملوَّة رحمة وأثمارًا صالحة على الضعفاء والخطاة والمحتاجين والفقراء والمرضى وصغار النفوس، مستندة على الإيمان الحى العامل بالمحبة. وهى عديمة الريبة أى ثابتة فى محبة الله والإيمان به، بعيدة عن الشك والتردد والرياء وتهب ثمر البر وأعمال صالحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق