+
إيماننا بالله الآب ضابط الكل ...
+
نحن نبدأ قانون الإيمان المسيحي باقرارنا بالإيمان بإله واحد، الله الآب
ضابط الكل خالق السماء والأرض. وكما يقول القديس بولس الرسول { لنا اله واحد الآب
الذي منه جميع الاشياء ونحن له ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الاشياء ونحن
به} (1كو 8 : 6).
نحن نؤمن
بإله واحد، أزلى أبدى، كائن بذاته، كلي الحكمة، قادر على كل شئ ونؤمن أن الله
ثلاثة أقانيم، الآب والابن والروح القدس وأن الأقانيم الثلاثة متساوية فى كل
الصفات الإلهية. متميزون دون انفصال، ومتحدون بدون أمتزاج، ولكل أقنوم بعض أعماله
الخاصة التى لا يصح نسبتها للأقنومين الآخرين، كمثال التجسد فهو خاص
بالابن {الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر} (يو1:
18). الأبن خبرنا عن الآب فنحن لا نرى الأب، إنما نراه في ابنه الذي تأنس وصار في
الهيئة كإنسان ولذلك فإن كل الظهورات في العهد القديم كانت للابن. الله
أعلن أبوته لنا كتاج الخليقة منذ العهد القديم ويعاتب شعبه علي بعدهم عنه
فيقول { رَبَّيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على} (أش 1: 2). الله في العهد القديم
يعلن أنه الآب كما في العهد الجديد، هو هو لم يتغير في علاقته بالبشر، وما دام هو
أب لنا يعاملنا كما يعامل الأب أولاده، كذلك يجب أن نعامله كأب بكل حب واحترام
وخضوع وعبادة { الابن يكرم أباه والعبد يكرم سيده فان كنت انا ابا فأين كرامتي وإن
كنت سيدا فأين هيبتي قال لكم رب الجنود } (ملا 1 : 6). أعترف الشعب قديما بابوة
الله { والآن يا رب أنت أبونا. نحن الطين وأنت جابلنا} (أش 64:
8). وحتى قبل قصة الطوفان يقول الكتاب {رأى أبناء الله بنات الناس أنهن
حسنات} (تك 6: 2). فأبناء شيث دعوا أبناء الله تميزاً لهم عن نسل قايين
الذي دعيت بناته بنات الناس. ويقول الرب {يا ابني أعطني قلبك} (أم 23:26). لكن في
العهد الجديد ننال البنوة علي مستوى عهد جديد وفريد في أبنه الوحيد بالنعمة
والتبني نولد بالماء والروح { بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس } (تي
3: 5). بالمسيح يسوع ربنا نصير ابناء لله { وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ
فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ
بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ،
وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ.} (يو 12:1-13). بهذا الميلاد
الجديد من الماء والروح نصير باكورة الخليقة الجديدة، ليس من ثمرة عناصر طبيعية،
لأنه ليس من دمٍ. ولا من نتاج غرائز جسدية، ولا بمشيئة جسد، وليس بخطة بشرية، إنما
هو ميلاد علوي سماوي من الله.
محبة
الله الآب وسعيه لخلاصنا..
+
أدخلنا الله معه في علاقة بنوة ومحبة حقيقيه وكشف لنا عن ذاته من خلال
الاباء والأنبياء وأخيرا ظهر لنا متجسداً كما يقول القديس بولس { اَللهُ، بَعْدَ
مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ،.
كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ الَّذِي جَعَلَهُ
وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاًعَمِلَ الْعَالَمِينَ. الَّذِي،
وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ
بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا،
جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي.} (عب 1:1-3). الله الآب كلم
الاباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة ووعدنا بالخلاص من الخطية والشيطان
والموت، لكن في الأيام الأخيرة كلمنا في ابنه، ليس كاله بعيد عنا بل قريب منا
بتجسده لكي نلتقي معه، وحمل الأبن الصليب ليهبنا حق الدخول فيه للآب، نازعاً
العداوة، و بقيامته بررنا وفيه نلتقي مع أبيه أبًا لنا، فلا نسمع من الابن كلمات
مجردة، إنما نتقبله بالإيمان فينا ونحن فيه، فنصير واحدًا معه، وأعضاء جسده. لم
يعد كلام الله مجرد وصايا نتقبلها لنطيعه، وإنما بالأكثر قبول الكلمة الإلهي وثبوت
فيه. حين تحدث الأنبياء مع الآباء قدموا رسائل إلهية أما وقد تحدث الآب إلينا في
ابنه فإنه قدم لنا ابنه ذاته سرّ حياة وخلاص وقيامة لكل من يؤمن به. علمنا الأبن
كيف نسجد للآب بالروح والحق { ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون
يسجدون للآب بالروح والحق لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له }(يو 4 :23).
بالإيمان بالابن الوحيد نصير ابناء للآب بالتبني وبالنعمة وتكون لنا حياة أبدية {
لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي
أَرْسَلَنِي وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي
الأَنْبِيَاءِ: وَيَكُونُ الْجَمِيعُ مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ
سَمِعَ مِنَ الآبِ وَتَعَلَّمَ يُقْبِلُ إِلَيَّ. لَيْسَ أَنَّ أَحَداً رَأَى
الآبَ إِلاَّ الَّذِي مِنَ اللَّهِ. هَذَا قَدْ رَأَى الآبَ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.} (يو 44:6-47).
+
أعلن لنا السيد المسيح طبيعة الله { ألست تؤمن اني انا في الاب والاب في الكلام
الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الاعمال} (يو 14 :
10) {صدقوني اني في الاب والاب في وإلا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها} (يو 14 : 11)
وعن أرسال الابن الروح القدس من عند الآب { وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر
ليمكث معكم الى الأبد } (يو 14 : 16) {واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب
باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم }(يو 14:26) ودعا الرب يسوع
تلاميذه ليذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم ويعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس
{فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس }(مت 28 :
19). { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء
الثلاثة هم واحد }(1يو 5 : 7). الروح القدس يكشف لنا حتى أعماق الله والأمجاد
المعدة لنا في السماء { بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على
بال انسان ما اعده الله للذين يحبونه. فاعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص
كل شيء حتى أعماق الله. لأن من من الناس يعرف امور الانسان الا روح الانسان الذي
فيه هكذا ايضا امور الله لا يعرفها احد الا روح الله. ونحن لم ناخذ روح العالم بل
الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله.} (1كو 9:2-12). بنوتنا
لله ليست مجرد اسم، إنما هي حياة ونحن نصلي لله كأب لنا والابن ينبغي أن يشبه أباه
في البر والسعي للكمال كمؤهل وبرهان علي بنوتنا لله { إن علمتم أنه بار هو،
فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه} (1 يو 2: 29).
+
صلاتنا وعبادتنا نوجهها إلى الآب بابنه في الروح القدس { وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئاً. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا
طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ. إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً
بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً.} (يو 23:16-24).
الله الآب أرسل ابنه لخلاصنا وأعطانا روحه القدوس الذي به ندعو الله اباً لنا {
فقال لهم متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليات ملكوتك لتكن
مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض} (لو 11 : 2). هذا ما يقوله مطلع الرسالة إلى
أفسس { مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا
بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا
اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ
لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي
بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ
نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، الَّذِي فِيهِ
لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ} (1:
3-7). لقد باركنا الله وأختارنا للتبني في أبنه وبسبب هذه الأبوَّة نستطيع نحن أن
ندعو الله أبانا. هذه البنوَّة التي نلناها بنعمة مجّانيّة، هي عمل الله الآب الذي
يجعلنا له أبناء في يسوع، الابن الحبيب { إنَّ الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه
يسوع المسيح، هو أمين} (1كو 1: 9). بنوتنا لله هي ثمرة محبته الله الآب
{برهن على محبَّته لنا بأنَّ المسيح مات عنّا ونحن بعد خطأة} (رو 5: 8).
الإبن يدعو الآب أباه، ويجعلنا له أبناء. ومن ليس لهم الابن بالتأكيد لن يقدروا أن
يدعو الله أبًا لهم.{ الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية و الذي لا يؤمن بالابن لن
يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله} (يو 3 : 36). إننا أبناء للآب لأننا نؤمن بابنه
الوحيد، هكذا سنكون في الابن وفي الآب { وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ،
أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ
النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.
ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ اللهُ رُوحَ ابْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ
صَارِخاً: "يَا أَبَا الآبُ".إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً،
وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ.} (غل 4:4-7). الآب مبادر
بالحب و بمحبته ورحمته أرسل أبنه الحبيب يسوع المسيح ربنا ليفدينا ويعمل بالروح
القدس في الكنيسة والمؤمنين ليقدس شعبه ويرعاهم ويهبهم ملكوته السماوى، فنقدم له
المجد والشكر والسجود كل حين، آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق