للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مجالات الصبر في حياتنا .... فى مختلف مجالات الحياة وفى شتئ العلاقات نحتاج للصبر وطول الأناة. وعندما يجاهد المؤمن لكي يقتني الصبر كفضيلة إيجابيه يتعامل بها مع مختلف مواقف الحياة، تظهر ثماره في حياته الخاصة وفي علاقاته الأسرية والعامة وفي خدمته وتصبح حياتنا أفضل ويربح ويخلص نفسه ويؤثر فيمن حوله بطريقة إيجابية.
+ الصبر يعطي الإنسان قوة لضبط النفس.. بالجهاد الروحي نقتني فضيلة ضبط النفس ويملك المؤمن زمام حواسه وعواطفه وسلوكه { وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى. إِذاً أَنَا أَرْكُضُ هَكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هَكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ لاَ أَصِيرُ أنَا نَفْسِي مَرْفُوضاً.}(1كو 25:9-27). كل من يجاهد بالرب حتمًا ينال إكليلاً سماويًا في يقين من جهة مواعيد اللَّه الصادقة. وان لم تضبط النفس والجسد بروح اللَّه القدوس، فان الجسد وشهواته يستعبد االنفس. فالجسد خادم صالح للنفس وأن صار سيدًا لها يصير عنيفًا. ويؤكد القديس بولس حرصه الدائم وضبطه لذاته بعد جهاده الطويل إذ كسب آلاف النفوس للسيد المسيح، فكم بالأكثر يليق بالمؤمنين خاصة الكهنة والخدام أن يجاهدوا لأجل خلاص أنفسهم وخلاص اخوتهم. ويقدم الرسول نفسه مثلاً لنا حتى لا ننخدع ونتهاون معتمدين على نجاح خدمتنا السابقة والحاضرة. فما أخطر أن نقود الآخرين إلي الحياة الأبدية بينما يخسر الانسان نفسه أو يهلكها{ لأنه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه }(مت 16 : 26). والذي يخضع جسده لخدمة اللَّه يضع السراج على المنارة، فيكون صورة لمسيحه وإنجيله.
+ الصبر والاحتمال في نطاق الأسرة .. الحياة الأسرية تقوم وتنجح بالمحبة والتفاهم والأحترام بين أفرادها ويجب أن يحب الرجل امرأته كجسده وتطيع المرأة رجلها ويهتمون بتربية أبنائهم في محبة. لكن مع ضغوط الحياة توجد المشاكل ويجب أن تحل فى محبة وصبر واحتمال وتفهم. قلة الصبر تؤدى إلى الكلام الجارح والنفور وفتور العلاقات. المحبة تحتمل كل شئ. المحبة تجعلنا أيجابيين نعمل علي أسعاد بعضنا، النقد والتجريح مقبرة للحياة الأسرية السعيدة، بالمحبة نجد الأبناء يكرموا الاباء، والاباء يحترموا أولادهم { أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هَذَا حَقٌّ.« أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ»، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ،«لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ».وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ.} (أف 1:6-4).
+ الصبر في الخدمة والعمل .. الخدمة تحتاج الي صبر وطول أناه وتعب ولنسمع الرسل بولس وهو يقدم تقرير عن خدمته في أفسس { فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَسِيَّا كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ الزَّمَانِ أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ. لِذَلِكَ اسْهَرُوا مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَاراً لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ. وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي لِلَّهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثاً مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ. فِضَّةَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ.}( أع 18:20-19، 32-34). الروح القدس يستطيع ان يهبنا المحبة والصبر وطول الاناة عندما نصلي ونجاهد لاقتناء ثمار الروح القدس ونصلي بالروح ونستجيب لعمله فينا ونطيعه. فنصبر حتى يستجيب لنا فقد يأتي الرد متأخراً لحكمة عند الله {فتأنوا انتم ايها الاخوة وثبتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب} (يع 8:5).ونتاني على أنفسنا و نترجى مراحم الله ولا نيأس بل نجاهد لنتخلص من أخطائنا وننمو فى الفضائل الروحية والتقوى. ونصبر على ابنائنا واخوتنا واقاربنا ومع الوقت لابد أن تنصلح أحوالهم. ونطيل أناتنا حتى على المسيئين إلينا ونصلي ليحاسبوا أنفسهم ويصلحوا من أحوالهم ونلتمس لهم الأعذار لجهلهم أو قلة معرفتهم ونساعدهم بصبرنا على تحسين احوالهم. ونتأني علي خصومنا وافتراءاتهم فالحق لابد ان ينتصرلهذا يقول الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس{ وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي، وَسِيرَتِي، وَقَصْدِي، وَإِيمَانِي، وَأَنَاتِي، وَمَحَبَّتِي، وَصَبْرِي، وَاضْطِهَادَاتِي، وَآلاَمِي، مِثْلَ مَا أَصَابَنِي فِي أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَّةَ وَلِسْتِرَةَ. أَيَّةَ اضْطِهَادَاتٍ احْتَمَلْتُ! وَمِنَ الْجَمِيعِ أَنْقَذَنِي الرَّبُّ.} (2 تيم 10:3-11). لقد تتلمذ القديس تيموثاوس علي معلمه وتسلم وراى فيه التعليم المستقيم والسيرة المقدسة والمقاصد المستقيمة التي عاش لأجلها وطول الأناة والمحبة والصبر، وأيضًا الاضطهادات لكي تكون له معه شركة في الرب، محتملاً الألم بطول أناة ومحبة حتى للاعداء وشاهد أيضا كيف أنقذه الرب.
نتائج الصبر في حياتنا..
+ الصبر أساس الصداقات الناجحة.. طويل الأناة لا يخاصم ويحتمل ويكون محبوبا ومن محبته للغير يتحمل ويصبر ويملك الدرع الواقي لمنع الخصومات ولذلك قال سليمان الحكيم {الرجل الغضوب يهيج الحقد، وبطء الغضب يسكن الخصام} (1م 5 : 19). فإن أردت أن تحيا سعيداً وتعمر مديداً لا تغضب وكن صبوراً لكى لا تحطم سعادتك بيديك فالإنسان الهادئ يجلب السعادة لنفسه، ولمن حوله ولمن يتعاملوا معه ويكون قوياً يستطيع أن يتعلم ويعطى من نفسه قدوة تبنى الآخرين. وقال بولس الرسول {أنا أصبر على كل شيء} (2 تي 2: 10). وهكذا راينا القديس بولس يعمل علي بحكمة وصبر علي ربح النفوس فصار مديناً لليهود والأمم بالمحبة من قلبٍ طاهرٍ وضميرٍ صالحٍ وإيمانٍ بلا رياء (ا تي 1: 5)، لهذا صار كل شيءٍ لكل البشر لكي يربح الكل لا بالخداع، بل بمحبة مملوءة حنو بمعنى أنه ليس بالتظاهر بأنه يفعل شرور الغير أو يتفق معهم فيما يفعلونه مما لا يوافقه، بل باستخدام أقصى المتاعب التي بها يخدم بكل حنو، مقدمًا العلاج للشرور التي يمارسها الغير، حاسبا ما هم فيه كأنه فيه هو{فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.} ( 1كو 19:9-23). باهتمام شديد اهتم القديس بولس بالجميع وتعاطف مع جميعهم. فكلنا يوجد فينا ما هو مشترك مع كل أحد. هذا التعاطف الإنساني مع الآخر هو ما احتضنه بولس في تعامله مع كل شخص بعينه. فليكن لنا طول أناة على أخطاء الأصدقاء حتى نكسبهم وبصبرك على أعدائنا فننال الاحترام وربما يتحولون إلى أصدقاء وأن لا فقد ربحنا أنفسنا ونأخذ المكافأة من الله ونثق أنه مع الصبر تنتهي الضيقة بالانتصار والفرج .
+ الصبر يهب حكمة ووداعة .. طول الأناة فضيلة نكتسبها بالتعلم والجهاد الروحى فتجعل الإنسان حليم وحكيم ووديع ومحبوب لا يثور ولا يغضب ويفكر قبل ان يتكلم ويتصرف، فعندما يُفتَقَد الصبر، يخمد صلاح النفس وتنمو الخطيئة. الصبر هو كلمة عذبة، سلاح لا يُغلَب، زينة لا تُقَدَّر للرجل، بركة من الله، الإنسان الصابر، ينتظر بإيمان تدخل الرب في المشاكل وحلها في الوقت المناسب. الإيمان يقود إلى الإنتظار، وتسليم الأمر لله إلى أن يشاء الله، ويقدم الشكر مقدماً، ويحصل المؤمن على الرجاء { وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.} (رو 3:5-5). الصبر يهب ضبط للنفس { البطيء الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة }(ام 16 : 32).عندما يتصرف البعض معك بدون لياقة وبعدم احترام فاضبط نفسك ولا تفقد رجاءك فيهم، بل بطول أناتك أكسبهم وأعلم أن رابح النفوس حكيم، وهناك حكمة تقول "أن قطرات من العسل تصيد من الذباب أكثر مما يصطاده برميل من العلقم" فليكن لك الروح الوديع وسعة الصدر ولا تتبرم وتتذمر وأصبر. وأنت أعلم أن الله يقاتل عنك وأنت صامت فلا تقابل الأخطاء بالأخطاء فالنار لا تطفأ بالنار بل بالماء.أحتمل الافتراءات ولا تنتقم لنفسك والتمس الأعذار للناس كضعف بشرى يحتاج إلى العلاج. لنقف مع من يسئ إلينا في خندق المحبة والتأنى والترفق به ولا نفقد الأمل في الإصلاح وسيأتى اليوم وسنجنى ثمر الصلاح.
+ الصبر والنمو الروحي ... طول الأناة والصبر مدرسة لتنقية المؤمن من الضعفات والشوائب و تقوية الإيمان وبنيان حياة المؤمن ونموه الروحي حتى بالمرور فى الضيقات. الله يسمح بالتأديب لكي نشترك في قداسته (عب 12: 4- 13). فهذا التأديب إنما هو لخير المؤمن ومنفعته. فهو أحد الأشياء التي تعمل للخير (رو 8: 28)، لذلك يجب على المؤمن أن يفرح في كل حين (في 4:4 )، بل وحينما يقع في تجارب متنوعة عالماً أن الضيق ينشئ صبراً (رو 5: 3) ، كما ينشىء امتحان الإيمان صبراً (يع 1: 2-3). لقد احتمل ابائنا القديسين الاضطهاد والاستشهاد من أجل الثبات على الايمان من اجل هذا كرمهم الله والكنيسة فى كل زمان { حتى أننا نحن أنفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من اجل صبركم وإيمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها }(2تس 1 : 4).والسيد المسيح يربط بين اقتناء النفس والصبر، فبعد أن يعرض الضيقات العتيدة أن تصادف المؤمنين فى العالم، يصف الدواء{بصبركم اقتنوا أنفسكم} (لو 21: 19). ولهذا يقول القديس يعقوب {عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً، وأما الصبر فليكن له عمل تام. لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شئ} (يع 1: 3 – 4 ).
+ الصبر والملكوت السماوي .. الصبر لازم لخلاصنا، وهو ضرورة لدخول الملكوت فمن يصبر للمنتهي فهذا يخلص ويصل إلى نهاية الرحلة بسلام ولذلك نرى يعقوب الرسول يوصي بشدة جماعة المؤمنين فيقول {فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب، هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمين متأنياً عليه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر، فتانوا انتم وثبتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب... خذوا يا إخوتي مثالاً لاحتمال المشقات والأناه، الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب} (يع 5 : 7 ـ 11). نحن نحتاج للصبر لكي نرث ملكوت السموات { لانكم تحتاجون الى الصبر حتى اذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد }(عب 10 : 36)
نصلى اليك يالله ...
+ ايها الرب الاله طويل الانأة كثير الرحمة، يا من تصبر وتتأني على خلقتك رغم بعدنا وجحودنا وخطايانا لكننا نترجى مراحمك وصبرك علينا كما يصبر الزارع على اشجاره وينقب حولها ويضع السماد لتثمر، وأنت اله الصبر والرجاء، طويل البال، تأني علينا وعلى عالمك المجروح، فابليس يعمل جاهدا ليبعدنا عنك وانت كأب صالح قادر على كل شئ فردنا اليك يالله كعظيم رحمتك.
+ اعطنا ان نتعلم منك وأن نسرع إلى التوبة والرجوع إليك لنستفيد من صبرك علينا ورحمتك بنا وعلمنا ان نصبر ونتسامح تجاه الآخرين محتملين إياهم بمحبة حقيقية وصبر كامل ورجاء ثابت ومحبة بلا رياء لنكون على صورتك ومثالك وصبرك.
+ علمنا أن نقابل الإساءة بالأحسان، و الكراهية بالمحبة، والشر بالخير، والتسرع والغضب بالصبر والهدوء، علمنا ان نكون شفوقين محتملين بعضنا بعض بالمحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل، صانعين إرادتك كل حين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق