نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الأربعاء، 5 أغسطس 2020

11- القديس بولس الرسول و الروح القدس وقيادته الإلهية



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

لاهوت الروح القدس ..
+ الروح القدس هو الأقنوم الثالث في اللاهوت، نعبُّده ونؤمن به ونُخلِص له ونحبه وننقاد لقيادته لنا ويثمر ثماره الروحية فينا ويهبنا مواهبه ويعمل في الكنيسة وأعضائها. الروح القدس هو روح الله وهو أقنوم الهي ذا صفات إلهية، ويقوم بأعمال لا يقوم بها إلا الله، ويهب عطاياه العظيمة للذين عرفوه وأمنوا به وسلَّموا نفوسهم له باعتباره الأقنوم الثالث في اللاهوت. ويعمل في المؤمنين ويقودهم ويهبهم حكمة ونعمة وقوة. والمسيحية تقوم علي الإيمان بالثالوث القدوس، الإله الواحد. كما قال الرب تلاميذه { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس }(مت 28 : 19).
+ الروح القدس نُسب إليه ما نُسب إلى الله. ومن أمثلة ذلك قول إشعياء { ثم سمعتُ صوت السيد  فقال: اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعًا ولا تفهموا، وأبصروا إبصارًا ولا تعرفوا} (إش 6: 8، 9). فأشار بولس إلى ذلك بقوله {حسنًا كلّم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي} (أع 28: 25). وكلام الرب في العهد القديم على قطع عهدٍ مع بيت إسرائيل (إر 31:31-34) نُسب في العهد الجديد إلى الروح القدس، فقيل { ويشهد لنا الروح القدس أيضًا أنه بعد ما قال سابقًا هذا هو العهد الذي أعهده معهم بعد تلك الأيام} (عب 10: 15، 16). وأشار استفانوس لمقاومه عمل الله بأنه مقاومة للروح القدس (أع 7: 51). وقال القديس بولس {أم لستم تعلمون أن جسدكم هيكلٌ للروح القدس الذي فيكم؟} (1كو 6: 19). {فإنكم أنتم هيكل الله الحي} (2كو 6: 16). ففي هذه الآيات لا يفرّق الرسول بين الله والروح القدس. ويقول القديس بولس {كل الكتاب هو موحى به من الله} (2تي 3: 16). وقال القديس بطرس { تكلّم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس} (2بط 1: 20، 21). فأولهما نسب الوحي إلى الله والآخر نسبه إلى الروح القدس فكلاهما يؤكد الوهية الروح القدس.
+ نؤمن نحن المسيحيين بقانون الايمان ونقول : " نؤمن بالروح القدس، الرب الحي، المحيي، المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والأبن، الناطق في الأنبياء"  الروح القدس هو روح الله الذي يحيي موتى الذنوب ويعمل في الاسرار لتقديس المؤمنين ويقودنا في طريق القداسة والبر، نُسلِّم له ذواتنا، ليستخدمنا ويقدسها ويقودها ولذلك سُمّي أيضًا "روح القداسة" هو روح الحق" و"روح الحكمة". وسُمي "المعزي" (يو 14: 26)، و"روح القداسة" (رو 1: 4)، و"روح الحياة" (رو 8: 2)، و"روح المسيح " (رو 8: 9)، و"روح التبنّي" (رو 8: 15)، و"روح الابن" (غل 4: 6)، و "روح الموعد القدوس"» (أف 1: 13) و"روح الحكمة والإعلان" (أف 1: 17)، و"روح  المسيح "(في 1: 19)، و"روح المجد" (1بط 4: 14). هو " الروح القدس" تمييز له عن جميع الأرواح المخلوقة التي هي دونه في القداسة بما لا يُقاس واشارة الي عمله غير المنظور، وهو إنارة أرواحنا وتجديدها وتقديسها وإرشادها .
+ الأفعال المنسوبة إلي الروح القدس في الكتاب المقدس تدل على صفاته الذاتية، والذي يتّصف بها كائن عاقل ذو مشيئة وإدراك وقدرة ومحبة. ومما يدل على علمه قول بولس الرسول {الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله} وقوله {أمور الله لا يعرفها أحدٌ إلا روح الله} (1كو 2: 10، عنه {فهو يعلّمكم كل شيء} (يو 14: 26). وما يدل على قوته قوله { لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس} (رو 15: 13). و{ بقوة آيات وعجائب بقوة الروح القدس} (رو 15: 19). فاعمال الروح القدس تدل علي أقنوم الهي يعلم ويرشد ويختار ويهب حكمة ويهب التوبة ويقيم الرعاة ويقدس الأسرار ويقرر { لانه قد راى الروح القدس ونحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة} (اع  15 :  28). وحين كذب حنانيا علي الرسل قال له القديس بطرس{ فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟. أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيعَ أَلَمْ يَكُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هَذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ».}( أع 3:5-7).ويُنسَب للروح القدس المعرفة والحكمة والتعزية والتعليم والقيادة وثمار الروح ومواهبه. الناس تتعامل مع الروح القدس كما مع الله الآب والأبن. نؤمن به وننقاد اليه وقد يقاومه البعض أو يكذبوا أو يجدّفوا عليه أو يُحزنونه. فليس الروح القدس قوة أو تأثير ولا انفعال بل هو شخص الله ذاته. إنه روح الله، وأحد الأقانيم الثلاثة { فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد } (يو 5: 7). وكلمة «أقنوم» كلمة سريانية تدل على من يتميَّز عن سواه، بغير انفصال عنه. وقد سُمّي الاقنوم الثالث بالروح القدس ليس لأن بينه وبين الأقنومين الآخرين تمييز في الروحانية لأنهم متساوون، بل يٌسمى الروح القدس إشارةً إلى عمله غير المنظور وهو إنارة أرواحنا وإرشادها وتجديدها وتقديسها.
عمل الروح القدس وقيادته الالهية ...
+ الروح القدس منذ الأزل والي الأبد موجود ولكن ظهر عمله لنا منذ بدء الخليقة كان يخلق ويجدد الخليقة { ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الارض} (مز 104 : 30). وهو الذى عمل مع الآباء والأنبياء ومنحهم النبؤة والحكمة والعلم وكان يحل قديما علي الأنبياء والملوك والكهنة بمسحة الزيت المقدس ويعمل في الاسرار ويقدسها ويعمل فى المؤمنين ويعلمهم وأما أهمية عمله في عصر الإنجيل فتظهر من مقامه العظيم في عمل الفداء وبنيان ملكوت الله فقد أعدَّ الله العالم لمجيء المسيح قبل مجيئه وهو الذى حل علي العذراء وقدسها لتصير أماً للقدوس الابن الكلمه حسب أختار الآب { فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو 1 : 35). وبعد صعود السيد المسيح وإرساله الروح القدس يعمل الروح لينير الخاطئ ويجدد قلبه وذهنه ويحرّك عواطفه ويرشده ويحثه على قبوله بالإيمان، ويمنحه القدرة على العيشة الصالحة والنمو في الفضائل، ويساعده على إتمام واجباته، وعلى مقاومة التجارب، ويعزيه في الحزن ويسنده في الضيق، ويثبّته في السلوك الحسن ويبنيه في المعرفة السماوية. وقد شهد كل المؤمنين الأتقياء في كل زمان ومكان أنهم شعروا بحلول الروح القدس في قلوبهم وعمله فيهم.
+ والإيمان بالله لا يكون إلا بعمل الروح القدس فينا ليعطينا نعمة الايمان والفهم والثمار الصالحة والمواهب الروحية كما يقول القديس بولس { لِذَلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. وَأَنْوَاعُ أَعْمَالٍ مَوْجُودَةٌ وَلَكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. وَلَكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ.  فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. وَلَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا يَعْمَلُهَا الرُّوحُ الْوَاحِدُ بِعَيْنِهِ قَاسِماً لِكُلِّ وَاحِدٍ بِمُفْرَدِهِ كَمَا يَشَاءُ. (1كو 12: 1-13). بالروح القدس نعرف الله وفكره وما اعده لنا من أمجاد كما يقول القديس بولس { مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً. وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.} (1كو2: 7-16). بالروح القدس نعرف أسرار ملكوت السموات، فالروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله أي له المعرفة الدقيقة الكاملة، فهو يعرفنا الأشياء العميقة والسرية التي تختص بالله، وبالتالي يعلمنا مقدار حب الله لنا وما أعده لنا من أمجاد، لانه  يعرف فكر الله وقصده وتدبيراته. والروح يعلن لنا هذه الحقائق السماوية حتى نسعي في طلبها. ونحن في المسيح نقتني حواس روحية يفتحها الروح القدس ويدربها (عب 5 : 14). وبهذه الحواس تكون لنا القدرة أن نلتقط ونعرف إعلان الروح لنا. والخطية تطمس هذه الحواس الروحية، والإنسان الطبيعي المولود بحسب الجسد ( يو 1 : 12، 13) لا توجد له هذه الحواس الروحية، التي تحكم على الروحيات، أمّا المولود من الله فله هذه الحواس. وكما أن الانسان لا يعرف ما بداخله سوى نفسه، هكذا لا يعلم أمور الله سوى روح الله. لذلك بالعقل وحده يصعب أن ندرك أمور الله أو نعرف الله، ما لم يعلن الروح لنا { ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس}(1كو 12 : 3). 

ليست هناك تعليقات: