نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 23 سبتمبر 2020

41- القديس بولس الرسول والخدمة وأهميتها لحياتنا الروحية



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

 

الخدمة وضرورتها للإيمان والخلاص..

+ الله يريد أن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. وكل نفس هى غالية وثمينة لدى الله وقد فداها بدمه على عود الصليب وهناك قصة رمزية تقول أنه عندما صعد الرب للسماء واستقبلته الملائكة ، تعجب رئيس الملائكة قائلا للرب: لقد بذلت ذاتك من أجل خلاص العالم وها هو العالم في ظلمة عدم الإيمان يسير ما عدا في عدد قليل جداَ. فأجاب الرب قائلاً أني تركت خميرة الإيمان في هذا العدد القليل جدا من الرسل لكي ينقلوا رسالة الخلاص للعالم كله!. وهكذا استطاع التلاميذ والرسل كخدام أمناء ان يحملوا رسالة الكرازة بالإنجيل للعالم كله. وكما علمنا الرب يسوع المسيح قائلاً  {فقال لهم ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده} (لو 10 : 2). عمل الرسل قديما وقاموا بدورهم في الكرازة. ونشر الايمان ورعايته المؤمنين مهمة سامية وشرف عظيم ولها أجرها السمائي وعلي الرعاة والخدام مسؤلية كبيرة لأيصال بشري الخلاص لغير المؤمنين ورعايته وتنمية المؤمنين ولهذا أعد الرب تلاميذه والرسل القديسين وأرسلهم أمام وجهه الي كل مدينة وقرية، ثم قدموا له تقرير عن خدمتهم وصحح لهم مفاهيمهم علي الخدمة وذودهم بالوصايا ومنحهم الأمكانيات للكرازة ونجاح خدمتهم ولذلك خضعت لهم الشياطين وعندما فرحوا بهذا قائلا لهم لا تفرحوا  بهذا أن الشياطين تخضع لكم بل أفرحوا أن اسماءكم كتبت فى السموات { فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ». فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطاً مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ. هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُّوِ وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. وَلَكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهَذَا أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ».} ( لو 17:10-20). ولأهمية الخدمة فى الكرازة  بالإيمان قال القديس بولس { فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟. وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ».} ( رو 14:10-15). لقد سلم الرسل شعلة الايمان للمؤمنين وعهدوا بها للأباء الرسولين من بعدهم { وما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا} (2تي 2 : 2). هكذا رأينا القديس بولس الرسول قرب نهاية خدمة فى يستدعى الرعاة ويقدم لهم تقرير خدمته { من ميليتس أرسل إلى أفسس واستدعى قسوس الكنيسة. فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان. اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب أصابتني بمكايد اليهود. كيف لم أؤخر شيئا من الفوائد إلا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والإيمان الذي بربنا يسوع المسيح. والآن ها أنا اذهب إلى أورشليم مقيدا بالروح لا أعلم ماذا يصادفني هناك. غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا وشدائد تنتظرني. ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله} (أع 17:20-24).

+  الخادم كما القديس بولس يسعى لخلاص كل أحد وأن ينمو هو والمخدومين في الإيمان ويصلوا إلى الكمال المسيحي الذى اليه دعينا { الذي ننادي به منذرين كل انسان ومعلمين كل إنسان بكل حكمة لكي نحضر كل انسان كاملا في المسيح يسوع }(كو1 : 28). يجب أن  يسعى الرعاة والخدام فى كنيسة الله بمختلف درجاتهم ليريحوا التعابى وثقيلى الاحمال ويقودهم لعشرة صادقة ومحبة حقيقية لله لاسيما في الظروف الصعبة التي يعاني ويئن تحت ثقلها الكثيرين وكما يعلمنا القديس بولس { أيها الأخوة إن انسبق إنسان فأخذ في زلة ما فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرّب أنت أيضاً} (غل 6: 1). ولنحذر أن ننظر إلى أخوتنا بروح فريسية أو تعالي محاولين اصطياد الأخطاء أو يكون لنا روح عدم المبالاة لأن هذا لا يتوافق مع المحبة التي تستر كثرة من الخطايا. بل لنحض بعضنا بعضاً على المحبة والاعمال الحسنة وحمل الصليب { فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع. طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب أي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة اجسادنا بماء نقي. لنتمسك بإقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين. ولنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة. غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضا وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب}( عب 19:10-25).

  الخادم سفير لمصالحة الناس مع الله ..  

القديس بولس الرسول كان سفير فوق العادة للسيد المسيح يجول في كل الأرض ويدعو للتوبة والمصالحة مع الله { ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. اي ان الله كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم وواضعا فينا كلمة المصالحة. اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله}( 2كو18:5-20). إن الايمان هو نعمة من الله، الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح بموته أزال العداوة والحاجز الذى يفصلنا عن الله وبين الله محبته للبشر إذ أعطى الخدام أن ينادوا ويبشروا الآخرين بالمصالحة مع الله. ويدعو الرسل والخدام فى تبشيرهم للمسيح سفراء عن الله، عندما يعظونهم ويدعوهم للإيمان به وقبول التصالح معه. والخدمة شركة فى عمل الملائكة { أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص} (عب 1 :14). ليس مهمة الخادم تعليم الناس كلاما عن الله فقط بل توصيلهم اليه وجعلهم يحبونه ويلتصقون به، أنه يدلهم على الطريق الى الله ويسير معهم فيه ليسيروا معا فى الطريق بقلوب ملتهبة بالمحبة حتى يتصور المسيح بالإيمان فيهم { يا أولادي الذين أتمخض بكم ايضا الى ان يتصور المسيح فيكم } (غل 4 : 19). الخادم هو إناء مختار ليحمل اسم المسيح ويبشر بخلاصة لكل أحد والقديس بولس قال عن خدمته { فاذ نحن عاملون معه نطلب أن لا تقبلوا نعمة الله باطلا. لأنه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص أعنتك هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص. ولسنا نجعل عثرة في شيء لئلا تلام الخدمة. بل في كل شيء نظهر انفسنا كخدام الله في صبر كثير في شدائد في ضرورات في ضيقات. في ضربات في سجون في اضطرابات في أتعاب في اسهار في أصوام. في طهارة في علم في اناة في لطف في الروح القدس في محبة بلا رياء. في كلام الحق في قوة الله بسلاح البر لليمين ولليسار}.(2كو 1:6-7).

الخادم والقدوة ..

 للخادم  تأثير فى مخدوميه فيجب أن يكون قدوة ومثال، لهذا يجب  يتميز بالتواضع والحس الروحي وله شركة قوية مع الله ولديه رؤية ومعرفة بماضي وحاضر الجماعة وتصور لمستقبلها بعيون الإيمان ولا يكون عثرة للمخدومين لا فى خطايا إيمانية ولا من جهة التعليم أو السلوك، ويلاحظ نفسه والتعليم المستقيم وينمو فى ذلك { لا يستهن أحد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين فى الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الايمان في الطهارة. الى ان اجيء اعكف على القراءة والوعظ والتعليم. لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع أيدي المشيخة. اهتم بهذا كن فيه لكي يكون تقدمك ظاهرا في كل شيء. لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لانك اذا فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك ايضا} (2تيم12:4-16). يتعيَّن على الخدام لاسيما الذين يقومون بخدمة التعليم والوعظ والتبشير أن يُداوموا على حفظ كلمة الله والعمل بها والتأمل فيها ملاحظين باستمرار انفسهم والتعليم السليم. وأن يلتزموا أولاً بكل ما يُعلِّمونه كي تثمر خدمتهم وتقود المخدومين في طريق الخلاص. فالذين يقتحمون مجال التعليم دون إعداد جيد أو معرفة حقيقية لأعماق محبة الله يُسيئون إلى أنفسهم وإلى الكنيسة ويُعطِّلون دعوة الخلاص.

تنوع الخدمة وتكاملها..

كما ان اعضاء الجسد كثيرة وتقوم بعملها فى تنوع وتناغم وانسجام لخدمة الجسد الواحد والمحافظة عليه ونموه وتقويته هكذا المؤمنين فى جسد المسيح الواحد على المستوى المحلى والاقليمى أو المسكوني للكنيسة عليهم العمل والتعاون والتكامل معا بروح البذل والتواضع والمحبة، ان مواهب وخدمات كل عضو فيها تكون مصدر تغذية وشبع وتقوية للجميع كما ان تعثر عضو فيها يؤثر على سلامة الجسد { فإنه كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعضا لبعض كل واحد للاخر. ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا انبوة بالنسبة إلى الايمان. أم خدمة ففي الخدمة أم المعلم ففي التعليم. ام الواعظ ففي الوعظ ، المعطي فبسخاء، المدبر فباجتهاد الراحم فبسرور. المحبة فلتكن بلا رياء ، كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير. وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية ، مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة.غير متكاسلين في الاجتهاد، حارين في الروح، عابدين الرب. فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة. مشتركين في احتياجات القديسين، عاكفين على إضافة الغرباء. باركوا على الذين يضطهدونكم، باركوا ولا تلعنوا. فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين. مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا، غير مهتمين بالامور العالية بل منقادين الى المتضعين، لا تكونوا حكماء عند أنفسكم. لا تجازوا أحدا عن شر بشر معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس} (رو 4:12-17). ان الروح القدس هو روح الله القدوس، روح الحكمة وينبوع النعم الإلهية يعطى، الكنيسة احتياجها ويريد منا ان نكون اوانى مقدسة ومهيأة للخدمة { فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد. وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد. وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل. ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة. فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء} (1 كو 4:12- 11).

مجالات الخدمة ..

الخادم الامين تشمل خدمته الجميع دون تمييز حتى غير المؤمنين والأعداء {إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه}(لو 12: 20). لذلك ضرب لنا السيد المسيح مثل السامري الصالح (لو 10: 30-37). الخادم محب للجميع. ولكل من  يضعه الله في طريقه هو موضوع خدمته. وهكذا فالمؤمن الحقيقي لا يعرف في خدمته التعصُّب أو الطائفية، وأحشاؤه تفيض بالرحمة على الكل خاصة مَن يحتاجون الخدمة. خدمته متجرِّدة تتجاوز الذات، تتميز بعفة اللسان واليد والقلب والسلوك ، خدمته لا تنتظر المقابل. والخادم يجب ان يكون ناجح في خدمة لأهله وذويه. فالقديس بولس يُشدِّد على خدمة المسيحي لبيته {وإن كان أحد لا يعتني بخاصته، ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان، وهو شرٌّ من غير المؤمن }(1تي 5 : 8)، لأن نجاح الخادم في خدمة بيته يُساند خدمته خارج البيت. ولكن لا ينحصر ابدا في أهله بل ينطلق من النجاح الداخلى الى مجالات الخدمة الكنيسة سواء خدمة الكلمة بالوعظ والتعليم والافتقاد والاهتمام بالحالات الخاصة والمحتاجين للطعام والشراب والملبس والغرباء والمرضى والسجناء وذويهم والذين يعانون الاضطهاد وضعف الإيمان وزيارة المرضى وبيوت المسنين . اننا فى كل هذا نحتاج للكثير من الخدام والخادمات في كل مجال وحقاً قال السيد الرب ان الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فصلوا واطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة لحصاده ونشارك في الخدمة كل على قدر طاقة ومواهبة وامكانيات.

نصلي من أجل الخدمة والخدام

+ اليك يا الله إلهنا القدوس الذى يريد أن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، نرفع تضرعاتنا و صلواتنا من أجل توبة وإيمان وخلاص كل أحد. وأنت الأب السماوى الذى يحب خليقته ويجذبها بربط المحبة، أجذبنا اليك وأدم علينا رحمتك الغنية ومحبتك الأبوية وافتقدنا و تعهدنا بخلاصك.

+ اليك يا مسيحنا القدوس، فادى البشرية، نرفع الشكر والدعاء طالبين أن ترسل لنا فعلة أمناء لكرمك و كنيستك وشعبك، ليتعهدوه بالخصب والنماء لنثبت فيك و نأتي بثمر كثير ويدوم ثمرنا من أجل خلاصنا ولمجد أسمك القدوس.

+ يا روح الله القدس الذى قاد الكنيسة ومنح الرعاة والخدام، النعمة المواهب والإمكانيات من أجل نجاح الخدمة وبنيان النفوس. هلم يا روح الله، تعالي وحل فينا لنعمل معك وبك من أجل خلاص وإيمان القريبين والبعيدين وطهرنا من كل دنس مانحا ايانا روح التوبة والصلاة، أمين 

ليست هناك تعليقات: