نص متحرك

♥†♥انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف يو 10 : 11 ♥†♥ فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار مت32:25 ♥†♥ فلما خرج يسوع راى جمعا كثيرا فتحنن عليهم اذ كانوا كخراف لا راعي لها فابتدا يعلمهم كثيرا مر 34:6 ♥†♥ و اما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف يو 2:10 ♥†♥

السبت، 1 أغسطس 2020

7- القديس بولس الرسول و الحياة في المسيح



للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
                { لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح} (في 1 : 21)
بولس الرسول والحياة المقامة في الرب..
+ أن سألت رجال الأعمال عن الحياة يقولون : " الحياة هي العمل والربح "، ومن يهتم بالدراسة فيقول لك : " الحياة هي النجاح والتعلم والمركز المرموق والشهادات ". والإنسان الشهواني يقول: "لي الحياة هي الملذات والمتع "، والرياضيين والممثلين وغيرهم يقولون " الحياة هي الشهرة والكسب وتحقيق الأهداف"، وغيرهم يقولوا كسب الأتباع أو السلطة وأما القديس بولس الرسول فيقول { لان لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح} (في 1 : 21). الحياة ليست غنى ولا معرفة ولا شهرة ولا كرامة زمنية، بل المسيح. هو الأول والآخر وهو الطريق والحق والحياة. كانت الحياة بالنسبة لبولس الرسول فرصة للكرازة بمحبة الله المعلنة في المسيح يسوع بالروح القدس، أما الموت فهو فرصة للانطلاق للقاء مع السيد المسيح وجهًا لوجه. ففي حياته أو موته كل ما يشتهيه الرسول هو اقتناء السيد المسيح بكونه حياته. الموت بالنسبة للجسدانيين خسارة وتحطيم، أما بالنسبة للإنسان الروحي فهو مكسب. ففيه انطلاق  للحياة الأبدية بأمجادها الفائقة.
+ النظرة المسيحية للحياة هي شركة مع المسيح القائم، فالحياة تستحق أن تُعاش مادامت مع المسيح، ويكون الموت ربح ومجد عظيم عندما نكون معه في السماء. عاش القديس بولس على الأرض أعظم حياة يمكن أن يعيشها المسيحي في شركة مع المسيح يطلب ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الآب ويعتبر ذاته ميت بالنسبة للعالم وشهواته وحياته مستترة مع المسيح في الله { فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ. مَتَى اظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ انْتُمْ ايْضاً مَعَهُ فِي الْمَجْدِ} (كو 1:3-4). نحن متأصلوِّن في المسيح وحياتنا هي فيه, فنحن نتمتع بالوحدة معه في قيامته وتصعد قلوبنا معه, ففي موت المسيح متنا عن الخطية { وان كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية واما الروح فحياة بسبب البر} (رو 8 : 10). و بقيامة المسيح قمنا لنحيا حياة جديدة { الذين أراد الله أن يعرفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الأمم الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد} (كو 1 : 27). بصعود المسيح للسموات، أصعدنا معه {  الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي احبنا بها. ونحن أموات بالخطايا احيانا مع المسيح بالنعمة انتم مخلصون. واقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع.}( أف 4:2-6). حياتنا الجديدة مع  المسيح تحررنا من الاهتمام بأمور هذا العالم، فنصير أموات عن العالم وحياتنا الحقة هي في المسيح الصاعد إلى السماوات. كلما نعرفه نكتشف تدريجيًا الجمال الكامن في الشركة مع ربنا يسوع، نتمتع بالشركة في سماته، كالمحبة والرحمة والرأفة والوداعة والرأفة وطول الأناة، وكما دخل يشوع بشعب الله إلى كنعان لينال كل واحدٍ نصيبه في أرض الموعد (يش 11: 23)، هكذا صعد ربنا يسوع إلى السماء كقائدٍ لموكب نصرتنا، وفيه ينال المؤمن ميراثاً في المجد السماوي. المسيحيةُ هي أنكار للذات للتمتع بحياة يسوع المسيح في جسدنا المائت. نقوم مع المسيح وفيه لنحيا به ولأجله، فكُلَّما عرفنا المسيح أفضل لا تعود أمور العالم تجتذب اهتماماتنا. إذ يضيف المسيح حياته إلى حياتنا فلا تتسع لمزيد من الأمور العتيقة.
معرفة المسيح وشركة الأمة وقوة قيامته...
 + إن نتحد بالمسيح ونعرفة وشركة الأمه وقوة قيامته فهذه غاية وهدف الحياة لدي القديس بولس { لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ. } (في  10:3-11). المسيح هو عريسنا السماوي الذي نتحد به فلا نعاني من الشعور بالعزلة { فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح }(2كو11 : 2).  وتصير حياتنا عرسًا دائمًا، إنه الحياة والكنز والنور والشبع. هكذا سعى القديس بولس فى حياته للاتحاد الروحي والثبات في المسيح { اذا يا اخوتي الاحباء والمشتاق إليهم يا سروري واكليلي اثبتوا هكذا في الرب أيها الاحباء} (في 4 : 1). وعوض عن انشغال بولس قبل الاهتداء بالحرفية القاتلة والتي كان يظنها طريق البرّ، آمن بالمسيح وحلّ المسيح بالإيمان فيه. بهذا صارت له معرفة فائقة بالله، وبقى ينهل من ينبوع المعرفة والحكمة ليدرك عمليًا قوة قيامة المسيح، ويختبر شركة آلامه، متشبها بموته الطوعي لأجل خلاص شعبه. سار القديس بولس مع الله في معرفة متجددة لا تنقطع للمسيح للسماوي القادر أن يبرر الجميع بدمه الثمين ويريهم بهجة قيامته. كان ما يشغل القديس بولس على الدوام هو انطلاقه اليومي في طريق القيامة خلال شركته مع السيد المسيح { لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلَكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.} (في 12:3-14). المسيحي يسير مع المسيح كما سار أخنوخ في نمو مستمر ينسى ما هو وراء ويمتد لقدام في شركة وصداقة وعشرة حب وخدمة حتى ينقله الله  للدخول إلى الأمجاد الأبدية.
+ دخل القديس بولس إلى عمق الشركة بفاديه، فخرج إلى العالم جباراً قوياً عملاقاً  كعضو حي في المسيح. نعمل مع المسيح كأعضاء الجسد الواحد فى تناغم وانسجام من أجل جسده الذى هو الكنيسة وامتداد ملكوت الله، كما يوجهنا الروح، ليس لنا أن نختار أن نكون القلب أو اليد أو الرجل أو... الخ لكن لنا أن نعمل معه ويكون المسيح حياتنا.  ولو أردت أن تعرف كيف يمكن أن يكون المسيح فيك وأنت فيه، أرفع عينك إلى الهواء الذي يحيط بك على الدوام والذي يدخل صدرك وأفهم كيف تستنشقه هكذا يحل المسيح بالإيمان فينا. وكما تري الإسفنجة فى البحر يملؤها الماء من الداخل، وهي مغمورة فى الماء فى نفس الوقت. كان بولس أكثر تشبعاً بالمسيح من الاسفنجة بالماء، وأعمق ارتباطاً بسيده من الحاجة الي تخلل الأكسجين للهواء وضرورته للحياة. فهو يسير مع المسيح محلقاً  بأجنحة الروح فى الحياة الروحية ليجلس فى السماويات { أقامنا معه واجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع} (أف 2 : 6).
+ كانت شركة بولس الرسول دائمة ومتصلة بالمسيح لأن عينيه لم تتحول قط عن المسيح، ومن ثم كان لبولس "حياة المسيح". رغم أنه كان أيضا أنسان تحت الالام مثلنا ومن طبيعتنا، عندما دخل كورنثوس كان فى ضعف ووخوف ورعدة، من الصعوبات والمخاوف التى تجابهه فى الخدمة، وفى أسيا وصل إلى اليأس من الحياة، لكن كان له رجاء ثابت فى الله وأستطاع بالايمان أن يواجه كل ضيقات الحياة { فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدّاً فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضاً. لَكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ، الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هَذَا، وَهُوَ يُنَجِّي. الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضاً فِيمَا بَعْدُ.} (2كو8:1-10). كان بولس يجاهد فى إيمان وثقة وعلى رجاء بدون أدنى شك أنه سيبلغ قيامة الأموات. ولكن ما هو بلوغ قيامة الأموات؟ إنها الحياة الكاملة التامة لكل شخص، والتي تتجلى بوضوح في نهاية الزمن عندما تتحقق قيامة الأموات. بغيرة متقدة لا تهدأ نراه يبشر عن المسيح ويتحدث بقوة حتى أمام الملك أغريباس وفى حماسة قال له فستوس الوالي {أنت تهذي يا بولس. الكتب الكثيرة تحولك إلى الهذيان } (أع 36: 24). وأى ثبات أو صبر يفوق الوصف ونحن نسمعه يقول { نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ، فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ، فِي ضَرَبَاتٍ، فِي سُجُونٍ، فِي اضْطِرَابَاتٍ، فِي أَتْعَابٍ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ، فِي طَهَارَةٍ، فِي عِلْمٍ، فِي أَنَاةٍ، فِي لُطْفٍ، فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، فِي مَحَبَّةٍ بِلاَ رِيَاءٍ، فِي كَلاَمِ الْحَقِّ، فِي قُوَّةِ اللهِ بِسِلاَحِ الْبِرِّ لِلْيَمِينِ وَلِلْيَسَارِ. بِمَجْدٍ وَهَوَانٍ. بِصِيتٍ رَدِيءٍ وَصِيتٍ حَسَنٍ. كَمُضِلِّينَ وَنَحْنُ صَادِقُونَ. كَمَجْهُولِينَ وَنَحْنُ مَعْرُوفُونَ. كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا. كَمُؤَدَّبِينَ وَنَحْنُ غَيْرُ مَقْتُولِينَ. كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِماً فَرِحُونَ. كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ. كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ.} (2 كو 6: 4 - 10). وعندما اقتربت النهاية قال: {لأننى عالم بمن آمنت } (2 تى 1: 12)  لقد فاز فى السباق وها هو يقول عندما أقتربت رحلة الحياة علي الأرض أن تنتهي {  قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، اكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ،. وَأَخِيراًقَدْ وُضِعَ لِي اكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ ايْضاً.} (2تيم 7:4-8).

ليست هناك تعليقات: