نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 4 سبتمبر 2020

29- القديس بولس الرسول والسعي في طلب الحكمة


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

السعي في طلب الحكمة ...

+ الله مصدر كل حكمة ومعرفة وفهم قلب وكل تعاليمه وأعماله أتسمت بالحكمة ومن يطلب الحكمة عليه أن يأتي الي المسيح ويتعلم منه ويتتلمذ عليه ويصلي ليقوده الروح القدس، روح الحكمة والقداسة والعلم كما عمل في الرسل القديسين الذين أختارهم الرب وهم من عامة الشعب ليعلمهم ويهبهم حكمة ونعمة  لكي لا يفتخر أحد بانه بموهلاته الشخصية وقوته يعمل وينجح بل بنعمة الله العاملة فيه { بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ. وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً. حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ".} ( 1كو 27:1-31). بنعمة الله وطاعته وقوته وعمل روحه القدوس نصير أبناء اللَّه وخدام أمناء لخدمته، فينال الخدام كرامة حتى أمام السمائيين، ويغتنوا بكنوز إلهية لا تُقدر بثمن. كان الرسل من العامة وتتلمذوا علي السيد المسيح ومنحهم الله حكمة فاقت سقراط وارسطو وأفلاطون وحكماء عصرهم، فامن بواسطتهم حكماء العالم وأستطاع مامرقس الرسول بمدرسته اللإهوتية أن يجذب الفلاسفة الي الإيمان وكانت القديسة كاترين سبب لايمان الكثيرين من فلاسفة الاسكندرية للإيمان المسيحي فالايمان بالمسيح والإنجيل لم يكن ثمرة حكمة بشرية بل بعمل نعمة اللَّه. لهذا قال الرب يسوع المسيح { ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم لانها أتت من اقاصي الارض لتسمع حكمة سليمان وهوذا اعظم من سليمان ههنا } ( لو 31:11). وبعد قيامه و صعود الرب إلى السماء أرسل للتلاميذ والرسل الروح القدس، روح الحكمة والفهم والقوة لينالوا قوة ليكرزوا ببشارة الإنجيل فى كل الأرض.

+ الصلاة لطلب الحكمة بنقاوة قلب ..   صلى سليمان الحكيم قديما وطلب حكمة من الله فأعطاه الرب { فأعط عبدك قلبا فهيما لاحكم على شعبك واميز بين الخير والشر لأنه من يقدر ان يحكم على شعبك العظيم هذا. فحسن الكلام في عيني الرب لأن سليمان سأل هذا الأمر. فقال له الله من اجل انك قد سألت هذا الأمر ولم تسأل لنفسك اياما كثيرة ولا سألت لنفسك غنى ولا سالت انفس أعدائك بل سألت لنفسك تمييزا لتفهم الحكم. هوذا قد فعلت حسب كلامك هوذا أعطيتك قلبا حكيما ومميزا حتى أنه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك. وقد اعطيتك أيضا ما لم تسأله غنى وكرامة حتى أنه لا يكون رجل مثلك في الملوك كل ايامك} (1مل 9:3-13). الله عنده الحكمة والقدرة ونطلب أن يهبها لنا {عنده الحكمة والقدرة له المشورة والفطنة} (اي 12 :13). ولهذا علينا أن نطلب الحكمة من الله { وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له} (يع 1 : 5). ويصلي القديس بولس من أجل شعبه لكي يعطينا الله روح الحكمة والاعلان في معرفته { لاَ أَزَالُ شَاكِراً لأَجْلِكُمْ، ذَاكِراً إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي،. كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ، مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ،. وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ.} (اف 16:1-19) نصلي لننال روح الحكمة لندرك أسرار ملكوت السموات ونسلك بحكمة لا كجهلاء بل كحكماء { اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج مفتدين الوقت (كو 4 : 5). روح الله القدوس يعمل فى الفكر ويعطيه انفتاح وفهم. ويعمل فى الروح الإنسانية ويعطيها تسامى عن الأرضيات وإدراك السماويات، ويعمل فى القلب ويعطيه محبة لله وللجميع ويعمل فى الجسد ويعطيه طهارة وعفة. فننال الاستنارة من الروح القدس وندرك الحقائق الإلهية. وخلال إيماننا العامل بالمحبة وجهادنا الذي تسنده النعمة الغنية تتجدد أذهاننا يوماً فيوم لندخل لأعماق جديدة ونحيا الرجاء الرجاء الحي ونفهم غنى مجد ميراثه الله للقديسين.

+ الكتاب المقدس والحكمة والاستنارة .. إن الكتاب المقدس مصدر لا ينضب من الحكمة، فقد كتبه أناس الله القديسين مسوقين بالروح القدس ومن خلاله يتحدث الله الينا ومنه نتعلم وننال حكمة {كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر} (2تي  3 :  16). ويخاطب الرسول بولس تلميذه تيموثاوس { وانك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع }(2تي 3 : 15). وفى كل سفرٍ من أسفار الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، تنسحب قلوبنا بالأكثر نحو رب المجد يسوع لنتعرف عليه بالأكثر، وننال من كنوز حكمته وتلتهب فينا نيران محبته وننال منه الحكمة الإلهية لحفظنا في هذا العالم، ونحمل فكرًا خلاّقًا، وباللهج فى كلام الله والتأمل فيه نتعلم حكمة ونسلك بتدقيق كحكماء ومن القراءة والتأمل نعرف إرادة الله الصالحة الكاملة نحونا ونتقدس بكلام الله { قدسهم في حقك كلامك هو حق }(يو 17 : 17). كلام الله يأتي بثماره فينا { هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع الي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له} (اش 55 : 11). وكما يقول بولس الرسول { الذي ننادي به منذرين كل انسان ومعلمين كل إنسان بكل حكمة لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع} (كو1 :28). كلام الله يبني المؤمن وهو روح وحياة { الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياة} (يو 6 : 63). كلمة الله قوة وفعاله وتستطيع أن تؤثر فينا وتغيرنا { لان كلمة الله حية وفعالة وامضى من كل سيف ذي حدين وخارقة الى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته }(عب 4 : 12).

+ التعلم من القديسين الحكماء ...

نحن نحتاج الى التلمذة والتعلم من أناس الله القديسين الذين تعبوا وجاهدوا فى اقتناء الفضيلة والحكمة. من أجل هذا يدعونا الرسول بولس لنتمثل بإيمانهم وفضائلهم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). لقد برع ابائنا القديسين فى اقتناء الأفراز والحكمة والتمييز والتدقيق فى السلوك وكان يأتي إليهم الذين يريدون التعلم ليقولوا لهم كلمات قليلة ليخلصوا أو يروا أعمالكم الحسنة ويقتدوا بها. ونحن نحتاج لحكمة هؤلاء القديسين والتلمذة عليها فى افراز وحكمة . نحتاج للسلوك فى الفضيلة بإفراز دون تطرف أو مغالاة فنعرف متى نتكلم وماذا نتكلم ومتى نصمت ونفرق بين التواضع وصغر النفس وبين الكبرياء واحترام الذات وبين الادانة والنصح وأداء المسؤولية وبين الوداعة واللين وبين الحزم والقسوة وبين الطاعة للحق والشهادة لله والدفاع عنه. نعرف الوقت المناسب للكلام والسلوك والطريقة المناسبة وبالاسلوب اللائق فى بعد عن السطحية او التعقيد وفي اتزان والتزام لاسيما في الأمور المصيرية، وكلما نقرأ فى سير ابائنا القديسين  وسير العظماء وأحداث التاريخ نتعلم ونزداد خبرة وعلم وحكمة.

+ الطبيعة والحياة مدرسة للحكمة ...  دعانا الله أن نتعلم من الطبيعة من حولنا وما فيها خلائق تتصرف أو تحيا بحكمة وعندما دعانا الرب لعدم القلق وحمل هم المستقبل قال لنا { اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟. وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعاً وَاحِدَةً؟.وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ. وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.} (مت 26:6-29). بل يدعونا الكتاب أن نتعلم النشاط من النملة { اذهب الى النملة ايها الكسلان تأمل طرقها وكن حكيما}(أم 6 : 6). والقديس بولس الرسول يخبرنا عن الطبيعة من حولنا وهي تعلن قدرة الله ولاهوته ويجب أن نمجد الله ونشكره عليها ولا نفكر أو نتصرف بجهل أوغباء يقود الي الهلاك { إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ. لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ.وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ.}( رو 19:1-22).وعلينا أن نتعلم الحكمة من خلال الخبرات الحياتية والتفكير والتأمل فى الأحداث {العقلاء في الكلام يتممون أعمالهم بالحكمة و يفيضون الأمثال السديدة} (سير 18 : 29).

 نصلي إليك يالله ..

+ أيها الرب الهنا القدوس يا من عنده الحكمة والمشورة وفيك مخبأة لنا كل كنوز الحكمة والعلم نأتي اليك قارعين باب تعطفك فهب لنا يا غني بالمراحم حكمة ومعرفة ومشورة صالحة لنعبدك بالحق والروح ونخافك ونتبعك بمحبة ووداعة وخوف من كل قلوبنا جميع ايام حياتنا.

+ أنت يارب غايتنا وحكمتنا وخلاصنا، وليس لنا أخر سواك إليه نلتجئ ومنه نطلب وأنت قادر أن تعطينا حكمة منك لرعاتنا ورعيتنا لنسلك كما يحق لأناس الله القديسين بتواضع قلب مسرعين إلى حفظ وحدانية القلب التي للمحبة وننمو في معرفتك مستنيرة عيون قلوبنا ونسعى في طريق الكمال المسيحي الذي إليه دعينا.

+ يا اله الحكمة وواهب الفهم يامن اعطى قديما ليوسف الصديق من روحه القدوس حكمة و لدانيال النبى معرفة بها شهد لك وتنبأ بخلاصك ، يامن قاد الكنيسة عبر العصور بحكمة ، أنت ضابط الكل وسيد التاريخ نسالك ان تقود البشرية قادة وشعوب وأمم نحو معرفتك وعمل إرادتك لتصل مجتمع أفضل تسوده روح المحبة والتعاون والسلام والمساواة والعدل ونحيا فى بر وتقوى ونسعى لراحة وإسعاد بعضنا البعض بروح المحبة والإخاء والحكمة 

ليست هناك تعليقات: