نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 9 سبتمبر 2020

على خطى الشهداء القديسين-2

السنة القبطية الجديدة وتقويم الشهداء- 2

على خطى الشهداء القديسين

للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

علي خطي الشهداء القديسين...

+ على خطى آبائنا القديسين نسير حاملين الصليب فى محبة وشكر وصبر على كل ضيقات الحياة، فالمسيحية والصليب أمران متلازمان، وأينما يٌرى الصليب مرفوعا أو معلقا، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين. ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية، بل هو قلبها وعمقها واعلان لمحبة الله للبشر. فلقد تأسست المسيحية على أساس محبة الله المعلنة لنا بالفداء على الصليب، وعندما نتكلم عن الصليب لا نقصد قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب من أجل خلاص البشر جميعا، ثم قام واقامنا معه وصعد بمجد ليصعدنا إلى السماء وما صحب ذلك من بركات مجانية، أنعم بها على البشرية. إن الفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والأحتمال. لكن للصليب وجهين، وجه يعبر عن الألم ويعني مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات بشكر بلا تذمر، وأخر يعبر عن الفرح والبهجة والقوة وما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته وانتصاره على الشر والخطية والشيطان. ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين، بالنسبة للمؤمن المسيحى، فإن الصليب هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته وبقوة الإيمان نتقوى في الضيقات كقول القديس بولس الرسول { ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب، مستهينا بالخزي. فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم } ( عب 12 : 2 ،3).

+ عندما نكرم الشهداء القديسين فاننا نكرم الفضيلة فيهم، ‏ولما أحتملوه من أجل اسم المسيح الذي بذلوا حياتهم من أجله، ‏فالشهداء مثال القديس مارجرجس أو مارمينا أو القديس أبانوب أو الشهيد الطفل كرياكوس أو القديسة دميانه أو غيرهم من الالاف المولفة قد دخلوا من الباب الضيق واحتملوا آلام كثيرة واضطهادات متنوعة وتركوا الطريق السهل، ‏طريق الكرامة والمجد، ‏تخلوا عن مبهاج الحياة ومن زخارفها، ‏طرحوا جانب كرامة العالم والألقاب والمناصب وشهدوا للمسيح بحياتهم في الفضيلة والتقوى ثم سفكوا دمائهم من أجل الإيمان،  وهكذا كل الذين يختارون طريق المسيح يضعون في قلوبهم أنهم لايريدوا من العالم شئ، ‏بل وانكروا ذواتهم وحملوا الصليب وساروا خلف المصلوب فلهذا أستحقوا نعيم الحياة الأبدية والتكريم منا نحن الذين نسير علي خطي الشهداء ونقول مع القديس بولس الرسول { مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.} (رو 35:8-39). وأمام كل ما عمله المسيح من تجسد وفداء وآلام لتبريرنا وإرسال الروح القدس لابد أن نرد الحب بالحب. وظهر هذا في تسليم الشهداء أنفسهم للموت حباً في المسيح. فرأينا آبائنا يتسابقون لنيل إكليل الشهادة لا كرهاً فى الحياة ولكن حباً في المسيح الذي أحبنا وبذل ذاته لخلاصنا. حتى أنه لما أتى الجنود ليحرقوا القديس بوليكاربوس  وطلب منه شعبه أن يهرب بل وأتيحت الفرصة أمامه، فقال، سيدى المسيح كان معي 86سنة لم أرى فيها منه الإ الخير فهل أخونه أنا الآن؟. وتقدم بشجاعة الي ساحة الاستشهاد. قد يتعرض المؤمن للضيقات والظلم لكي يترك المسيح، ولكن الروح القدس يسكب محبته فينا لله فنجوز في الضيقات التي تفرض علينا كل يوم منتصرين بالمحبة والصبر والرجاء. وتكون الاضطهادات والضيق سبباً لدخول موكب الغلبة والنصرة تحت قيادة المسيح المتألم. كما هو { لاننا من اجلك نمات اليوم كله قد حسبنا مثل غنم للذبح} (مز 44 : 22). فسواء تعرضنا للظلم أو قدمنا أنفسنا كذبائح حية في خدمة، أصوام وصلوات غير مبالين بآلام الجسد بل نخدم الله بكل تواضع قلب نصبح أعظم من منتصرين فالآلام تنقي المؤمن وبها يرث ثقل مجد أبدي.

+   ‏المسيحي‏ ‏يحيا ويعلم أنه له رسالة سامية علي الأرض  وهو راض عن حياته سعيد فى علاقاته، شاكر لربه غير‏ ‏متبرم‏ ‏ولا‏ ‏متضايق‏ ‏ولا‏ ‏يائس‏ ‏ولا يتمني‏ ‏الموت‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الخلاص‏ ‏من‏ ‏ضيقات الحياة، ‏يؤمن‏ ‏أن‏ في ‏الحياة‏ ما ‏يستحق‏ ‏أن‏ ‏نعيش‏ ‏من أجله ‏ويستعد‏ ‏إلي‏ ‏لحياة‏ ‏أخري‏ له فيها إيمان ورجاء ‏وهو‏ ‏لا يتخلف‏ ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏الهدف‏ ‏الواضح‏.‏ وابائنا ‏الشهداء‏ ‏حينما‏ ‏استشهدوا‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏استشهادهم‏ ‏عن‏ ‏ضيق‏ ‏في‏ ‏الحياة‏ ‏ولا‏ ‏عن‏ ‏تبرم، ‏ولا‏ ‏عن‏ ‏رغبة‏ ‏في‏ ‏الموت‏ ‏في‏ ‏ذاته‏ ‏ليتخلصوا‏ ‏من‏ ‏الحياة، ‏‏إن‏ ‏حياة ‏الشهيد ثمينة‏ و‏يسعى‏ ‏لخلاص‏ ‏نفسه‏ ‏ولكنه‏ ‏إذا‏ ‏رأي‏ ‏أن‏ ‏خلاصه‏ ‏يقتضي‏ ‏أن‏ ‏يقدم‏ ‏حياته‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏المسيح‏ ‏لا‏ ‏يتأخر‏ حتي‏ ‏يتمم‏ ‏بفرح‏ ‏سعيه‏ ‏والخدمة‏ ‏التي‏ ‏قبلها‏ ‏من‏ ‏الرب‏ ‏يسوع نفسه‏ ‏ والمؤمن موقن‏ ‏أنه‏ الله ‏قادر‏ ‏أن‏ ‏يحفظ‏ ‏وديعته ‏إلي‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏. ‏أن امتحان ‏إيماننا‏ ‏ينشئ ‏صبر‏ ‏ ‏ونحن‏ نتخذ ‏من‏ ‏أبائنا ‏الشهداء‏ مثالاً، ‏والله ‏ليس بظالم حتي ينسي‏ ‏تعب المحبة ‏وكل‏ ‏من‏ ‏يعترف‏ ‏به‏ ‏سيعترف‏ ‏المسيح به ‏في‏ ‏مجيئه‏ ‏الثاني‏ ‏حينما‏ ‏يأتي‏ ‏ليدين‏ ‏الأحياء‏ ‏والأموات‏.‏

سنة الرب المقبولة ..

+ نصلى ليكون العام الجديد عاما مقدسا مقبولا للرب نثمر فيه ثماراً تليق بالتوبة ونرتفع ونسمو عن الخطايا والضعفات ونتلافي ما في حياتنا من أخطاء وضعفات ونعوض ما توانينا فيه من عمل البر وأداء الواجبات ونسرع الي عمل الصالحات وننمو فى الإيمان ونداوم علي النمو في المحبة والنعمة ومعرفة ربنا يسوع المسيح، فرحين في الرجاء وصابرين فى الضيقات ومواظبين علي الصلاة، شاكرين الله كل حين الذى أهلنا لميراث القديسين متذكرين قول الرب  { رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ.} ( لو 18:4-19). لقد جاء السيد المسيح ليبشر المساكين الذين لا يعرفون الله والذين أعمتهم الخطية والجهل ينير ظلمة الفكر، ويكرز بسَنة الرب التي تمتد عبر السنين، جاء ليهب البشر الخلاص ويشفي منكسرى القلوب وينادي للمأسورين بالخطية وإبليس بالإطلاق، ويفتح أعين العميان ليتحرروا من الظلمة ويسيروا في النور {جميعكم أبناء نور وأبناء نهار، لسنا من ليل ولا من ظلمة} (1 تس 5: 5). كرز الرب بسَنة الله المقبولة وبالأخبار المُفرحة التي تُعلن قدوم السيِّد المسيح وخلاصه للشعوب كقول بولس الحكيم {هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص} (2 كو 6: 2). نصلي ونطلب من الرب أن يعطينا عاما مقدسا مقبولا لديه، يقودنا فيه لحياة الإيمان العامل بالمحبة. ويشفى كل الذين أنكسرت قلوبهم من الظلم والضعف أو المرض أو الحزن. نصلى ليجول المسيح في أرضنا من جديد ويفتقدنا بخلاصة ويعمل بقوة ليحرر المأسورين والمقيدين في أسر إبليس والخطية والديون ويهب البصر لمن فقدوا الرجاء في حياة أفضل ويعطي إيمان قوي لمن ضعف إيمانهم ليروا محبة الله ورحمته وقوته. نصلى ونطلب ان يكون العام القبطي الجديد عام توبة ورجوع الى الله، يحل الأمان والسلام فى ربوع بلادنا ومنطقتنا بل وعلى المسكونة كلها.  

+ نقدم الشكر الدائم لله الرحوم الذى أعطانا فرصة حياة لنأتى الى بداية العام الجديد ولكي ننقى شجرة حياتنا ومسيرتنا من كل ما لا يرضى الله ونتوب ونقلع عن الخطايا والذنوب ونحيا مع الهنا المحبوب ونتغذى بالاسرار المقدسة وبكلمة الله المحيية وبالصلاة والجهاد الروحي نثمر  ثمر الروح حتى لا نتعرض للقطع والأحراق { وَقَالَ هَذَا الْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضاً؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ اتْرُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضاً، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا} ( لو 6:13-9). أننا أشجار حية فى كنيسة الله وقد وهبنا الله الصحة والوقت والفكر والعواطف المال والممتلكات والحياة كوزنات يجب أن نتاجر بها ونربح ونثمر على رجاء وفى ثقة بمواعيد الله ومكافأته للأبرار.

بارك هذه السنة بصلاحك يارب..
+  أننا نصلى لتكون هذه السنة القبطية الجديدة، سنة خير وسلام واستقرار وأمان لشعبنا وكنيستنا وبلادنا ولكل مواطن فيها نصلى ونطلب لكل أحد حياة مقدسة مباركة كريمة، نتخلص فيها من كل أخطاء الماضي فى توبة مستمرة ومقبولة ونعمل على اكتساب العادات الصالحة ونحيا حياة الفضيلة والبر، وإن كان الله قد وهب لنا فرصة لنحيا هذه السنة ونثمر فعلينا أن نجعلها سنة للثمر الروحي المتكاثر لحساب الملكوت، نعمل على النمو في مختلف المجالات رغم التحديات والمشكلات اله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى، وإذ يرى الله أمانتنا فى القليل فإنه لن يتركنا ويستثمر وزناتنا ونحن نضع ثقتنا فى الله القادر على كل شئ، وهو الذى عليه رجائنا وقادر ان يبارك حياتنا ويشترك معنا فى كل عمل صالح.
+  نصلى ونطلب سلاما وبنيانا لكنيسة الله المقدسة الجامعة الرسولية وكل مؤمنيها، رعاة ورعية، لكي ينظر الله الينا بعين الرحمة والمحبة ويبنى الله الكنيسة وشعبها لننمو فى الإيمان ونتقوى في الرجاء ونزداد في المحبة ونثق أن الذي وعد أمين {على هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها }(مت 16 : 18). نطلب عن كل نفس في بلادنا لاسيما القادة والمسئولين ليهبهم الله الحكمة والنعمة لقيادتنا فى طريق الخير والعدل والسلام. ونصلي من أجل المحتاجين والفقراء والمظلومين والمرضى والضعفاء. نصلي لله لكي يعصب ويشفي الجريح ويرد الضال ويجبر الكسير، ويحفظ شعبنا ويهبنا الحكمة والنعمة والبركة. نرفع صلواتنا من أجل سلام العالم ولاسيما منطقتنا وبخاصة ليبيا وسوريا ولبنان واليمن والعراق والصومال والسودان بشمالها وجنوبها والأراضي المقدسة لكي ينعم الله علي الجميع بالسلام والاستقرار والخير والتعاون وتتوقف الحروب والتناحر والخصام ويعود الأمن لكل مكان فى الشرق الأوسط. ويمنحنا الله الوعى والأحترام والعيش المشترك معا من أجل حاضر يجد فيه كل إنسان الأمن والسلام والحرية والعدالة والعيش الكريم من أجل لبناء عالم أفضل للجميع، آمين 

 

ليست هناك تعليقات: