نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 5 سبتمبر 2020

30- القديس بولس الرسول والصبر وطول الأناة

 

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

صبر  الله  وطول أناته علينا ..

+ الله الهنا يصبر ويطيل أناته علي الجميع وقد جاء عنه { الرب رحيم ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة، لا يحاكم إلي الأبد ولا يحقد إلى الدهر. لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض قويت رحمته على خائفيه. كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا كما يترأف الأب على الابن يترأف الرب على خائفيه لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن }(مز 103: 8-14). ان الله يُطيل أناته على العالم كله، حتى الجاحدين الأشرار والخطاة  لكي يقود الجميع الي التوبة والخلاص وبصبره وطول أناته يشرق شمسه على الأبرار والأشرار لأن الله {بطيء الغضب}(خر 34: 6) وهو {طويل الأناة}( إر 15: 15). يتأنى الله على الخطاة ليعطيهم فرصة للتوبة {ام تستهين بغنى لطفه وامهاله وطول اناته غير عالم أن لطف الله انما يقتادك الى التوبة} (رو  2 :  4).

+ السيد المسيح والتعلم من صبره ... يوصينا السيد المسيح بالصبر لكي نخلص{ ولكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص} (مت 24 : 13). بالصبر نربح أنفسنا ونكسب الآخرين {بصبركم اقتنوا انفسكم} (لو 21 : 19). ويقدم لنا القديس بولس الرسول الرب يسوع المسيح مثال للصبر حتى على الصليب والخزي {نحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى} (عب 12: 1 و 2). من اجل هذا يكتب القديس بولس الرسول إلي تلميذه تيموثاوس مقدما أيضا نفسه أيضاً مثالا للصبر وأحتمال المشقات كمذنب حتي القيود والسجن { اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي، الَّذِي فِيهِ أَحْتَمِلُ الْمَشَقَّاتِ حَتَّى الْقُيُودَ كَمُذْنِبٍ. لَكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لاَ تُقَيَّدُ. لأَجْلِ ذَلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضاً عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ. صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ أَيْضاً مَعَهُ.}( 2تي 8:2-12). ويشجع الرسول بولس تلميذه تيموثاوس على احتمال المشقات ويذكره بالرب يسوع الذى احتمل الصليب، وكما تمجد المسيح هكذا سيتمجد كل مجاهد مع المسيح. وكما أن الموت لم يستطع أن يتغلب على الرب يسوع المسيح وقام بمجد عظيم، هكذا يقيمنا معه كخدام إمناء  يتعبون ويصبرون ومستعدين حتى الإستشهاد إن اقتضى الأمر فإن كنا نصبر ونتحمل الآلام بصبر فسنملك معه ونرث ملكوت السموات.

+ أعطى الله درساُ فى الصبر والاحتمال لابو الاباء إبراهيم كما جاء فى التقليد اليهودى: أن ضيفاً قدم الي أبراهيم يوماً فرحب أبينا إبراهيم بالضيف ودعاه للعشاء والمبيت وذبح له عجلاً وأعد الأطعمة. وقبل أن يأكلا طلب منه الصلاة معاً. وقبِل الشيخ ذو الستين ربيعاً وعندما طلب أبينا إبراهيم من الضيف أن يصلوا أخرج الضيف وثن من جيبه وأخذ يصلى ويسجد له! فانزعج أبينا إبراهيم وعرفه أنه يوجد إله خالق السماء والأرض له نسجد ونصلى ولم يقبل الضيف نصيحة إبراهيم واستمر في صلاته وإذ بأبينا إبراهيم يحتد عليه ويطرده من بيته لأنه عابد وثن وفي ذات الليلة كلم الله أبينا إبراهيم معاتباً قائلاً : "يا إبراهيم ستون سنة وأنا صابر على هذا الرجل ومحتمله، أما قدرت أن تصبر عليه ليلة واحدة".  أن الصبر يصنع المعجزات والاحتمال يقيم الأموات والغضب لا يصنع بر الله. ولو صبر أبينا إبراهيم على الرجل وقدم له محبة لربما تغير الرجل وعبد اله إبراهيم من أجل محبة إبراهيم وكرم ضيافته وحسن استقباله. جاء عن القديس أبو مقار الكبير أنه تقابل في طريقه مع عابد للوثن يحمل الأخشاب ليقدم ذبيحة للأوثان فقال له تصحبك القوة يا رجل النشاط! فكان كلام القديس المشجع سبب لأن يسأله الرجل عن إيمانه ويؤمن بالله بل ويصير راهباً. يقول القديس مقاريوس الكبير عن الصبر " طول الروح هو الصبر والصبر هو الغلبة، والغلبة هي الحياة، والحياة هي الملكوت، والملكوت هو اللّه، البئر عميقة لكن ماءها طيب عذب، الباب ضيق والطريق كربة، لكن المدينة مملوءة فرحاً وسروراً، والبرج حصين، لكن داخله كنوزاً جليلة، الصوم ثقيل صعب، لكنه يوصل الي ملكوت السموات، فعل الصلاح عسير شاق لكنه ينجي من النار برحمة ربنا الذي له المجد. لهذا فطوبى للصابرين لانهم ينالوا إكليل الحياة {طوبي للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة} (يع 1 : 12)".

+ لهذا امتدح القديس بولس فضيلة الصبر الذي أثمر في كنيسة تسالونيكي فكان إيمانهم عامل بالمحبة وفي رجائهم الحي صبروا و تقووا في الرب{متذكرين عمل ايمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم في ربنا يسوع المسيح} (1تس1: 3) وتحدث سفر الرؤيا عن صبر القديسين والشهداء، على ظلم الأشرار، والاضطهادات والعذابات الظالمة التي تعرضوا لها حتى نالوا اكاليلهم في النهاية وينبغي علينا أن نصبر مثلهم. لأننا لهذا دعينا لكى نتشبه ونتمثل بالسيد المسيح ونحتمل ونتألم ونصبر متعلمين من صبر القديسين وأكثر شئ يعيننا علي الصبر والأحتمال أن نضع أمامنا صورة المسيح المصلوب { لأَنَّ هَذَا فَضْلٌ إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ يَحْتَمِلُ أَحْزَاناً مُتَأَلِّماً بِالظُّلْمِ. لأَنَّهُ أَيُّ مَجْدٍ هُوَ إِنْ كُنْتُمْ تُلْطَمُونَ مُخْطِئِينَ فَتَصْبِرُونَ؟ بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهَذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ،  لأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُواتِهِ.} (1بط19:2-21). وكما قال القديس بولس {بالإيمان والأناة يرثون المواعيد} (عب6: 12). فنحن نحتاج الي الصبر لكي ننال المواعيد { إنكم تحتاجون إلى الصبر، حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون المواعيد} (عب10: 36). ويوصي القديس بولس على أن يكون إنسان الله  صبور ويتبع البر والإيمان والتقوى والوداعة { وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هَذَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ.}(1تي6: 11). الصبر وطول الأناة  ثمرة من ثمار الروح القدس التي تحتاج الي جهاد ومعرفة في أقتنائها.

+ الصبر فضيلة روحية وأجتماعية ... الصبر يجعلنا نفكر قبل كلّ عمل نُقدم عليه ونتصرف بحكمة من أجل ان يدرك الإنسان ما يدور حوله ويعرف ما هو صالح وما الذي يعيق تقدمه الروحي، فقد نجد البعض يسرع في الردّ على كلّ كلمة أو تصرف من الغير وردّهم هذا يمكن أن يكون وبالاً عليهم. وعلاج التسرع هو طول الأناة والصبر والتروى وأن نفكّر قبل القيام بأي عمل وأن نتعوّد علي ضبط أعصابنا وكبح جماح أنفسنا حتى ان سمعنا ما لا يرضينا فيكون التعامل بروح التسامح وسعة الصدر. لهذا يوصينا القديس بولس أن يكون لنا أحشاء رافات وطول أناه { فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا}(كو12:3-13(. كما أننا لو عرفنا مضار التسرع والغضب والتسرع ونتيجته من أمراض ومتاعب نفسية وعصبية وبدنية وإجتماعية وما يصيبنا من عدم الاحتمال والغضب وخسارة لفضلنا أن نطيل بالنا ونصبر ونحتمل بل ونبادر فى صنع الخير مع الغير { لان الله لم يجعلنا للغضب بل لاقتناء الخلاص بربنا يسوع المسيح }(1تس  5 :  9) والكتاب يمدح الصابرين {ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب} (يع5: 11). فليكن لدينا طول اناة وشكر وانتظار فرج الرب، الذي سوف يأتي في الوقت المناسب. فلكي يكون لنا ثمر روحي علينا أن نتحلي بالصبر وطول الأناة كما يصبر الزارع علي زرعه الي أن يأتي وقت الحصاد { والذي في الارض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر }(لو 8 : 15).

+ الطبيعة والحياة والصبر .. الطبيعة والحياة من حولنا تعلمنا الصبر وطول البال اننا نلقى البذار فى بدء الربيع ونتعهدها بالري والتسميد حتي تثمر وتنضج الثمار وهناك اشجار معمرة تحتاج لبعض سنوات حتى تثمر{ فتانوا ايها الاخوة الى مجيء الرب هوذا الفلاح ينتظر ثمر الارض الثمين متانيا عليه حتى ينال المطر المبكر والمتاخر} (يع 5 : 7). والطفل يولد ويتعلم مع الوقت كيف يجلس ويحبو ثم يمشى ويتكلم ويتعلم حتى ياتى الى فترة النضج .ان مشكلة البعض انه يريد ان يقول للشئ كن فيكون وما يمكن ان يجنيه بعد سنوات من الكفاح يريده بسرعة البرق، لكننا نحتاج الى الصبر وطول البال لاسيما فى مجال العمل والعلاقات البشرية والتطور والنمو النجاح لهذا يوصينا القديس بولس قائلاً { ونطلب اليكم ايها الاخوة انذروا الذين بلا ترتيب شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع }(1تس 5 : 14) .

ليست هناك تعليقات: