نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

(134) فكر روحية لكل يوم - نصيبي هو الرب


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
+ لكل منا أهتماماته وأولوياته فى الحياة التي يسعي للحصول عليها وأقتنائها ويحزن متي حرم منها أو زالت عنه. هناك أناس يختاروا البيت أو الأسرة أو الأبناء أو المال أو المناصب كهدف لحياتهم وقد تكون محبة الله فى حياتهم موجودة بنسب مختلفة لديهم، لكن هناك أناس الله لديهم لها المكانة والمقام الأول وفوق كل شئ ويقولوا مع النبي { نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ} (مرا 3 : 24). وفى ضيقاتهم يصرخوا الي الله كملجأ ونصيب لهم كما قال المرنم { صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ. قُلْتُ: أَنْتَ مَلْجَإِي نَصِيبِي فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ} (مز 142 : 5). هكذا كان خدام الله من اللأويين قديما لا نصيب لهم فى الأرض لكي يتفرغوا لخدمة الله ولا ينشغلوا بامور العالم { لِأَجْلِ ذَلِكَ لمْ يَكُنْ لِلاوِي قِسْمٌ وَلا نَصِيبٌ مَعَ إِخْوَتِهِ. الرَّبُّ هُوَ نَصِيبُهُ كَمَا كَلمَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ} (تث 10 : 9). ومن يتكرس لخدمة الله يجب أن يكون الله نصيبه وموضع محبته ومركز أنشغاله وخدمته. ونحن كمؤمنين قد دُعي أسم المسيح الحسن علينا وولدنا بالمعمودية كأبناء وبنات لله وتقدسنا بالميرون المقدس لنكون هياكل مقدسة للرب علينا أن نحب الرب بكل قلوبنا ونخدمه بنفس راغبة.
+ ومع تزايد حاجات الإنسان، وضغوط الحياة ومتطلباتها المختلفة لا يجب أن نقلق أو نضطرب بل نثق فى الله ونلقي بهمومنا عليه { مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ} (1بط 5 : 7). وها هو الله الذى يقيت طيور السماء ويهتم بزنابق الحقل يقول لنا أنه يعتني بنا ويعمل ما هو لخيرنا { فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟. فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.} (مت 31:6-33). هكذا خسر القديس بولس الرسول مركزه كيهودي وترك أهله وموطنه وجال يبشر ويكرز بملكوت الله ليحيا مع المسيح ويقول { بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ }(في 3 : 8). جعل القديس بولس السيد المسيح مركز حياته وجل أهتمامه ونظر الي الموت كربح ليحيا مع المسيح { لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ }(في 1 : 21). أحب القديس بولس الحياة كخدمة لله ورسالة كسفير للمسيح يدعو للتوبة والإيمان والمصالحة مع الله ولكن فى إيمانه الواثق بامجاد السماء يقول { لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً} (في 1 : 23).
+ ان حياتنا قصرت أم طالت هى فترة غربة على الأرض ستنتهي سريعا ولا تقارن بالأبدية السعيدة والحياة مع الله، فلا يجب أن ننسي أننا غرباء ورحل. نعمل أن تكون رحلتنا سعيدة بوجود الله فيها كنصيب لنا ومصدر لسعادتنا ومعين وناصر لنا فى شدائدنا ونقول مع المرنم { مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأَرْضِ} (مز 73 : 25). هكذا عاش أبائنا القديسين أمناء على رسالتهم على الأرض وأقرواء أنهم غرباء ووطنهم الحقيقى هو السماء { فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ }(عب 11 : 13). علينا أن نكنز فى السماء فالذى لا نتركه اليوم بارادتنا سنتركه غدا مرغمين {لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ} (مت 6 : 19- 20). فلا شئ ثابت فى الدنيا سوى حقيقة واحدة أننا بشر زائلين وأننا سنقف أمام الله وسيعطي الله كل منا حسب أعماله وما يزرعه الإنسان أياه يحصد.
+ نصيبي أنت يارب من أجل هذا أرجوك، طيب أنت يارب للنفس التي تنظرك وتترجاك. أيها الراعى الصالح أعيننا نحوك وتترجاك وأنت صانع الخيرات الذى يشبع كل حي من رضاه، وأنت الراعي الصالح الذى يعرف خاصته ويرعاها ويقودها فمعك لا نريد شئ لانك شبعنا وأرتوانا وسعادتنا. فى غربة حياتنا على الأرض نسعي لنكون أمناء لرسالتنا كابناء وبنات لك ونسير غربتنا ونحن شاكرين لله فى كل حين على كل شئ. هدفنا محبة الله وتمجيد أسمه القدوس وخدمته ونحن وأثقين رغم ضعفنا أن الله أمين لا يتركنا ولنا وعده الصادق { هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ }(مت 28 : 20)

ليست هناك تعليقات: