نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

حوار الأجيال.. (1) معنى الحياة

للاب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
شاب يبحث عن معنى وقيمة لحياته .. وما قيمة وجوده على الأرض . وها هو يتعلم ويتألم، تغرب ليجد فى الغربة من الله القربى ويجد المعنى والقيمة لحياته، لكنه ظل بعيد عن الله بمسافات مع ان الله قريب أقرب من الدم فى الوريد!. وفى الغربة وجد نفسه حائر ولديه العديد من الأسئلة التى لا يجد لها أجابات فى عقله الحائر. وأراد ان يجد المال الذى اليه الكل قد مال! وان يجد الأستقرار الذى يبحث عنه الإنسان باستمرار. وان يجد الحبيب المفقود أو الموعود ولكنه أكتشف أنها وعود... ففى الغربة ظل يعانى، الحرمان وعدم الفهم وسوء التقدير مع أنه كان شابا على العطاء قدير. وفهم بعد زمن إن حياتنا غربة وستنتهى فقال ياليت حياتى تنتهى من أجل عمل صالح، وسعى ان يتصالح مع نفسه والله والناس!.
بحث عن معنى لحياته بين دفات الكتب وفي من يقابله من الناس، كان يبحث عن سر الحياة وكيف عاشها الكثيرين، وجد أمامه من يبحث عن السعادة فى الغني والمال أو الجنس والجمال، أو السلطة والأمال ولكن وجد الكل الى زوال. فمن عنه المال قد زال، عنه الناس قد مالوا. ومن جمالها زبل عنها الكثير قد رحل، ومن عنه السلطة ولت عنه الناس قد أدبرت.
اخيرا تقابل مع أب شيخ أختبر الحياة وترك ملذاتها بمعرفة ليبحث عن سر ومعنى الحياة وكيف يرضى الله، فكان حكيما فى التدبير ومفكرا فى نهايته والمصير.
سأل الشاب الأب الشيخ عن معنى الحياة؟.
قال له ياولدى .. حياتنا ليست ورديه بل هى قليلة وردئية ومع هذا تعلم يا أبنى ان تجد السعادة فيما بين يديك من اشياء، فى سهرة عشاء بين الأحباء، أو فى كوب ماء تجد فيه الأرتواء، في أبتسامه طفل تمنحه عطفك وحنانك وفى لقاء من كبار السن تمنحهم التقدير. فى تشجيع لشاب قد فقد المعنى للحياة لتعطيه أمل وثقة ورجاء أو فى كلمة شكر لله على عطاياه. فى صلاة لله ومناجاة تطلب فيها المغفرة والنجاة.
قال الشاب لقد سئمت الحياة مما القاه من عناء وجفاء وشقاء..
أجابة الشيخ: يا أبنى ان البحر الهادئ لا يصنع ربانا ماهر.. انك لن تشعر بالراحة الأ بعد العناء. ولن تشعر بطعم المحبة الا بتجرع كأس الجفاء ولن تجد طعم للسعادة الا بعد الشقاء. فحياتى وحياتك سلسلة مترابطة من آهات وأبتسامات، وعندما تنتصر عل التحديات الجسام تحيا الأنتصار وتجد السلام .المهم يا ابنى ان تحدد أهدافك فى الحياة وتسعى نحو ملكوت السموات؟
أجاب الشاب .. أى ملكوت وانا أحيا على الأرض أعاني؟ فهل تدرى بما لدي من أمانى ضائعة وبحث عن سلام مفقود، وحب غير موجود، وأستقرار منشود ومستقبل آمن فى عالم فيه الصراع يسود!.
أجابه الشيخ: ان ملكوت السموات داخلك يا ولدى وانت لا تدرى؟
عندما تبحث عن السلام المفقود ولا تجده، أصنعه يا ولدى.. لا تقبل الأنقسام الى أشخاص متنافرة، وأحيا فى سلام مع نفسك.. أطلب من الله الصفح لأخطاء الماضى وأقبل الغفران من الله وأمنحه للاخرين. وأحيا على قدر طاقتك فى سلام مع الناس والحياة من حولك مانحا أياهم سلامك وصلواتك وخدمتك، أطلب سلام الله ليحل داخلك ويملك على افكارك وروحك وعواطفك. أن كنوز المحبة لدى الله لا تفرغ. الله يحبك كما أنت ويريد خيرك وسلامك وسعادتك وفيه تجد أمان الحاضر وضمان المستقبل وروح الله يستطيع ان يقودك ويهبك المعرفة والحكمة والقوة.
قال الشاب للشيخ المختبر: وبماذا تنصحنى اذا أبتي
أجابه الشيخ: لقد منحك الله وزنات يا والدى فتاجر بها وأربح...
ان الله لن يكلفك فوق طاقتك بل يجدد طاقاتك ويستخدمك لسلامه فاجلس الى نفسك مصليا الى الله ان يعلن لك ارادته الصالحة وأعمل على تحقيقها. اننا يا بنى غرباء على الأرض ووطنا الحقيقى السماء. فعلى الغريب ان يمثل بلاده بشرف وأمانة ويعمل ليرضى من أرسله ويكون أهلا لتدعيم أواصر المحبة بين أهل الأرض وأهل بلده السماء.
نحن ياعزيزى جئنا فى مهمة على الأرض.. وقد جاء السيد المسيح وأقترب الينا وعاش بيننا ليجعل لتكون لنا حياة وتكون حياتنا أفضل ومن يحيا مع المسيح يحيا حياة سعيده رغم كل الظروف والضيقات والأحداث واثقا انه فى يد أمينه وفى قيادة الراعى الصالح الذى يقوده فى موكب نصرته حتى لو حمل الصليب وسار وراء سيده كل يوم واثقا فبينما يحمل المؤمن الصليب فهو أيضا يحمل قوة وأفراح وسلام القيامة داخله.
نحن فى فترة أختبار.. حياتنا على الأرض هى فترة أختبار لابد إن نجتازها بنجاح ونثبت أمانتنا لله، ورغم أننا قد نفشل أحيانا كثيرة لكن الله يمنحنا الفرصة للتوبة والرجوع الي الحق والطريق المستقيم والحياة الصالحة وكأب يصالح يغفر وينسى ويجب علينا ان نواجه الحياة بشجاعة وصبر ونثبت فى الإيمان الى النفس الأخير.
صادق الله يا ابنى فهو صادق ونعم الصديق فى وقت الفرج والضيق فليكن لك نعم الرفيق. أقبل التحدى وجاهد لكي تحب الله والغير وتصنع خير وفيما انت تزرع خيرا سياتى الوقت الذى فيه تحصده فيه. عش فى حدود يومك لا فى الأمس الذى عبر ولا فى الغد وما يحمله. وقل فى كل يوم هذا هو اليوم الذى صنعة الرب فلنفرح ولنتهلل فيه. واطلب من الله الخلاص فستجده وكن فرح بالله وبعمله معك ولتعيش بالإيمان والثقة فى عمل الله وقدرته ومع كل يوم ستكتشف معنى أعمق للحياة.
ترك الشاب الأب الشيخ على وعد بلقاء أخر...

ليست هناك تعليقات: