نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الجمعة، 2 سبتمبر 2016

الغضب وعلاجه الروحي


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مفهوم الغضب وأسبابه ونتائجه...
+ الغضب هو تعبير عن عدم رضا الإنسان عن مواقف أو تصرفات يوجهها وفيها يفقد المرء أعصابه وقد يخطئ سواء بالقول أو الفعل أو التصرف نحو نفسه أو غيره ولهذا يدعونا الكتاب المقدس الي الأسراع فى الأستماع فنتفهم الغير ونبطي فى الغضب لان الغضب لا يصنع بر الله { إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ.} (يع 19:1-20). الحليم يضبط نفسه وغضبه الغضب وينفيس عنه ويتجاوب معه بشكل صحى ويعلاجه باسلوب روحى أو يظهر عدم الرضا عن الخطأ فى هدوء وتعقل { اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً } (ام 16 : 32). والحكيم يغيير مسار الغضب بالعمل الأيجابي ليكون عدم الرضا أو الغضب طاقه للبناء وأصلاح النفس وأخطائها ونقائصنا ونثور علي أفكارنا الشريرة فلا نقبلها ونخرج الخشبة الي فى أعيننا قبل أن نعبر عن عدم الرضا عن القذى الذى فى أعين أخوتنا.
+ الغضب خطية مركبة فى أسبابه ونتائجه وقد يعبر عن الكراهية وعدم الأحتمال أو قسوة القلب أو الادانة وعدم توافر المحبة وهو ضد الوداعة واللطف وقد تكون أسبابه حقيقة أو ناتجة عن الخيال والمرض النفسي، لهذا يوصينا الكتاب بالتأني وعدم الغضب { لاَ تُسْرِعْ بِرُوحِكَ إِلَى الْغَضَبِ لأَنَّ الْغَضَبَ يَسْتَقِرُّ فِي حِضْنِ الْجُهَّالِ} (جا 7 : 9). قد يأتي الغضب من الأرهاق الزائد جسديا أو عصبيا عندما يثار الشخص أو تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ولهذا علينا أن نستريح ونهدأ. وقد ينتج الغضب من ضغوط المجتمع وأزماته أو المعاناة من الظلم أو زملاء السوء أو حتى من أضطهاد ومضايقة الرؤساء ومشاكل العمل والأسر المادية والأجتماعية. وقد يكون من أسباب الغضب الأحساس بالفشل وعدم الأشباع العاطفى وقد ينم الغضب عن كبرياء وعدم أتضاع. الغضوب يقع في خطايا الأدانة وأخطاء اللسان والخصومات وأعثار الغير ويفقد سلامه الداخلي ولهذا نحتاج الي الصبر والتمهل وطول البال حتى تعبر المواقف الصعبة المسببة للغضب لدينا بسلام. وعلينا معرفة أسباب التوتر والغضب لدينا ومعالجتها قبل أن تتفاقم وتزداد وتتحول الي ثورة وهياج يدمر العلاقات الجيدة والاسر الهادئة ويفقد البيوت سلامها ويهدد أستمرارها. الشخص الغضوب يقع فى الأخطاء والمعاصي {اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخِصَامَ وَالرَّجُلُ السَّخُوطُ كَثِيرُ الْمَعَاصِي} (ام 29 : 22). كما أن الغضب له أضراره الصحية ومنها السكر والضغط وأمراض القلب.
علاج الغضب الروحي...
+ التعلم من المسيح الوديع ... علينا أن نتعلم من السيد المسيح الذى قال لنا { تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ}( مت 28:11-30). لقد جاء عن السيد المسيح أنه هادى لا يخاصم ولا يصيح فكلام الودعاء يسمع فى هدوء أكثر من صراخ المتسلط بين الجهال { لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وَعَلَى اسْمِهِ يَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ.} ( مت 19:12-21).
لقد دعانا الرب يسوع المسيح فى تعاليمه الي المحبة حتى للأعداء والمسامحة والغفران وعدم الغضب أو الأساة للغير { قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ،وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.} (مت 21:5-24). وقدم لنا أعظم مثل على الصفح والغفران نقف أمامه فنذوب ونتوب ونترك الغضب والذنوب ونتبع أثر الهنا المحبوب ونغفر من القلوب عندما نراه علي الصليب معلقا والرعاع يتقول عليه وهو المحكوم عليه حسدا وظلما ونسمعه يقول { يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُون} (لو 23 : 34). علينا أن نتعلم من مخلصنا الصالح كيف نقابل الأساءة بالمحبة والصمت وتسلم الحكم لله الذى يحكم للمظلومين بالعدل {الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ} (1بط 2 : 23). علينا أن نضع أمامنا أيقونة المسيح مصلوب ونتعلم منه ومن رجال الله القديسين ونعتبر المسئ الينا كطبيب يظهر لنا عيوب قد لا نراها فينا وكعلاج لبرنا الذاتي فينظر الله الي تواضعنا ويخلصنا كما فعل داود النبي مع شمعي أبن جيرا. وعلينا أن نلتزم الهدوء والصمت حتى تعبر ريح الغضب ونتعلم من خبراتنا السابقة ان نضبط أنفسنا { الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط} ( أم 1:15). يجب علينا أن نتعقل ونصفح فى وقت الغضب { تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ }(ام 19 : 11). { فَاطْرَحُوا عَنْكُمْ انْتُمْ ايْضاً الْكُلَّ: الْغَضَبَ، السَّخَطَ، الْخُبْثَ، التَّجْدِيفَ، الْكَلاَمَ الْقَبِيحَ مِنْ افْوَاهِكُمْ }(كو 3 : 8).
+ التواضع ... الإنسان التواضع لا يحزن من أحد ولا يحزن أحد بل فى تواضع يلقي بالملامة علي ذاته لو أساء اليه الغير وينظر الي خطاياه الخفية ويعدد كم صبر الله عليه وستره فيصبر على الغير وعلى الظروف وبصبره يقتني ويربح نفسه والغير. المتواضع لا يشيع المذمة أو يغتاب غيره ويخدم الغير بمحبة ويحتمل ضعف الضعفاء ويلتمس لهم الأعذار متى غضبوا أو أخطاؤا فى حقه مبررا ذلك بالجهل أو الضعف أو المرض وهذا يحتاج الي علاج وأصلاح فيحبه الناس ويقدروه ويكون مريح للتعابي.
+ المحبة والأحتمال ... المحبة تحتمل الغير وتعالج فى صبر. بالمحبة نتعلم أن نقبل الناس كما هم وبضعفاتهم فأن من أحتمل الغير وقت غضبهم يصبح شهيدا بدون سفك دم كما قال أحد القديسين.علينا أن نعمل الخير ونحتمل ونقدم الكلمة الطيبة للمحزون والساخط ونقدم الهدية والكلمة الرقيقة لرفقائنا فى الدرب عوضا عن النقد والهدم وكما يقول المثل " أن اردت أن تجنى العسل لا تحطم خليه النحل" أن اردنا أن يصير بيتنا سعيد وحياتنا أفضل فعلينا أن نكون إيجابيين نسعي فى عمل الخير ونكتسب الصبر والأحتمال فى التعامل حتى مع الشخصيات الصعبة عوضا عن الهدم والسخط والنزاع ونعالج الأمور بالمنطق والحوار لا بالجدال والنزاع { لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ }(رو 12 : 19). نسعي بصبرنا وطول البال لأقتناء أنفسنا وكسب محبة الأخرين وخلاصهم { لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ}(1تس 5 : 9).
ها نحن نطوب الصابرين ...
+ علينا أن نصلي ليعطينا الله الوداعة والحكمة لنسلك بتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة، نطلب من الله ان يهبنا محبة له لننقاد الي التواضع والوداعة ولا نقبل لرياح الغضب الضار أن تنتصر علينا أو تفقدنا سلامنا بل نتصرف بوداعة وتواضع وفى حزم مع النفس والغير فى الظروف الصعبة حتى تعبر بسلام. نطلب من الله ان يهبنا العين البسيطة والقلب المحب والخدمة الباذلة لنرث أرض الأحياء فى السماء ونربح غيرنا { طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ }(مت 5 : 5)
+ نصلي ونطلب من الله أن يعطينا الصبر فى المحن والتجارب {هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ }(يع 5 : 11). نصبر ونحتمل ضعف الضعفاء وهياج الأعداء متمسكين بإيماننا بالله وحلمه ووداعته فتعبر عن المحن ويشتد بنياننا الروحي ونتقوى فى الروح ولا نسمح لريح الغضب الضارة أن تهزمنا أو لغضب الغير أن يفقدنا هدوئنا بل نتعامل مع الشخصيات الصعبة بهدوء ورقى يليق بابناء الله القديسين.
+ علمنا يارب أن نحتمي فيك عندما يهيج علينا العدو، ونرتمي تحت أقدام الصليب عندما تأتى علينا ثورات الغضب أو الخطية بانواعها فنجد فيك السلام والعزاء ونتعلم منك المحبة حتى للأعداء ونجد منك الصبر فى المحن والضيقات ونتعلم كيف نجاوب بالمنطق والحكمة كل من يسالنا عن سبب الرجاء الذى فينا.

ليست هناك تعليقات: