نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

الخميس، 6 أغسطس 2020

صوم القديسة مريم العذراء


للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى

كرامة القديسة مريم العذراء.

+ أهنئكم أحبائي بصوم القديسة مريم العذراء وأطلب لكم شفاعتها وصلواتها عنا وعن بلادنا ومنطقتنا وعن العالم كله عند الله، ليرحمنا الله ويترأف علينا وينعم علينا بسلامة الكامل ويرفع عن العالم الوباء والغلاء والحروب وكل أمر شرير، نحن نسمي هذا الصوم باسم أمنا القديسة مريم وهذا من قبيل الإكرام وليس العبادة اطلاقاُ فالسجود والعبادة لله وحده {للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد }(مت 4 : 10). فصومنا و صلواتنا مقدمة لله القدوس ونحن نكرم الله فى جميع قديسيه الذي قال للرسل الذي يرذلكم يرذلنى والذي الذى يكرمكم يكرمنى والذى يكرمنى يُكرم ابى الذى ارسلنى . ونحن نتعلم من فوم القديسة مريم العذراءضائل القديسة مريم كام روحية لنا { اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم }(عب 13 : 7). العذراء بمحبتها وحنانها تطلب عنا وقد اختبارنا دالتها وصلواتها المستجابة عنا، ونحن فى الكنيسة القبطية عبر تاريخها الطويل نتمتع بامومة ورعاية وشفاعة امنا القديسة مريم وظهوراتها المتكررة فى مصر على المستوى العام او معجزاتها وظهوراتها على المستوى الفردى تشهد لصحة إيماننا وقوة شفاعتها الدائمة عنا .

+ الاصوام كلها نقدمها لله زهدا ونسكا وتفرغا من الاهتمام بملاذ الجسد لنتقوى فى الروح ونهتم بغذاء ارواحنا، ويقال ان هذا صوم القديسة مريم صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت.  فقال لهم: (أريد أن أرى أين دفنتموها!) وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا...  فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري حتى أعلن لهم الرب صعود جسدها الى السماء  واصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. ولقد مارس صوم القديسة مريم اولا العذارى والرهبان وبعد هذا صامه الشعب كله وقننته الكنيسة كصوم عام بعد ذلك ، وكم نحن نحتاج الى الصوم والصلاة فى كل حين { صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب} (طوبيا  12 :  8). فاذ لنا أعداء مقاومين لابد ان يكون لنا الركب المنحنية  والايدى المرفوعة بالصلاة لنشبع بمحبة الله و ننتصر على اعدائنا الذين قال عنهم السيد المسيح { هذا الجنس لا يمكن ان يخرج بشيء الا بالصلاة و الصوم} (مر 9 : 29). فالصوم فترة للنهضة الروحية والشبع بكلمة الله { فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله }(مت  4 :  4).كما أننا فى شهر كيهك نسهر ونسبح الله ونكرم القديسة مريم بذكصوليجيات وتماجيد لأنها ولدت لنا مخلص العالم كله كما قالت فى تسبحتها ان جميع الاجيال تطوبها.

 

القديسة مريم فى الكتاب المقدس..

+ القديسة مريم العذراء ذكرها الكتاب المقدس  باكرام واجلال وجاء عنها الكثير من الرموز والنبوات فى العهد القديم ولها كرامتها الفريدة فى العهد الجديد فهي والدة الإله الكلمة المتجسد، المملوءة نعمة ، القديسة الشفيعة الأمينة التى قام السيد المسيح بعمل أولى معجزاته فى عرس قانا الجليل بطلبتها وهى توصينا دائما أن نطيع وصايا الله {قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه} (يو  2 :  5). إنها المرأة التي تنبأ عنها سفر التكوين بأن نسلها يسحق رأس الحية القديمة إبليس {واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك} (تك 3 : 15).

+ هى العذراء الدائمة البتولية { ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل} (اش 7 : 14). القديسة التى حل الروح القدس عليها وقدسها وملأها نعمة وبمجرد سلامها علي أليصابات امتلأت أم المعمدان من الروح القدس { فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت اليصابات من الروح القدس. وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة انت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك.فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي. فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني. فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب. } (لو 1 :  39-45). ومن سفر التكوين الى سفر الرؤيا  نرى رموز واشارات عن القديسة مريم { وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا }(رؤ 12 : 1).

القديسة مريم في تقليد الكنيسة ...

+ العذراء مريم لها كرامتها فى تقليد الكنيسة منذ العصر الرسولى ، فهي الإنسانة الوحيدة التي أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم بأن يتجسد منها الله الكلمة هذا الشرف الذي شرحه الملاك جبرائيل بقوله { الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله} (لو 35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس { بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً } (أم29:31).  العذراء هي الأم الروحية لنا وشفيعتنا المؤتمنة فعلى الصليب عهد بها السيد المسيح الى يوحنا الحبيب { ثم قال للتلميذ هوذا امك ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته} (يو 19 : 27). فلو كان لها أبناء أخرين كما يدعى البعض لكانوا اجدر واحق برعايتها ! وإذ صارت العذراء أما للرسل فهي أمنا لنا نحن الذين آمنا على أيديهم.

+ من اجل كرامة العذراء والاقتداء بها وتطويبها نهتم بإكرامها ومدحها فى التسبحة اليومية والقداسات ففي القداس الإلهي يجرى ذكرى تطويب العذراء فى أكثر من مرة ففي لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه ( السلام لمريم العذراء الملكة ونبع الكرمة ). وعند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن (هذه المجمرة الذهب هى العذراء وعنبرها هو مخلصنا ، قد ولدته وخلصنا وغفر لنا خطايانا). وفى مقدمة قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الإله فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة البدع. وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: (نعظمك يا أم النور الحقيقى...).وبعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين نطلب شفاعة امنا العذراء "بشفاعة والدة الاله القديسة مريم يارب أنعم لنا بمغفرة خطايانا). فى مجمع القديسين نطلب شفاعة العذراء مريم  على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، فنحن نؤمن اننا كنيسة واحدة سواء من انتقلوا او يجاهدوا ليكملوا وينتصروا نصلي بعضنا من أجل بعض .

القاب القديسة مريم العذراء ...

+ ما أكثر الألقاب التي أطلقها الآباء على القديسة مريم العذراء بما تحمله من مدلولات روحية مستمدة من الكتاب المقدس ، فهى السماء الثانية ، الحمامة الحسنة ، دائمة البتولية ، شورية هارون ، سلم يعقوب ، الملكة القائمة عن يمين الملك كما جاء فى المزمور {قامت الملكة عن يمينك أيها الملك} (مز 9:45). ومن أكثر الألقاب شيوعاً وأحبها إلينا لقب والدة الإله وهذا اللقب ثبتته الكنيسة الجامعة فى مجمع أفسس 431م كما جاء فى الإنجيل {فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي } (لو  1 :  43). ونقول عنها فى التسبحة ان الاب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك أرسل وحيده اتى وتجسد منك . ولقد بنيت أول كنيسة على اسم القديسة مريم فى مدينة فيلبي فى عصر الرسل لاكرام العذراء التي بصلواتها انحلت ابواب السجن الحديدية واخرجت القديس متياس الرسول من السجن .

فضائل فى حياة العذراء مريم .

+ التواضع فى حياة القديسة مريم . ان التواضع صفة محبوبة من الله والناس { لأن قدرة الرب عظيمة وبالمتواضعين يمجد} (سير 3 : 21). { يقاوم الله المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة} (يع  4 :  6). والعذراء القديسة مريم رغم ما نالته من حظوة وكرامة لدى الله { دخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء... وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا. فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو 28:1،31-35). بعد هذه الكرامة نراها تجاوب الملاك { فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك} (لو 38:1 ). وبعدما قال لها الملاك عن حبل أليصابات قامت مسرعة لتخدمها وعندما التقيا وامتلات اليصابات من الروح القدس وقالت لها من اين لى هذا انت تأتى أم ربى اليٌ نرى العذراء تعطى المجد لله { فقالت مريم تعظم نفسي الرب.وتبتهج روحي بالله مخلصي.لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس} لو 46:1-49. احتملت العذراء فى تواضع الكرامة وسوء الظن من البعض فى تواضع عجيب وتسليم كامل لمشيئة الله . منذ طفولتها وحتى نهاية حياتها على الأرض فى صمت الاتقياء { و اما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها} (لو  2 :  19).

+ الإيمان والصلاة . ظهر إيمان العذراء مريم فى العديد من المواقف فى حياتها ، فلم يحدث لعذراء غير متزوجة قبلها إنجاب طفل ولكن كان للعذراء الإيمان القوي الذي به اجابت به الملاك ليكن لى كقولك حتى ان اليصابات طوبتها على هذا الإيمان قائلة لها { فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب} (لو 1 : 45). لقد كان ايمانها وعمق صلواتها مبني على علاقتها القوية بالله والكتاب المقدس حتى ان تسبحتها الحلوة عقب زيارتها لأليصابات كانت عبارة عن ايات من العهد القديم { فقالت مريم تعظم نفسي الرب. وتبتهج روحي بالله مخلصي. لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني.لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس.ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين.عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الابد} (لو 46:1-55). عند الصليب وقفت العذراء الأم تتأمل بإيمان تتميم عمل الخلاص وسيف الآلم يجتاز قلبها كما سبق وانبائها سمعان الشيخ عندما كان يسوع المسيح ابن أربعين يوما وكانت تقول ( اما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائى فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذى أنت صابر عليه يا ابنى وإلهى). وظهر إيمانها فى طاعتها وتسليمها عندما خدمت فى الهيكل وهي طفلة وفى خضوعها عند سن البلوغ وذهابها الى بيت يوسف النجار بامر الشيوخ حيث كانت يتيمة الابوين، وفى ذهابها الى مصر مع يوسف النجار وفي طاعتها لأمر السيد المسيح بأن تحيا فى رعاية القديس يوحنا الحبيب .

3 – العذراء وحياة الطهارة .. لقد عاشت العذراء حياة الطهارة والعفة منذ طفولتها فى الهيكل وكما تلقبها الكنيسة بحق العذراء كل حين ، ولتنظروا حتى الى ثيابها المتشحة بها فى كل الظهورات حتى بعد صعودها الى السماء ، مكتسية بحلل البهاء و متسربلة بثياب من نور رمزا طهارتها وعفتها. وعندما راي القديس يوسف النجار حبلها واذ كان رجلا بارا وأراد أن يخليها سراً فمن أجل إظهار برائتها ظهر له ملاك الرب مدافعا عنها { ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس} (مت 1 :  20). وحسب التقليد الكنسي فإن الذى رفع يديه ليعترض جسدها فى الطريق إلى القبر فى عدم احترام لها قطع يديه ملاك الرب مدافعا عن قداستها ولما صرخ نادما أعادها له الرسل بمعجزة . فحرى ببناتنا أن يتخذن من العذراء شفيعة وقدوة فى الطهارة النابعة من محبة الله والتأمل فى كلامه وحفظ وصاياه والعمل بها.

+ طوباكى أيتها الشفيعة المؤتمنة التي خدمت البشرية كلها وعوضا عن مخالفة أمنا حواء للوصية ، أطعتى انت ايتها القديسة مريم وقدمتى كحواء الجديدة والثانية لله شعبا مستعدا من قبل طهارتك، وكنتِ وستبقى على مدى الأجيال أمنا مكرمة تطوبك جميع الأجيال فأنت قدوة للعذارى ومعلمة للفضيلة للجميع وانت أمنا الحنون التي نلجأ اليها فى ضيقاتنا لترفعى عنا الصلاة وتطلبى من الرب ليغفر لنا خطايانا ويقوي إيماننا ويحفظ كنيستنا رعاة ورعية، أمين.

ليست هناك تعليقات: