نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 12 سبتمبر 2020

34- القديس بولس الرسول و الإستنارة الروحية


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

+ مفهوم الاستنارة الروحية وأهميتها ..

+ المعرفة والحكمة المعطاه من الروح القدس... الاستنارة الروحية المقصود بها ان يكون للانسان بصيرة روحية قادرة على تمييز ومعرفة الحقائق والامور الروحية التي يكشفها روح الله للانسان المجاهد فى طريق الفضيلة. انها المعرفة التي يهبها الله بنعمة الروح القدس لكي يعلم وينير ويقوي المؤمنين ويعرفهم أسرار ملكوت السموات ويعينهم في جهادهم ويعزيهم ليكونوا ابناء لله { لذلك انا ايضا اذ قد سمعت بايمانكم بالرب يسوع ومحبتكم نحو جميع القديسين. لا ازال شاكرا لاجلكم ذاكرا اياكم في صلواتي. كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجد روح الحكمة والاعلان في معرفته. مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين. وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته}(أف 15:1-19). القديس بولس يطلب لنا روح الحكمة والإعلان في معرفته إذ يشتاق أن نعرف الله ونثبت فيه. الله وهبنا العقل لنعقل ونفهم به الأمور من حولنا لكننا إن سلكنا بالعقل وحده دون الالتجاء إلي روح الله ننحرف عن الحكمة والمعرفة الحقة. لكن اذ ننال معرفة من الروح القدس تستنير عيون أذهاننا لنعلم رجاء دعوته وغني مجد ميراثه في القديسين فتكون لنا البصيرة الروحية القادرة أن ترى الله بالإيمان وتتمسك بمواعيده، وتدرك غنى مجد ميراثه المُعد للقديسين فتمتلىء النفس رجاء وتتشدد بالقوة الإلهية.

+ الاستنارة الروحية ومعرفة الله وارادته ... الوعي الداخلي والحكمة ومعرفة الله وارادته وصوته والتصرف السليم نحو العالم الحاضر والآتي { لَكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ وَلَكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الدَّهْرِ وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا. الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً. وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.}(1كو6:2-16) إن أمور الله يمكن أن تعرف فقط بالعنصر الأسمى في الشخصية الإنسانية أى عن طريق الروح الذي يستنير بروح الله. لان الروح هي العنصر الأساسي في الإتصال بالله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. وكما جاء فى الكتاب { ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأن عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً }. ويقصد بالإنسان الطبيعي أي الذي لم يولد من جديد بنعمة الروح القدس، ولم يتجدد قلبيا وذهنيا فهو لا يتقبل هذه التعاليم التي يعلم بها روح الله، بل تبدو أمامه كما لو كانت غير منطقية وليس لديه القدرة على إدراكها، لأن مثل هذه التعاليم لا يمكن فهمها وفحصها والحكم فيها إلا روحياً أي بواسطة الإستنارة التي يعطيها الروح القدس والتي ليست موجودة عند ذلك الإنسان الطبيعي. إن الرسول بولس هنا يتكلم عن الروح القدس كوسيلة للمعرفة مقابل العقل والنفس كأداة للمعرفة البشرية. وعلى ذلك فالإنسان الذي يعتمد على إمكاناته الطبيعية فقط، هو إنسان طبيعي في مقابل الإنسان الروحي الذي تبلغ إليه المعرفة الإلهية؟. حكمة اللَّه لا تُقارن بحكمة العالم، فاللَّه في حبه وبحكمته يشرق بنوره علينا، فندرك إننا مرضى نحتاج إلى الطبيب السماوي، وننال النعم الروحية من واهب الحكمة والغنى الروحي والشبع. حكمة اللَّه لا تقوم على التغطية لكنها تكشف ضعفنا لتهبنا القوة، وتعلن حالة الموت لتقدم لنا قوة القيامة. تعمل لتقيم من الإنسان قديس. تعمل في حياتنا وتحملنا إلي ما فوق الزمن، فنحيا في هذا العالم مسنودين علي قوة اللَّه وفى العالم الآتي نفرح بالمجد الفائق.

+ السيد المسيح وأهب البصر والبصيرة الروحية ... صرخ أعمي اريحا للسيد المسيح طالباً ان يبصر { وجاءوا الى اريحا و فيما هو خارج من اريحا مع تلاميذه وجمع غفير كان بارتيماوس الاعمى ابن تيماوس جالسا على الطريق يستعطي. فلما سمع انه يسوع الناصري ابتداء يصرخ ويقول يا يسوع ابن داود ارحمني. فانتهره كثيرون ليسكت فصرخ اكثر كثيرا يا ابن داود ارحمني. فوقف يسوع وامر ان ينادى فنادوا الاعمى قائلين له ثق قم هوذا يناديك. فطرح رداءه وقام وجاء الى يسوع. فاجاب يسوع وقال له ماذا تريد ان افعل بك فقال له الاعمى يا سيدي ان ابصر. فقال له يسوع اذهب ايمانك قد شفاك فللوقت ابصر وتبع يسوع في الطريق} ( 46:10-52). لقد وهب السيد المسيح للأعمى البصر كما وهبه البصيرة اي استنارة الذهن والقلب والروح أى الحكمة الروحية. كثيرون لهم عيون ولا تبصر، ولا يفكرون فى عالم المجد والمستقبل الأبدى، بل كل همهم النظر إلى الماديات والشهوات، والبعض أعمى الشيطان عيونهم وأضلهم عن طريق الحق،. لهذا صلى داود النبي  قديما قائلاً { اكشف عن عينى، فأرى عجائب من شريعتك } ( مز 119 : 18 ) . وكان القديس " ديديموس الضرير"  فاقد البصر ، ولكن الله أعطاه استنارة الداخل، وشهد عنه القديس جيروم بأنه كان أعظم من كتب عن الروح القدس، وقد أمتدحه القديس أنطونيوس ( إن الله أعطاه بصيرة روحية رأى بها نور اللاهوت ). ونحن يجب ان نصرخ  طالبين من واهب البصر والبصيرة ان يهبنا أستنارة روحية ونتبع الذى قال {انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة }( يو 8 : 12). نحن في حاجة لنور السيد المسيح الذى أنار الطريق لبولس وعرفة ماذا يريد أن يفعل ورفع الغشاوة عن عينيه فابصر نور المسيح العجيب. نحتاج في عالم اليوم للسيد المسيح المذخر لنا فيه كل كنوز الحكمة والعلم ليفتح أذهاننا لنفهم الكتب ونعاين مجده في حياتنا ويقودنا في موكب نصرته. نحن فى حاجة ماسة الى نور البصيرة لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله، ونعرف أهمية الإلتصاق بالله والاستعداد للأبدية السعيدة. وفى عالم اليوم المادي نحتاج الي البصيرة الروحية لنحيا الإيمان العامل بالمحبة والذي يثق ان الذين معنا أقوي ممن هم علينا، لنحيا فى سلام ونلمس يد الله  في الاحداث ونثق أنه ضابط الكل، ونعرف أردته ونتمع بحنان الله الابوى والأمان والسلام فيه ومعه  

ليست هناك تعليقات: