للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ لا تظن أنك وحيد وفى الدنيا ليس لك معين. أن الله قوتنا فى الضعف وهو الذى يرد الضال ويسترد المطرود ويعصب الجريج ويجبر الكسير ويحكم بالأنصاف للمظلومين. ألله يبقى أمين حتى لو كنا غير أمناء. عندما يتهددنا الأعداء أو الشيطان هو خلاصنا ونجاتنا وهو معين لمن ليس له معين ورجاء من ليس له رجاء عزاء صغيرى القلوب. الله يعمل ولا يكل ولا يعيا فهو القادر علي كل شئ، الذى لا ينعس ولا ينام، ويخلص بطرق لا نتوقعها ومعونته قد تأتي من أشخاص وأحداث ومواقف قد لا تخطر لنا علي بال. هو يعطي المعييّ قدرة ولعديم القوة يكثر شدة. أختبر داود النبي معونة الرب وقوته وتغني قائلا { أُحِبُّكَ يَا رَبُّ يَا قُوَّتِي} (مز 18 : 1). أختبر هذه القوة أمام جليات الجبار { فَقَالَ دَاوُدُ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ. وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ} (1صم 17 : 45). وأختبر قوة الله ومعونته أمام شاول الملك { لأَنَّهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ نَجَّانِي وَبِأَعْدَائِي رَأَتْ عَيْنِي} (مز 54 : 7). فثقوا فى قوة الله وأطمئنوا لعمل نعمته وليقل الضعيف طالب قوة الله معه { لِيَقُلِ الضَّعِيفُ: بَطَلٌ أَنَا!} (يؤ 3 : 10)
+ أنتظر الرب ولا يضعف إيمانك وأفرح فى رجاء. وأحب الرب من كل قلبك وأطلبه بنفس راغبة وروح الله يجدد قوتك ويهبك حكمة وعلم لا يقدر جميع معانديك أن يقاوموها أو يناقضوها. يجدد كالنسر شبابك ويرفعك فى تواضعك. قد يثق الشباب في قوتهم ولكنهم بدون الله سريعاً ما يخوروا. ولكن من يثق فى الله يهبه طاقة متجددة وحب فياض ويحلق عالياً مع الله فى سماء الفضيلة { وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ} (أش 31:40). فلننتظر الرب ونترجي مراحمة المتجددة كل صباح. ونختبر عمل الله الخلاصى الذى يقوينا فى الضعف ويهبنا سلاماً يبدد الخوف ويعمل بنا وينقذنا من فم الأسد { فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ }(2كو 12 : 9) ونقدم الشكر لله كل حين { وَأنَا اشْكُرُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي قَوَّانِي، انَّهُ حَسِبَنِي امِيناً، إذْ جَعَلَنِي لِلْخِدْمَةِ} (1تي 1 : 12) . لقد جال القديس بولس الرسول كارزاً بالإيمان فى كل مكان بلا قوة ولا مال أو سلطان لكن كان الرب معه وأن كان الله معنا فمن علينا!{وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ} (2تي 4 : 17)
+ فلنثق فى الله مصدر قوتنا وتسبحتنا {قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا} (مز 118: 14) ولهذا يقول الوحي الإلهي في سفر زكريا النبي }لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود} (زك 4: 6) لهذا يقول القديس بولس {اختار الله ضعفاء العالم ليخزى بهم الأقوياء} ولماذا أختار الله الضعفاء؟ {ليكون فضل القوة لله لا منا} (2كو 4: 7) ولكي يكون الله مصدر قوتنا، فلنقل مع القديس بولس الرسول {أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني}(فى 4: 13). أن كنا نريد أن نكون أقوياء، فليكن الله هو مصدر قوتنا. لا نعتمد على قوتنا الخاصة، بل على قوته هو. نقف أمامه ضعفاء، لنأخذ القوة منه كما أوصانا الكتاب { أَخِيراً يَا إِخْوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.} ( أف 10:6،11). نصلي من كل قلوبنا لله لكي يمنحنا قوة جديدة لكل عمل صالح، ويدبر حياتنا حسب أرادته الصالحة، ونطلب أن يعطينا الحلول لمشكلاتنا والمخرج والنصرة فى الضيقات والتجارب. بالروح القدس نتحرر من عبودية الخوف والخطية ونتقوى فى الضعف ونأخذ أمل وثقة فى الهنا القوى المنتصر، ننال في المسيح الغفران، ونتطهر من كل خطية وننال الحكمة والنعمة ونسلك كما يليق باولاد الله القديسين ممجدين الله الأب علي كل حين، أمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق