نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 22 أغسطس 2020

20- القديس بولس الرسول وصفات المحبة المسيحية 



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

 

المحبة وصفاتها في تعاليم القديس بولس..

+ محبتنا للغير هي الدليل العملى على محبتنا وتلمذتنا للمسيح له المجد { بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعض لبعض} (يو 13 : 35). وهذا ما دعي القديس بولس أن يكتب قائلاً { واما المحبة الاخوية فلا حاجة لكم ان اكتب اليكم عنها لأنكم أنفسكم متعلمون من الله أن يحب بعضكم بعضا } (1تس 4 : 9). فمحبتنا للغير تنقلنا الى دائرة الحياة الإبدية، والله في محبته يقدر حتى كأس الماء الذى نقدمه بدافع المحبة التي هي اتساع القلب ليحمل في داخله اله المحبة ومن خلاله نحب كل البشرية فوق حدود العواطف والغرائز البشرية فالمحبة المسيحية ليس استحسان ولا انسجام مع الغير وإنما هي بذل وعطاء بكل إمكانية من أجل كل أحدٍ دون أن ننتظر نفعًا ماديًا أو معنويًا، نحب الغير وعمل الخير من أجل اللَّه. فالمحبة هو عمل المسيح فينا، وشركتنا معه في سماته. المسيح إلهنا المحب والإيجابي متى أحببناه هو يشكّلنا لنتشبه به ونتبعه ونشاركه حياته وصفاته.

+ المحبة المسيحية كفضيلة إيجابية تولد فينا طول أناة وترفق وفرح بالحق واحتمال لكل شيء، وتصدق كل شيء، والرجاء في كل شيء في استمرارية باحشاء رحمة { فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة }(كو 3 : 12). ومن الناحية السلبية فالمحبة تجعلنا نرفض شهوات الجسد و الكبرياء والأنانية والاحتداد وظن السوء والفرح بالإثم أو أي مشاعر سلبية أو إحباط أو يأس. فلنسمع القديس بولس الرسول ينشد لحن المحبة الخالد { إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً. وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً. الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ وَلاَ تَنْتَفِخُ وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ. وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ. أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ.} ( 1كو 1:13-13).

+ المحبة لها الأفضلية في حياتنا عن كل المواهب الأخرى والتكلم بلغات مختلفة أو التنبؤ أو العلم. فإن استطعت أن أتكلم بلغات متعددة بدون محبة فلست شيئا ولو تكلمنا لغة الملائكة بالتسابيح التي ربما إستمع الرسول والملائكة يسبحون حينما اختطف للفردوس. فمن يشترك في تسابيح الكنيسة وصلواتها وترانيمها كأصوات فقط أو للمظهرية، والقلب خالٍ من المحبة، فستكون خدمته بحث عن مجد ذاتي أي نغم بلا مكافأة وكأنه أصوات بلا معنى أما المسيحية فهي محبة، الله محبة. والمحبة تؤثر العطاء على الأخذ وإخفاء الذات لأجل الآخر. أصوات الصنوج والنحاس التي تطن لا تعطى معنى معيناً أو موسيقى لها معنى، هكذا أي موهبة بلا محبة، فالمحبة هي التي تعطى النفع للمواهب أو هي الأساس الذي يقوم عليه الإنتفاع بالمواهب. ولو امتلك أحد مواهب دون محبة لصار منفراً للناس مزعجاً لهم كنحاس يطن. فالموهبة دون محبة هي كبرياء ومجد ذاتي. أن السعى وراء موهبة ما للمجد الذاتي ما هو إلاّ إرتداد للوثنية وعبادة الذات والعطاء بدون رحمة ومحبة لا يفيد صاحبه بل يكون مدعاة للتكبر والهلاك. الصفة الأساسية للإنسان الروحي هي المحبة لله من كل القلب والفكر والنفس والقدرة ومحبة القريب كالنفس في سعي متواصل للنمو في الفضيلة والتقوى والنعمة ومعرفة الله والثبات فيه.  

صفات المحبة المسيحية  ...  

+ لقد بين لنا الله الآب محبته لنا في المسيح يسوع الذي جال يصنع خيرا ويقدم المحبة للجميع وعلينا أن نصلي ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا و يهبنا ذاته فنكون علي صورته ومثاله وإن لم يكن لدينا محبة كافيه نصلى ونطلب نعمة الامتلاء من الروح القدس، الذى من ثماره المحبة (غل 22:5). وهذا يحتاج منا الي جهاد روحي وتغصب على أعمال المحبة المطلوبة. و بالتالي لن أمتلئ محبة سوى بالجهاد. فالفضيلة تكتسب بالجهاد الروحي. نتعلم ونعمل ونتكلم حسناً على كل الناس، ونحسن إليهم ونقدم خدماتنا لكل الناس ونتشبه بالسيد المسيح الذي أتى ليخدم لا ليُخْدَمْ ونصلي لأجل كل الناس وعندما يرى الله جهادنا يسكب علينا محبته { لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا} (رو 5 : 5). المحبة المسيحية كما يصفها القديس بولس الرسول في رسالته الأولى لأهل كورنثوس لها صفات مميزة فهي:

1- تتأنى وترفق .. تضع لنا الكنيسة في مقدمة صلاة باكر بضع آيات من رسالة القديس بولس  إلي أفسس يقول فيها الرسول (أطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها، بكل تواضع ووداعة وطول أناة محتملين بعضكم في المحبة مسرعين إلي حفظ وحدانية الروح برباط السلام) (أف4: 1-3). ليكون التأني والأحتمال فضيلة تتبعنا من أول اليوم وعندما يمتلئ قلب الإنسان بالمحبة للجميع فإنه يتأنى ويترفق بالغير ولا يتسرع فى الغضب، بل يطيل أناته على المخطئين ويحنو عليهم حتى يخرجهم من أتعابهم، التأني يهزم الغضب، فنصبر ونصمت حتى نهدأ من الداخل، المحبة تجعلنا نتأنى حسب توجيه الرسول بقوله: { شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع} (اتس 5: 14).

2- والمحبة لا تحسد... الحسد هو تمني زوال نعمة من الغير أو أمتلاكها منه، المحبة لا تحسد وتتمني نجاح الآخرون وتقدموهم. لأن إذا كانت المحبة تدفعنا لمنفعة الآخرين ومساعدتهم فكيف نتألم أو نحسد الغير إذا ما تحقق لهم الخير؟ فالمحب لا يفكر فى نفسه لاقتناء ما عند الآخرين أو يتضايق من خيرهم ونجاحهم، بل يفرح ويتمنى لهم المزيد.

3- المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ...  المحبة تجعلنا في تواضع قلب نسلك ولا نتفاخر أو نتكبر لان الله يقاوم المتكبرين ويعطي نعمة للمتواضعين. في معرفة بضعفنا نحترم الآخرين ونكرمهم فلا نمتلئ غرورا ولا نفتخر بما لدينا بالنسبة للآخرين، لأننا نحبهم ونكرمهم .

 3- المحبة لا تقبح .. فالشخص المحب متى اضطر إلى إصلاح عمل ما لشخص آخر، فإنه يفعل ذلك بكل هدوء وبألفاظ مهذبة، فله من الحساسية ما يجعله يحرص على عدم جرح مشاعر الآخرين حتى لو أخطأوا، لأنه يرى جمال الآخرين أما نقائصهم فيلتمس لهم العذر فيها ويحاول مساعدتهم لإصلاحها سالكين بلطف ومحبة فى بذل كقول الرسول { اسلكوا في المحبة كما احبنا المسيح ايضا واسلم نفسه لاجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة} (أف 5 : 2).

4- لا تطلب ما لنفسها... المحبة ضد الأنانية وتجعل الإنسان يفكر فى احتياجات الآخرين ومصلحتهم قبل احتياجه، والله المحب يفيض ببركات أوفر ويهتم بالإنسان الباذل حياته لأجل الآخرين، الذى لا يهتم بنفسه وينكر ذاته يكرمه الله ويهتم به.

5- المحبة لا تحتد...  المحبة لا تجعل صاحبها يثور بغضب فيحتد بالصوت العالى بل يكون وديع كسيده الذى جاء عنه أنه { لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته} (مت  12 :  19) المحب بالمحبة يعالج الأمور ولا يغلبنه الشر { لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير } (رو 12 : 21). هذا لأن المحب لا ينظر للآخرين بروح النقد ساعيًا لإدانتهم، بل على العكس من كل ذلك فالمحبة تجعله لا يحسب للآخرين أخطاءهم.

6- المحبة لا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق ..  المحب لا يفترض نية الشر فى الآخرين أو اتهامهم به، ويُكتفى بالحرص مع التماس العذر حتي إن ثبت سقوطهم فى الشر. العالم يشجع كثير من الخطايا ويعتبرها نجاحًا وتميزًا، مثل الكذب والحصول على أكثر من الحقوق الشخصية، ولكن المحبة لا تفرح بشرور الناس بل تتمنى خلاصهم وتفرح بأعمالهم الصالحة، أي الحق الذي فيهم وهو عمل الله الذى يساعدهم على الفضائل والأعمال الصالحة.

 7- المحبة تحتمل وتصدق كل شئ...  المحب يحتمل نقائص الآخرين وأخطائهم فى حقه { بكل تواضع ووداعة وبطول اناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة }(اف 4 : 2). والمحب لا يصدق بسهولة أى أمر ردئ يمكن أن يقال على الآخرين، بل يصدق ببساطة كل ما هو حسن أمامه مع الحرص والصلاة حتى يكشف الله كيفية التعامل مع الآخرين فينجو من أى شر. فالمحب لا يفتح أذنيه لكلام الواشين الساعين لتدبير المكائد. المحبة تصدق كل مواعيد الله ووصاياه مهما كانت ظروف الحياة المحيطة أو سلوك الناس بعيدًا عن الله.

8- المحبة وتصبر علي كل شئ..  المحبة الصادقة لا تعرف اليأس إطلاقًا متوقعة عمل الله بهدوء وسكون وصبر ورجاء فيه. المحبة الحقيقية صابرة لا تتعجل النتائج ولا يفرغ صبرها سريعًا، فالله الذى يرى صبرك وطول أناتك سوف يعطيك مجازاة عادلة.

9- المحبة لا تسقط أبداً ...  الله محبة وبما أن الله أزلى أبدى، فالمحبة تبقى وتدوم ولا تزول ولا حتى بعد الموت رغم بطلان أمور كثيرة وانتهائها بانتهاء الزمان مثل النبوات، التى هى التنبؤ بأمور مستقبلية فستنتهي بتمام الخلاص فى الأبدية، إذ لا وجود لها عندئذ لأنه قد تم تحقيقها. والألسنة أى اللغات المتعددة التى هى وسيلة للتفاهم الناس خلال حياتهم الزمنية فلن يكون لها وجود فى الأمجاد السماوية، حيث الأجساد النورانية الممجدة التي تتخاطب بوسائل أخرى ربما غير اللغات التي نعرفها. أما المحبة فهي تدوم وتبقى وتثمر وتفرح الله والناس فلنحفظ أنفسنا فى محبة الله {اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة }(1كو 13 : 13). بالمحبة نفرح معا ونكمل بعضنا بعض ونهتم أهتمام وأحد كيف نبني وننمي بعضنا بعض ونعيش فى سلام ومحبة كقول معلمنا بولس الرسول { اخيرا ايها الاخوة افرحوا اكملوا تعزوا اهتموا اهتماما واحدا عيشوا بالسلام واله المحبة والسلام سيكون معكم} (2كو 13 : 11)، أمين 

ليست هناك تعليقات: