الكفن المقدس بتورينو وصلب المسيح...
يبين الكفن المقدس والموجود حاليا بكنيسة القديس يوحنا المعمدان بتورينو في إيطاليا تفاصيل الآلام التى قبلها الرب من أجلنا كما لو كنا واقفين عند الصليب نتابع الأحداث الخلاصية ويظهر لنا محبة الله { الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا} (رو 5 : 8). لقد اشترى يوسف الرامي ونيقوديموس الكفن والأطياب التي كفنا بها السيد المسيح حسب عادة اليهود، وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فاحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن إلى أبجر الخامس حاكم أوديسا. وانتقل الكفن عبر القرون من أوديسا إلى القسطنطينية ثم إلى فرنسا، وأخيرا استقر بتورينو فى إيطاليا. والكفن مصنوع من قطعة واحدة طولها 435 سم. وعرضها 119 سم. وبه شريحة واحدة عرضها 9 سم بطول الجانب الأيسر للقماش بها خياطة يدوية بسيطة. وبه صورة مزدوجة على هيئة ظلال ساقطة على القماش تشبه طبع باهت للظهر والوجه والجسد لشكل رجل من الأمام والخلف له بنية قوية بطول 181 سم. والشعر مسترسل واللحية طويلة والكفن يلف من تحت الجسم إلى فوقه ولونه عاجى لمرور الزمن وهذه كانت عادة التكفين قديما.
+ إذا تأملنا الصورة الموجودة بالكفن وجدنا أن الوجه يشبه قناع بعينين واسعتين، ويبدو الوجه بيضاوي يشبه الأيقونة الشرقية للسيد المسيح بينما تجد تقاطع اليدين فوق الحقوين واضحاً جداً. ووجد علي الكفن دماء فى الجبهة نتجت عن إصابة الجمجمة فى مواضع مختلفة وكذلك توجد هذه الدماء أيضاً فى الصورة الخلفية للكفن تتدفق من الجزء الخلفي للرأس وهناك دماء تنزف من القدمين والرسغين، وجرح الحربة بالجانب الأيمن مثقوباً وهناك كمية غزيرة من الدماء سالت من الجرح وكمية أخرى تسيل من الجانب الأيمن فى صورة الظهر الخلفية ناتج عن نفس الجرح.
رحلة الكفن المقدس عبر العصور...
1ـ اشترى يوسف الرامي قماش كتان نقي، وأحضـر نيقوديموس حنوط وأطياب، واشتـرك الاثنان في لف جسد المخلص الصالح بالأكفان كقول الإنجيل: { فأخَذَ يوسف الجسد ولفَّه بكتانٍ نقي} (مت 27: 59).. { وجاء أيضًا نيقوديموس، الذي أتـى أولًا إلى يسـوع ليلًا، وهو حامِلٌ مَزيج مُرٍّ وعُودٍ نحو مئة مَنًا. فأخذا جَسد يسوع، ولفَّاه بأكفان مع الأطياب، كما كان لليهود عادَةٌ أن يكفّنوا} (يو 19: 39، 40)، وقد التصقت هذه الأكفان بجسد السيد المسيح وعندما قام الرب رأى بطرس ويوحنا الأكفان موضوعة في القبر{ وانحنى "يوحنا” فنَظر الأكفان موضوعَةً، ولكنه لم يدخُل. ثم جاء سمعان بطرس يتبَعَهُ، ودَخَل القَبر ونَظَر الأكفَان موضُوعَةً. والمنديل الذي كان على رأسِهِ ليس موضوعًا مـع الأكفَان بل ملفوفًا في موضـع وحـده} (يو 20: 5 ـ 7). وهذا كان دليل جعل القديس يوحنا يؤمن بالقيامة، ولذلك نجده يذكر الحدث بالتفصيل، فقد ذهب مع بطرس إلى القبر وهما يركضان، وذكر أنه سبق بطرس فوصل إلى باب القبر وانحنى فنظر الأكفان موضوعة وكذلك المنديل كلٍ في مكانه. وذكر القديس يوحنا أنه لم يدخل حتى جاء بطرس فاندفع إلى داخل القبر فكان أول من دخل القبر، ثم يذكر أنه دخل بعد بطرس وسجل عبارته الشاهدة للقيامة حيث يقول: "ورأى فآمن" فالإيمان هنا مبني على رؤيته للاكفان والمنديل والقبر الفارغ. لقد صارت الأكفان شاهدة للقيامة مثل الشرنقة التي خرجت منها الفراشة، فرؤيتنا لشرنقة فارغة يؤكد أن الفراشة قد انطلقت منها وحلقت في الهواء الطلق. ويقول القديس كيرلس الكبير (326 ـ 444م) بأن الطريقة التي وُضِعت بها الأكفان قادت التلاميذ للتأكد من القيامة.
2ـ أرسل "أبيجار الخامس" حاكم أدسا للرب يسوع ليمضي إليه ويشفيه من البرص، فوعده المخلص بأنه سيرسل له تلميذه، وبعد حلول الروح القدس على التلاميذ ذهب تداوس الرسول إلى أبيجار الخامس حاكم أدسا وأخذ معه الكفن المقدَّس، وبشَّرهم بالمسيحية فصارت مدينة أدسا كلها مسيحية، وعندما ارتد "مانيو" الابن الثاني لأبيجار إلى الوثنية واضطهد المسيحيين أخفـى المسيحيون الكفن المقدَّس في كوة فوق الباب الغربي بسور المدينة، فظل بها لفترة طويلة. وفي سنة 525م حدث فيضان عظيم اجتاح مدينـة أدسا وأطاح بكل المنشآت، ولكن الكفن ظل محفوظًا في الكوة العالية بسور المدينة، وحُفِظه من دمار الفيضان وعقب الدمار الذي لحق المدينة بدأ سكان أدسا بتجديد مدينتهم فعثروا على الكفن المقدَّس، وعلم الإمبراطور بهذا فاخذ الكفن ووضعه في كاتدرائية أجيا صوفيا الضخمة ووضع فيها الكفن المقدَّس، وعُرِف في ذلك الوقت بِاسم "المنديليون المقدَّس" أو "صورة أدسا". وكان هذا بتدبير إلهي، لأن الأتراك احتلوا أدسا سنة 1164 وهدموا جميع كنائسها وظل الكفن بمدينة القسطنطينية. في سنة 1204م وأثناء مرور الصليبيين من غرب أوروبا هجموا على القسطنطينية بغرض إخضاعها لبابا روما، ونهبوا كنوزها. وانتقل الكفن من القسطنطينية إلى فرنسا خلال رحلة تبلغ حوالي 2500 كيلو متر عن طريق جماعة دينية اشتهرت بالحفاظ على الآثار المقدَّسة وهي جماعة فرسان القبر المقدس.
5- في سنة 1357م ظهر الكفن المقدَّس في بلدة "ليري" التي تقع جنوب باريس بمائة ميل لدى عائلة "جيوفري دي شارني" وكان رب العائلة شارني قد قتله الإنجليز سنة 1356م، وقد أرادت زوجته الأرملة تحسين دخلها فعرضت الكفن في كنيسة خشبية صغيرة حتى تجذب الزائرين وتحصل على تقدماتهم، ولكن الأسقف أمر بوقف عرض الكفن حتى لا يتحول إلى تجارة. وتعرَّضت الكنيسة الخشبية للقِدَم، فسلّمت عائلة جيوفري دي شارني الكفن المقدس إلى أسرة "سافوي" المشهورة بالتقوى والقوة والثراء للحفاظ عليه، وكانت أسرة سافوي لها أملاك عديدة في شمال إيطاليا، وبعد زمن قليل صار رئيس أسرة سافوي ملكًا لإيطاليا، فنقلت عائلة سافوي الكفن المقدَّس داخل صندوق فضي إلى كنيسة بمدينة شاميري بفرنسا.
11ـ في يوم 4 ديسمبر 1532م حدث حريق بكنيسة شاميري، وحاصرت النيران الصندوق الفضي فانصهرت الفضة الداخلية وسقطت على الكفن المقدس، وقد دبر اللَّـه وجود دوق شجاع من أسرة سافوي تقدّم ومعه كاهنان من الفرنسيسكان وأنقذوا الصندوق وأغرقوه بالمياه، والأمر العجيب أن الحريق أحدث ثمانية ثقوب بالكفن وجميعها بعيدة عن صورة السيد المسيح كما إن مياه الإطفاء تركت آثارًا على الكفن المقدَّس ولكنها بعيدة أيضًا عن الصورة. وفي سنة 1578م نقلت عائلة سافوي الكفن المقدَّس من مدينة شاميري بفرنسا إلى كاتدرائية يوحنا المعمدان الضخمة بمدينة تورينو بإيطاليا.
الأبحاث التي تمت علي الكفن...
+ فى عام 1898م حيث جاء المصور "بيا" بكاميرات بدائية وصور الكفن والمثير للدهشة أن النيجاتيف ظهر أكثر وضوحاً، وبقع الدم ظهرت بيضاء وكان الكفن مغطى بالزجاج وبالتالي تكون بذلك صورة فوتوغرافية حقيقية واضحة لشكل إنسان.
+ أما المصور "أندي" فقد صور الكفن بكاميرات أحدث عام 1931م، وجاءت الصور الإثنى عشر أكثر دقة ووضوحاً وكان الكفن غير مغطى بالزجاج.
+ أما المحاولة الثالثة فكانت عام 1969 قام بها د/ جوديكا - كوديجيليا فى حضور مجموعة من العلماء اشتركوا فى عمل الأبحاث الخاصة بالكفن. وأبحاث الكفن دلت على ما يلي
1- طول المسيح 181 سم وهو طول فارع والأطراف جميلة وله بنية متناسقة والكتف الأيمن يظهر منخفض عن الأيسر نظراً لعمل النجارة ولحمل الصليب، وسن صاحب الكفن لا يقل عن 30 سنة ولا يزيد عن 45 سنة. وتدفق الدماء نتيجة لقوة الجاذبية الأرضية مثلما قال العالم يفير ديلاج.
2- وجود إنتفاخات فى حاجبي العين وتمزق جفن العين اليمنى، وإنتفاخ كبير تحت العين اليمنى وإنتفاخ فى الأنف، وجرح على شكل مثلث على الخد الأيمن وقمته جهة الأنف. وهناك انتفاخ في الخد الأيسر وفى الجانب الأيسر للذقن. وهذا ما توضحه البشائر من لطم وضرب كثير على الوجه من خدم رئيس الكهنة وجنود بيلاطس البنطي وهذا ما يقوله البشير متى {حينئذ بصقوا على وجهه ولكموه وآخرون لطموه}(مت 26 : 67) كما يتضح من الكفن نتف شعر اللحية فى الجزء الأيمن لأنه أقل من الأيسر. وبهذا تحققت النبوات { و بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين. وجهى لم أستر عن العار والبصق . محتقر ومخذول من الناس. رجل أوجاع ومختبر الحزن} ( أش 50: 6 - 53 : 3). كما يوجد خلف الرأس علامات داكنة وإنسكاب الدماء من 8 قنوات ناجمة عن جروح ثقبية منفصلة فى الجمجمة بسبب طاقية الشوك لحد الرقبة كما جاء الإنجيل { وضفروا إكليل شوك ووضعوه على رأسه}(مت 27 :29).
3- كما توجد مجموعة جراحات الظهر وهي نقط سوداء فى مجاميع ثلاثية من محور أفقي إلى أعلى بشكل مروحي نتيجة عملية جلد السياط { أما يسوع فجلده} (مت 27 : 26) وكان السوط المستخدم فى الجلد سوط روماني وهو رهيب يتكون من 3 سيور جلدية وكل سير ينتهي بكرتين من الرصاص أو العظم. ومن الواضح أن المسيح جلد وهو منحني الظهر إلى الأمام، لأن هذه الحالة تنساب فيها الدماء من جروح الكتف فى الإتجاه العرضي (الواضح بالكفن) ثم انتصب بجسمه إلى فوق الذى نرى إتجاهاً رأسياً للدماء النازفة ويديه ممتدتين للأمام ومرتكزتين على عمود قصير طوله 64 سم ومن الظهر نعرف أن الجلد تم بواسطة رجلين. والرجل الذى على اليمين كان أطول وحبه للإنتقام أشد وأكبر. كما نلاحظ أن الجلاد الأيسر ركز ضرباته على الجانب الأيمن للجزء العلوى من الظهر. بينما وجه الأيمن أغلب جلداته على الساقين وجزء من الكتف الأيسر. ولاحظ العلماء أن مساحة الجلدات فى منطقة الكتفين داخل مساحتين أكبر من اللحم المتهرئ نتيجة لحمل شيء ثقيل وخشن. وفى ذلك يقول الكتاب المقدس { وخرج وهو حامل صليبه} (يو19 :17) كما لاحظ العلماء أن الرب حمل الصليب ولم يكن ظهره عارياً، والكتاب يقول أن الرب قد إرتدى ملابسه بعد أن جلد وقبل أن يحمل الصليب (مت 27 : 20،31). وتحت قمة الكتفين وجود شكل رباعي 10 سم × 8.5 سم على الكتف الأيمن وأقل منها فى المنطقة الأخرى ويمثل تسلخات من جراحات السياط.
4- وجود تسلخات عميقة في ركبتي صاحب الكفن بكدمات فى الركبة اليسرى وأصغر منها فى الركبة اليمنى، تسلخات فى صابونة الركبة نتج عن ارتطامها نتيجة سقوط المسيح تحت الصليب عدة مرات (مت 27: 32)، (مر15: 21) و (لو 23: 26). ويدل الكفن أن الرب لم يمت بالاختناق والدليل على ذلك أن البطن بارزة للأمام والكتف الأيسر أعلى من الأيمن وهذا دليل على أنه مات فى الوضع الأعلى. والاختناق لا يتم إلا فى الوضع الهابط للجسم. كما أن تنكيس الرأس لا يحدث للجسم فى الوضع السفلي وهذا يطابق الكتاب إذ يقول {ونكس رأسه واسلم الروح} (يو20: 30). وأسلم السيد المسيح روحه الإنسانية فى يد الآب الذى هو واحد معه. حدث الموت نتيجة إنفجار فى القلب وتقطع الشرايين فى جسد المسيح لأن المسيح كان يصنع حركة تأرجحية لأسفل ولأعلى حوالى 2700 مرة علماً بأن عملية الشهيق والزفير حوالي 15 مرة فى الدقيقة. وتتضح الآلام النفسية والجسدية فى قول المخلص {نفسي حزينة حتى الموت} (مر 14: 34). ومات المسيح لتحقيق الخلاص والفداء.
6- المسامير فى اليدين فى الرسغ وليس فى راحة اليد حتى يتحمل ثقل الجسم. ويتضح عدم ظهور الإبهام بالكفن نتيجة انقباضة بسبب لمس المسمار للعصب الأوسط وهو أكبر الأعصاب. وتم وضع المسمار فى المعصم فى الفراغ الذى يعرف طبياً (بفراغ ديستوت) وهو الفراغ المحاط بالعظم. وبالتالي لا يكسر أي عظم منه كما يقال الكتاب {وعظم لا يكسر منه} (يو 19: 36). والمسمار طوله 18 سم وتم تسمير الرجلين بمسمار واحد بوضع الرجل اليسرى فوق اليمنى، ومسمار القدم يأخذ شكل متوازي مستطيلات. ويخترق مشط القدم بين عظام السليمات الثانية والثالثة وكما قلنا استندت الرجلين على ركيزة سفلية حتى لا يموت سريعاً ويستطيع رفع الجسم للتنفس.
7- طعنة الحربة تظهر في الكفن كما يقول الكتاب { لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء}(يو19: 34). طعن الحربة تم فى الجانب الأيمن وطوله حوالي 4.6 سم وارتفاعه 1.1 سم بين الضلع الخامس والسادس على شكل تمزقات دائرية يتخللها مناطق خالية من الدماء مع سائل صاف من دم وماء ويقول التقليد أن طاعنه هو لونجينوس الذى أصبح شهيداً. وبذلك تمت نبوة زكريا القائلة: "فينظرون إلى الذى طعنوه" (زك 12: 10) والتى أشار إليها القديس يوحنا بقوله "هوذا يأتى على السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه (رؤ 1:7).
8- معجزة صورة الكفن ... صورة السيد المسيح علي الكفن كانت بطريقة معجزية نتيجة لقوة الحرارة والضوء الشديد المنبعث من الجسد المقدس لحظة قيامته المقدسة ويرى علماء اللاهوت أن القوة التى خرجت من الجسد مثلما حدثت خلال خدمته على الأرض والتى كانت تشفى الأمراض مثلما حدث مع المرأة نازفة الدم.
أدلة لكفن المسيح....
توصل علم الحفريات أن هذا الكفن هو للمسيح له المجد عن طريق الآتى:
1- اللحية وخصلة الشعر الطويل تدل على أن المصلوب يهودي وهو المسيح.
2- السياط عبارة عن ثلاثة أفرع فى سوط واحد، كل فرع من السوط به كرتين معدنيتين مثبتتين به (يتضح أنه سوط روماني).
2- الحربة رومانية اسمها (لانسيا) وهى المستخدمة فى طعن جنب المخلص لأنها تصنع نفس جرح الحربة الموجود بالكفن وهو القوس الناقص.
3 - بسط الكفن الكتانى من أسفل الجسم إلى أعلى بالطول وطيه علي الجسد وبسبب التكفين بهذه الطريقة إنطباع الصورتين (الأمامية والظهرية بالكفن). والكتان المستخدم نقى وغالي الثمن فعلاً كما ذكر الإنجيل (يو19: 40) والكتان نسيج نباتي يمتاز بالنقاوة والقوة والاحتمال. والسيد المسيح الذى استخدم الكتان لتكفينه هو القدوس الكلي النقاوة والذي احتمل الصليب. والكتان المستخدم للتكفين مثل المستخدم فى صناعة الحرير فهو عبارة عن ثلاثة خطوط وخط واحد فوقه. مما يدل على أنه غالي الثمن فعلاً. وقد تم نسجه بنفس طريقة القرن الأول وهو زمن مولد السيد المسيح، كما أن الكتان يحتوى على آثار قطنية مما يؤكد أنه جاء من الشرق الأوسط.
4- صورة الكفن ليست نتيجة لاستخدام الصبغات، ولا يتدخل فيها أي عنصر بشري ولا توجد فيها أي مواد تلوين ولا توجد بالكفن أي أماكن مشبعة أكثر من غيرها باللون مثل الرسم العادي ولا توجد آثار لأي حركة يد الرسام.
5- كما أن صورة الكفن ثلاثية الأبعاد، وبلغة الهندسة نقول أن كل الصور ثنائية الأبعاد. ولكن صورة الكفن ثلاثية الأبعاد أي أن كل نقطة فيها لها ثلاثة أبعاد من المحاور الرئيسية الثلاثة المتعامدة. وعدم وضوح الصورة عن قرب تؤكد عدم رسمها باليد كما ان ثبات الصورة فى الحرارة والماء حيث لم يحدث اختلافات فى كثافة اللون.
6- حبوب اللقاح العالقة بالكفن تدل على أنه كان موجود بفلسطين وأوضح العالم ماكس فرى أن قشور هذه الحبوب تؤكد على أن الكفن هو من القرن الأول الذى ولد فيه المسيح. والدماء حقيقية أي دماء بشرية لأسباب وجود البروتين والحديد وهو إحدى مكونات الدم, وهو واضح بإستخدام الأشعة السينية.
7- وأثناء عمل الفحوص في شهر أكتوبر سنة 1978م تم صناعة رقائق من السليولوز النقي لدى شركة كوداك العالمية، وتم رفع بعض الجزئيات الدقيقة من سطح الكفن وهي عبارة عن شعيرات دقيقة من خيوط الكتان المنسوج بها الكفن وتحمل اللون الأصفر، ورغم استعمال كل أنواع المذيبات الكيماوية والأحماض والقواعد والمذيبات العضوية بقصد إزالة هذا اللون الأصفر الذي تتكون منه الصورة إلاَّ أن كل هذه المذيبات لم تغير شيئًا من اللون الأصفر، فلو كان هذا اللون الأصفر مـن مـواد التلوين تُـرى هل كان يثبت أمام هذه المذيبات المتنوعة؟. وقد عرض "د / بيير باريت" مشاهداته وملاحظاته على الكفن والتي أجرها في مستشفى "سانت جوزيف بباريس" على صديقه الملحد د/ هوفيلاك، فقام هوفيلاك بفحص هـذه المشاهدات والملاحظات بدقة كبيرة، ثـم قـال صارخًا: "يا للعجب إذًا يسوع المسيح قام من بين الأموات وبعد كل هذا نحن نقول أننا لا نبني إيماننا على هذه الأكفان لكننا نبني إيماننا على كتابنا المقدَّس الموُحى به من الروح القدس. لكن هذه الأكفان تمثل الشاهد الصامت، حتى لو أنكر البعض الصلب والموت والقيامة، فإن الأكفان تتكلّم شاهدة علي صلب وقيامة الرب يسوع المسيح من الأموات.
اليك نرفع صلاتنا..
+ إليك أيها الآب القدوس، نرفع صلاتنا ونقدم تضرعاتنا ونقدم لك الشكر والتسبيح من أجل محبتك الأبوية ورعايتك المحيية وحكمتك الأزلية ونطلب من صلاحك يا محب البشر الصالح أن تغفر خطايانا وتسامح تقصيرنا و تهبنا الحكمة والنعمة لنعرفك ونحبك ونخدمك ونتبعك علي مدى الأيام.
+ أيها المسيح الأبن الكلمة الذى أحبنا وحبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدي ولما كان الموت فى طريق خلاصنا، أجتاز فيه حباً بنا وهكذا أرتفع الصليب ليحمل عقاب خطايانا، مات ودفن ليدفن خطايانا وقام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية.
+ ياروح الله القدوس، واهب النعمة والحكمة والمعرفه، نسأل ونطلب من صلاحك أن تشرق هلم تفضل وحل فينا وطهرنا وخلص نفوسنا وجود علينا بحكمة من لدنك لنعرف الحق والحق يحررنا ويقودنا للخلاص والنجاة من طوفان بحر العالم والإمساك بالحياة الأبدية التي إليها دعيتنا.