للأب القمص أفرايم الأنبا بيشوى
مفهوم الإيمان ...
+ يعرف القديس بولس الرسول الإيمان بأنه الثقة بوعود الله وصفاته وخيريته التي نرجوها كما وعد وتكلم بها الله، وتصديق أموره غير المنظورة والتي لا نراها والتي كتبها انبياء الله القديسين مسوقين بالروح القدس أو كلمنا بها الله في ابنه يسوع المسيح ربنا كحقائق إيمانية، فيحيا الإنسان في يقين وثقة من جهة امور الله غير المنظورة بالحواس { إذا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله} (رو 10 : 17). وفى رسالة القديس بولس الي العبرانيين يعرف الإيمان قائلاً: { وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. فَإِنَّهُ فِي هَذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ. بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ} (عب 1:11-3). الإيمان هو رؤية روحية واضحة للأمور وتأكد وقبول لوصايا الله ومواعيده التي يبرهن على صدقها لا بكلمات وإنما بالخبرة العملية وكما رأيناها وعاشها رجال الله القديسين. بالإيمان نقبل مواعيد الله التي لا نراها لكننا نكتشف صدقها خلال الخبرة. لهذا يتطلب منا الإيمان عقول تسمو فوق الأمور الحسية والمرئية. رغم أن الإيمان ليس ضد العقل بل يفوقه ويتخطاه ويمكننا فهمه ووالحياة وفقاً له { بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ}( عب 3:11). إننا لا نستطيع أن نؤمن بالمسيح مخلص ومجدد طبيعتنا الداخلية بروحه القدوس، ما لم نصدق ونؤمن أن الله هو الخالق بكلمته. فالكلمة الخالق هو الذي يقدر أن يجدد الخلقة بعد أن فسدت { فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.} (يو 1:1-5).
+ الإيمان يشمل حياتنا الروحية كلها وهو يبني علي عقائد إيمانية مستقيمة لكي تكون حياتنا الروحية سليمة ونامية وتقود الفضيلة والتقوى وتورث أمجاد السماء. وليس الإيمان قناعة نظرية دون ثمار روحية بل الإيمان حياة وسلوك يمكن أن تختبره بثماره في حياتنا وهو علاقة حية بالله الحي تثمر فينا { فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.} (مت 19:7-21). بهذا يمكن أن نختبر إيماننا: هل له ثمر؟. في إحدى المرات لم يستطيع التلاميذ أن يخرجوا شيطانًا من إنسان مصروع، فسألوا الرب عن سر ذلك فقال لهم {لعدم إيمانكم} (متى 17: 20). وقد وبخ البعض قائلًا: { أيها الجيل غير المؤمن الملتوي} (متى 17: 17).. واستطرد المسيح قائلًا لتلاميذه: {الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل: انتقل من هنا إلى هناك. فينتقل} (متى 17: 20). وأن كان إيماننا ضعيف علينا أن نصلي ليعين الله ضعف إيماننا ونصلي ليقوى إيماننا ويشتد بالحياة الاختبارية والثقة في الخلاص المقدم لنا في المسيح يسوع { الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله} (رو 3 : 25). لذلك حسنًا قال بولس الرسول: { اختبروا أنفسكم: هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم} (2كو13: 5).
رجال الإيمان والطاعة لله ...
+ الذي يؤمن بمحبة الله له وحكمة الله وحسن تدبيره لحياته، ويؤمن بأن الله صانع الخيرات، يسلم حياته لله، في طاعة يديرها كيفما يشاء. المؤمن يثق بالله كل الثقة، في محبته، وفي حكمته، وفي قدرته. مؤمنًا أن الله يعرف الصالح له لذلك يسلم حياته لله ويطيعه { الذي به لاجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة لاطاعة الايمان في جميع الامم} (رو 1 : 5). وهكذا نرى المؤمن لا يحمل الهم أو يضطرب مادام يؤمن بعمل الله من أجله {ايها المتقون للرب آمنوا به فلا يضيع اجركم } (سير 2 : 8). إن حياة التسليم الإيماني تجعلنا نشكر الله في كل حين علي كل شئ بلا شكوى أو تذمر، بل نقبل كل شيء من يد الله برضى وفرح. نخضع لمشيئة الله ونقول { ما أبعد أحكامك عن الفحص، وطرقك عن الاستقصاء} (رو11: 33). ينتقل بولس الرسول من الأساس الأول للإيمان بكلمة الله الخالق الأزلي، إلى أمثلة عملية لرجال الإيمان في العهد القديم، فإيمان الكنيسة هو امتداد لرجال الله القديسين وقد قال القديس أثناسيوس الرسولي الذي قضى أغلب حياته الرعوية في جهاد من أجل الإيمان المستقيم، وغالبًا ما كان يضطر أن يترك كرسيه ويهرب من الأريوسيين الذين صمموا على قتله، أن الجهاد من أجل الإيمان لا يقل عن الاستشهاد. وأن رجال الإيمان الذين ذكرهم الرسول بولس هنا غالبيتهم لم يستشهدوا لكنهم عاشوا رجال الإيمان. يقول القديس: " لا تقوم تزكية الشهيد على مجرد رفضه التبخير للأوثان وإنما على رفضه إنكار الإيمان، فإن هذا يمثل شهادة واضحة عن الضمير الصالح. هذا ولا يُدان فقط الذين ينجرفون إلى عبادة الأوثان كغرباء وإنما يُدان أيضًا الذين يخونون الإيمان". ويمدح أيمان ابونا ابراهيم قائلًا "ابراهيم الأب البطريرك قد قبل الإكليل ليس لأنه تألم حتى الموت وإنما لأنه آمن بالله، وأيضًا القديسون الذين ذكرهم بولس من جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والبقية لم يتكملوا بسفك دمائهم، إنما تبرروا بالإيمان، إذ كانوا مستعدين أن يحتملوا الموت من أجل التقوى نحو الله" وهذا يقدم القديس بولس الرسول أمثلة كثيرة في رسالته للعبرانيين من رجال الإيمان ونذكر منهم.
1- هابيل البار .. هابيل هو المثل الأول لرجال الإيمان { بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ}(عب 4:11). لقد شهد الله ببر هابيل ليس لأفضلية حياته أو أعماله الخاصة وإنما لأفضلية ذبيحته عن قرابين قايين. لقد قدم قايين من ثمرات الأرض قربانًا، لكن الله اشتم رائحة الرضا في الذبيحة الدموية التي لهابيل. لانها كانت تحمل رائحة ذبيحة السيد المسيح على الصليب. هذا هو أساس إيماننا أن كلمة الله الخالق يجددنا نحن خليقته خلال الدم الثمين، فنقدم حياتنا ذبيحة حب خلال إتحادنا بالذبيح الحق، بهذا نصير كهابيل الذي صار هو نفسه كذبيحة وهو مرفوض من أخيه. كأن الرسول يحدث المسيحيين العبرانيين المطرودين من الهيكل، أنهم قد صاروا كهابيل المرفوض من أخيه من أجل الذبيحة المقبولة لدى الله الآب، ذبيحة السيد المسيح. لهذا وإن حاول اخوتهم أن ينهوا حياتهم لكن صوتهم يبقى مدويًا، وشهادتهم لا يمكن كتمانها بالموت. لا يزال صوت هابيل عاليًا يعلن عن قبول الله ذبيحته ، ويبقى صوت المؤمنين المضطهدين صارخًا يشهد للحق بغير انقطاع.
2- أخنوخ والسير مع الله ....
حياة أخنوخ ومسيرته مع الله تحمل بالإيمان صورة حيَّة للكنيسة والتي تعلو فوق الحياة البشرية الطبيعية، تشهد لسيرتها أمام العالم، لهذا ينقلها الرب إليه لتحيا معه شريكة في أمجاده { بِالإِيمَانِ نُقِلَ أخنوخ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ} (عب 5:11). وكما يقول الرسول { فإن سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده} (في 3 :20). بالإيمان نتمتع بالحياة السماوية كأعضاء في كنيسة الله المقبولة لدى عريسها { وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ} (عب 6:11).
3- نوح والإيمان بما لا يرى...
نوح يمثل بإيمانه إدانة العالم الذي رفض الدخول في الفلك، فكما أنه لا خلاص خارج الفلك، فلا نتمتع بالحياة الجديدة الإ من خلال الكنيسة والمعمودية والايمان بموت المسيح وقيامته { من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن} (مر16 : 16). { بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ} (عب 7:11) المؤمن يتمتع بالخلاص في الصليب والمعمودية كما في فلك نوح وسط مياه المعمودية.
4- موسى النبي وأحتمال الآلام...
بالايمان موسي حسب العار من أجل المسيح أفضل من الحياة السهلة، وهذا في ذاته يحمل مكافأة {بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ}(عب 24:11). لقد ألقى موسى بنفسه في مخاطر كثيرة بمحض اختياره في الوقت الذي كان في إمكانه أن يعيش متدينًا وهو يتمتع بخيرات مصر كابن لابنه فرعون، لكنه حسبه خطية ألاَّ يكون مستعدًا لاحتمال الآلام مع شعبه، فصار احتماله للآلام خيرًا عظيمًا تاركًا القصر الملكي. لقد فعل هذا لأنه رأى أمامه أمورًا عظيمة، حاسبًا عار المسيح أفضل من خزائن مصر. بالإيمان ترك موسى مصر غير خائف من غضب الملك، لقد هرب أولًا خائفًا من الملك لكي لا يجرب الرب وسط المخاطر بلا هدف، وعندما دُعي للعمل أطاع وعاد ليواجه فرعون بلا خوف. وبِالإِيمَانِ صَنَعَ الْفِصْحَ وَرَشَّ الدَّمَ لِئَلاَّ يَمَسَّهُمُ الَّذِي أَهْلَكَ الأَبْكَارَ. لقد قام موسى بهذا العمل بكونه رمزًا لعمل السيد المسيح الخلاصي، أي الفصح الحقيقي الذي عبر بنا من عبودية إبليس إلى حرية مجد أولاد الله. ويكمل القديس بولس سلسلة رجال الإيمان الي ن يبلغ بنا إلى رجال إيمان من القضاة مثل يشوع وراحاب وجدعون وباراق وشمشون ويفتاح، والملوك مثل داود، والأنبياء كصموئيل. هكذا يجول بهم خلال كل تاريخهم ليقدم أمثلة من كل حقبة فقد وُجد شهود حق لله حتى في أحلك العصور. وانتقل الرسول من أمثلة رجال ونساء للإيمان إلى أمثلة للأعمال الإيمانية منها الذين بالايمان قهر المالك بالإيمان صنع البرّ نوال المواعيد. سد أفواه الأسود. إطفاء قسوة النار. نجوا من حد السيف نالوا قوة من ضعف. أخذت نساء أمواتهن بقيامة كما فعلت الأرملة مع إيليا النبي. أحتملوا العذاب ورفض النجاة الزمنية من أجل نوال قيامة أفضل ومن أحتملوا النشر والقتل وطافوا في جلود غنم وجلود معزي في عوز مكروبين ومذلين كامثلة حيَّة واقعية لأعمال إيمانية عاشها رجال العهد القديم، ويعيشها المؤمن في العهد الجديد بفهم روحي جديد، فبالمسيح يسوع يقهر المؤمن ممالك إبليس والخطية ومحبة العالم، ويحيا في برّ الإيمان، وينعم بالمواعيد الإلهية. بالإيمان نسد أفواه أسود الشر والرجاسات التي تود افتراسنا، ونطفئ لهيب الشهوات العالمية ونحاضر بالصبر ناظرين الي رئيس إيماننا . بالإيمان بالسيد المسيح ننعم بالنجاة من كل سهم شرير، ونتمتع بقوة ونعمة الروح القدس بالرغم مما لنا في ذاتنا من ضعف، ونتشدد كجنود روحيين في حربنا ضد العدو غير المنظور. بالإيمان تتقدم النفس كالأرملة التي مات وحيدها، فيقيم مسيحنا النفس الميتة. وبالإيمان نحتمل الآلام بفرح ولا نطلب خلاصًا زمنيًا بل المكافأة الأبدية.
5- الإيمان بالوطن السماوي.....
يتكلم القديس بولس عن رجال الإيمان فى العهد القديم ثم يأتي لكنيسة العهد الجديد ويشير الي الذين من أجل الإيمان أضطهدوا وحرموا من ممارسة العبادة الجماعية مع اخوتهم في الهيكل، فإن الرسول يرفع أعينهم إلى هيكل آخر سماوي وعبادة على مستوى ملائكي، ليدركوا أن ما فقدوه من منظورات لا يقارن أمام ما يتمتعون به في عالم غير المنظورات. هذا ليس بأمر خيالي، إنما هو حياة إيمانية تمثل امتدادًا للحياة التي عاشها آباؤهم محتملين الحرمان من الكثير لينعموا بالمواعيد السماوية. يقول الرسول: { فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هَذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَنًا. فَلَوْ ذَكَرُوا ذَلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. وَلَكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذَلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلَهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً} (عب 11:11-16). هكذا يؤكد الرسول أن رجال الله القديسين لا يضعوا رجاءهم في مواعيد أو خيرات زمنية، وإنما يتطلعوا الي الوطن السماوي والمواعيد الأبدية المختفية وراء المواعيد الزمنية. يتطلعوا بالإيمان إلى وعود الله الأبدية ويصدقوها بالإيمان ويحيّوها بالعمل الجاد للتمتع بها وتلتهب قلوبهم بالشوق اليها في أحساسهم أنهم بحق غرباء ينتظرون العبور إلى وطنهم السماوي للتمتع بها. ويشتهي رجال الإيمان في كل زمان وطنهم السماوي، لهذا يُسر الله بهم، فيدعى إلههم لأنه أعد لهم المدينة السماوية التي فيها يجتمعون معه ويسكن هو في وسطهم إلى الأبد، يفرح بأولاده ويفرحون بأبيهم السماوي، أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق